رواية بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
الرابع والعشرون
أنت بتقول أيه يا وليد معقول الكلام ده بقى عبد الرحمن فسخ خطوبته من هند علشان عرف انها جاسوسة لأحلام!
قال وليد بنظرة انتصار علشان تعرفى بس أن مفيش حاجة تستخبى عليا
قالت فاطمة بتفكير الموضوع ده لازم ولاد حسين يعرفوه حالا مش لازم يستخبى أبدا
ضحك وليد بسخرية وهو يقول عبد الرحمن هو اللى سمعها ومفتكرش انه قال ليوسف أو فرحة
حرك رأسه نفيا قائلا يوسف مش طايقنى اليومين دول أنت قولى لفرحة بصنعة لطافة كده وهي أكيد هتقول ليوسف
نظرت له أمه بتساؤل ويوسف مش طايقك ليه يا واد
وليد أبدا يا ستى كله من تحت راس البت اللى اسمها مريم دى كل ده علشان نبهته ان مشيها مش كويس طلع فيا ومن يومها وهو زعلان
قال بمكر هو انا لو مكنتش متأكد كنت اتكلمت يا ماما
شردت فاطمة في تفكير وهو تقول سيبلى الحكاية دى
صعدت فاطمة إلى شقة فرحة وطرقت الباب فتحت لها فرحة مرحبة بها وأدخلتها وهي متعجبة جلست فاطمة وبدأت في سرد ما جاءت لأجله وعندما وجدت علامات الذهول على وجه فرحة قالت
نهضت فرحة وهي مصډومة وقالت حضرتك متأكدة يا مرات عمى
تصنعت فاطمة الأرتباك وهي تقول لالا يا بنتى مش متأكدة بصى كأنك مسمعتيش حاجة
وذهبت سريعا وهي تقول بصوت مسموع يقطعنى ياريتنى ما كنت اتكلمت
هوت فرحة إلى مقعدها مرة أخرى وجلست تفكر في كلام زوجة عمها معقوله معقوله إيهاب اتجوزنى علشان أمه هي اللى خططت
تناولت الهاتف وهي مازالت مصډومة وقالت ايهاب لو سمحت تعالى دلوقتى
طب قوليلى وحشتنى وانا اجى
جاءه صوتها متجمدا وهي تقول لو سمحت تعالى حالا متتأخرش
لم تكن صدمة ايهاب أقل من صدمة فرحة حينما قصت عليه حديث فاطمة زوجة عمها وقال أنت بتقولى أيه يا فرحة أنا أمى خططت لكل ده
زاغ نظرها اضطرابا ولم ترد فأومأ برأسه قائلا بعصبية أجابتك وصلت يا هانم وعلشان اثبتلك بقى انك لسه معرفتنيش جوازت مريم ويوسف مش هتكمل وكده ولا كده إيمان مش مبسوطة مع اخوكى وهاخد اخواتى وامشى من هنا وورقتك هتوصلك قريب
تعلقت فرحة بذراعه وهي تبكى أرجوك يا إيهاب استنى أنا مش قصدى انا
ونزع ذراعه منها وانطلق مغادرا كالسهم والڠضب يتآكله ويلتهم حلمه عليها وشغفه بها
تناولت فرحة الهاتف واتصلت على أخيها يوسف تستنجد به في بكاء ألحقنى يا يوسف إيهاب هيطلقنى وهياخد اخواته ويمشى من البيت
أنتفض يوسف فزعا وهو يهتف بها ليه ايه اللى حصل انطقى
سردت له ما حدث في عجالة أغلق الهاتف وصعد إليها في سرعة ولكنه تفاجأ بزوجة عمه في طريقها للحديقة أوقفته وهي تقطع الطريق أمامه
مالك يا يوسف بتجرى كده ليه ياخويا
يوسف وهو يحاول أن يتخطاها معلش عن اذنك بس علشان فرحة عاوزانى ضرورى
وضعت يدها على فمها وهي تقول يلهوى هي قالتلك ولا ايه
أستدار لها قائلا قالتلى على ايه
قالت بحزن مصطنع أبدا ياخويا أنا أصلى حكتلها على سبب فسخ خطوبة عبد الرحمن لخطبته هند
نظر إليها ساخرا وقال كتر خيرك يا مرات عمى
تركها وصعد الدرج في سرعة كانت فرحة قد لحقت بمريم في شقتها وأخذت تبكى ومريم تحاول تهدئتها سمع يوسف ضجيج يخرج من شقة إيمان وعبد الرحمن ومن الواضح أن إيهاب يتكلم مع إيمان بشكل أنفعالى
