قصه مشوقه
المحتويات
في عزلتها حتي جاء اليوم التي تعالت فيه الزغاريد من منزل عائلة كامل حماها سابقا فوصلت إلي أذنيها نهضت في لمح البصر بعد أن خفق قلبها ولا تعلم ما السبب وكيف لا يخفق و صاحب القلب الوحيد الذي أحبه يستعد الآن للذهاب إلي عروسه الجديدة يرتدي حلة سوداء وفي أبهي هندامه لكن عينيه مثل صحراء خاوية من الحياة جرداء من أي مصدر للحياة كأنه مجبر وليس مخير وبرغم اعتراضه في بادئ الأمر علي قرار والديه لكن اعتراضه قوبل بالأمر الحازم وألا سوف يغضبون عليه وكانت حجتهم الواهية إنهما يريدان مصلحته وزيجته من ابنة عمته سينسيه ألف شمس و غيرها.
_ألف مبروك يا أم أحمد لإسراء.
_لاء دي مش إسراء عقبال عندكم أحمد ابني رايح يخطب بنت عمته وكتب كتابه عليها الليلة دي عقبال عيالكم.
وبعد أن تبادلن النسوة نظرات التعجب فأجابت السيدة
_الله يبارك فيكي يا ختي ويتمم له علي خير وتكون جوازة الهنا إن شاء الله.
أحمد! عقد قران علي ابنة عمته! كيف ومتي هل لهذا الحد يريد أن يمحوها من حياته!
كفي كفاني ألما وجراحا أريد الابتعاد عن هذا الجو الملوث بالنفوس البغيضة.
أوصدت النافذة كما أوصدت أبواب فؤادها المتهالكة ثم قامت بتجفيف عبراتها التي انهمرت رغما عنها فخرجت لتجد والدها يجلس أمام التلفاز يتصفح جريدة ورقية ووالدتها تحتسي كوب من الشاي وتشاهد مسلسلها المفضل.
قالتها بنبرة يعلم والدها أن هناك خطب ما خلف قرارها دون أي نقاش
أجابت والدتها وهي تترك الكوب أعلي الطاولة
_وليه الاستعجال ده أستني يومين كمان حتي تفوقي شوية.
رسمت بسمة علي محياها متقنة الصنع وقالت
_أنا كويسة ها يا بابا بكرة الصبح نسافر.
أومأ لها والدها متفهما الحالة النفسية التي تخالجها حاليا فقال
أجابت باقتضاب
_تصبحوا علي خير.
وذهبت إلي غرفتها فقالت والدتها بحنق
_أنت أي حاجة تقولك عليها البت حاضر ونعم! جري إيه يا محمد البت مش طبيعية مش شمس بنتي اللي عرفاها وبصراحة مش عايزاها تسافر عند أخواتك بحالتها دي.
_طالما ده هيخليها مرتاحة نفسيا فمفيش أي مشكلة أهم حاجة عندي راحتها ولو راحتها في آخر بلاد العالم هوديها ريحي أنتي بس نفسك وشيلي أخواتي وسلايفك من دماغك.
وأطلق زفرة بتأفف ثم نهض تاركا إياها تتمتم بكلمات توبيخ و توعد.
يسير في الردهة بترنح يحتسي الخمر من الزجاجة مباشرة وفي يده الأخرى سېجارة محشوة بخليط من المواد المخدرة.
_أنا حمزة السفوري اللي الكبير پيترعب مني قبل الصغير أبويا يقولي أهرب.
أشار إليه صديقه الثمل والمتمدد علي الأرض وجواره لفائف سجائر وزجاجات خمر قائلا له
_ياعم بقي أتهد وأقعد بقي من الصبح مصدع أمي وطيرت لي النفسين من نفوخي.
أستدار له الآخر وأطلق صوتا قذرا فقال
_هو أنا كنت بتكلم معاك يا حليتها أنا بتكلم مع نفسي.
_طيب ياريت تاخد نفسك وتركنوا في أي حتة بعيدة عني عشان مش ناقص صداع.
رمقه حمزة بوعيد وقال
_طيب يا روح خالتك من هنا ورايح شوف مين اللي هيشتري لك المزاج ولا الخمړة اللي بتطفحها دي و أبقي روح مد إيدك لمرات أبوك اللي مقشطاه أول بأول.
ضحك الآخر بتصنع وقال
_أي يا عم كنت بهزر معاك في إيه ياصاحبي أرغي براحتك ولا أقولك أحكيلي تاريخ وأمجاد عيلتكم.
حدق نحوه بنظرة دونية من أعلي إلي أسفل ثم قهقه حتي توقف وتحولت ملامحه إلي شخص آخر فقال لنفسه
_أبويا سابنا أنا وأمي لجدي وسافر الخليج عشان يشتري لنا بيت خاص بينا غير بيت جدي اللي كان مليان مشاكل وخاصة من عمي الو...
أغمض عينيه وهو يسترجع ذكري طفل في السادسة من عمره كان يبحث عن والدته بعد عودته من المدرسة وإذا به يفتح باب غرفة والدته الخاصة بغتة حتي رأي ذلك المشهد الذي ظل محفور بذاكرته عمه الذي كان بمثابة أبيه في أحضان والدته في وضع حميمي شهقت والدته وانتفضت من بين ذراعي شقيق زوجها وهي تردد
_يالهوي يالهوي يخربيتك يا هدي.
نهض من جوارها
_بطلي ولوله وسبيني أنا هاتصرف معاه بنفسي.
أقترب من الصغير ونظرات عينيه تنضح بالړعب
حتي رأي بنطال الصغير قد تبلل وهو يتراجع إلي الخلف يستعد للهروب وقبل أن تتحرك قدميه إلي الخارج خطوة واحدة كان في قبضة هذا الۏحش كتم أنفاس الصغير وقام
متابعة القراءة