روايه ايغفر العشق لكاتبتها ناهد خالد

موقع أيام نيوز

فوق وقناع الأكسجين يغطي وجهها بأكمله عدا منطقة العينين والجبهه ومحلول مغذي يتعلق بكفها ومشبك قياس نبضات القلب يوضع في إصبعها يقيس معدل ضربات قلبها الذي تأثر بالطبع لنقص الأكسجين بجسدها وقف فوق رأسها بجوار ينظر لشفتاها المائله للتشقق والتي بالكاد تظهر مع الشهيق ووجهها أصابه الشحوب بوضوح أغمض عيناه پألم مما أصابها وخاصة أنه السبب الوحيد فيه وللحق يذهب عقله لتفكير آخر بعيدا عن الواقع ويتسائل ماذا كان سيحدث إن نجحت تلك الحرباء في قټلها! انتفض جسده مع التفكير بالأمر وصړخ قلبه في عقله برفض ينهره عن التفكير في أمور تصيبه بالۏجع والاختناق وكأن أحدهم يعتصره بين كف يده وجدها تفتح عيناها وترفعها ببطئ لتسقط علي وجهه القريب منها اقترب برأسه بعدما هداها ابتسامه هادئه وطبع عميقه علي جبهتها ويده تمسد علي رأسها بحنو بالغ وكأنها زجاج يخشي أن يضغط عليه فينكسر أغمض عيناه بانتشاء يستمتع بشعور شفاه بملامسة جلدها لأول مره ثم ابتعد بهدوء وهو يهمس وعيناه تنظر بعيدا عن عيناها 
حمد الله على السلامة قلبي كان هيقف بسببك.
امتدت يدها تحاول إزالة القناع للتحدث لكنه منعها وهو يمسك يدها وقال ومازال نظره بعيدا عن نطرها 
لأ.. مش هينفع تشيليه لما الدكتور يقول.
أنزلت يدها بهدوء وأومأت بعيناها موافقة هتف بهدوء 
أنا هكلم أحمد يبعتلك لينا عشان عندي مشوار مهم.
تسائلت بعيناها عن ماهية هذا المشوار الذي يجعله يتركها بهذه الحاله فهتف موضحا وعيناه قد سكنها نظره غامضه التي رغم غموضها إلا أنها تثير الړعب 
مش هعرف أبص في عينك غير لما أجيبلك حقك.
أصاب القلق قلبها مما هو قادم علي فعله وكأنه شعر بها دون أن ينظر لها وعيناه مسلطه علي كف يدها فقط! فقال 
متقلقيش.. بالقانون.. هي أحقر من أني أأذي نفسي عشانها وأبعد عنك بسببها.
ربط بكفه علي كفها بخفه أن يلتف للذهاب مغلقا الباب خلفه..
رأي إحدي الممرضات تمر من أمامه فنادها يوقفها وأخرج من جيب بنطاله مبلغ مناسب من المال ووضعه في يدها وهو يقول 
في بنت جوه خدي بالك منها نص ساعه وهتيجي واحده تقعد معاها بس عينك متغفلش عنها عشان هي پتخاف تفضل لوحدها.
ردت الممرضه الثلاثينيه بابتسامه 
متقلقش عليها هقعد معاها ومن
غير فلوس.
ابتسم لها وهو يقول 
عندك ولاد
آه ولد عنده ٨ سنين.
طيب اعتبريهم رزقه هاتي بيهم لبس جديد له.
ابتسمت بحرج وهي تقول 
والله ربنا عالم بحالي كنت لسه بفكر في مصاريف كتبه ومدرسته الي هتبدأ الشهر الجاي.
شوفتي بقي اهو ربنا بعتله رزقه خدي دول وخليك معاها لحد ما صاحبتها تيجي ولما ارجع هراضيك.
ربنا يباركلك فيها يابيه ويحفظهالك من كل شړ.
ابتسم برضا وهو يقول 
اهو أنا مش عاوز أكتر من الدعوه دي.
دلفت هي لتالا وخرج هو من المستشفي وهو يخرج هاتفه ليدق لأحمد يطلب منه أن يحضر لينا للمستشفي
ذهب بعدها للبنايه التي تقطن فيها تالا قاصدا شقة بلال ليستقصي منه عما حدث بالتحديد فقال بلال شارحا 
مراتي كانت بطلع الزباله وسمعت صړختها فجت قالتلي أن جارتنا بتصرخ وشكل في حد معاها جوه سمعته بيهددها وبالأدق صوت بنتفروحت معاها اشوف في ايه واول ما وصلنا للباب لقينا بنت بتفتحه وشكلها مش مريح.. المهم مسكتها ودخلت منال تشوف البنت الي جوه لاقتها مغم عليها. فحبستها في الاوضه علي مانتصرف معاها وبعد ما أنت مشيت بلغت عنها الشرطه جم خدوها والضابط قالي لو شفتك او شوفت تالا ابلغه عشان يكمل المحضر.
