جنتي
المحتويات
أدعت.. لا لن يصدق أن تكون خائڼه.
ربما إياد هو من كڈب عليها و استدرجها هناك ..ألم تلمح ماهيتاب مرارا أن ابن عمها يكن مشاعرا لزوجته هل تخفي ساره محاولاته القذره معها خوفا من المشاكل و قلقا على مشاعر ماهيتاب.
بالتأكيد هذا هو السبب و ذلك الحقېر سيدفع الثمن غاليا..حتما سيجد طريقه للنيل منه.
في يومها الثالث ..أنهت جنه ترتيب الكتب الجديده و إدراجها في الرفوف المخصصه لكل مجال نظرت إلى ساعتها التي شارفت على السادسه مساء ستضطر للمغادره الآن متأخره فلقد استغرقت وقتا حتى تلم بنظام المكتبه فلقد أرادت أن تثبت جدارتها ل د. نوال و لكن ما يعزيها أن الطريق بين المكتبة و السكن ليست بالبعيده و ما زال الشارع يعج بالماره..حملت حقيبتها و همت بالخروج و لكن حركة ما خلف ركن الكتب المصوره أوقفتها.
أخذت نفسا عميقا فلا داعي للخوف فحتما ما زال الساعي موجودا ينتظر إغلاق المكتبه في الخارج.
تقدمت من ركن الكتب المصوره حتى أصبحت خلفه تماما أزاحت بعض الكتب و أطلت برأسها..لم ترى شيئا في البدايه و لكن عندما أشاحت ببصرها إلى الأسفل رأت صبيا صغيرا ربما في السابعه أو الثامنه من عمره أشعث الشعر و يرتدي ملابس رثة جدا وجدته يحملق في أحد الكتب المصوره قابضا عليه بيديه الصغيرتين.. يدين قذرتين جدا..أكملت تفحصها له فيبدو أنه لم يلاحظ وجودها بعد.. لترى أنه حافي القدمين..أرجعت رأسها إلى الخلف عندما رأته يلتفت يمينا و يسارا ليعيد تلك الحركه مرتين و كأنه يريد التأكد أن لا أحد يراقبه ثم و بخفه شديده أخفى ذلك الكتاب في سترته و انطلق راكضا.
خرجت من المكتبه لتجده واقفا في زاويه أسفل عمود النور..انطلقت في اتجاهه و عندما شاهدها أسرع هاربا لحقت به راكضة خلفه لم تدر أي منطق تملكها لتتبعه من شارع لشارع حتى سقطت في بركه كبيره من الوحل تكونت من جراء سقوط الأمطار و شاهدته يغادر مبتعدا بعد أن تأكد من عدم لحاقها به.
حاولت التحامل على الآمها و استعدت للنهوض مره أخرى لترى زوجين من الأقدام تسيران باتجاهها.. ثم سمعت صوت رخيم يسأل انتي كويسه يا بنتي
رفعت نظرها لتلتقي بنظرات قلقه من رجل كبير في السن و بجواره شابه .. اه أليست هذه نسرين التي عرفتها عليها سماح..ابنة د نوال و شقيقة إياد.. و بمجرد تذكرها له أحست بالاحراج الشديد..هل ستنسى يوما أنه رآها بذلك الشكل المهين ليلة رأس السنه.
مدت جنه يدها لنسرين التي ساعدتها في النهوض مره أخرى و قالت متشكره تعبتك معايا يا آنسه نسرين.
قالت نسرين معاتبه آنسه !! أنا اسمي نسرين و بس.
قال رفعت طه موجها حديثه لحفيدته مش تعرفيني على الآنسه صديقتك.
قالت نسرين دي تبقى جنه أمينة المكتبه الجديده.. و ده جدو رفعت.
قال رفعت طه لا ..انتي تقوليلي جدو.. زي ما كل صحاب نسرين بيعملوا.
قالت جنه بتلعثم بس أنا و نسرين مش..
قاطعتها نسرين الله مفيش بس.. و بعدين انتي شكلك مش عايزانا نبقى اصحاب و لا ايه الحكايه
ابتسمت جنه قائله لا طبعا.. دي حاجه تشرفني.
