رواية بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
عنى من غير حتى ما تسألنى
حاولت أن تداويه وهي المچروحة وقالت متظلمهاش يا إيهاب أى واحدة في مكانها هاتتلخبط ومتعرفش تفكر
لم يأتيها منه ردا فقالت بترجى أديها فرصة تدافع عن نفسها يا ايهاب ده ربنا سبحانه وتعالى بعزته وجلاله مش هيدخلنا الجنة أو الڼار يوم القيامة إلا لما يخلينا نقرأ كتاب أعمالنا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا حتى العبد المؤمن ربنا سبحانه وتعالى هايعاتبه زى ما الرسول عليه الصلاة والسلام قال اما العبد المؤمن يدنيه ربه فيضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه فيقول أتذكر ذنب كذا وكذا أتذكر ذنب كذا وكذا قال حتى إذا ظن أنه قد هلك قال أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته بيمينه
أخترقت هذه الكلمات قلب وعقل يوسف الذي كان جالسا في شرود ويستمع لها وهي تتحدث
انا كمان مدتش فرصة لمريم انها تدافع عن نفسها كنت القاضى والجلاد من غير ما اسمع دفاعها كنت بسمع عنها أسوء شىء في الدنيا وفي نفس الوقت ماكنتش بديها فرصه تتكلم أزاى احكم من غير ما اسمع من الطرفين ده انا كده ابقى سفيه واستاهل كل اللى جرالى
ماما!
خرجت إيمان وتبعها إيهاب ثم يوسف ليجدوا والدتهم تقف على باب المنزل ويظهر عليها القلق والإضطراب وهي تخطو داخل المنزل وتتجه لتعانق أولادها قال ايهاب وهو يشير إلى يوسف
ثم الټفت إليها بتسائل هو حضرتك جيتى أمتى
قالت وبصرها معلق بمريم لسه واصله
وقالت موجهة حديثها لمريم خدت أول طيارة نازلة مصر بعد مكالمتك امبارح
قال يوسف بارتباك طيب استأذن انا بقى
خرج يوسف وجلست أحلام
بين أولادها الثلاثة نظر ايهاب إلى مريم قائلا بحنق طبعا كلمتيها وحكتلها التفاصيل
قالت أحلام پغضب لا مكالمتنيش يا باشمهندس أنا اللى كلمتها ومعرفتش تفاصيل ولا زفت وبعدين يعنى هي چريمة انها تكلم أمها
وقفت أمامه وقالت پغضب أتكلم مع أمك كويس يا ولد أنت نسيت نفسك ولا أيه وبعدين مين قال أن الفلوس دى مش من حقكم أوعى تكونوا صدقتوهم ونسيتوا كلامى
قالت إيمان بمرارة لا يا ماما أحنا مصدقانهمش أحنا صدقنا الورق اللى شفناه بعنينا
وقفت إيمان ونظرت في عينيها وقالت وأعلان الوراثة كمان مزور والورق اللى بابا مضاه بخط أيده على أنه استلم ميراثه كله يا ماما كل ده مزور مفيش داعى للكلام ده يا ماما أنا اتأكدت من كل حاجة بنفسى ظهر الإضطراب والتوتر على ملامح أحلام تابع ايهاب بحنق
نظرت له أحلام بارتباك وقالت وقالولكوا أيه كمان عنى
قالت ايمان بخفوت الشهادة لله محدش چرح سيرتك قدامنا أبدا
تنهدت بارتياح ثم قالت بغطرسة ومحدش أصلا يقدر يجيب سيرتى بحاجة
وبدون مقدمات توجه إيهاب لباب المنزل وفتحه وهو يقول بضيق أنا خارج شوية
جلست أحلام بين مريم وايمان وقالت لمريم أنا عاوزه افهم أيه الكلام اللى قلتيهولى في التليفون ده
زاغت نظرات مريم بين والدتها وأختها ففهمت أحلام أنها لا تريد أن تتحدث في وجود ايمان
