انا لها شمس بقلم روز أمين
المحتويات
وحنق أظهرا كم إستيائها
أنا واقفة برة ليا ساعة إلا ربع منتظرة حضرتك تطلبني علشان أقول شهادتي وأمشيبس وقفتي طالت ومش عارفة هفضل مستنية لحد إمتى!
وإيه المشكلة لما تقفي ساعة وإتنيناللي يشوف حمقتك يقول إن مصالح البلاد والعباد متوقفة على جنابك...نطقها متهكما لترمقه بنظرات ثاقبة وهي تقول بحزم بعدما تيقنت أنه قاصدا ليرد لها ما حدث معه بالأمس
أشار للعامل ليخرج ثم تراجع بمقعده الهزاز وأخذ يدور يمينا ويسارا وهو يرمقها بعينين باردتين كالصقيع ليقول بنبرة ذات مغزى
أعرف ناس حياة العباد متوقفة على شغلها حرفيا ومع ذلك انتظرت ساعة بحالها
طب كويسكدة يبقى صفينا حساباتنا ممكن بعد إذنك نبدأ التحقيق علشان ألحق ميعاد شغلي
رفع سماعة الهاتف الأرضي دون أن يلتفت إليها قائلا بجمود
تعالى لي في مكتبي حالا يا سامي
اغلق الهاتف ثم أشار بكف يده بغرور كي تجلس دون أن يتفوه بحرف رمقته ثم جلست بحدة ليحضر كاتب النيابة بعد قليل ويبدأ بأخذ أقوالها بجدية وموضوعية وكأن شخصا أخر تلبس شخصيتهشخصا حكيما عاقلا عادلسألها بجدية
والسن والعنوان والحالة الإجتماعية
اجابته بثقة
إيثار غانم محمد حسان الجوهري
عندي ثمانية وعشرين سنة ساكنة في مدينة نصر عنواني بالكامل موجود في البطاقة اللي مع حضرتك
نظر للبطاقة التي أمامه فوق سطح المكتب ليناولها للكاتب لمليء البيانات لتسترسل هي
الحالة الإجتماعية مطلقة
إنتهت من تقديم إفادتها ليتحدث بجدية
كدة خلصنا
نهضت بحدة ثم تحدثت وهي تستدير للمغادرة
بعد إذنك
أوقفها صوته البارد حيث قال قاصدا استفزازها وكأنه أعجب بحالة التنافر والتجاذب التي خلقت بينهما منذ أن إلتقيا بالأمس
إلتفت تنظر عليه بجبين مقطب وعقل غير مستوعب نهض وإلتف حول مكتبه ليقف أمامها لقد كان مظهره جذابا للغايةتطلعت لطوله الفارع وجسده الرياضي الذي ظهر من خلال ثيابه حيث كان مرتديا بدلة سوداء وقميصا مماثلا محكمان على جسده مع وضعه لربطة عنق رمادية اللون ورائحة عطره المميزة التي ملئت أرجاء المكان ليتعمق بمقلتيها بعينيه الحادتين اللتان تتابعاها بدقةليتحدث بنبرة هادئة وكأنه تحول لأخر
قهوة فؤاد علام زين الدين
كان ينتظر رضوخها لسطوة وسامته كغيرها من النساء اللواتي قابلهن بحياته فجميعهن يذوبن بمجرد رؤيته وكعادته لم يبالي بهن وكأنهن والعدم سواءفما بالك بتلك التي يقف أمامها ويحدثها بكل ذاك الإهتمام لكنها فاجأته بنظراتها الحادة حيث تحدثت بذات مغزى
ضيافتك وصلتني يا سيادة المستشار متشكرة لأفضالك
ابتسم باستفزاز وتحدث قائلا
إنت مش لسة قايلة من شوية إننا صفينا حساباتنا
ليسترسل بمداعبة في محاولة منه بتلطيف الاجواء
خلينا نشرب قهوة على الأقل مايبقاش ليك جمايل عليا.
أنا متأخرة على شغلي يا افندم فياريت لو مفيش حاجة خاصة بالتحقيق تسمح لي أمشي... قالتها بملامح وجه حانقة ليشير بكف يده باتجاه الباب بملامح تحولت لمقتطبة بفضل إسلوبها المنفر لتقول هي باستياء
بعد إذنك
خرجت كالإعصار ليتأكد حينها بأنها وصلت للمنتهى مما فعله به تنفس بهدوء ليعود لمكتبه من جديد متابعا عمله ولكن بذهن شارد بتلك الفرسة الجامحة وهذا النوع من النساء الذي يصادفه للمرة الأولى بحياته
في تمام الساعة الثانية عشر ظهرا
دخل منزله كالإعصار المدمر حتى استقر بمنتصف البهو ليهتف بنبرة صاخبة زلزلت أركان المنزل بأكملها
سمية إنت ياللي إسمك سمية
خرجت من المطبخ لتهرول إليه لتتبعها ياسمين ومروة اللتان كانا يتابعان تجهيز الغداء تحت ارتيابها من عدم إجابة زوجها إلى الأن على إتصالاتها المتكررة لكنها كبتت إنزعاجها بناءا على تعليمات إجلال الصارمة وقفت أمامه بجسد مرتجف بعدما رأت ڼارا مشټعلة بعينيه الغاضبة ليمسكها من ذراعها يهزها پعنف شديد وهو يقول بسخط
جوزك فين خ
إبتلعت لعابها وظهر الړعب بعينيها لمحت إجلال قد خرجت من غرفتها لتنظر إليها بنظرات مستنجدة استشاط داخله من صمتها لېصرخ بوجهها
ماتردي يا بت جوزك فين
فيه إيه يا حاجبتزعق ليه...جملة قالتها إجلال بداخلا مړتعب ليهتف الاخر صارخا
فيه إن بنت ناصرة ضحت علينا وقالت لك إمبارح إن جوزها نايم فوق وهو بايت برة البلد كلها
اتسعت عيناه عندما رأى عدم تفاجيء زوجته بالموضوع بل أنها أمسكت كفه لتفلته من فوق ذراع تلك التي تكاد تفقد أنفاسها من شدة رعبها
سيبها وتعالى نتكلم في أوضتنا يا حاج
قطب جبينه وسألها بتشكيك
أسيبها إزاي بقول لك البت قرطستني
هي جت الفجر خبطت علينا وقالت لي وانا محبتش ازعجكوقولت أكيد سرح في الوقت مع أصحابه ونام عند حد منهم...قالت كلماتها بهدوء كي تحسه على الاسترخاء لكنها فوجئت باحتدام ملامحه ليهمس مذهولا
يعني مرات إبنك كانت جاية تقول لنا علشان نشوف البيه بيتسرمح في انهي
متابعة القراءة