قصه مشوقه

موقع أيام نيوز


و لكل منا ما يعطيه أو ما يدفعه من ثمن غالي.
_ اللي واخد عقلك يا عروسه
سألتها إسراء ولكزتها بخفة في ذراعها فاجابت شمس بعدما عادت من رحلة شرودها
_ بتقولي حاجة
ضيقت الأخرى عينيها بمكر ومزاح قائلة
_ هو آبيه أحمد للدرجدي شاغل تفكيرك يابنتي ركزي شوية في الهم الي إحنا فيه كلها أسبوع و هنلبس في وش الإمتحانات و تخلص وبعدها تلات أسابيع و تتجوزوا بقي وأخلص من رخامته عليا.

قهقهت علي حديث صديقتها الفكاهي
_ ماشي يالمضة خلاص هانت وأخلصك منه بس مكنتش أصلا سرحانة فيه.
توقفت الأخرى عن السير وسألتها
_ خير آبيه زعلك ولا إيه
اعتراها بعض التوتر وأنبلج علي ملامح وجهها فقالت بتردد جلي
_ مفيش قصدي يعني ما زعلنيش ولا حاجة.
بداخلها يريد أن يجيش عن ما بصدرها من ما يؤرقها منذ أيام انتشلتها صديقتها من الشرود مرة أخري وقالت
_ أوعي يكون الزفت اللي اسمه حمزة ده بيكلمك ولا بيشوفك تاني!
أومأت لها بالإيجاب أردفت الأخرى
_ نهار أبوه أزرق و أسود علي دماغه هو متخلف ولا مچنون عايز أي منك التنح ده
أجابت بتأفف
_ وطي صوتك البلد كلها سمعتنا.
تنهدت و أخفضت من صوتها قليلا
_ حقك عليا يا شمس بس ڠصب عني أقسم بالله بيبقي بيني ومابين أقول لآبيه أحمد عليه و....
قاطعتها وهي تضع كفها علي فمها
_ إياكي والله أزعل منك يا إسراء أنتي عارفة كويس إن الكلب حمزة 
شهقت وكفها علي فمها قائلة
اللهي عزرائيل يجي يخلص عليه هو الحيوان البلطجي بتاع المخډرات.
_ أديكي قولتيها بلطجي و شمام عايزة تقولي لأحمد عشان يروح يتخانق معاه والتاني يقوم مخلص عليه 
أصبحت الأخرى في حيرة من الأمر فقالت
_ نروح نقول لمامته أو باباه يوقفوه عند حده هو فاكر إنها سايبة ولا إيه!
هزت شمس رأسها نفيا وبتهكم تحدثت
_ عندك حق نروح نقول لمامته اللي لما أتقدموا لي ورفضناهم وقفت ردحت لماما علي الباب بأعلي صوتها تقولها بقي بنتكم المعفنة أم نضارة ترفض إبني حمزة السفوري اللي بنات مصر كلها بتجري وراه وتتمني يعبرها بكلمة.
لم تستطع صديقتها كتم ضحكاتها فأطلقتها للعڼان حتي دمعت عينيها.
_ ما تضحكوني معاكم.
قالها صوت رجولي جعل كلتاهما تصمت علي الفور ابتلعت إسراء ريقها من الذعر وقالت
_ آبيه أحمد!
أجاب بنبرة جدية صارمة لا يتفوه بها سوي مع شقيقته
_ إيه اللي موقفك في الشارع لحد دلوقت يا هانم وكمان بالليل!
مدت له يديها تحمل دفتر ورقي وكتاب أجابت
_ والله كنا عندنا مراجعة علم نفس ولسه مخلصين ووقفنا ناخد نفسنا شوية.
نظرت إلي شمس التي عقبت
_ أيوه كنا مخنوقين شوية عشان ضغط المذاكرة والدروس والأمتحانات و مروحين علي طول أهو.
رمقهما بعدم صدق لكن لا يهمه سوي أمر شمسه فقال
_ طيب تعالوا أفك لكم الخنقة دي شويه وأعزمكم علي آيس كريم..
قفزت شقيقته كالطفلة من فرط السعادة بصياح
_ أيوه بقي يا آبيه حاسس بأختك الغلبانة.
أجاب عليها بسماجة
_ ده مش عشانك عشان خاطر شمس.
و نظر لها بابتسامة جعلت الډماء تكاد ټنفجر من وجنتيها خجلا فهي دائما خجولة خاصة عندما يوقع علي مسامعها كلمات من الغزل العفيف والحب النقي تنتابها حالة من الخجل يلازمها الصمت وهذا لن يضايقه أبدا بل يزيد من حبه لها أكثر وأقوي ود لو تمر الأيام بسرعة البرق وتصير زوجته حينها سوف يلقي عليها كل ما بداخله من مشاعر مكنونة لن يستطيع إطلاقها إلا عندما تصبح زوجته.
_ ماشي يا آبيه بقي تكسفني وتقولي عشان خاطر شمس! شوف بقي مين اللي هيعملك البيتزا ولا الكريب عمايل إيديا اللي بتحلف عمرك ما دوقت في حلاوتهم أبدا .
أطلق قهقه علي تذمر شقيقته يحب دائما أن يشاكسها ضربها بخفة علي مؤخرة رأسها قائلا 
_ أعمل إيه بحب أنكش فيكي يلا تعالو بقي عشان نلحق نرجع علي طول وتراجعوا اللي أخدتوه.
تفوهت شمس بتردد
_ معلش يا أحمد مش هاينفع بابا...
قاطعها ليطمأنها
_ ما تقلقيش يا شمسي أنا كلمته وسلمت عليه وأستأذنت منه وعارف إن أختي معانا عشان كده ما أعترضتش.
_ يلا بقي يا شموسه لسه هاتفكري!
_ و معايا الموتسيكل كمان.
أتسعت عينيها وبدي علي ملامحها الاعتراض تفهمت صديقتها ما تفكر به فقالت
_ أنا هاركب ورا آبيه وأنتي ورايا وڤيزبا هنية تكفي ميه.
ضحك ثلاثتهم أرضخت في النهاية وذهبت برفقتهما ليستمتعوا بأجمل اللحظات التي لن تنساها أبدا وبعد انتهاء رحلتهم القصيرة في طريق العودة كانت هناك أعين مثل عيون الذئاب عندما تراقب فريستها وتحيك وتدبر لها المكائد والفخاخ يزفر صاحبها دخان سيجارته المحشو ينبعث من بين براثن الظلام الدامس خلف أشجار المانجو يقول ب توعد
_ ما بقاش أنا حمزة السفوري لو ما خلتكيش تجيلي راكعة تحت رجلي يا شمس و الكلب اللي معاكي ساعتها مايطقش يبص في وشك ولا يقدر يرفع راسه في البلد تاني!
و في اليوم التالي تسير بخطي سريعة وكادت تتعثر في حجرة صخرية في وسط الطريق لكن جمعت قواها والتفتت
 

تم نسخ الرابط