قصه كامله
المحتويات
كوكب تاني بس هفهمك وامري لله هو مش كشړي بالمعنى الحرفي هما سموه كده علشان بيتحط الشاي والسكر وبعدين يتحط عليهم الميا المغلية على البارد كده من غير ما يغلوا مع بعض لكن طعمه شاي عادي زي بتاعكم
أومأت له بتفهم بينما الصغيرة عقبت في لماضة
ده انت باين عليك ابيضة خالص يا طنط ميرالومتعرفيش حاجة
برقت عين ميرالوعاتبتها بلطف عفوي وهي تقرصها من وجنتها
مطت الصغيرة فمها وهبت تجلس على ساقيها قائلة بتضامن عاطفي
وانا كمان بحبك ... لتؤشر على محمد وتستأنف بخفة
هو أبو رجلين طويلة ده هو اللي وحش وبيغلس علينا كلنا
ضيق عيناه بغيظ وتقدم من جلستها قائلا وهو يقبض على منكبيها و يرفعها لأعلى تزامنا مع شهقة ميرال ومحاولتها وبين صړاخ شهد
ردت طمطمبشجاعة ليست بمحلها
أنت يا حمود يا حبيبي أبو رجلين طويلة ومفيش في البيت أطول منك
اعتلى حاجبيه بشقاوة وسار بها رافعها لأعلى بيد وبالأخرى أخذ يدغدغها بها لتقرقر هي ضاحكة وترجوه كي يتوقف بينما هو قال مشاكسا وبسمته مازالت تزين وجهه
لتصيح الصغيرة مستسلمة
حرمت ...حرمت مش هعمل كده تاني
لينزلها وتفر ميرال من جديد قائلة
برضو رجليك طويلة
قهقهوا جميعا على مشاغبتهم سويا
بينما ضړب هو كف على آخر متمتا بغيظ
ماشى يا طمطم الكلب مش هسيبك غير لما اقصرلك لسانك ده... بقى انا رجليا طويلة ...ولا التانية اللي بتقولي عدس ورز وبتقولي فايتك كتير ده فاضل شوية وتقولي متنساش الكمالة وبتزعل لما بقولها أنت من كوكب تاني.
انا من نفس الكوكب بس أنت اللي ليك مصطلحات غريبة بحاول أفهمها
كاد أن يرد لولآ أن شهد قاطعته
خلاص يامحمد وهي هتعرف منين كلامك ده بطل و روح اعمل الشاي ومتنساش القرنفل
هز رأسه بشكل درامي وقال وهو مازال محتفظ ببسمته المشاكسة
انفجروا ضاحكين على دعابته أما هي فكانت تعلم انه يقصدها هي بالحلو لذلك كانت تشعر بسعادة عارمة كونها لأول مرة ترى ذلك الجانب المشاكس من شخصيته مما جعلها تهيم بأثره دون قصد
غافلة عن عيون شهدالتي لاحظت ما يفيض من نظراتها وكم تمنت أن يكون حدسها صادق نحوها فقد أحبتها كثيرا وراقها تواضعها وعفويتها الصادقة في التعامل معهم.
الصريحة له بقناعتها التي تبدلت حتى حديث ذلك الطبيب له لم يعطيه اهتمام و هيأ له أنها سوف تتفهم أعذاره من أجل استقرار أطفالهم فهناك يقين راسخ داخله يخبره أنها مازالت تعشقه وسيصعب عليها تخطيه رغم ادعائها عكس ذلك
زفر حانقا دخان سجارته التي لا يعلم عددها لليوم واستند بجذعه
على أحد الارائك التي تتوسط ردهة منزله وقد قرر أن يبيت عليها اليوم ويفر من منار فلا ينقصه دلالها وحقا لم يكن بمزاج راق كي يتودد لها او يراضيها الآن فعقله يضج بالكثير واخر ما ينقصه هي لتشتد مداهمة تلك الحړب الطاحنة برأسه وتكاد تفتك به ويقرر أن يذهب في الغد بحجة أن يطمئن على أطفاله ويتسأل اين يمكثون أثناء تواجدها بالمشفى ويحاول أن يؤثر عليها ويقنعها بأعذاره وهو يعتقد أنها ستغفر له كما تفعل على الدوام عندما يقنعها انه لم يتعمد الأمر
غافل كون الحريق الذي انشبه بقلبها ألتهم كل شيء بأحشائها له ولم يتبقى حفنة واحدة كي تتشفع له.
عاد بها لقصر أبيها دون أن تتفوه بشيء طوال الطريق فقط بسمة هادئة تعتلى ثغرها وهي تتذكر تفاصيل يومها معه فلأول مرة تنعم بدفء اسري وترى ترابط صادق مفعم بالمحبة بهذا الشكل وكيف تفعل وهي ربيت وحيده وبين اسرة مفككة لم تحظى ابدا في كنفهم بالاهتمام والدفء والسکينة التي شعرت بها بمنزله البسيط. انتشلها من شرودها صوته الأجش
وصلنا يا ميرال
رفعت نظراتها له بتيه قبل أن تلحظ توقف السيارة بها أمام بوابة القصر لتجلس بزاوية المقعد كي تكون بمواجهته وتقول بإمتنان
شكرا على اليوم الحلو ده بجد انبسطت معاكم اوي
هز رأسه ببسمة هادئة ثم تمتم بتلقائية
فعلا كان يوم حلو وشهد اتبسطت انها اتعرفت عليك أصل من يوم الملاهي وطمطم مبطلتش كلام عنك
اتسعت بسمتها وهمست بعفوية شديدة بعدما تذكرت ذلك اليوم الذي طبع في ذاكرتها للأبد
يااااه اليوم ده كان حلو بشكل ...تعرف إني عمري ما هنساه ابدا
أيدها بحركة من رأسه بينما هي استأنفت
بنبرة صادقة مفعمة بمكنون قلبها
أي حاجة بشاركك فيها بتبقى مميزة بالنسبالي و أي حاجة
متابعة القراءة