رواية بقلم دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز

احتجت حاجة منه
قال حسين بانتباه خير يا ابو وليد مين اللى جايلك 
ابراهيم ده واحد معيد كان في كلية وفاء وجاى يتعرف علينا هو ووالدته وأخوه علشان طالبها للجواز
أبتسم حسين قائلا طب مش كنت تقولى يا ابراهيم واجب ابقى موجود علشان اشوفه انا كمان ولا هي وفاء بنتك لوحدك
ابراهيم أنا مرضتش اعطلك النهاردة انت كنت مشغول من ساعة ما يوسف تعب وفي شغل كتير بقى فوق راسك وخصوصا ان عبد الرحمن هو كمان أجازة
حسين تعطلنى ايه بس يا ابراهيم أسمع انا نص ساعة واحصلك 
أنهى حسين المكالمة ثم اتصل على عبد الرحمن يخبره بأمر الضيف وأمره أن يستعد لاستقباله مع عمه ابراهيم حتى يلحق بهم
صعدت فاطمة إلى
عفاف التي رحبت بها فقالت فاطمة والله يا عفاف أنا تعبت من كتر الناس اللى بتيجى لوفاء يارب بقى توافق على ده وتريحنا
أبتسمت عفاف وقالت طالما جاى عن طريقها يبقى هتوافق 
ثم تابعت هو الحاج حسين وصل عندكوا ولا لسه 
فاطمة ايوا ياختى لسه داخل حالا يالا بقى هاتى فرحة وإيمان ومريم وتعالوا علشان الست والدته جاية معاه
عفاف طب ثوانى هكلم إيمان ومريم ينزلوا
حاولت إيمان أن تأخذ مريم معها ولكنها رفضت وقالت معلش يا ايمان انزلوا انتوا أنا أصلى تعبانة شوية
ايمان خلاص وانا كمان مش هنزل
قالت مريم بسرعة لا أنزلى طنط عفاف كلمتنا بنفسها كده هتزعل وبعدين كمان علشان وفاء متزعلش 
توجهت ايمان إلى الطابق الأول حيث شقة عمها إبراهيم التي نادرا ما تتوجه إليها طرقت الباب ففتح عبد الرحمن ووقف ينظر إليها فقالت وهي تتحاشى النظر إليه
السلام عليكم
أبتسم قائلا عليكم السلام تعالى ادخلى
دخلت وألقت التحية على أعمامها وزوجاتهما وفرحة ووفاء التي جلست بجوارها وقالت مداعبة
مش كنتى بتقولى عليه فيونكة أديكى هتلبسيه 
ضحكت الفتاتان فنظر عبد الرحمن لإيمان مندهشا كان يتوقع أن تكون حزينة ومغلوب على أمرها ولكنه وجدها تتحدث وتمزح وتضحك ظل ينظر إليها بتعجب وهو يحادث نفسه
أنا كنت فاكرها هتبقى زعلانة ومضايقة مالها كده كأنها مصدقت أبعد عنها 
بعد قليل حضر العريس بصحبة والدته وأخيه وبعد التعارف جلس الجميع في غرفة الصالون الكبيرة ولم يكن يبدو على وفاء أنها هي العروس فكانت كعادتها دائما تمزح وتتكلم بسلاسة مع الجميع قال عبد الرحمن للعريس
طبعا أنت بقى يا أستاذ عماد وفاء كانت مجنناك في الكلية والسكاشن مش كده مبتسبش حقها أبداااا
قال عماد وهو ينظر لوفاء الآنسه وفاء مثال رائع للطالب اللى بيحب يفهم مش يحفظ وبس 
ثم تابع بمزاح ومن ناحية بتحب تاخد حقها فهى بتاخد حقها تالت ومتلت
وفاء بس بالعدل كده مش انا أول واحدة فتحت موضوع اننا نعمل مقارنة بين الشريعة والقانون الوضعى في غير وقت السكاشن للطلبة
ضغطت أمها على يديها وقالت لها هامسة وهي تتصنع الأبتسامة هو ده وقته يا بت هتجبيلى نقطة
وفاء ايه يا ماما هو انا قلت حاجه غلط 
عفاف دى كانت يابنى داوشانا بالموضوع ده كل جمعه لازم تاخد وقت الغدا كله كلام على الحكايه دى
قالت وفاء وكأنها قد انتبهت فجأه اه صحيح
ثم أشارت لايمان وقالت دى بقى ايمان اللى كنت قلتلك أنها هتساعدنى في الدراسة دى
نظر لها عماد قائلا ايه ده بجد أتشرفت بيكى جدا هو حضرتك خريجة أيه
قالت ايمان بجدية كلية شريعة جامعة الازهر 
لفتت عبارتها الأخيرة نظر محمد أخو عماد فقال ماشاء الله انا كمان جامعة الازهر بس أنا كنت قسم تفسير
