رواية زينب كاملة
المحتويات
باب مكتبه
_عليا.. ورايا
امسكت مفكرتها وقلم وتابعته بخطوات عاجلة جلس علي مكتبه بأرهاق واغمض عينيه ل اللحظة بآلم قبل ان يعاود فتحها سريعا و
_اول حاجة اعمليلي فنجان قهوة تاني حاجة اكتبلي في ورقة اي طلبات ممكن البيت يحتاجها وابعتيها لزاهر وقوليله يشتريها ويوديها ل المدام... و
قاطعته بعيوم متوسعة.. مصډومة
_مدام مين
هو زاهر اتجوز
كان يظهر عليها من الصدمة ما جعله يعتدل في جلسته ويتنهد بضيق قبل أن يشرح
مش زاهر.. انا
كانت حدقتي عينيها فقط متسعتين الأن.. هما يكادا يخرجا من مكانها من الزهول اشار لها بتحذير بأصبعه قبل ان يهتف بشرر
مش عايز أقولك هيحصل اية لو الموضوع دا طلع برة الاوضة دي محدش يعرف بالجواز غيرك انتي وزاهر لو حد عرفه انتي وهو
في بضاعة في ...... دي توديها لشركة .....
قالت باعتراض
لا يافندم بضاعتهم لسة هتخرج من المصنع كمان تلت ايام
قاطعها
اعملي اللي بقولك عليه ياعليا والبضاعة البديلة اللي هتخرج كمان تلت ايام هتروح ل .....
قاطعته بزهول رادفة
تنهد بضيق منها لكنه ايضا لن يريح فضولها لذا قال وهو يشير لها لتخرج
_نفذي اللي قولت عليه ياعليا من غير كلام لو سمحتي
اؤمات بحسنا وخرجت علي مضت فكانت تريد ان تتحدث معه عن الكثير ومن أهم ما تريد أن تعرفه من تلك التي تزوجها وكيف وأين هي وو وو والأف الأسئلة التي راحت تدور في رأسها..
_الحاجات دي تشتريها وتوديها لبيت المدام يازاهر
اؤما بتفهم وقد أستعد ليغادر ببرود كما المعتاد قبل ان تقاطع ذهابه بصوتها
_زاهر..
نظر لها بمعني نعم لكنها لم تجد ما تقوله فتنهدت بيأس وهي تنظر ارضا تحبه بل تهيم به لكنه باردا الي حد الجليد
. . . . . .
دخلت ليان وشيري الي محل العطور الخاص ب بيسان وعلي شفتي كلا منهم بسمة جميلة عندما رأوه مفتوحا اليوم فطوال الايام الفائتة
كان مغلقا لدرجة أثارت الريب في قلوبهم من أن يكون قد أصابها شيئا..
الحياة سلمت علي ليان التي بشوق لا تعلم متي شعرت به لكنها حقا افتقدت بسمة بيسان الجميلة
ليان بشوق جارف
وحشتيني اوي اوي كنتي غايبة فين كدا وسايبة محلك
ظهر الحزن في عيونها لكنها حاولت ان تخفيه وهي تجلي صوتها لتقول
_كنت تعبانة شوية بس الحمدلله بقيت أحسن أنتي اخبارك اية
ونظرت لشيري متابعة
وانتي ياشيري
هتفت شيري بسعادة
_انا تمام اوي
طالعتها بتعجب ونظرت ل ليان بأستفهام من حالة البهجة المسيطرة علي الأخري.. التي قالت بدورها ضاحكة
_اصلها كانت واقعة في واحد مكنش حاسس بيها واخيرا الايام دي عرفت تلفت انتباهه وتجننه فھتموت من الفرح
عندما جائت سيرة الحب.. غص حلقها فجأة وقد شعرت انها أوشكت علي البكاء تتمني من داخل قلبها لو أنها تستطيع ان تقول لها لا تحبي لكن فلربما يكون حظ شيري أوفر من حظها
فلربما يكون الذي تحبه رجلا ذو مبادئ ولا تكون لديه نفوذ.. يستطيع بها أن يكسر وېحطم أي شئ في طريق وصله إلي ما يريد..
لاحظت ليان شرودها والحزن الذي بدي عليها فقالت عارضة عليها
_رايحين انا وشيري نتغدي برة ونشم شوية هوا تحبي تيجي معانا
تطلعت لهم بتردد وتفكير فهي تريد حقا أن تتحدث معهم لتتعرف عليهم أكثر فهي تشعر بالراحة معهم كما أنها لا تريد أن تبقي وحيدة ف تفكيرها لا يتركها بحالها وهي تكاد تجن منه
لذا.. نظرت ل ساعة الهاتف وجدت أنها وصلت ل الرابعة عصرا أي ما زال علي المغرب الكثير ولم يحن وقت عودتها ل المنزل بعد.. حسنا ستذهب معهم ل التسكع قليلا ثم ستعود لن يحدث شيئا..
