رواية بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
الخارج صائحا
الخمس دقايق خلصوا يا آنسه!
أنتفضت وهي تبدل ملابسها بسرعة وتقول حاضر حاضر
الفصل الثاني والعشرون
أنتهت في سرعة من أرتداءه ونظرت مرة أخرى في المرآه وقالت ينهار مش فايت أنا مش ممكن اطلع كده أبدا
فتح الباب فجأة وهو يقول بحنق بقالك ربع ساعة بتلبسى
أختطفت اسدال الصلاة واحتضنته على صدرها لتخفى جسدها تضرج وجهها بحمرة الخجل في ثوان ولم تستطع أن تنظر إليه مباشرة وهي تقول بتلعثم
اقترب منها قائلا لا شكلك خلصتى والله
قالها وهو يجذب الإسدال من بين يديها فشقهت نظر لها يتفحصها بإعجاب وقال بمزاح وهو ينظر لعلامات الخجل والخۏف البادية عليها ثم قال بمزاح
مټخافيش انا هتجوزك مش هتخلى عنك أبدا
قالت بحنق دون أن تنظر إليه حرام عليك عامل فيا كل ده وواقف تهزر
وأخذ يدور حولها وهو يقول بس انا مكنتش اعرف انك حلوة أوي كده
خفق قلبها بشدة عندما شعرت بيده توضع على كتفها وهو يقول تعالى
تصورت
انه سيأخذها في اتجاه ولكنه خيب ظنها وأخذها خارج الغرفة حتى وصل للمائدة التي وضعت عليها طعام العشاء وقال بلهجة آمره
جلست وهي تنظر له بدهشة وقالت جايبنى هنا ليه
جلس أمامها على طاولة الطعام وبدأ في تناول طعامه وهو يقول جايبك تاكلى معايا أصلى نفسى بتتفتح وانت قاعدة قدامى وانا باكل
تملكتها الدهشة وهي تقول يعنى رعبتنى كل الړعب ده علشان آجى اقعد معاك وانت بتاكل
قال مداعبا وهو يتناول طعامه وانا اللى فاكرك مؤدبة اومال انت افتكرتى أيه
وهى تشيح بوجهها عنه في ڠضب فوضع كفه على وجنتها وأدار وجهها نحوه وقال بابتسامة واسعة
أسمعى بس بلاش الانفعال الزايد ده
جلست وهي تنظر له بعدم فهم فقال وقد استعاد جديته وهدوءه لو كنت عرفتينى كويس كنت هتعرفى انى مش ممكن اجبرك على حاجة زى كده أنا عملت كده علشان اصفى الجو بينا وكل اللى انا عملته ده كان هزار لكن انا عمرى ما المسک ڠصب عنك أبدا
همست بحيرة بس كده
أومأ برأسه في مداعبة قائلا أوعى تفهمينى صح
أرادات إيمان النهوض مرة أخرى ولكنها وجدت نفسها تقول طب اتفضل كل وخلصنى خلينى اقوم انا بردانه
أبتعدت وهي تقول محذرة عبد الرحمن
قال على الفور أيه يا إيمان في أيه أنا قصدى اقوم اجيبلك الدفاية انت كل شوية تفهمينى صح كده
وضعت يدها على خدها وتصنعت أنها تحرك شعرها بيدها لتخفى ابتسامتها
مضى اليومين ووقف يوسف أمام مرآته يرتدى حلته السوداء وهو شارد الذهن مشتت الأفكار يشعر برهبة خفية من لقائها كيف سينظر إلى عينيها كيف سيواجهها عندما يخلو بها ماذا سيقول وكيف سيبدأ هل يبدأ بالإعتذار أم يقبل يديها ورأسها لتسامحه نفسه لم تتركه ظلت تحدثه لم تكن أنت المذنب الوحيد هي التي دفعتك لذلك دفعا ولم تكن أنت الوحيد هناك وليد والشابان الذي استقلت سيارة سلمى بصحبتهما والمكان الذي ذهبوا إليه هل نسيت كل هذا
جلس على المقعد وهو ينظر لصورته بالمرآة وكأنه يحادثها قائلا بحيرة بس انا اتأكدت أنا كنت أول واحد
حادثته نفسه مرة أخرى نعم كنت أنت الوحيد ولكن كنت الوحيد الذي اندفع هكذا أما البقية فكانوا حذرين وهي استطاعت أن تفعل كل شىء دون أن تؤذى نفسها
وضع يديه فوق رأسه شعر بأنه سيذهب عقله خرج للشرفة ووقف ينظر للسماء وقد تجمعت الدموع في عينيه قائلا
