رواية بقلم دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز

فيه ناس غرب كتير
قالت عفاف بتوتر
والله ده انا قلقانة من دلوقتى يا حسين حتى لو زى ما قلتلى كده ان أحلام فيها حاجات كتيره اتغيرت برضة عمرها ما هتتغير من ناحية فاطمة ده اللى بينهم كبير أوى
قال بهدوء
إن شاء الله ميحصلش حاجة انا كمان هبقى حاطط عينى عليهم و كلمت إبراهيم وبلغته علشان يبقى واخد باله وميتفاجأش ونبهت عليه ميجيبش سيرة لمراته
تنهدت عفاف وقالت باضطراب
ربنا يستر
الفصل السابع والعشرون
صعد عبد الرحمن إلى شقته وأخذ يتجول فى أركانها يتلمس عطر زوجته التى فارقته أخذته قدميه إلى غرفة نومها فتح بابها وأضاء مصباحها فى شجن نظر إلى فراشها ويالها من مفاجأة لقد كانت نائمة فيه أختلج قلبه واقرب منها ببطء وحذر أزال خصلات من شعرها كانت لا تريد أن تفارق وجنتاها طبع قبلة رقيقة على وجنتها فاستيقظت نظرت له بحب وشوق وقالت
وحشتنى أوى
أحاطت رقبته بذراعيها فاقترب منها اكثر وهو يقول بابتسامة عذبة 
مش أكتر مني يا حبيبتى 
أقترب أكثر وأكثر وفجأة تلقى ركلة شديدة فى معدته أستيقظ على آثارها المؤلمة أعتدل فى جلسته فوجد نفسه فى فراشه ويوسف نائما بجواره مسح وجهه وهو يقول
استغفر الله العظيم 
وأمسك بساق يوسف التى ركتله ودفعها بعيدا وهو يوقظه ويهتف به
أيه يا أخى ده صحتنى من أحلها نومة كنت عاوز أكمل الحلم 
أعتدل يوسف فزعا وهو يقول
أيه فى أيه!
قال عبد الرحمن بسخط 
الله يقلق منامك يا أخى أنت أيه اللى منيمك جانبى
قال يوسف وهو يتثائب
مش عارف أنا آخر حاجه فاكرها اننا كنا بنرغى مع بعض
دفعه عبد الرحمن بعيدا لينهض من فراشه قائلا 
طب امشى روح نام فى أوضتك الله يكون فى عون مراتك اكيد مش هتستحمل تنام جنبك ليلة واحدة
خرج يوسف من غرفة أخيه وهو يتمتم بشجن 
ولا حتى ليلة يا عبد الرحمن
وفى الصباح كانت أحلام تنادى مريم وإيمان
يالا يا بنات إيهاب قال جاى ياخدكوا بعد ربع ساعة خلصتوا ولا لسه
خرجت ايمان وهى
تجر حقيبتها الصغيرة قائلة
خلاص يا ماما مريم فاضلها حاجات بسيطة
جلست بجوار أمها حول مائدة الأفطار وهى تقول باهتمام
هو حضرتك مش هتيجى معانا فعلا
ألفتت إليها أحلام قائلة
آجى فين أنا هاجى على معاد الفرح على طول بالليل
خرجت مريم ووضعت حقيبتها بجوار حقيبة ايمان وهى تقول
ليه يا ماما ما تيجى معايا
أبتسمت أحلام وهى تقول 
مينفعش يابنتى البيت الكبير ميتحملنيش انا وفاطمة اليوم كله
ردت إيمان بتفكير
والله يا ماما انا مش مصدقة ان طنط فاطمة يطلع منها كل ده هى اه صحيح مش ودودة معانا زى طنط عفاف بس مكنتش اتخيل انها تطلع كده
ألتفتت لها أحلام وقالت محذرة اياها
أسمعى يا ايمان الست دى لازم تخلى بالك منها كويس اوى ومتخطلتيش بيها إلا فى المناسبات بس دى ست مش سهلة واوعى يخيل عليكى حركات الطيبة اللى بتعملها دى ممثلة درجة أولى أسرار بيتك أوعى تطلعيها بره أبدا وأوعى تصدقى حاجة على جوزك إلا لما تسأليه وتسمعى منه كويس أنت فاهمانى انت واختك ولا لاء
أومات برأسها وقالت مريم
أنت كده خوفتينا اكتر
هزت رأسها نفيا وقالت بثقة
لا متخافوش طول ما عمكم حسين موجود وفى صفكم متخافوش منها لكن محدش فيكوا يرميلها ودنه أبدا ولا يسمع منها نصيحة
تنهدت ايمان وقالت
عموما احنا كده كده مش بنختلط بيها حتى وفاء مفيش بينا وبينها علاقات قوية
زى فرحة
أبتسمت وهى تربت على يدها قائلة 
أديكى شوفتى وجربتيها بنفسك
قالت مريم متسائلة 
أنت صحيح يا ماما هتسافرى بكره الصبح
أومأت برأسها وهى تقول