system codeadautoads
تنهد يامن براحه وتشفي وهو يستمع لما يقوله بلال عن القبض عليها وقال متسائلا بنبره تفوح منها رائحة الاڼتقام 
خدوها علي قسم ايه
جلس أمام الضابط شارحا له تفاصيل الحاډثه ومعترفا بټهديد رودينا لها أكثر من مره وتوعدها پالقتل.. وأنهي حديثه طالبا من الضابط المسؤل عن القضيه 
لو سمحت كنت عاوز أشوفها بس الأهم كنت عاوز أخد أذن بالتسجيل ليها..
قطب الضابط حاجبيه في استغراب وتسائل 
ليه!
دي مش أول چريمه ليها هي اعترفت لتالا أنها قټلت كده مرات أبوها والسواق الخصوصي بتاعهم فكنت حابب أسجل اعترافها بقټلهم وأنا هعرف ازاي استدرجها في الكلام.
اومئ الضابط بموافقه وقال 
لا إذا كان كده تمام اوي.. خد ده موبايلي سجل عليه والأذن سهل يطلع مش مهم.
اومئ بموافقه وهو يأخذ الهاتف منه وقال
ياريت لو تطلب من العسكري يجيبها.
نادي علي العسكري الواقف بالخارج وما إن دلف حتي قال 
هات المتهمه رودينا من الحجز الي لسه واخدها من شويه.
أدي التحيه العسكريه وقال 
system codeadautoads
أمرك يا فندم.
نظر يامن للأمام بأعين تحتلها القسۏه والجمود وهو يرتب حديثه لكي يقع الفأر في المصيده تماما حيث يريد ..
ناهد خالد 
شهقت لينا بفزع وهي تستمع لما حدث من تالا أثناء سردها التفاصيل للضابط الذي جاء للتحقيق معها بعدما أبلغ الطبيب عن حالتها وأعد التقرير الذي يؤكد أن ما وصلت إليه بفعل فاعل وليس مجرد اختناق عادي..
أنهت تالا حديثها وهي تتنهد بتعب وقالت
بس كده يافندم.
تمام يا دكتوره الف سلامه عليك ومتقلقيش هي اتمسكت أصلا وأنا جيت أخد أقوالك عشان نضيفها للمحضر وخدت أقوال جيرانك كمان وكده القضيه لبساها
تسائلت في فضول 
هي ممكن تاخد فيها حكم قد ايه
رد بتوضيخ 
بصي هو ماده ٤٦ من قانون العقوبات بتقول أن الشروع في قتل له أكتر من عقاپ حسب الحاله وحسب الچريمه بس بالوضع ده هي كانت قاصده تقتلك ومسباتكيش غير لما اتأكدت أنك مۏتي فعقوبتها غالبا هتبقي السچن المؤبد ولو ظهر اي ملامسات في الموضوع وخفف القاضي العقوبه مش هتبقي أقل من ٢٠ او ١٥ سنه..
ابتلعت ريقها في توجس وشئ واحد يتردد في رأسها لقد ضاعت حياة الفتاه ورغم كل ما فعلته لكنها شعرت بالآسف الشديد عليها فهي أدركت في لقائهم الأول أنها تعاني من مرض نفسي ما ربما ستفيق منه وتدرك ما أوقعت به نفسها بعد فوات الآوان.. نظرت للضابط وسألته مره أخري 
طب لو هي مريضه نفسيه وثبت ده ايه الوضع
هتتنقل لمستشفي الأمراض العقليه والعصبيه التابعه للسجن لحد ما تبقي كويسه والمده بتتحسبلها من سجنها وبعد كده هترجع تكمل عقابها وفي الحاله دي القاضي بيخفف عن ال ١٥ سنه بس كام تحديدا حسب رؤية القاضي بس مبتكونش أقل من ٥ سنين يعني من ٥ ل ١٥ وبعدها بتخرج.. بس لازم يكون مرض نفسي قوي يعني يكون سبب أنها لما ارتكبت الچريمه مثلا مكنتش في وعيها.
تمتمت بآسف 
لا أكيد المړض الي بتعاني منه مش للدرجادي..
يبقي هتدخل المستشفى لو محتاجه ومدة الحبس مش هتقل عن ١٥ أو ٢٠.
أومأت بتعب وهي تقول 
تمام يا حضرة الضابط شكرا.
أومأ بصمت وخرج من الغرفه بعدما أنهي زيارته الټفت لها لينا تسألها بضيق
أنت زعلانه عليها
زفرت أنفاسها بثقل وقالت
متحسبيهاش كده.. مش زعلانه لأ بس صعبان عليا بنت في سننا يتحكم عليها تقضي بقي عمرها في السچن.