ياااااارب يارب بصرنى بالحقيقة هتجنن
أستعدت وفاء بفستانها المميز الرقيق بلونه الوردى بينما ارتدت مريم فستان العقد الذي ارتدته إيمان في يوم عقد قرانها كان في غاية الروعة علي جسدها وبساطته واحتشامه وبساطة زينتها أعطتها مظهرا ملائكيا تحركت بصحبة إيهاب وهي ممسكة بيده كالطفلة التي تتشبث بأبيها في الزحام مخافة الضياع ألتفت لها إيهاب مداعبا وقد شعر بأصابعها تقبض على يده بقوة وترتعش
مالك مړعوپة كده ليه
هزت رأسها بشكل عشوائى لم تجد كلمات ترد بها على دعابته لأول مرة تستقل المصعد وتشعر أنه يأخذها للچحيم لا إلى الطابق السفلى ارتجف قلبها بشدة عندما توقف المصعد معلنا انتهاء رحلته تحرك إيهاب خطوتين للخارج وهي تتبعه ومازالت ممسكة بيده وبمجرد ان وقع بصرها على الشقة مكان الحاډث تجمدت قدماها واصفر وجهها ومادت بها الأرض أسندها إيهاب ولحقت به إيمان التي كانت تنتظرهما بالأسفل وهو يقول في قلق
مالك يا مريم
أشاحت
بوجهها بعيدا عن أكثر مكان تكرهه على ظهر هذا الكوكب وهي تقول في اضطراب شديد
مفيش حاجة بقالى كتير بس منزلتش في الأسانسير دوخت شوية
تقدم حسين منهم وقال لإيهاب وهو يرسم ابتسامة مبهجة على شفتيه عن اذنك بقى العروسة دى تخصنى
أخذ يدى مريم وأسندها إلى يديه وربت عليها بحنان كان يعلم أنها المرة الأولى التي تتحرك فيها مريم وتهبط إلى الأسفل كان يعلم بأنها لن تمر على مكان الحاډث مرور الكرام كانت الخطوات بطيئة وهي تتذكر كل صوت وكل حركة مرت بهما في هذا المكان الذي لم يعد يحمل إلا الألم
أتجه بها حسين إلى حيث ينتظرها المأذون تحت مظلتهم ورأته لأول مرة منذ الحاډث في البداية لم تتعرف عليه لأول وهله كان وجهه شاحب للغاية وكأن الأيام مرت عليه سنوات طويلة تفرست ملامحه بغل واضح وكادت أن تتحرك من مكانها تجاهه دون وعى ولكن حسين قبض على يديها بقوة كانت يدها بارده كالثلج وترتجف من الأنفعال همس في اذنها
الناس كلها مركزة معاكى اقعدى هنا ومتبصيلوش
جلست بجانبه وهو مازال ممسك بيدها وبدأ المأذون في إجراء مراسم الزواج نهض يوسف ليمضى على الأوراق فخطڤ نظرة سريعة إليها حتى انتهى ووضع القلم مكانه وأشار لها المأذون أن تأتى لتذيل الأوراق بتوقيعها ففعلت ثم وضعت القلم وعادت بجانب عمها أنتهى المأذون قائلا
زواج مبارك إن شاء الله
أنطلقت الزغاريد معلنة ارتباط جديد في الأسرة ولكنه من نوع خاص جدا
ربت عبد الرحمن وإيهاب على كتف يوسف وعانقاه واحدا بعد الآخر ومهنئين له زواجه وكذلك فعلت فرحة ووالدته وعمه إبراهيم وهنأته إيمان ووفاء بابتسامة ثم أقبلوا على مريم يعانقونها ويقبلونها وهي تجاملهم بابتسامة خاوية ضائعة مرتعشة
أقترب وليد من يوسف ليعانقه ولكنه ابتعد عنه واكتفى بالمصافحة فقط نظر له وليد بحنق ثم اقترب من عبد الرحمن قائلا
هو اخوك بيعاملنى ناشف كده ليه هو انا دوستله على طرف
ربت عبد الرحمن على كتفه قائلا بمزاح معلش بقى عريس لازم نستحمله
كان عبد الرحمن يحادثه وعينيه لم تفارق إيمان وهي تجلس بين مريم ووفاء وتداعبهما بينما جلس عماد بجوار وفاء وشرع في وضع خاتم الخطوبة في أصبعها فهمست لها إيمان
مينفعش يمسك أيدك دلوقتى ده لسه خطيب مش زوج
همست لها وفاء طب والعمل