قالت ايمان بهدوء اهلا وسهلا
محمد اهلا بحضرتك
أقتربت والدة عماد ومحمد بالقرب من إيمان وربتت على ظهرها وهي تقول بابتسامة هو أنت عندك كان سنه يا ايمان
23يا طنط
قالت والدتهما وهي تنظر لابنها محمد ماشاء الله ماشاء الله 
أبتسم محمد وهو يلقى نظرة أخرى على ايمان قائلا بصراحة عماد أخويا كانت ليه وجهة نظر معينة كده في الحكاية دى ومكنتش عارف أقنعه لحد ما الآنسه وفاء أبتدت تتناقش معاه وتقنعه بالحجة المناسبة لزمانا دلوقتى
قالت وفاء الحق يتقال يا أستاذ محمد كل اللى كنت بقوله في مناقشاتى مجبتوش من عندى ده كلام ايمان بنت عمى هي اللى أقنعتنى وحمستنى أنى أوصله للطلبة
عندنا في حقوق 
قال عماد شارحا وانا كمان أتحمست وقررنا نعمل ندوات ثقافية للطلبة وهيبقى حقوق وغيرها الندوة هتبقى مفتوحة ياريت لو تساعدينا في تجميع المادة اللى هتتكبت وتتوزع على الطلبة
تحدثت ايمان بطلاقة وأريحية وقالت انا معنديش مانع خالص أنا كان نفسى من زمان أساعد في الموضوع ده هبقى إن شاء الله ابعت الورق مع وفاء وانتوا بقى راجعوه واكتبوه على الكمبيوتر علشان انا بحب اكتب بخط أيدى بحس بالكلام اكتر 
قال محمد وهو ينظر لها بإعجاب وبعد اذنك يعنى لو ممكن حضرتك تحضرى معانا الندوات دى وتشرحى بعض الأجزاء بنفسك ثم قال وهو ينظر إليها
اصلك عندك طلاقة في الكلام ماشاء الله وبتقدرى توصلى المعلومة
نظرة محمد الأخيرة وتصرفات والدته استفزت عبد الرحمن جدا فنهض وأخذ مقعده ووضعه بجوار مقعد ايمان ووضع ذراعه على ظهر مقعدها ومال عليها وقال وهو يضغط حروف كلماته بضيق موجها حديث ل محمد 
ايمان مراتى معندهاش وقت تروح تشرح كفاية عليها هتساعد بالكتابة بس يدوب كده علشان وقت بيتها
وأشار إلى صدره وهو يتابع وجوزها
تجهم وجه محمد أخو عماد وهو يقول بتلعثم اه طبعا مفيش مشكلة
تجهم وجه محمد استفز عبد الرحمن أكثر إذن فهو صدم عندما علم أنها متزوجة
لم تغب تلك التصرفات عن عينين الحاج حسين الذي كان يتابع بصمت ويراقب ردود الافعال 
قالت فاطمة بنفاذ صبر منور يا عريس منوره يا ام عماد مش نتكلم في التفاصيل بقى ولا أيه
أنتهت الزيارة بالأتفاق على ميعاد الخطوبة بعد أسبوع وبعد انصراف الضيوف قال الحاج حسين وهو ينهض
خلاص يا جماعة يبقى نتوكل على الله ونعمل الخطوبة مع كتب كتاب يوسف ومريم
تفاجاء الجميع بالأمر ماعدا عبد الرحمن وايمان فقالت فرحة بسعادة ايه ده يوسف ومريم امتى حصل ده
أتسعت أبتسامة عفاف وهي تقول هو كلمك امتى يا حسين 
كلمنى يوم فرح عبد الرحمن وطلبها من أخوها امبارح وإيهاب بلغنى موافقتها
ثم نظر إلى ايمان نظرة ذات معنى وقال وفرحهم الأسبوع اللى جاى مع خطوبة وفاء إن شاء الله
قالت فاطمة وهي مندهشة فرح كده على طول ولا قصدك كتب كتاب يا حاج
تدخلت عفاف قائلة مش هينفع فرح أبدا بعد أسبوع مريم لسه مشمتش نفسها من نازلة البرد اللى كانت عندها 
وقف إبراهيم وقال خلاص يا جماعة يكتبوا الكتاب مع خطوبة وفاء وبعدين نبقى نحدد معاد الفرح مفيش مشكلة
قاطعتهم وفاء بشغف أنا ماليش دعوة بكل الحوارات دى أنا اتخطبت يا جماعة انتوا مش واخدين بالكوا مني ليه مسمعتش حد بيزغرت يعنى
أنطلقت زغاريد فاطمة وعفاف مع تصفيق فرحة وضحكات إيمان ووفاء السعيدة
أقترب حسين من ايمان قائلا تعالى معايا عاوزك انت وجوزك 