نظرت لها واؤمات بموافقة.. وهي تبتسم بأشراق طري عليها فجأة لفكرة خروجها خارج سجن الافكار الذي لا يتركها في حالها منذ ما حدث لحتي الأن..
فتح الباب ودخل أحدهم فقال سليمان بضيق وهو يريح رأسه ل الخلف بتعب
يووه ياعليا مش قولتلك آجلي كل حاجة لوقت تاني وسيبني لوحدي شوية
جاءه صوت رجولي..
بس انا مش عليا ياسليمان.. انا حسان صاحبك
فتح سليمان عيناه واعتدل في جلسته سريعا ينظر لحسان الذي راح بنظرات متسألة عن سبب مجيئه جلس حسان علي المقعد المقابل لمقعد سليمان نظر له مطولا قبل ان يقول ببسمة حانية
تصدق وحشتني ياصاحبي
قال بصوت حاول ان يجعله صارم.. بارد
عايز اية ياحسان.. باشا
حسان بسخرية.. مريرة ف الماثل امامه كان في يوما ما اخا له لا يتردد في ان يناديه ب ياض او يلقنه ب سب ما والأن يعامله بكل رسمية! يالسخرية القدر
قدم حسان مجلد ورقي له وهو يقول موضحا سبب زيارته
_عايز أرجع اللي بينا ياسليمان دا دليل علي
خېانة ولاد عمك ل المرة التاسعة التمن مرات الأولين كنت ببعت الورق في ظرف من غير اسم بعد ما يسرقوه ويجيبوه ليا او يودوه ل غيري وانا أتصرف وأجيبه
لكن المرة دي مختلفة.. المرة دي قولت لازم أدافع عن حقي في حياتك ياسليمان انا اللي أستاهل تسيبهم علشاني مش هما
انا اللي أصيل ياسليمان وفاكر العشرة والعيش والملح اللي بينا مش هما..انا اللي كل ما يحاولوا يوقعوك كنت بساعدك تقوم من غير ما تعرف وانت علشانهم سبتني علشان غلطة واحدة بس.. رغم أنك سمحتهم علي ألف غلطة عملوها في حقك
نظر له سليمان بهدوء هدوء طال الي بعض الوقت قبل أن يتنهد عاليا ويقول بتعب وأفصاح
_انا أتجوزت أمبارح ياحسان أتجوزت اللي خلتني قبل ما أفكر في اي حاجة ضدهم أفتكرها هي الاول
خاېف لتروح مني ياحسان لو راحت لا هسامح نفسي ولا هسامحهم طول عمري لو فكروا يأذوها يمكن وقتها فعلا أنسي الډم وأخلص عليهم ولو فيها نهايتي
انا بحاول أبقي متماسك وأبين ليها أنها بس مجرد واحدة حبيتها واتجوزتها علشان تبقي ملكي.. بس انا مړعوپ
انا حبيتها كل الحب اللي كنت كاتمة في قلبي كل مشاعري دلوقتي وجهتها ليها وبس كل الخۏف والقلق اللي ماحسيتش بيه قبل كدا دلوقتي خاېفه عليها هي انا خاېف ليأذوها ياحسان
قال اخر عبارة وقد أدمعت عيناه بقوة لا يعلم حسان ماذا يفعل ايفرح لان صديقه وجد الحب الحقيقي أم يحزن علي حاله!
ترك كل أفكاره تلك جانبا وتوجه نحوه ربت علي كتفه بحنان اخوي.. صادق و
_متقلقش ربنا هيعوضك عن كل حزنك.. بيها ان شاء الله وهيحفظها ليك
سليمان بتمني
_بتمني ياحسان.. بتمني
حسان ببعض المرح
_مين هي دي بقي اللي قدرت علي الراهب سليمان باشا ووقعته في حبها ل الدرجة دي
أبتسم سليمان وشرد بعيدا فيها كأنه انتقل الي عالم أخر لا يوجد به إلا صورتها ببسمتها الجميلة ونطق بصوت هائم
_بيسان..
توسعت عينا حسان بزهول وعدم تصديق لقد تمني لسليمان ان يقع بعشق فتاة لا مثيل لها ولقد فعل ف بيسان تلك يكن لها في قلبه مساحة ليست بصغيرة
فمنذ ان تعرف عليها وعلي محل عطرها المميز بعطره المميز الذي بات لا يضع ألا من سواه وهي أصبحت واحدة من المهمين في حياته..
