رواية وصمه ۏجع بقلم سهام العدل (كاملة)
المحتويات
ثم نظرت له نظرة تخبره عدم ارتياحها للطعام فنظر هو الآخر للطعام ثم أمسك الملعقة وتذوق القليل منه فامتعض وجه وقال لها أنتي فعلا عندك حق متاكليش.. إيه الارف اللي أنا عامله ده
ثم حمل الصينية مرة أخرى ووضعها كما كانت وعاد يجلس بجوارها وقال تعرفي ان من يوم اللي حصل انا مأكلتش عايش على القهوة والشاي والسجاير تيجي نطلب اكل وناكل سوي بدل الاكل اللي يعمل تلبك معوي ده
بعد قليل عاد لها يقول إيه رأيك تقومي تقعدي معايا في الصالة نشغل فيلم لحد ما الأكل يوصل
أبدت قبولها وهمت للنهوض فاقترب منها ومد يده لها وقال متسنديش على إيدك لحد ما تطيب تعالي انا هسندك
استندت عليه حتى خرجت معه لتجلس في الصالة أمام التلفاز وبينما هو منشغل يبحث عن قناة للمشاهدة قالت له بس انت كده معطل نفسك جمبي وأكيد شغلك محتاجلك
ابتسمت له وقالت بسعادة ربنا يوسعها عليك انت تستاهل كل خير
الټفت لها بعيون مبتسمة وقال خفي بقى بسرعة عشان انزل شغلي
قاطعها
قائلا بهدوء أنتي ملكيش بيت غير هنا يا سدرة زي ما انا كمان مليش مكان غير هنا.. ميغركيش البيت والعيلة إحنا كل واحد فينا كبر لوحده وبقي له حياته
معرفش لولا ياسمين أختي اللي كانت دايما جمبنا وبتدعمنا كنا طلعنا إيه عشان كده إحنا نفضل مع بعض لحد ما نشوف الدنيا هتعمل فينا إيه وكمان انا مش هنزل غير اما تبقى كويسة فمتتعبيش نفسك أنتي
قاطعها يقول بتفهم إحنا مفيش بينا شكر وبلاش نتكلم في اللي فات حاولي متفتحيش الموضوع ده تاني وأنا هحاول أنسى
نظرت له بحزن مصحوب بالندم ثم امتلأت عينيها بالدموع ولكنها سيطرت عليها ألا تسقط وهو لاحظ ذلك فأراد أن يحسن مزاجها فقال لها بحماس نسيت أبارك لك على خطوبة سدن
شعر بالقلق فسألها اوعي تكوني عرفتيها حاجة عن اللي حصل
هزت رأسها بالنفي وقالت لا معرفتهاش حاجة قولتلها اني مش عايزة احضر عشان متحصلش مشكلة زي المرة اللي فاتت وهحاول اكون معاها يوم الخطوبة وكتب الكتاب
نظرت أمامها وقالت بحزن بفكر مروحش
سألها ومتبقيش جمبها
ردت وهي مازالت تنظر أمامها والحزن يملأ عينيها خليها تفرح وجودي في اي مكان بيسحب الراحة والسعادة منه وأنا مش عايزة وجودي يأثر على فرحتها
شعر بغصة تخترقه من كلماتها اليائسة فأقترب منها وجذبها فمالت على صدره مستسلمة أحكمها بذراعه الأيسر بينما رفع كفه الأيمن يمسح على شعرها بحنان ويقول شيلي الأفكار دي من دماغك أنتي المرة اللي فاتت معملتيش غير الصح وأديكي شوفتي النتيجة رجعوا طلبوها تاني وهي معززة مكرمة بطلي بقى تلومي نفسك على كل صغيرة وكبيرة
انكمشت على نفسها واعتدلت تنام على رجله بإرهاق وتعب ولم ترد عليه بل ظلت شاردة لدقائق حتى أتاهم صوت جرس الباب فمال على أذنها يقول بهمس الأكل وصل
نهضت بهدوء بينما هو قام واتجه للباب وبعد قليل عاد بحقائب ورقية وبلاستيكية وضعها أمامها على المنضدة وقال بحماس عايزك كده تشجعيني عشان عصافير بطني بتزقزق
ردت عليه بخفوت متشكرة يا آسر مبقتش عارفة أقولك إيه ولا إيه
ترك ما في يده واقترب منها يجلس بجوارها وقال بحب متقوليش حاجة أنا عايزك بس تفوقي كده وتفرفشي وتفكك من الزعل والإكتئاب ده أنا بس يكفيني إنك لسه عايشة معايا في الدنيا ومش عايز غير كده وياستي اتعبيني زي ما تحبي ولا يهمك
أحست براحة من كلامه فرفعت عينها له وسألته يعني انا بجد وجودي يفرق معاك يا آسر
ابتسم لها وقال طبعا يفرق معايا وأنا قولتلك إني كفاية عليا وجودك جمبي أنا وأنتي نشبه بعض كتير وصدقيني أنا محتاجك معايا زي ما أنتي محتاجاني عشان كده قومي واقوي عشاني ومتفكريش في اللي فات ولا في اللي جاي اللي فات هندفنه واللي جاي سيبيه يجي براحته
تشبثت به وبكت بشدة وقالت من بين دموعها إنت إزاي كده
جذب يدها المصاپة ا بحنان وقال بهدوء أنا مش ملاك أنا كمان يا ما غلطت عشان كده هنبدأ من جديد طالبين من ربنا التوبة
متابعة القراءة