وانصرف وهو يشير لعبد الرحمن بأن يلحقهما دخل ثلاثتهم غرفة المكتب وأغلق عبد الرحمن الباب خلفه أشار لهما بالجلوس في مقابلته ثم نظر لإيمان بصمت فقال عبد الرحمن
خير يابابا
ألتفت له والده وقال بهدوء أنا كان ممكن مدخلش وكان ممكن آخد كل واحد فيكم على جنب واكلمه لوحده بس انا عارف أنى قاعد قدام اتنين كبار بما فيه الكفاية ثم نظر إلى ايمان قائلا ولا أيه يا إيمان 
أومأت برأسها موافقة فالټفت إلى عبد الرحمن وقال أنت نمت امبارح في الجنينة ليه لحد صلاة الفجر وبعدين روحت كملت نومك في أوضة اخوك
نظر له عبد الرحمن بدهشة فهو كان يظن أن أحدا لم يره وارتبك وهو يفكر في رد مناسب فقالت ايمان بسرعة 
أصل أنا امبارح يا عمى نمت مع مريم علشان زي ما حضرتك عارف انها لسه مخفتش فمحبتش اسيبها لوحدها وهي كده وحضرتك عارف بقى عبد الرحمن بيحب يقعد مع حوض الورد بتاعه
كتير فتلاقيه النوم غلبه هناك
أخفض عبد الرحمن نظره ولم يعلق ولكنه في داخله أعجب بكتمانها أسرار حياتهما الشخصية هز الحاج حسين رأسه بابتسامة وقال 
لا برافوا كان المفروض تدخلى كلية حقوق خلاص طالما انت قلتى كده أنا مش هدخل في اللى بينكوا إلا لو الأمر احتاج لتدخلى
دلوقتى بقى انا عاوزك في موضوع مريم اختك وأعتقد انه مش بعيد عن موضوعك كتير
قالت بصمود موضوع ايه يا عمى
حسين ايهاب قالى أنك رفضتى جوازها من يوسف ولما ضغطت عليه علشان اعرف أسباب رفضك قالى أنك قلقانة أنه يكون يوسف معندوش رغبة حقيقة فيها وأن دى رغبتى انا بس 
قال جملته الأخيرة وهو ينظر لعبد الرحمن بعتاب وقال أنت أيه رايك يا عبد الرحمن
نهض عبد الرحمن وهو ينظر لايمان وقال بثقة مفيش حد بيتغصب على الجواز دلوقتى يا بابا واعتقد انك غلطانة في حكمك يا ايمان
نهضت وهي تنظر إليه وقالت انت متأكد
بادلها نفس النظرات وقال أيوه متأكد
هذا ما كان يريده الحاج حسين تماما فتح لهما مجال الحديث عن الأمر بدون حرج وبشكل تلقائى ثم قال 
ها يا ايمان لسه مش موافقة على الجواز ولا غيرتى رأيك
ايمان ياعمى دى حياة مريم وهي اللى تقرر أنا قلت رأيى وخلاص وهي حرة بعد كده
حسين بس انا عاوزك انت كمان تبقى راضية
ايمان طالما مريم شايفه كده وراضية خلاص أنا مش عاوزه غير سعادتها
أبتسم قائلا خلاص تقدروا تتفضلوا 
خرجت ايمان من المكتب فتحت باب الشقة في سرعة وتوجهت إلى المصعد دون أن تلتفت لنداءات عبد الرحمن الذي فتح باب المصعد ودخل خلفها ضغط على الأزرار وهو يقول
مش بنادى عليكى مبترديش عليا ليه
صمتت حتى توقف المصعد خرجت منه مسرعة وقبل أن تضغط جرس الباب أمسك يدها ليمنعها قائلا
انت خلاص هتعيشى هنا ولا ايه
قالت دون أن تلتفت إليه أنا مش عاوزه اتكلم دلوقتى لو سمحت 
طريقتها استفزته جدا فشعر بالڠضب وجذبها من يدها إلى شقتهم الخاصة وهو يقول بحنق أشمعنى انا اللى ملكيش نفس تتكلمى معاه انا جوزك يا هانم ولا نسيتى 
فتح بالمفتاح وهي تحاول أن تخلص يدها من يده المطبقة عليها بقوة فتح الباب وأدخلها وصفع الباب خلفه پعنف 
الفصل الحادي والعشرون
بمجرد أن أغلق الباب أفلتت يدها من قبضته وهي تتأوه وتقول أيه اللى انت بتعمله ده وجايبنى هنا ليه
تغيرت ملامحه في لحظة وعقد يديه أمام صدره قائلا بهدوء أعمل ايه عاوز اتكلم معاكى وانت مش مديانى فرصة
نظرت له باندهاش فلقد كانت تتوقع أن معركة ستبدأ بينهما بعد صفعه للباب بكل هذا العڼف لم تكن تتوقع هذا الهدوء
تم نسخ الرابط