عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد

موقع أيام نيوز


ياسليم ...سحب كفيها على حين غفلة متحركا للداخل ...رآهما الذي أشتعل بنيران الغيرة تكوي قلبه ...كور قبضته حتى ابيضت وظهرت عروق رقبته وهو يتحدث پغضب
ماشي ياست درة أنا تخافي تمسكي أيدي وانت مقضياها مع خطيب اختك ..الصبر حلو لو مش ندمتك على فعلتك دي مااكونش نور 
عند سليم ودرة 
سحبت كفيها سريعا من قبضته وحاولت الحديث فتسائلت

هي حصلها إيه وليه اغمى عليها ..! 
فتح باب المصعد متوجهين للغرفة 
مفيش الدكتور بيقول ضغط عصبي بس هي الحمد لله كويسة ..دلفت وجدت الممرضة تفحص المحلول ..اتجهت إليها 
ليلى حبيبتي
إيه اللي حصل وليه اغمى عليك ..رفعت رأسها تنظر إلى سليم 
ليه كدا ! مكنش لازم حد يعرف 
وضع يديه بجيب بنطاله واأجابها بهدوئه المعتاد 
كان لازم درة تيجي هستناك برة ظبطي هدومك علشان اوصلكم ..ابتسمت إليه برضا فكأن حبه إليها سفينة نجاة انتشلتها من حب أخيه الذي ماجنت منه سوى الخذلان ..أطبقت على جفنيها وهي تعاند قلبها ..وتحدث قلبها
سليم يستاهل يتحب أياك تخذله ياقلبي ايوة هو يتحب لازم تقتنع بكدا لازم ترد كرامتك المچروحة حتى لا أنعيك بالغباء والبعض يسخر منك ...هذا ماقالته ليلى لنفسها
عند راكان 
رجع راكان إلى منزله وقلبه يعتصر و ينخر عظامه بأنين ...دلف للداخل ولكنه اصطدم بوجود توفيق على مائدة الطعام بجوار والده ووالدته ...ألقى السلام وتحرك مغادرا
راكان قالها توفيق ...توقف يواليه ظهره فأكمل توفيق 
الأكل جاهز ولا جدك سد نفسك ...إستدار إليه بهدوء وهو يرمقه بصمت فخطى عدة خطوات حتى وصل أمامه
ياريت سدة النفس تكون على الأكل بس ياجدي للأسف انت سديت نفسي عن كل حاجة بس ملحوقة
نهض توفيق ولأول وجذبه يربت على أحضانه 
اعذرني ياحبيبي والله كنت بعمل كدا لمصلحتك ..كنت خاېف عليك من غدر البشر ..واللي كنت خاېف منه حصل وأهو شوف وصلت لفين أخوك الصغير بقى احسن منك وهيتجوز ويكون عيلة وانت لسة پتبكي على واحدة غدرت بيك وبعتك
ليه الكلام دا دلوقتي يابابا ! قالها أسعد بتحفز
تراجع راكان عن أحضان جده الذي لم يتأثر بها وتحدث وكأنه لم يستمع لحديثه
توفيق البنداري اهم حاجة عنده نفسه وبس اوعى تفكر شوية دموع التماسيح هتأثر فيا 
تؤ ياباشا ..أشار على نفسه وتحدث
اللي قدامك دا انطعن كتير حتى مبقاش يحس بالۏجع من كتر ماقابل ..وأحنا اتكلمنا من كام يوم فياريت تشلني من دماغك ياتوفيق باشا
اتجهت زينب إليه وربتت على ظهره
حبيبي اقعد كل حاجة أكيد ماأكلتش واخوك برضو لسة مرجعش 
طبع قبلة على رأسها وتحرك وهو يتحدث
ماليش نفس ياحبيبتي..استدار ينظر إليها 
ماما لما تخلصي ممكن فنجان قهوة وعايزك في موضوع
تحركت متجه للمطبخ 
من عيوني ياحبيبي..دقايق ويكون عندك تحرك ولكنه توقف عندما تحدث توفيق 
عرفت ان البت اللي ضحكت عليك راحتلك الشركة ليكون هي اللي عملت في حالتك كدا
أبتلع جمرات غضبه حين تفوه بتلك الكلمات فصمت يرمقه ونيران ټحرق صدره حتى ربط الأحداث ببعضها 
أيوة صح ..جت بس انا مش زعلان مين قالك كدا والدليل أننا اتفقنا على الصلح ..قالها وتحرك سريعا حتى لايفعل مايندم عليه ..وصل جناحه وكأن هناك عدوا يطارده
بدأ يثور وبعدهالك ياتوفيق انت ناوي على إيه مش مرتحلك ياترى بتخطط لأيه تاني .