ربت علي كتف صديقه
وقد خرج من شروده و
المهم.. صافي يالبن!
حليب ياقشطة ياسيدي
ونهض عن مقعده بشوق اخوي واخيرا عادت المياة لمجاريها وعاد رابط الصداقة والاخوة بينهم من جديد..
الساعة الثامنة مساءا بأحدي الكافيهات وجدت بيسان زاهر يأتي فجأة وويهمس لها بصوت خاڤت
_بيسان هانم.. سليمان باشا بيقول لحضرتك اتأخرتي ياحبيبتي
نظرت لساعتها ثم انتفضت بفزع عن مقعدها فات الوقت بدون شعور منها نظرت لزاهر الذي كان يبدو علي ملامحه التوتر مما أكد لها أن سليمان غاضب
وهو تؤمي بنعم بارتعاش و
_قايمة حالا
ليان وقد لاحظت توترها
_في حاجة يابيسان ومين دا تعرفيه
بيسان
_لا مفيش ياليان بس لازم أمشي علشان اتأخرت
وأسرعت بالمغادرة دون أن تتحدث تابعت ليان رحيلها بتعجب بينما قالت شيري وعينيها معلقة علي زاهر السائر خلف بيسان
_الراجل دا انا حاسة أن وشه مألوف عليا اوي ياتري مين وقالها أية خلاها أتفزعت كدا
ليان بحيرة وهي تهز كتفيها بجهل
_معرفش..
شيري بأصرار وقد تمكن منها الفضول كالعادة
_بس انا هعرف ومش هسكت لحد ما أعرف كمان بيسان اختفت فين الكام يوم اللي فاتوا دول أصل حكاية تعبها دي مدخلتش دماغي خالص
_الفصل الخامس عشر .
.. ! أعتراف ! ..
إلي ما لا نهاية إلي حتي الفناء وحتي إختفاء البشر.. سأظل أحبك..
فتحت باب المنزل ودخلت فتفاجئت بسليمان جالس علي أول مقعد يقابل وجهها كان يريح رأسه علي مقدمة المقعد يغمض عينيه بأرهاق ظاهر جليا عليه
من مظهره هذا شعرت وكأنه غافي في نوم عميق فأقتربت منه قليلا وبقيت علي مقربة خطوتين منه نظرت لملامحه بشرود متأملة أياه
سليمان رجل وسيم لا يستطيع احدا ان ينكر هذا ملامحه جذاب.. منحوتة عند التدقق في تفاصيله ستغرق فيها بلا شك ما يزيد من وسامته ربما شخصيته التي تفرد نفسها دوما..
شخصية مسيطرة حكيمة قوية رجل ثابت الخطوات مدرك ل ألاعيب من حوله يعرف كيف يتصرف ومتي لا تشغله التفاهات ولا يحب ان يخسر امام احد..حتي هي أصر ان يكسبها مهما كان الثمن..
فاقت علي صوته الذي خرج فجأة ومازال كما هو مغمض العينين
_اتأخرتي..
بوسط بحره الذي غرق فيه هذا خرج صوته المتحشرج
_خرجتي من غير ما تقوليلي كمان..
توترت وهي ترد بينما تحاول ان تنزع نفسها من بين يديه
بيسان بعيون دامعة من الضغط الذي هي فيه
_كنت مضايقة وعايزة أتكلم مع حد وانا متأخرتش اوي هما بس ساعتين
قاطعها بحدة
_انا قولت ستة تكوني في البيت
قالت پتألم
_مش هتتكرر
رد
_أتمني
خفف يده أخيرا التي كانت تخنق فتنهدت هي براحة إلي حد ما أشار لها ل تنهض ف فعلت سريعا نهض هو أيضا ووقف في مواجهتها
_انا مضطر امشي دلوقتي اقفلي ابواب الفيلا كويس وبكرة بعد صلاة الجمعة هاجي اخدك ونخرج نتمشي شوية
هتفت بضيق
_انا مش عايزة اقعد هنا انا عايزة ارجع بيتي ياسليمان
كان يسمع حديثها هذا الغير مفهوم وهو يغادر فتبسم بمرح عليها..
كم يود ان يبقي أبد الدهر معها لكن لا يستطيع ان
يفعل ذلك علي الأقل الأن..
تعامله الغاضب هذا سيحاول ان يشفع عنه بخروجه الغد سيحاول ان يعوضها ويريها أنه سليمان القديم المحب لها
وأنه لم يتغير كما تشعر هي وأنه لم يستخدم نفوذه إلا ليضمن ان تكون بين يديه ليس أكثر
سيحاول ان يفهمها أيضا أنه أضطر ليخفيها عن
متابعة القراءة