طرق الباب وتراجع خطوات للخلف فتح الباب وأطل منه وجه إيهاب غاضبا فقال بسرعة عاوزك شوية لو سمحت يا إيهاب
قال إيهاب في ڠضب أنا اللى كنت عاوزك
خرجت إيمان بعد أن ارتدت حجابها وهي تقول لإيهاب بترجى أرجوك يا ايهاب أهدى شوية
فى نفس اللحظه فتحت مريم الباب ووقفت تنظر لهم بتسائل فقال يوسف لو سمحت يا ايهاب نقعد نتكلم طيب
وبعد عدة محاولات دخل الأربعة عند مريم
جلس إيهاب في حنق وتعمد عدم النظر إلى زوجته التي كانت تبكى بشدة وجلس بجواره يوسف قائلا بهدوء
ممكن نسمع بعض علشان نعرف نفهم
أستشاط إيهاب ڠضبا وهو يصيح خلاص كل حاجة بانت نسمع أيه ونفهم أيه
ونهض قائلا پغضب أسمع يا يوسف أحنا من هنا ورايح ولاد عم وبس وأنا هاخد اخواتى ونمشى من هنا
نهض يوسف ووقف أمامه قائلا إيهاب الطريقة دى متنفعش نتكلم طيب
قالت إيمان على الفور وبعدين فرحة مقالتش حاجة غلط الكلام ده حصل فعلا ماما كانت بتكلم هند وعلشان كده عبد الرحمن فسخ الخطوبة
قاطعها يوسف عبد الرحمن هو اللى قالك
هزت رأسها نفيا وقالت لا طنط عفاف قالتلى وهي فاكرانى عارفة لأنى كنت في اليوم ده راجعة من عند عمى في الشركة كنت بسألها على موضوع يخص ماما فهى افتكرت أنى قصدى موضوع هند
أبتسم يوسف بهدوء وقال لإيهاب ماهو بالعقل كده عبد الرحمن هو اللى سمع هند وهو اللى فسخ الخطوبة لو كان بقى متأكد أن حد فيكوا موافق على الكلام ده أيه اللى هيخليه يتجوز إيمان
قال ايهاب بعصبية ما انت لو كنت شوفته بيتعامل مع إيمان ازاى بعد يوم واحد جواز مكنتش قلت غير أنه مكنش عاوز الجوازه دى
أشاحت إيمان وجهها
بضيق ولمعت عيونها بالدموع ثم قالت پألم لا يا إيهاب الحكاية مش زى ما انت فاكر عبد الرحمن بيحبنى وانا الوحيدة اللى اقدر احكم عليه اذا كان اتجوزنى ڠصب عنه ولا بأرادته
تابع يوسف ولو كان كده حتى أيه اللى يخليه يوافق على جوازتك من فرحة هو وبابا وبعدين لو بابا عرف ان انتوا موافقين على كده أيه اللى هيخليه يوافق على ده ويكمل مفيش حاجة تخلى بابا يوافق إلا اذا أتأكد انكوا مالكوش دعوة بالحكاية دى وأظن انت اتعاملت معاه وعرفته
وألقى نظرة على مريم واقترب منها ووقف بجوارها ثم تناول يدها بين يديه وهو ينظر لإيهاب قائلا بتفكه
وبعدين يا جدع انت ايه اللى خلاك تفتكر انى هوافق تاخد مراتى وتمشى هي سايبة ولا أيه
حاولت مريم سحب يدها بهدوء من بين يديه ولكنه قبض عليها بقوة وهو يتابع حديثه مع إيهاب
فرحة بتحبك يا إيهاب تلاقيها بس اټصدمت من الكلام اللى سمعته معلش اعذرها لسه صغيرة
قالت فرحة پبكاء والله هو كده يا يوسف
زفر إيهاب بضيق وهو يقول لا مش صغيرة يا يوسف بس هي معاها حق أمى هي اللى حطتنا في الموقف ده وخلت الناس تبصلنا على أننا طمعانين فيهم وبنعمل عليهم خطط علشان نوصل لفلوسهم ونظر إلى ايمان بضيق وقال
وانت غلطك أكبر أنك عرفتى حاجة زى دى ومقولتليش في ساعتها أنا ماشى رايح شقتنا القديمة
خرج إيهاب مسرعا هرولت إيمان وفرحة خلفه وهي تناديه أستنى بس يا ايهاب أستنى
كان يوسف يستعد للنزول خلفهم ولكنه وقف على الباب واستدار على صوت هاتف مريم وجدها تأخذه وتدخل غرفتها وهي تتكلم بعصبية واضحة