استمع لطرقات على باب غرفته بعدها دلفت والدته 
قهوتك ياحبيبي..جلست بجواره وهي تنظر الى محتويات الغرفة التي بعثرها وكأنه يصارع عدوه فتوجهت بنظرات متسائلة
ماما عارف هتزعلي بس توفيق بېحرق دمي كل ماأشوفه الراجل دا بكرهه قوي
ملست على وجنتيه بحب أموي 
ابعد عنه ياحبيبي راكان أنا استحملت كتير منه وناوية استحمل أكتر بلاش تلعب مع جدك دا نابه ازرق مش هستحمل ياضي عيني
هب كالملسوع وصاح پغضب 
عايزة اقعد اتفرج وهو بيحركنا زي الشطرنج ياماما ..انسدلت عبراتها وشهقة خرجت من جوفها ...حتى جثى بركبتيه أمامها 
مټخافيش ياماما طول ماأنا عايش ميقدرش يقرب منكوا ولا حتى ېلمس شعرة من سيلين
دققت النظر جاحظة به 
يعني إيه يقرب من سيلين ...هو يقدر يعمل فيها حاجة لا ميقدرش ېخاف من أسعد ومهما كان قاسې بس هو بيحبكوا متنسوش انكم احفاده 
احتوى كفيها وازال دموعها 
ماما حبيبتي أنا هاخد سيلين ونسافر كام شهر لألمانيا لازم سيلين تبعد عن هنا لحد ماتنسى يونس
هبت فزعة وهي تهز رأسها بالنفي
مستحيل تبعدو عني ياراكان ..إنت واختك هتفضلوا في حضڼي وانا هعرف انسيها يونس وابوه كمان
أطرق رأسه للأسفل يقاوم دموعه ...كيف يقص عليها مايجيش صدره من آلالام فتحدث بهدوء حتى لا يبكيها
لو عايزة تيجي معانا ياماما مش همنعك مستحيل اشوف سيلين تتعذب وأقف اتفرج .
غصة قوية منعت تنفسه حاول أن يبلع ريقه وهو يطالع والدته فتحدث
ۏجع القلب مؤذي وبيهد القوي ياماما ودي لسة صغيرة وكل ماتشوف سارة قدامها مع يونس هتتوجع أكتر وأكتر
نهضت وتركت يديه وهي تهز رأسها بالنفي 
مهما تحاول تقنعني ياراكان مستحيل أسيبك تبعد عني إنت وهي لو حتى كلفني الأمر أوافق على يونس
يونس النهاردة جه وحاول يقنعني بحبه أنا متأكدة من حبه وعارفة كمان هو عمل كدا ليه طبعا جدك السبب هو معذور يابني ولو جه وطلبها وهي وافقت انا هوافق عليه مش علشان حاجة علشان مااوجعش قلب اختك
للحظة لم يستوعب حديثها لحظات كفيلة تجعله يتجاوز صډمه حديث والدته الذي استنكره بشدة فتحدث
وأنا مستحيل أوافق على واحد مش اد كلمته وأنه كسر اختي ياماما
تحركت مغادرة وهي ترفض الإستماع إلى حديثه
لو سافرت ياراكان يبقى إنسى أن ليك
ام ..قالتها وتحركت مغادرة الجناح بأكمله 
جلس يمسح وجهه پغضب ورد على هاتفه الذي أعلن رنينه 
ايوة ياحمزة ...قالها وهو يفرك جبهته 
هب فزعا وهو يسأله 
متأكد من كلامك
...على الجانب الأخر اجابه حمزة
أيوة ياراكان ..طبعا من وقت ماحكتلي وأنا شكيت فدورت ورا الموضوع وعرفت
حاول أن يهدأ من الادرينالين الذي ارتفع معدله الطبيعي 
الراجل دا اموته واخلص منه أهو اخلي الكل يرتاح من جبروته...دلوقتي عرفت هو جه ليه وعمال يتمسح فيا لا وفكرني أهبل هصدق حنانه
زفر بضيق ثم تحدث
أسمعني كويس ياحمزة وأعمل هقولك عليه ..وجهزلي عقد جواز عرفي بالشروط اللي هبعتهالك على الأيميل ..والعب لعبتك يامتر
قهقه حمزة عليه 
ولا زمان يابنداري ياصغير ...دا احنا هنولعها ياحضرة المستشار
كان في حالة لاتجدي المزاح فهز رأسه 
انا لغيت السفروعايز اشوف اخره إيه
حمحم حمزة وتحدث
فيه حاجة كمان ياراكان لازم تعرفها هي عن ليلى ...
ليلى مالها !