ايوا مش هينفع اقعد اكتر من كده وادينى اهو اطمنت عليكوا
أعلن هاتف أحلام عن اتصال من إيهاب وأخبرها أنه ينتظرهما بالأسفل ودعت أحلام كل منهما وانطلقتا عائدين إلى البيت الكبير مرة أخرى
وقفت سيارة إيهاب الصغيرة أمام المنزل قائلا بعجلة من أمره
يالا انزلوا عندى شغل لازم اخلصه قبل العصر
قالت إيمان بتعجب
كمان مش هتدخلنا الشنط مش كفاية نزلتنا بيهم من عند ماما لوحدنا
أشار ايهاب إلى باب المنزل قائلا
أومال ده واقف بيعمل ايه
ألفتت إيمان فوجدت عبد الرحمن واقفا ينتظرهم عند البوابة الخارجية عندما رآهم اقترب من السيارة وفتح الباب الخلفى وأخرج الحقائب ترجلت إيمان من السيارة وبعدها مريم بخطوات متثاقلة حين قال إيهاب لعبد الرحمن
أنا راجع العصر ان شاء الله
أومأ له عبد الرحمن برأسه والټفت إلى إيمان ومريم قائلا بابتسامة
حمد لله على السلامة
ظهر يوسف وهو يمر بالبوابة ويتجه إليهم بابتسامة صغيرة اقترب منهم وقال مرحبا وهو يهم بحمل أحدى الحقائب 
حمدلله على السلامة أتأخرتوا أوى
أوقفته يد عبد الرحمن تقطع عليه الطريق قائلا بحزم
معلش دى شنطة مراتى شيل التانية
نظر له يوسف بدهشة قائلا
وفيها أيه
قال بجدية
لا معلش محبش حد يمسك شنطة مراتى
أختلج قلب إيمان مرة أخرى ودق بقوة أكثر فهومن الأساس يطرق بشدة منذ أن رأته قادما نحوهم حمل عبد الرحمن حقيبة إيمان التى سارت خلفه واتجه إلى الداخل نظر يوسف إلى مريم وهو يحمل حقيبتها قائلا
أنا عاوز اتكلم معاكى ضرورى
لم ترد ولم تنظر إليه بل أشاحت بوجهها واستبقته للداخل وقف عبد الرحمن أمام المصعد والټفت إلى إيمان قائلا بهدوء وهو ينظر لعينيها
طبعا الشنطة هتطلع شقتنا مش كده
خفضت بصرها وهى تقول
أيوه بس هفضل مع مريم علشان الكوافيرة زمانها جاية
أمسك كفها بحنان قائلا
على فكرة أنا منمتش غير ساعة واحدة بس من ساعة ما كنت عندكم وانا بافكر فيكى وحتى الساعة دى حلمت بيكى فيها مش قادر استحمل الدنيا ولا ليا نفس لحاجة وانت زعلانة مني 
قاطعه اقتراب مريم ووقوفها بجوارهما صعدوا إلى الطابق الثانى أولا حيث كانت عفاف تنتظرهم تهلل وجهها بسعادة غامرة حين رأتهما وعانقتهما بحب كبير وحنان بالغ
ثم قالت فى سرعة
يالا يابنات أطلعوا بسرعة جهزوا نفسكم فرحة بتقولى الكوافيرة جاية كمان ساعة
ثم التفتت إلى مريم قائلة
وانت يا مريم بصى كده فى شقتك ولو لقيتى حاجة ناقصة قوليلى على طول
أبتسمت مريم أبتسامة باهته وهى تقول
حاضر 
كان عبد الرحمن ويوسف قد صعدا بالحقائب للطابق العلوى وهبط يوسف إليهم وترك عبد الرحمن أستقلت الفتاتان المصعد وعندما توقف توجهتا إلى شقة مريم ولكنهما وجدا عبد الرحمن ينتظر إيمان عند باب شقتهما وقال لها على الفور
ايمان عاوزك خمس دقايق بس
توترت إيمان وهى تنظر إلى مريم ثم تنظر إليه معاتبة 
معلش أصل يدوب نلحق مفيش وقت
مالت مريم على أذنها قائلة بهمس
روحى شوفيه انا لسه هدخل آخد دوش على ما اطلع من الحمام تكونى جيتى
أومأت برأسها موافقة فى اضطراب وذهبت إليه دخلت شقتها ودخل خلفها وأغلق بابها بهدوء نظر إليها نظرة طويلة معاتبة ولكنها مشتاقة نظرة محبة شغوفة ولكن تغلفها الحيرة وأخيرا تكلم قائلا
ممكن اعرف انا عملت أيه علشان تتغيرى كده معايا
أطرقت برأسها وقالت فى خفوت 
مش وقت الكلام ده دلوقتى لازم أروح أجهز مريم
أقترب منها يتفحصها بعمق وقال
يا ايمان متسبينيش كده قوليلى حاجة ريحينى أنا معرفش غير موضوع كلام مرات عمى لكن أيه علاقة كلامها بيا أنا وأنت
قالت بابتسامة شاحبة
أوعدك بعد الفرح ما يخلص هقعد معاك ونتكلم زى ما انت عايز