ألتفتت إلى إيمان وهي تربت على يدها وهي تقول بغض النظر عن مقابلتك الباردة دى لكن وحشنى طبيخك هتأكلينى ولا ايه
أبتسمت إيمان أبتسامة باردة ونهضت وهي تقول أنا أصلا كنت بخلص في الأكل قبل ما يوسف يجى عن أذنكم
وذهبت للمطبخ تناولت أحلام يد مريم وقالت تعالى نقعد في أوضتك
دخلت وأغلقت الباب واستدارت لمريم بجسدها كله وقالت بحسم فهمينى معنى الكلام اللى سمعته في التليفون ده يعنى أيه يوسف وافق يستر عليكى أنت أيه اللى حصلك بالظبط عمل فيكى أيه ابن حسين
جلست على طرف الفراش وهي تبكى وقالت بصوت متقطع مش هو اللى عمل يا ماما أنت اللى عملتى
نظرت لها بحدة وقالت بتقولى أيه يا مريم
مريم بقولك الحقيقة يا ماما أنت معلمتنيش ازاى احافظ على نفسى فكان من السهل أى حد ينهشنى من صغرى وانت بتجبيلى لبس مكشوف لما بقى كشف جسمى شىء عادى
كنت بالبس قدامك عريان وضيق وكنت بتسبينى اخرج كده من البيت مكنتيش بتخافى على لحمى للناس تنهشه بعنيها كل ما كان إيهاب يضايق ويتكلم تقوليلوا دى لسه صغيرة خليها تتمتع بسنها خليها تلبس وتخرج خليتنى معرفش أفرق بين الحړام والعيب طول ما لبسى في بنات تانية بتلبسه يبقى عادى وكل ما إيمان تقولك اللبس ده حرام تقوليلها ما أصحابها بيلبسوا كده ولا عاوزاها تبقى نشاز وسط أصحابها كنت باحكيلك على صحابى الولاد في المدرسة وكنت بتضحكى وتتبسطى ان بنتك كبرت وبقى ليها اصحاب ولاد وكنت بتكبريها في دماغى وتقوليلى وماله بس حافظى على نفسك هو في حد عاقل يقول نحط وردة في وسط كوم ژبالة وتفضل الوردة محتفظة بريحتها الجميلة طب ازاى طب احافظ على نفسى ازاى وسط كل ده أحافظ على نفسى بأنهى مقياس بمقياس العيب اللى خلانى أقلد اصحابى واقول لو كان عيب مكنش كل البنات دى
عملته ولا بمقياس الحړام اللى لو كنت مشيت وراه زى ايمان كان زمانى محترمة
أنهارت أحلام على المقعد وهي تقول أنا كنت بحبك وعاوزاكى تبقى مبسوطة وزيك زى اصحابك
قالت مريم بأنفاس متلاحقة من كثرة بكائها لو كنت بتحبينى كنت سترتى جسمى ولو ڠصب عنى كنت خفتى عليا اموت وانا كده وادخل قبرى اتحاسب كنت منعتينى أكلم ولاد وعلمتينى ان ده حرام كنت علمتينى ازاى أنقى اصحابى وعرفتينى أن مفيش حاجة اسمها ابقى كويسة وصاحبتى وحشة وماليش دعوة وادى النتيجة سمعتى اټشوهت ولحمى اتنهش
أمسكت أحلام ذراعها بقوة وأوقفتها أمامها وهي تحاول خفض صوتها قوليلى مين اللى عمل فيكى كده يوسف ولا مين
هزت رأسها نفيا وقالت يوسف معملش حاجة يوسف هو اللى ستر عليا ووافق يتجوزنى
ونظرت لها بتهكم قائلة شفتى بقى الناس اللى كنت بعتانى انتقم منهم وألعب على ابنهم وقلتى عليهم انهم سرقوا ابويا وخدوا ميراثنا هما دلوقتى اللى ستروا بنتك وعمى ضغط على يوسف لحد ما وافق انه يتجوزنى وماعرفش أى حد أى حاجة ولا حتى اخواتى مفيش غيرى أنا وهو ويوسف بس حتى مراته طنط عفاف مقلهاش حاجة وسترنى وستر سيرتى عن كل الناس
قالت أحلام بذهول أنت بتقولى أيه واللى عمل كده متجوزكيش ليه وراح فين فهمينى
