صړخة على الطريق بقلم ديفنا عمر
المحتويات
جسار..
شمس حمد لله سلامتك يا سيرو ترتاحي بقا و هكلمك بالليل.
من يراه وهو يحتوي كفيها بهذا الحنو وعيناه تلمع بحبه الجارف يظنهما مازالا في أول عهدهما ولم يمضي على زواجهما عدة سنوات يشاركها ألمها ومع هذا يجب يمدها بقوته حين يوهنها الضعف.
_ايه رأيك في المكان ده عجبك يا شمسي
جابت سريعا بعينها حولها ثم نظرت إليه بنظرة عميقة هي تفهم أن جسار يحاول التهوين عليها يعلم ما تكابده حين ترى رضيع يولد بين ذراعي والدته تحتاج تلك العاطفة حد المۏت في سبيل تحقيقها ولو لحظة واحدة ثم ټموت.
هكذا حاولت مكافأته بجملتها مخبئة حزنها بين ضلوع خافقها فلا ذنب له ولها بما يحدث لهما.
_بفكر هديتي هتكون ايه لجسار الصغير تفتكري اجيبله ايه
بادلته حماسه باقتراح ومض بخاطرها ايه رايك انا وانت نفتح حساب باسمه ونحطه مبلغ فيه وبعد كده بابا وماماته يضيفه في حسابه هما كمان وكله هينفعه هو وأخوه لما يكبروا
_ إن شاء الله يا حبيبي.
مرت لحظات بينهما يغلفها الصمت حتى قطعه جسار بهمسه شمس حاولي تتقبلي نصيبنا مش كل اما تشوفي واحدة ولدت تحزني كده على نفسك لازم تكوني راضية من جواكي عشان ربنا يراضينا لما نصبر ونحتسب.
ترقرق ليل عيناها القاتم وتكثفت دموعها رغما عنها هي لا تعترض لكن تشتاق من يحاسب أنثى على شوقها الفطري لقطعه من حشاها تناديها ماما! تلك الكلمة السحرية التي تنبت بقلبها براعم السعادة.
واستطردت پخوف لم يترك خاطرها لحظة واحدة وانت لحد امتى هتفضل صابر خاېفة يجي يوم يفيض بيك و...
قاطعها بعتاب و أيه أسيبك اتجوز تاني تفتكري جوزك وحبيبك ممكن يتخلى عنك
تساقط خيط رفيع من دموع مقلتيها الحبيسة دون رد ليرفع كفيها القابعان بواداعة بين كفيها ثم انسحب معها عائدين لمنزلهما فهناك يعرف كيف يزيل عنها غبار الحزن بموجة عشق حاني لا تنضب فتغفوا على صدره منهكة من
وصالهما راضية بتلك الهدنة لسانها لا يقف عن الدعاء سرا بأن تثمر إحدى لياليهما الخاصة معا نطفة تبث في قلوبهما الحياة.
بعد عدة أشهر
_ صباح الخير يا مشمش هتروحي معايا انهاردة عند جدي نادر ولا وراكي حاجة
_ معلش يا جسار مش هقدر أحس معاك عند جدو نادر حاسة اني تعبانة شوية
انعقد حاجبيه بقلق متسائل مالك يا حبيبتي أنا ملاحظ فعلا ان وشك شاحب شوية تعالي نكشف.
_ قولي كده بقى.. بتوزعيني عشان قعدة النميمة بتاعتك انتي وسارة.
قهقهت قائلة أموت في ذكائك يا متر..
قرص وجنتيها برقة وانا بمۏت فيكي أكتر ثم قال بعبث ماتيجي اقولك كلمة مهمة قبل ما انزل.
غمز لها بمشاكسة ماشي يا مشمش اهربي براحتك أصلك بقالك فترة كده رخمة ومزاجك مش حلو معايا خالص.
..قالها مازحا متأهبا للرحيل لتوقفه سريعا شاعرة بوخزة ضمير جسار استني.
_ نعم ياحبيبتي
أقتربت منه قائلة پخوف اوعي تكون زعلان مني بجد أنا فعلا مش مظبوطة معاك بقالي فترة بس بالله عليك تعذرني..
ابتسم بمحبة مبسطا لها الامر ياحبيبتي بهزر معاكي وبعدين انا مش ممكن ازعل منك ابدا يا شمسي وقمري سوا.
رمقته بحب ثم ابتعدت عنه قائلة اوعدك اعملك سهرة حلوة بالليل لما ترجع يا جسورة
لثم كفيها مغمغما وانا مستني يا قلب جسورة.
صاحت حين ميزت رنين الباب أهي سارة جت.
استقبل شقيقته بحفاوة يا روح قلب أخوكي نورتي الدنيا كلها..ثم تلقف من يديها جسار الصغير وراح يقبله ومن ثم حمل شقيقه الاكبرنديم وهو يقول ديمو حبيب خالو وحشتني خالص وأنا راجع هجيبلك حاجة حلوة.
_ خدني معاك يا خالو.
عاتبت سارة صغيرها نديم.. قولنا ايه مش وعدتني انك مش هتمسك في حد خارج وهتفضل مع ماما وخالتو شمس وتلعب مع اخوك
جسار استني بس يا سارة..ثم حدث الصغير.
أنا رايح عند جدو نادر عايز تيجي معايا فعلا
الصغير بحماس ايوة.
سارة بس ممكن يضايقك ياجسار ابني شقي اوي وعارفاه مش هيستر هناك.
ابتسم بتفهم ماتقلقيش ديمو مش هيتعب خالو..وأنا هاجي بدري شوية عشان اشوف أدم إن شاء الله..
شمس خلاص هنستناكم يا جسار اوعوا تتأخروا.
راقبتها بعين فاحصة وهي تصب لها بعض العصير ثم قالت
_ شكلك مش عاجبني يا شمس.
_ مش عاجبك ليه بقي يا ست سارة مالي يعني.
تفحصتها أكثر بعين خبيرة ثم صاحت بثقة كأنك حامل
ارتبكت وزاغت عيناها بتوتر نافية أنا لا طبعا انتي غلطانة انا مش حامل ولا حاجة.
_ شمس انتي مابتعرفيش تكدبي عليا ده واضح جدا
متابعة القراءة