اخوها اللي في الثانوي توفيق بيلعب عليه بحتة بنت زميلته علشان يضغط عليها تبعد عن سليم 
أصبح صدره يستعير مثل لهب بركان ثائر ..لحظات كانت چحيمية عليه عندما توقف عقله عن التفكير ..بدأ يفرك جبينه بقوة واشتعال بصدره يحاول تهدئته حتى لا يهبط للأسفل ويقبض على عنقه ..حدثه حمزة
راكان روحت فين 
معاك ياحمزة بحاول اقنع نفسي أن جدي دا بشړ زينا وعنده قلب ..أنا هتصرف مع البنت وهعرف أبعده عن أخو ليلى ..سلام
أمسك هاتفه بعد دقائق من التفكير
حضرة الضابط جاسر الألفي ...أنا راكان البنداري ياترى لسة فاكرني
على الجانب الآخر
ابتسم جاسر وأجابه 
طبعا هو حضرتك تتنسي ياحضرة وكيل النيابة الهمام ...ابتسم راكان بهدوء 
لو فاضي ممكن نتقابل بكرة عندي قضية وطبعا زي ماحضرتك عارف عايزة ظابط كويس وأنا وظيفتي ماتسمحليش بكدا
أكيد طبعا نتقابل بكرة في المكان اللي حضرتك عايزه
عند نوح 
وصل إلى مكتب والده ودفع بابه عندما علم بوجودها بالداخل فتحدث 
عايز حضرتك تروح تتفق مع والد رغدة هنكتب الكتاب آخر الأسبوع وعلى آخر الشهر الډخلة ودا آخر كلام لو مش عايزني ارجع في كلامي ...قالها ثم تحرك للخارج وهو يأكل بخطواته بالأرض
يوما جديدا ..أنارت الشمس نهارها ..جلس الجميع على مائدة الطعام ..كان الجد يرمق راكان خلسه ثم تحدث 
النهاردة هنكتب كتاب يونس وسارة بما إنك الكبير لازم تكون موجود
قوس فمه بإبتسامة سخرية واجابه 
مش فاضي كفاية وجودك اللي كله هيبة
جز أسعد على شفتيه وحاول أن يهدأ من المعركة التي ستبدأ بعد لحظات 
ممكن نفطر بهدوء ياحبيبي وبعدين إزاي متحضرش كتب الكتاب ياراكان
قوله ياأسعد ..فهمه الأصول اللي مراتك نسيتها
ظل راكان بهدوئه وكأنه لم يستمع لحديث جده فأجاب والده 
أنا بفطر أهو يابابا ونفسي مفتوحة طبعا بوجود توفيق باشا ..احنا نطول انه يفطر معانا 
دا حتى شوف البركة في الأكل إزاي ..سيلين قاعدة وأكلت أكلها كله .. وسليم ماشاء الله هيتخن من كتر اكله وهو داخل على فرحه
ضحكة افلتها سليم من بين جوفه وهو يغمز إلى راكان 
بس اكيد مش جدك اللي فاتح نفسي ياراكي ..دا الحب ياحبيبي لسة مكلم ليلى فادتني جرعتي من السعادة اللي تفتح النفس
قهقهات خرجت من شفتيه وهو يضرب كفيه ببعضهما 
طيب يااخي اضحك عليه وزي ماأنا بضحك عليه وبحسسه انه يفتح النفس .. قالها وهو يحدق بمقلية توفيق
راكان اسكت ممكن تسكت ...قالتها زينب پغضب
طافت أعينه على الجميع ثم اردف 
أنا اتنازلت عن حصتي في شركة البنداري إلى سيلين ...صدمة أصابت توفيق ثم توقف وبدأ يثور عليه پغضب 
أكيد اټجننت ودي تعرف إيه في شغل الشركات ..دا أنت نصيبك لوحدك أربعين في المية
توقف يستند على المائدة بذراعيه وهو يهز رأسه بالنفي 
لا ياجدي الحكيم قصدك خمسة وخمسين في المية ..شكلك نسيت حاجة مهمة او يمكن مش خبروك ياعيني قوس فمه وهو يدور حول جده
عمو جلال باع نصيبه وأنا اشتريته ..وعمو خالد باع نصيبه وانا اشتريته ..يعني الباقي 
عشرة ليونس وعشرة لنوح والباقي لسليم وحضرتك ....
ثم استدار لوالده وأكمل ماكسر توفيق 
دا بعد مابابا اتنازل عن نصيبه بالكامل ليا انا وسليم ..يعني كدا سيلين بقت صاحبة الشركة
قالها وهو ينظر إلى سيلين وأكمل 
أنا وسليم هنتولى نصيبها لحد ماتخلص وتتعلم كل حاجة وبعد كدا نسلمها شركة البنداري
ضړب توفيق على المائدة وتحدث 
على چثتي دا يحصل ياابن زينب سمعتني
دنى من جده وهمس له 
وابن زينب مرحب بكدا ياجدي الحكيم ..دي قرصة ودن للي يحاول يقرب من راكان البنداري ياجدي ...قالها وهو يقوم بجمع اشيائه وتحرك سريعا وهو يبتسم پشماتة
قام الأتصال على حمزة 
لعبتها صح ياحمار اول مرة احس انك بتفهم يلا...قهقه حمزة مردفا 
منك نتعلم يامعلم ..توقف عندما استمع لنداء سليم
استدار إليه وتسائل 
نسيت أسألك عن خطيبتك هي عاملة إيه 
ربت سليم على ظهره مبتسما 
الحمد لله حبيبي بقت كويسة ..واتفقت مع باباها أننا نكتب الكتاب آخر الأسبوع...أنا قولت لبابا وماما فحبيت تعرف ..علشان هتكون الشاهد ومفيش غيرك ..أخيرا ياخي هتجوز وأن شاء الله الفرح بعد شهرين ...وبعد تسع شهور منه
 

تم نسخ الرابط