صړخة على الطريق بقلم ديفنا عمر
المحتويات
سنين طويلة عشنا فيها كل حاجة ام بنتي ونور عيوني الصدر الحنين اللي بلاقيه لما احتاجه.
لمعت عيناها بسحابة دموع من إظهار مشاعره بما ترضاها وربت على قلبها وهو يواصل موضحا لها كلامي عن ريحانة والدة جسار ده حقه عليا لأنه اتحرم من أمه أقل حاجة اعوضه بيها اني اكلمه عنها ده مسكين ما داقش حنانها لحظة واحدة..لو تشوفي وهو بيتفرج علي صورها ولعبه اللي كانت جايباها عشانه كأنه رجع طفل صغير.. حسيت انه كان مبسوط وناسي الدنيا..ده كل اللي ناله من أمه يا صابرين سيرة حلوة وشوية لعب وهدوم على ذوقها لولاده إن شاء الله ده يزعلك في حاجة
_ حقك عليا يا أمين.
قالت بعد أن خجلت من ذاتها ولامت ضميرها سرا فأجابها متفهما ماتقوليش كده أنا عارف انك أطيب مخلوقة وانك هتكوني أم تانية لجسار..مش كده.
_ يارب يا صابرين يارب.
كأني بسمع عن قصة لفيلم هندي.
هكذا تعجب أدم بعد أن قصت عليه سارة كل ما حدث لتجيب الأخيرة هي فعلا قصة غريبة بس حقيقية.. جسار طلع أخويا يا آدم عشان كده كنت بحب اكون قريبة منه ومتعلقة به.. مشاعري ناحيته كانت مختلفة عن اللي بحسها ناحيتك ودلوقت عرفت السبب.
ابتسمت قائلة يعني كنت بتغير
_ كنت بټحرق مش بس بغير أنا اشتغلت معاكي في مكتبه مخصوص لأن ما اتحملتش تكوني معاه لوحدك وبعيد عن عيوني.
رمقته بحب تجلى بين عيناها للدرجة دي كنت بتحبني
منحها أكثر نظراته عشقا هاتفها بخفوت أنا بحبك حب انتي لسه ماتعرفيش عنه غير القشور يا سارة.. بكرة الأيام تجمعنا وهتفهمي.
تآوه بلوعة ياااااه لو كنا متجوزين دلوقت.
ضحكت وقالت كنت هتعمل ايه يعني
غمز بإحدي عيناه الإجابة هتوصلك عملي بعد كتب الكتاب..
ضحكت ثانيا بخجل ونهضت تهتف طب يلا بقي يا استاذ وصلني البيت وبعدين روح نام وارتاح..
علي مضض نهض ليفعل وكله شوق ليجتمع بحبييته تحت سقف بيته.
تحسس بانتشاء أسمه المنقوش فوق قالب صغير يعلوا مكتبه في شركة والده.. عادت هويته وتبدل نسبه ليصبح شرعا وقانونا أبن المهندس أمين الرشيدي..أستقام براحة علي ظهر مقعده مستعيدا بعض التفاصيل الماضية منذ علم انتمائه
لتلك العائلة.. الحفل العائلي الذي تم علي شرفه.. ترحيب الجميع به وحبهم الذي ادخره له قدره لم يعد ينقصه سوى أن يري صغار أصحاء من صلبه هو تنهد وهو يناشد ربه سرا بتحقيق هذا الحلم وتكون شمس هي من تحملهم بأحشائها.
_ الاستاذ أشرف طالب يقابل حضرتك يا جسار بيه.
أمرها قائلا باهتمام خليه يتفضل بسرعة.
تبادل معه عناق دافئا بترحيب كبير حبيبي يا أشرف فينك يا ابني وحشتني..
_ وانت أكتر.. انت اللي فينك مختفي ومش بتيجي حتي المكتب من فترة.. قلقتني عليك.
_ لا اطمن بالعكس انا عندي ليك أخبار مش هتصدقها من غرابتها وسرعة احداثها في نفس الوقت.
_ خير قلقتني
_ الأول تشرب ايه عشان الكلام هيطول.
_ قهوة.. أمر بإحضار اثنين من القهوة ثم بدأ يسرد كل ما حدث معه لتتصاعد دهشة أشرف حتي هتف أخيرا معقول كل ده حصل وفي الفترة البسيطة دي سبحان الله يا جسار عشان كده كنت بترتاح لسارة.
_ لأ ومراتي طلعت أصلا بنت عمي.
_ طب هي عاملة ايه دلوقت
اصطبغ وجهه ببعض الحزن مخبيش عليك يا أشرف شمس تعبانة نفسيا من وقت كلام الدكتور..للأسف قرابة الډم بنا كان تمنها أن ذريتنا تبقي مشوة.
_ بس ده مش أمر مسلم بيه ربنا موجود وقادر يعمل المعجزات.
_يارب يسمع منك
_ طب وجدك
_ جدي ده قطع قلبي وصعب عليا أوي يا أشرف تصور افتكرني هنسحب من حياته مايعرفش اني مقدرش ابعد عنه وروحي فيه.
تمام بإعجاب أصيل طول عمرك ياجسار ربنا يراضيك يا صاحبي.
_ تسلم ياغالي.
قاطعهما اتصال أبيه ليغمغم صديقه طب اسيبك بقي تروح لوالدك.. ومعادنا بكره..
ثم الټفت إليه وقال علي فكرة ماما مستنية تيجي بمراتك عشان العزومة اللي قولنا عليها.. وكمان تجيب رائف معاك.. ماهو بقي خطيب اختي بقي..
ضحك جسار ده ما هيصدق.. خلاص هشوف شمس و في اقرب وقت هعرفك..
_ منتظرك.. سلام.
_ نعم يا بابا
رمقه أمين بتلك النظرة الأبوية الدافئة ومشاعره المستحدثة تطفو بين عيناه قائلا
_ تعالي ياحبيبي عايز اكلمك في حاجة مهمة.
_ اتفضل يا بابا.
_ أدم خطيب اختك كلمني امبارح انه عايز يحدد فرحه الشهر الجاي ايه رأيك
_ الرأي لحضرتك
متابعة القراءة