قصه كامله

موقع أيام نيوز


هخلي المملة مراتك تاخدك مني وتتسهولك لما تكلمها 
احتدت بنيتاه القاتمة وهدر من بين اسنانه بنفاذ صبر وبآخر حيلة لديه
مش هكلمها هي ....هكلم يامن وهخليه يطمني على الولاد هاتي التليفون يا منار ومتعصبنيش اكتر من كده
زفرت بضيق من إصراره ولم تريد أن تعاند أكثر كي لا تفسد الأمر بأوله فرغم تخوفها من استعطاف رهف له إلا انها التي تجعله يرضخ لها ويصبح كالخاتم بإصبعها ولذلك وافقت قائلة بخبث 

خلاص متتعصبش يا سونة انا برضو عندي قلب وعارفة أنك اب و ولادك لازم يوحشوك
لتسير بضع خطوات ثم تفتح خزانة الملابس وتدس يدها بين طياتها تخرج هاتفه وتناوله إياه قائلة بوداعة لا تليق ابدا بها
كلم يامن ومتنساش تسلملي عليه وتقوله انا نفسي اتعرف عليه وعلى خالتك
تناوله من يدها بتلهف شديد وقام بفتحه 
هاخد Shower وهستناك متتأخرش عليا يا سونة
لتبتسم هي وتخطو نحو المرحاض بينما هو ما أن تأكد من إغلاقها الباب دلف للشرفة وأغلق بابها عليه ثم قام بالنقر على شاشة هاتفه يطلب رقم رهف وهو ينوي أن يصب جم غضبه عليها ولكن لصډمته كان هاتفها مغلق وحتى هاتف المنزل الأرضي لم تجيب عليه مما جعله يستشيط غيظا ويتيقن أنها تتعمد أن تتجاهله ونا إن تذكر أنه لم يعد معه مال كافي لسداد حساب الفندق قام بمهاتفة يامن وقبل أن يطلب منه العون سأله عنها وتحجج كونه اضطر للسفر وتركهم ولكن يامن أخبره أنه لا يعلم شيء ولم تقم هي بزيارتهم منذ وقت طويل ليستشيط هو أكثر ويكاد القلق يفتك به ولكن دائما ما يتدخل شيطانه مبررا كونها تكيده ليس أكثر وتتعمد إفساد سعادته ورغم تلك الأعاصير التي ټضرب برأسه إلا انه لم يخبر يامن بأي تفاصيل خاصة عن فعلته فقط طلب منه أن يرسل له المال بأي طريقة... و وعده انه سيشرح له فيما بعد وحين أغلق معه زفر حانقا وأخذ يمرر يده بخصلاته بفوضوية هادرا بغيظ
أنا ازاي غبي كده ونسيت موضوع الحساب ده
ليكور قبضته بقوة ويضعها بين أسنانه كي يتحكم بزمام نفسه كي لا يفتضح غبائه أمام الآخرى وتشعر به ثم أغمض عينه وأخذ يهدأ نفسه ولكن من داخله يتوعد لها بأشد الوعيد حين عودته الذي قرر أن تكون فور إرسال يامن للمال في صباح الغد. 
تنهيدات ونظرات هائمة كانوا يتبادلونها وهم يستندون على مقدمة سيارتها في المكان ذاته أعلى تلك الهضبة العالية التي تكشف
البلد من عليائها فرغم عزلة المكان إلا أنها تشعر براحة عارمة به فقد أصرت عليه أن يأتي بها إلى هنا ورغم غيوم السماء و برودة الجو وتلك اللفحات الباردة إلا أن كان دفء قلوبهم يكفي العالم أجمع فكانوا غير عابئين بشيء وكأنهم بعالم أخر يهيمون به بمشاعر تشابه غيوم السماء التي انذرت لتوها بهطول الأمطار مصطحبة معها عاصفة هوجاء من المشاعر المتأججة بينهم فشهقت هي حين شعرت ببضع قطرات الماء على وجهها وقالت بعفوية تشبه عفوية الأطفال
الله مطر 
مسح على وجهه وقال وهو ينظر لما حل بالجو وكأنه فاق لتوه من غفوة قلبه
عجبك كده مش كنت روحتك احسن من الپهدلة دي
نفت برأسها واخبرته ببسمة واسعة وهي ترفع رأسها للسماء وتفرد ذراعيها ترحب بالمزيد
انا جيت هنا مخصوص علشان كده ...انا بحب المطر أوي يا محمد بحب ريحته وبحس براحة غريبة بعديه
أبتسم لتبريرها المرهف وقال 
بس الجو برد عليك 
نفت برأسها وظلت تدور وتدور حول نفسها ببسمة واسعة واستمتاع غريب دغدغ حواسه وجعله يتأملها بنظرات والهة يردد بداخله
كم أود أن أشاركك صخبك وسعادتك الآن كم أود إطلاق العنان
لنفسي وأغدق دون حسبان ياليتني أستطيع أن 
امنحك لحظات لا تليق سوى بك و أبوح لك بمعسول الكلام ولكن يوجد حديث يعجز عنه اللسان فأنا عاشق يعلم أن كافة أحلامه يستحيل تحقيقها ويجب أن تظل طي النسيان. 
لا يعلم كم مر من الوقت وهو يتأملها ولكن ما يعلمه أن قلبه يهفو لها حد العناء
فقد تنهد بعمق ولعڼ تلك الحالة الغريبة التي أصبح عليها و تلك المشاعر التي لم يعد يستطيع التحكم بها وتعدت حدود عقله ومنطقه وكل ما نشأ عليه حين نزع سترته الحانية المفعمة بالاهتمام
عارف أن أنا أسعد واحدة في الدنيا اللحظة دي
غرق في بحر عينيها دون وعي وتمنى أن لن ينجو أبدا وهي تميل برأسها لتواجه وجهه أكثر حتى انفاسه واستأنفت بنبرة حالمة مفعمة بالسعادة غير عابئة بزخات المطر التي كانت تزف حديثها
علشان جمعت بين أكتر تلات حاجات بحبهم المكان ده والمطر وأنت يا محمد 
زلزلت قاع قلبه بل عصفت به وجعلت ارادته وعزيمته للصمود ذهبت ادراج الرياح من وطأة تصريحها الخطېر له ورغم ان لسانه عجز عن الرد إلا أن بندقيتاه كانت تعصاه و تهيم بها وكأنها تود أن تمتعه بتلك اللحظة الفريدة المميزة فكانت عيناها تدعوه دعوة صريحة للبوح ولكن الأمر كان عليه ليس بيسير ابدا فمكنون
 

تم نسخ الرابط