ابتسمت نسرين هي الأخرى و قالت طب يلا اتفضلي معانا زي الشاطره تغيري هدومك و تتعشي معانا.
تدخل رفعت طه قائلا تروحي ازاي و إنتي كده ..مشيرا بيده إلى مظهرها ..و أكمل كده ميصحش.
نظرت جنه لملابسها التي لم تلحظ سابقا أنها اتسخت بالوحل ..فالجد معه حق كيف ستكمل سيرها في الشارع و إلى السكن بهذه الصوره.
قالت نسرين وبعدين بيتنا قريب و أشارت بيدها إلى نقطه ما خلف جنه .. و أكملت كلها خطوتين و نوصل.
قالت جنه بخجل أنا مش عايزه اسببلكم إزعاج.
قالت نسرين بمرح إزعاج ايه يا بنتي.. ده انتي هتنورينا يلا يلا بعدين تاخدي برد بالهدوم المبلوله دي.
أذعنت جنه و تابعت السير معهما رغم الألم الذي تشعر به في قدمها و لكن الشيء الذي خفف عنها هو بط سير الجد.. فاستطاعت الوصول إلى الفيلا خاصتهم دون أن يظهر مدى الألم الذي تعانيه.
غادرت جنه غرفة نسرين بعد أن أعارتها الأخيره بعض من ملابسها و نزلت الدرجات لتجد د نوال في انتظارها والتي أصرت على بقائها لتناول العشاء معهم هذه الليله.
وبعد أن أنهى الجميع تناول العشاء استأذنت جنه بالمغادره.
قالت نوال لا مينفعش تروحي دلوقتي .. الوقت أتأخر و المطره جامده و نسرين سواقتها مش اد كدهأخاف تعملوا حاډثه.
قالت نسرين أنا سواقتي مش اد كده ! بس أنا بجد مش بحب أسوق و الدنيا بتمطر و عبد الله مش هنا و إياد قال إنه هيتأخر و هيبات في شقته.
قالت جنه ما أنا هآخد تاكسي.
هتفت نسرين تاكسي ايه فالجو ده.
قالت نوال بحزم انتي هتباتي معانا الليه و بكره الصبح هتروحك نسرين السكن.
قالت جنه بفزع لا لا مقدرش.... المشرفه قالت ممنوع البيات بره السكن.
قالت نوال هو انتي ناسيه يا جنه السكن ده أنا المسئوله عنه و دلوقتي بنفسي هاكلم المشرفه و اشرحلها الظروف متقلقيش.
قالت جنه مره أخرى ما أنا ممكن آخد تاكسي ..مفيش داعي أزعجكو.
قالت نوال و بعدين معاكي.. اسمعي الكلام و لا انتي مش معتبراني في مقام والدتك.
اضطرت جنه للمبيت في فيلا الحداد فهي من جهه ما زالت خائفه من أحداث ليلة رأس السنه و لا تريد العوده في ساعه متأخره مع سائق ربما أوصلها و ربما تركها كمل فعل ذلك السائق تلك الليله.
و لكن النوم جافاها بسبب الالم في قدمها.. و مع بزوغ الفجر..أدت صلاتها ثم خرجت بهدوء من غرفة نسرين حتى لا تزعجها و هبطت الدرجات باحثة عن مسكن لآلامها فلقد لاحظت بعض الأدويه الخاصه بالجد و من ضمنها المسكنات موضوعه على منضده في الصاله.
أضاءت المصباح الموضوع على المنضده التي تحتوي على الأدويه و تناولت حبه من شريط الدواء المسكن ثم أطفأت المصباح و اتجهت إلى المطبخ لإحضار كوب من الماء...أضاءت النور و تناولت المسكن مع رشفه من الماء و استدارت لتغادر المطبخ... وضعت كوب الماء على الطاوله ثم شهقت مفزوعه.....!
قال إياد و هو يمعن النظر إليها غير مصدقا لما يراه إنتي بتعملي ايه هنا !!!!!!!!!!!!!!!
بقيت جنه مسمره في مكانها من شدة الفزع..ووضعت
متابعة القراءة