قاطعهم صوت عماد هاتى أيدك يا وفاء علشان البسك شبكتك
نهضت إيمان وهي مبتسمة وقالت له ثانية واحدة يا عريس
واتجهت إلى والدة عماد وقالت لها تعالى يا طنط لو سمحتى
أخذتها واجلستها بجوار وفاء وتناولت العلبة القطيفة التي تحوى خاتم الخطبة وأعطتها لوالدة عماد وهي تقول لها بمرح
لو سمحتى يا طنط لبسيهالها حضرتك معلش بقى معندناش بنات بتسيبه يمسكها يا فوزية
ضحك الجميع ونظر لها محمد أخو عماد بإعجاب شديد يكسوه الحزن وهو لا يشعر بنظرات عبد الرحمن الذي كان يتابعه عن بعد شرعت والدة عماد في وضع الخاتم في أصبع وفاء وانطلقت الزغاريد مرة أخرى
تقدم عبد الرحمن من إيمان وجذبها بعيدا ولكن برفق وقف بجوارها قائلا بعتاب ممكن تقعدى على جنب وتبطلى تتمشى قدام كل الناس كده
قالت إيمان بتلقائية أنا مش بتمشى انا كنت
قاطعها بحنق ولا كنت ولا مكنتش خالى الفرح ده يعدى على خير متخالنيش ارتكب چريمة
ثم نظر إلى محمد بطرف عينيه وقال لها أنت مش شايفة اللى
عمال يبصلك ده
نظرت إيمان إلى حيث ينظر حاولت أن تخفى ابتسامتها وهي تقول بلا مبالاة يبص ولا ميبصش وانا مالى
وقف أمامها ليحجب عنها الرؤية قائلا پغضب متخلنيش أطلعك فوق واقفل عليكى أنت تفضلى في أيدى لحد ما يغور من هنا
وضعت يدها في خصرها وقالت بلا مبالاة زى ما تحب
عاد بها مرة أخرى ولكنه لم يترك يدها ظل ممسكا بها بتملك وأجلسها بجواره وهو ينظر ل محمد نظرات حادة جعلته يصرف بصره عنها طوال الحفل
لم يترك حسين يد مريم أيضا ظل بجوارها يربت على يدها ويطمئنها وكان يوسف يجلس بجوارها من الطرف الآخر ولكن بعيد عنها نسبيا دون أى تلامس لم تنظر له أبدا ومازالت ترسم ابتسامة باردة على شفتيها كأنها صورة مجسمة بلا روح
تفاجأت مريم بحضور سلمى التي اقتربت منها وقبلتها ببرود قائلة مبروك يا عروسة زعلانه منك يا وحشة كده متعزمنيش
بادلتها مريم القبلة الباردة دون أجابة فاعتدلت سلمى ومدت يدها لتصافح يوسف قائلة
مبروك يا عريس
نظر لها باحتقار دون أن يمد يده فأعادت يدها مع احتقان وجهها ونظر الناس إليها واتخذت مكانا بجوار وليد الذي أشار لها أن تأتى بجانبه همس لها
متزعليش بكرة هطلعه على چتته
قالت ببرود أهو كلام قلتلى كده المرة اللى فاتت ومعملتش حاجة
قال بخفوت ومين قالك انى معملتش هي بس مظبطتش معايا بس اوعدك هتتعوض
وقفت فرحة بجوار إيهاب وقالت بطفولية انا متغاظة عاوزه البس فستان فرح تانى ماليش دعوة عاوزه نتجوز تانى
قال إيهاب موافقا من عنيا يا حبيبتى أوعدك هتجوز تانى واعزمك
ضړبته على كتفه فوضع يده على كتفه مټألما وهو يضحك آآآآآه يا مفترية
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت قال يتجوز عليا قال ده انا كنت اډبحك
لف ذراعه حول كتفها وقال ضاحكا بحبك يا مچنونة
أنتهى الحفل وسمح إبراهيم لوفاء أن تجلس بعض الوقت مع خطيبها في الحديقة قريبا من مريم ويوسف بينما كان حسين آخر من ينصرف ويترك مريم ولكنها أطبقت على ذراعه قائلة
ماتمشيش يا عمى
أطرق يوسف برأسه وسمع والده يقول لمريم مطمئنا مټخافيش
ثم الټفت إلى يوسف ناظرا إليه بحدة وهو لا يزال يوجه حديث لمريم وقال انا واقف في البلكونة وعينيا عليك لحد ما تطلعى شقتك
ثم انصرف وتركهما
متابعة القراءة