أيوا يا ماما خير عاوزه أيه مني تانى
تتبعها يوسف إلى غرفتها في فضول ووقف يستمع لها من خلف الباب المفتوح لم يبذل جهدا ليستمع لأنها كانت تصيح وهي تتحدث
أدب أيه اللى أكلمك بيه مش كفاية اللى عملتيه فينا إيهاب هيطلق مراته فاطمة مرات عمى قالتلها على اللى عملتيه مع هند وإيمان مش مرتاحة مع جوزها وقاعدة معايا على طول وانا جوازتى مش هتكمل إيهاب ساب البيت وانا أول واحدة همشى وراه أيوه اټجننت حرام عليكى بقى ولعلمك حتى لو يوسف قبل يكمل الجوازه أنا مش هكملها تخطيطك كله حطم حياتى عارفة يعنى أيه حطم حياتى أوعى تتبسطى وتفتكرى أن الجوازات دى كلها جات على هواكى لا يا مدام أحلام يوسف قبل يتجوزنى علشان يتستر عليا عارفة معنى الكلمة دى ولا مش عارفاها
قالت آخر كلمة وهي تصرخ ثم سقطت مغشيا عليها وقع الهاتف من يدها ودخل يوسف عليها وهي ممدة على الأرض وقد سمع ما قالت حملها بين يديه ووضعها على الفراش وأخذ ينظر إليها بتمعن وإلى ملامح الألم التي بدت على وجهها أضاءت صور مشاهد الإغتصاب في عقله صورة تلو الأخرى تذكرها وهي مغشيا عليها في المرة الأولى بين يديه تذكر ثم تذكر صڤعة أبيه فارتدت رأسه إلى الخلف
فتحت عفاف باب شقتها على صوت فرحة وهي تهرول خلف إيهاب وتناديه وتبعتها ايمان أوقفت عفاف إيمان في خوف وقلق
في أيه يا إيمان مال فرحة وإيهاب
وبدون مقدمات أرتمت إيمان على صدر عفاف وهي تبكى
بشدة لم تستطع عفاف أن تفهم شيئا من كلام إيمان أدخلتها للداخل وتركت الباب مفتوحا جلست بجوارها ولكن إيمان ظلت متشبثة بحضن عفاف وتواصل بكائها مما جعل قلبها يخفق بشدة وهي تقول
مالك يا بنتى احكيلى أيه اللى حصل مالكم بس يا ولاد
عادت فرحة ودخلت عند أمها عندما وجدت الباب مفتوحا وسمعت صوت بكاء ايمان دخلت واڼهارت على أول مقعد وجدته وهي تقول بنفس متقطع
ملحقتوش خلاص يا ماما إيهاب هيطلقنى
تركت ايمان ونهضت في فزع وهي ټضرب على صدرها يطلقك ليه عملتى ايه
لم تكن إيمان تبكى لما فعله أخيها وحسب ولكن لأنها لأول مرة تلتفت للسبب الذي ظنته حقيقى في جفاء عبد الرحمن منها في أول أيام الزواج وجعل عقلها يردد الكلمات تباعا
يعنى هو ممكن كمان يكون متصور انى بنفذ تخطيط أمى ده غير أنه كان مڠصوب عليا أومال ليه قالى انه بيحبنى وليه معاملته اتغيرت وكلامه اتغير
أستمعت عفاف لرواية فرحة كاملة وكان رد فعلها بالنسبة لهم عجيب لم تتفوه بكلمة وإنما دخلت غرفتها بدلت ملابسها وخرجت بعد ثوانى وفي عينيها صرامة غريبة عليها
قالت إيمان بصوت لم يخلو من البكاء رايحة فين يا طنط
لم ترد عليها وهي في طريقها للخارج وقفت فرحة مكانها وهي تنظر إلى أمها بدهشة وهي تقول بخفوت
رايحة فين يا ماما دلوقتى
لم ترد أيضا وأنما تابعت طريقها خرجت وأغلقت الباب خلفها
نهضت مريم فزعة عندما فتحت عينيها ببطء ووجدته يجلس على طرف فراشها وقف في سرعة وابتعد خطوات عندما رآها تلف ذراعيها حول قدماها وتنظر له في خوف وفزع وقال
مټخافيش أنا مكنتش لسه نزلت لما مامتك اتصلت بيكى وسمعتك وانت بتصرخى وبعدين وقعتى على الأرض مكانش ينفع
متابعة القراءة