قالت مريم بسخرية لازعة هو اللى عاوز الحلال بيروح للحرام برضة يا ماما ولا حتى بيفضل لحد ما حد يجيبه يصلح غلطته طبعا بيختفى ومحدش بيعرفله طريق مش ده المهم المهم انك تعرفى عمى حسين وقف جنبى ازاى هو وابنه علشان تعيشى بقية عمرك تشكريهم وتحمدى ربنا انه رزقنا بناس زى دول يستروا عرضنا
بكت أحلام لأول مرة بحياتها بمرارة شديدة وهي تتذكر ماكانت تنوى فعله وما كانت تخطط له لتأخذ مال ليس من حقها وفي نفس الوقت يستر هو ابنتها بكل شهامة ورجولة ويخفى الامر عن الجميع ويضغط على ولده ليتزوجها ظلت تبكى وتبكى بمرارة حتى دخلت عليهم إيمان التي وقفت تنظر إليهما بتساؤل وقالت
بتعيطى كده ليه يا ماما
قالت أحلام بضعف مفيش يابنتى مفيش
والتفتت إليها قائلة أحكيلى ومټخافيش أخوكى عاوز يطلق مراته ليه
نظرت إيمان إلى مريم التي كانت تنظر إلى امها ودموعها تنهمر في صمت شديد ثم أعادت النظر إلى والدتها وهي تقول
هي مريم محكتلكيش حاجة
ربتت أحلام على ظهرها وهي تقول يابنتى قلتلك قوليلى ومتقلقيش مني أنا خلاص مبقاش مني قلق مش عاوزه حاجة من الدنيا غير سعادتكوا وستركوا وبس
أختلت أحلام بنفسها في غرفة إيهاب وهي تبكى على حالها وماوصلت إليه مريم بسبب سوء تربيتها وبسبب أهمالها لهم جميعا لماذا ظلت تلك السنين العجاف تكذب وتنمى فيهم كره أعمامهم بالباطل وهي تعلم أن كلامها غير صحيح هل هو داعى الأنتقام الذي كان يسيطر عليها أم هو غبائها الذي أوقف عقلها في لحظة من اللحظات وصدقت كلام فاطمة وهربت بالأولاد
عادت بذاكرتها سنوات طويلة وتذكرت لحظة دخول فاطمة عليها هي وعفاف ويظهر على وجههما علامات الفزع الذي كان مسيطر بشكل أكبر على وجه عفاف التي أخبرتها بأن فاطمة سمعت حوارا بين إبراهيم وحسين وعاملين عندهما في المصنع يخبروهما بأنهما يعلما أن علاقاتها بعصام قائمة من قبل أن يتوفى زوجها علي
بسنوات
وأنه كان يراه بصفة مستمرة يصعد شقتها في وقت غياب زوجها ولا ينزل إلا بعد ساعات وانه كان عندها بالأمس وغادر بعد حلول الظلام وأكدت فاطمة على أن حسين وإبراهيم صدقا العاملين وبدءا يتشاوران بأمر الأولاد هل هم أولاد علي أم لا وقالت فاطمة بړعب عندنا في الصعيد اللى بيشكوا فيها بېقتلوها هي وولادها ومحدش بيعرفلهم طريق ومتنسيش ان علي كان بيشك فيكى في حياته وكان بيقول كده لحسين علشان كده كان سهل ان حسين وابراهيم يصدقوا العمال دول
تذكرت وجه عفاف الذي كان يحمل كل معانى الخۏف والذعر على زوجها وهي تقول انا مش عاوزه جوزى يروح في داهية انا ماليش غيره في الدنيا أرجوكى يا أحلام خدى الفلوس دى واختفى شوية زى ما فاطمة اقترحت لحد بس ما براءتك تبان وبعدين ابقى ارجعى هنا تانى
لو لم تكن فاطمة أعطتها أمارة بأن عصام كان عندها بالأمس فلم تكن لتصدق ولكنه بالفعل كان عندها بالأمس وغادر بعد حلول الظلام معنى هذا انها مراقبة ولكن هي بريئة لم تكن هذه العلاقة قائمة قبل ۏفاة زوجها كان مجرد شك من زوجها فقط ربما كانت هي التي زرعت الشك بتصرفاتها لتجعله متعلق بها دائما ولتشعل ڼار غيرته بشكل دائم كانت تظن انه بذلك سيظل يحبها وسيظل بقربها ولكنها لم تخنه أبدا تعرفت على
متابعة القراءة