جنتي

موقع أيام نيوز


جنه.. كما لم يفهم سابقا سبب انزعاجه من اهتمام كريم و أسئلته المتلاحقه لجنه هذا الصباح...و مره أخرى وجد عقله يؤنبه على السماح لمشاعره بالانجراف في ذلك الاتجاه و لكن الجيد أن عقله ما زال مسيطرا.. نعم ..لن يسمح لتلك المشاعر بالنمو أما عن حنقه من تصرفات كريم فالسبب منطقي لأنه يعتبر نفسه المسئول عنها ألم يخبره الضابط بذلك .

نعم.. هي الظروف من أجبرته على ذلك الدور و حالما تطمئن نفسه على سلامتها ستختفي تلك المشاعر بالتدريج .
و بالرغم من هذا الجدال وجد نفسه أمام سكن الطالبات يطلب من المشرفه الاطمئنان على حالة جنه الصحيه فلقد أخبرته نسرين بما حدث لها هذا الصباح و كلاهما لاحظ ايضا ان قدمها تؤلمها .
قالت المشرفه انا مكنتش اعرف إنها تعبانه ..أنا هاطلع دلوقتي حالا اطمن عليها و اطمنك .
قال إياد أنا عارف القوانين و إن ممنوع حد يطلع يزورالبنات ..لكن لو حالةجنه تسمح ممكن تطلبي منها تنزل هنا تقابلني .
جز إياد على أسنانه و أكمل في موضوع مهم بخصوص إقامتها هنا محتاج أبلغها بيه . 
لم يعتد إياد الكذب و لكن مع حاجته الملحه لرؤية جنه و الاطمئنان عليها لم يجد مناصا من افتعال كڈبة ما فلقد رأى الاستياء الواضح باد على وجه المشرفه حينما طلب مقابلة جنه.
زمت المشرفه شفتيها و قالت حاضر يابشمهندس بس ياريت تتفضل على البوابه لان زي ما حضرتك عارف ممنوع مكوث الرجال في البنايه ! 
نعم .. لقد صدق حدس إياد فلقد أستاءت المشرفه جدا كاد أن يتراجع و يعتذر عن طلبه و لكن فات الآوان فلقد صعدت المشرفه لاخبار جنه بالفعل . 
خرج لينتظرها على البوابه .. دقائق و كانت أمام ناظريه تسأل بقلق خير يا بشمهندس ..هو الظابط سألك عني امبارح 
رد إياد و هيسألني عنك ليه 
أجابت جنه يعني حضرتك قلت للمشرفه عايزني فموضوع يخص إقامتي هنا في السكن ! 
تدارك إياد نفسه فا هو كڈب و الآن يحتاج للتبرير اه فعلا ....
قاطعته جنه هو حضرتك قلتله إني مبتش هنا امبارح 
سألته ذلك و نظرت إليه تلك النظره ثانيه ...كما نظرت إليه ليلة رأس السنه في قسم الشرطه النظره التي وضعت فيها كل ذلك الأمل و الثقه بأنه سيكون منقذها من تلك الورطه كانت لمجرد ثوان و ها هي تعيدها مره ثانيه مجرد ثوان ثوان تصرخ فيها بصمت تستنجد به ....أطلق زفره من الهواء الذي كان يحبسه في صدره.
نعم ..لقد جاء هنا لرؤية تلك النظره مره أخرى ليرى أنها مازالت محتاجه إليه ليتأكد أنه سيكون أول من تلجأ إليه إن وقعت في مشكلة ما .. لم يأت لأنه يريد الاطمئنان على حالتها
الصحيه كما أقنع نفسه بل ليطمئن بأنه ما زال منقذها ...ليخمد تلك العاصفه التي ثارت في داخله هذا الصباح عندما رأى رجلا اخر يتقرب إليها حتى لو كان أعز أصدقائه.. فمن جنه ممنوع الاقتراب .. حتى يسمح لعقله باحداث التوازن مره أخرى.
قالت جنه و قد أقلقها صمته هو في مشكله
أفاق إياد من شروده وقال اطمني الظابط مسألش بس بعد اللي حصل امبارح أنا محتاج أتأكد إنك مش هتتهوري و تجيبي لنفسك مشكله. 
قالت جنه پغضب مش معنى إني وقعت فمشكله مره..ابقى متهوره و بتاعة مشاكل !
سأل إياد طب كنتي بتعملي ايه امبارح قصاد الفيلا .. نسرين قالت إن الساعه كانت حوالي سبعه يعني بعد ما خلصتي دوام المكتبه .. وشارعنا مش في طريق السكن بتاعك و لا في طريق اي حاجه الحقيقه .