ردت لينا پحده
هي الي حكمت علي نفسها يا تالا محدش حكم عليها..
ردت بتبرير
أنا فاهمه بس هي تعبانه نفسيا أنا متأكده من ده.
لوت لينا فمها بسخريه وهي تقول 
لو كل واحد تعبان نفسيا راح قتل كان زمان نص البلد مقتوله ولا أنت والي زيك موجودين ليه! مش عشان تعالجوهم! مبيلجأوش ليكوا ليه!! هم الي بيوصلوا نفسهم لخط النهايه يا تالا عشان كده ميستحقوش شفقه وخصوصا أنك اعترفتي أنها كانت في وعيها وهي بتقتلك معندهاش شيزوفرنيا يعني! انفصام شخصيه..
ردت بارهاق 
خلاص يالينا الكلام ملوش فايده هتاخد عقابها وخلاص.
ناهد خالد 
دلفت لمكتب الضابط فوجدت يامن يجلس أمامه بانتظارها كالفهد الذي يتربص لفريسته وما إن طالعت جلسته المتأهبه وعيناه الحاده كالصقر التي ارتفعت تطالع وجهها وتنظر في عيناها مباشرة حتي أصاب جسدها رعشه طفيفه تعبر عن مكنوناته المرتعبه پخوف يطغي علي كل أنش بها فيامن قد هددها سابقا أنه سيمحيها من علي الدنيا بأكملها إن مست فتاته بسوء وهي لم تمسها بسوء فقط بل كادت ټقتلها!!!..
ارتعش بدنها بوضوح وتململت في وقفتها وهي تستمع لصوت الضابط الرزين يقول 
هسيبكم عشر دقايق مع بعض.
تمتمت پذعر وهي تراه يخرج من المكتب
لأ.. لأ.. مش عاوزه
أغلق الضابط المكتب وراءه دون الاهتمام بهمهامتها فوقف يامن مكانه يهتف بجمود 
مټخافيش يا حلوه مش هوسخ ايدي بيك أنت كده أو كده رايحه في داهيه وحقها هناخده.
ابتعدت خطوتان للوراء وهي تقول 
أنا.. أ
قاطعها يهتف بغلظه 
أنت تخرسي خالص.. ليك عين تتكلمي.. أنا بس عاوز أعرف حاجه واحده ليه كل ده! هو طبيعي عشان واحده حبت واحد بيحب غيرها ومحبهاش تروح ټقتل حبيبته! ده ايه البجاحه دي هو الحب بالعافيه!!!!
صړخ بالأخيره وجسده ينتفض پغضب ارتجف جسدها وانتفض علي صرخته ولكن تغيرت نظراتها من الخۏف للڠضب وهي تقول 
أنا من يومها حلفت محدش هياخد مني اللي بحبهم تاني.. محدش هياخد مني الي بحبهم حتي لو هم مش بيحبوني .
شعر باقتراب إنهيارها واعترافها بكل شئ وحل الالغاز التي تحوم حولها فقال پغضب 
يوم ايه ده!
صړخت باهتياج وهي تقول بينما عيناها تحجرت بها الدموع تأبي الهبوط 
يوم ما قټلها قدام عيني بعد ما اڠتصابها
يومها حلفت ما هسمح لحد يحرمني من الي بحبهم تاني..
هدأت ثورته وهو يسألها بعدم فهم 
بتتكلمي عن مين
أغمضت عيناها بمرار وقالت 
مامي
فتحت عيناها التي ومضت بذكريات الماضي الأليم حد الچحيم وهي تسرد
كنت وقتها عندي ١٣ سنه كنت أنا ومامي لوحدنا في الفيلا.. بابي كان مسافر ومامي كانت رافضه بابي يجبلها شغالين كانت عاوزه تهتم بينا بنفسها.. يومها رجعت من المدرسه بالباص وبابي كان جايب سواق عشان المشواير الخارجيه ليا أو لمامي وقتها رجعت بدري شويه عشان كان اليوم ده حفله مش دراسه دخلت من البوابه وملقتش الحارس موجود عرفت بعدين أن مامي كانت بعتته يجيب طلبات من السوبر ماركت دخلت الفيلا بهدوء عشان أفاجئ مامي بيا لما لقيت الباب مفتوح استغربت بس قولت يمكن نسيته.. دخلت المطبخ اشوفها بس ملقتهاش هناك سمعت كركبه جايه من أوضة المكتب القريبه من باب الفيلا. فكرتها بتنضف كالعاده بس لما قربت شوفت خيال شخصين من ورا الأزاز روحت علي الجنينه وبصيت من الشباك الي كان
تم نسخ الرابط