قالت جنه انا عارفه إن حضرتك اتحملت ريسك كبير لما ضمنتني عند الظابط و أحب اطمنك إني مستحيل اسببلك أي مشكله ...
ثم أضافت بتلعثم و عموما امبارح انا كنت حابه اتمشى شويه و الوقت سرقني و حصل اللي حصل . 
قال إياد طب انتي ليه على طول قفله موبايلك... انا حاولت اكلمك امبارح وانهارده و على طول مغلق ! 
ثم أضاف يعني اقصد عشان اكون عارف أخبارك لو الظابط سألني عنك . 
تمنت جنه أن تنشق الأرض و تبتلعها ...فهي لم تعرف كيفية استخدام الهاتف الذي أعطاه لها و بعد محاولات عديده لاستكشافه ظهرت لها رساله تحذيريه ومن ثم أصبح شاشه سوداء .
قالت جنه بحرج أصل .. الحقيقيه ..مش عارفه اقول لحضرتك ايه ..بس أنا إن شاءالله هدفعلك تمنه زي ما اتفقنا .
قال إياد اوك ..بس مفهمتش ليه على طول مغلق ..
أغمضت جنه عينيها و استجمعت شجاعتها و قالت أصلي كنت بحاول ..يعني اعرف ازاي استخدمه و شكلي كده بوظته ..... 
قهقه إياد ليزيد احراجها احراجا و قال من بين ضحكاته طب أنا بكره هابعت حد المكتبه يشوفلك حل .
قالت جنه أنا لازم اطلع حالا... و دلفت داخل البوابه.
حاملة معها الكثير من الحرج و بعض من الفرح و الكثير الكثير من الامان و كعادتها كلما رأته حاولت تهدئة ضربات قلبها التي باتت تقرع كالطبول الصاخبه في إحدى حفلات الروك اند رول.
صاح رمزي قائلا بقالك شهر و مجبتش أي خبر عنه !
قال الصحفي و الله يا فندم ده ماشي مستقيم من شقته للشغل أو الفيلا عند أهله.. ولو خرج يبقى مقابلة عمل أو مع حد من أصحابه..مفيش حاجه كده و لا كده نقدر نعمل بيها موضوع عنه.
عاد رمزي للصړاخ مجددا و إخراج احباطه من فشل محاولاته النيل من إياد الحداد.
في هذه الأثناء وصل صوت توبيخ رمزي إلى مسامع معتز قنديل الذي وجدها فرصة سانحه لعرض خدماته و أفكاره على رئيس التحرير فلربما توصل إلى سبق صحفي أو إلى طريقة للربح السريع.
طرق الباب و أستأذن بالدخول.
قال رمزي اتفضل أنت و المره الجايه تجيني و معاك خبر عدل.
و أكمل موجها حديثه لمعتز اتفضل..اشجيني انت كمان .
قال معتز اسف يا فندم بس ڠصب عني سمعت حديثكو.
قال رمزي متأففا و عايز ايه دلوقت.
قال معتز بثقه عايز أعرض خدماتي على سيادتك ثم قص عليه كيف استطاع أن يتوصل إلى أدق الأسرار الخاصه بأحد نجوم المجتمع و نجمة السينما و كيف رفضها رئيسه آنذاك.
و أضاف أنا اقدر اجبلك قرار أي أحد بس المهم تعبي ميروحش هدر و تيجي على اخر لحظه و حضرتك ترفض النشر.
قال رمزي مفكرا من الناحيه دي متقلقش المهم إنك تجبلي أي حاجه تشبه اللي اسمه إياد الحداد ده.
قال معتز بخبث مفيش حد معندوش أسرار قذره و اطمن ممكن نشغل دماغنا و بشوية معلومات عنه نخلقله مصېبه بس الأول لازم اجمع معلومات كفايه عنه وده بيتطلب شوية مصاريف.
قال رمزي من الناحية دي متقلقش !
أنهت جنه ارتداء هندامها و فتحت النافذه تستنشق الهواء المعطر برائحة المطر شاكرة ربها على نعمه الكثيره و كرمه العظيم ليخرجها من تأملها صوت سماح التي قالت الدنيا تلج يا جنه..أبوس إيدك تقفلي الشباك ده.
قالت جنه معتذره آسفه..بس أصلي بحب ريحة الجو و الدنيا بتمطر.
قالت سماح ساخرة تيرارارار... أوعي تكوني في حالة
 

تم نسخ الرابط