قال بحب
طب ينفع اقولك وحشتينى
قالت بدون تفكير
ليه
أبتسم ابتسامة حائرة وقال
ليه علشان بحبك
قالت دون أن تنظر إليه
متأكد
أقترب منها ومسح على وجنتها قائلا
طبعا متأكد معقول مش حاسة بيا كل ده
أطرقت برأسها مرة أخرى ولم ترد فاقترب منها وأخذها بين ذراعيه وضمھا بقوة أستسلمت لضمته فلقد كانت تشتاق لرائحته مثلما يشتاق هو إليها ضمھا أكتر وأغمض عينيه وقال 
والله لو تعرفى لما بتبقى زعلانة مني بيحصلى أيه عمرك ما هتزعلى مني أبدا بقولك من ساعة ما رجعت من عندكوا وانا حاسس انك زعلانة مني وحتى معرفش ايه السبب وانا النوم مجافينى منمتش غير ساعة وحتى الساعة دى حلمت بيكى كل ما احاول انام افتكر ملامحك وانت مضايقة وعنيكى اللى بتلمع بالدموع احس وانا بغمض عينى انى بغمض على شوك وادى النتيجة بقالى يومين منمتش بسبب حضرتك يا هانم 
أبتسمت وهى ټدفن رأسها فى صدره بهدوء لقد كانت تشعر بالسکينة والراحة من وقع كلماته الرقيقة الصادقة ومن أثر ضمته التى تستمع فيها إلى نبضات قلبه المتسارعة وكأنها تهفو إليها شوقا ظلا هكذا وقت ليس بالقصير لم يشعرا بالوقت ولا بعقارب الساعة التى كلما قفزت زادت ضمته لها وكأنه يخشى أن تتركه وتمضى 
قطع هذا الوصال رنين هاتف عبد الرحمن رفعت رأسها وقالت وهى تنظر إليه 
تليفونك
وضع رأسها على صدره مرة أخرى وقال بهمس
سيبيه يرن
ولكن هاتفه أصر على قطع هذا الوصال الحميمى فقالت بابتسامة
هو بقى مش هيسيبك شوف كده لتكون حاجة مهمة
نظر إلى عينيها بعمق قائلا
مفيش أهم منك عندى
أبتسمت وهى تضع يدها فى سترته وتأخذ منها الهاتف نظرت إليه وقالت
ده عمى
أغمض عينيه مرة أخرى وتنهد تنهيدة طويلة وكأنه يطبع صورتها داخل مقلتيه حتى لا تفارقهما أبدا تناول منها الهاتف وهو يتلمس أطراف أناملها مداعبا وضع الهاتف على أذنه قائلا 
السلام عليكم 
أستمع إلى والده قليلا بتركيز وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة عابثة ثم قال 
حاضر يا بابا ثوانى واكون عندك
رفع رإسها إليه لتلتقى عينيهما
مرة أخرى قائلا
كنا بنقول أيه
أبتعدت وهى تخطو باتجاه الباب وتفتحه قائلة
يلا انزل شوف عمى وانا رايحة لمريم
توجهت إلى شقة مريم وأخرجت مفتاحها ودلفت بسرعة للداخل وأغلقت الباب ببطء وهى تعلو وجهها ابتسامة خجلة أتجهت إلى غرفة مريم التى كانت انتهت من الإغتسال للتو وتجفف جسدها بالمنشفة فتحت إيمان الباب فانتفضت مريم وهى تحتضن منشفتها وعندما وقعت عينيها على اختها فزفرت بقوة وهى تقول
ېخرب عقلك يا ايمان رعبتينى
تبادلت الفتاتان الضحكات ولكن نظر إيمان وقع على چرح غائر أعلى ساق مريم فاقتربت منها وهى تنظر إليه فى تفحص وتقول 
أيه الچرح ده يا مريم 
نظرت مريم إلى حيث تنظر إيمان ووضعت أطراف أناملها على الچرح تتحسسه فتذكرت لحظة سقوطها وهى يغشى عليها تذكرت قطع الزجاج التى سقطت على أطرافه المهشمة
قطع ذكرياتها صوت إيمان وهى تقول
أنت وقعتى على أيه ولا اتخبطتى فأيه أرتجفت مريم مع تذكرها الحاډث وشعرت بالألم وكأن الچرح
مازال حديثا وقالت بارتباك 
مش فاكرة 
قالت ايمان وهى تضغطه قليلا
مش فاكرة ازاى مش بيوجعك طيب
حركت مريم رأسها نفيا وقالت
لا 
ثم لفت المنشفة جيدا لتخفيه وهى تتصنع المرح
يالا بقى الست زمانها جاية أدخلى خدى دش انت كمان
أستسلمت مريم للمزينة تمشط شعرها وتزينها بينما جلست إيمان وفرحة يتجاذبان أطراف الحديث ويتضاحكان قالت إيمان بتساؤل
فين وفاء مطلعتش ليه ولا حتى سلمت علينا لما رجعنا
مطت فرحة شفتيها وقالت
مش عارفة بس شكلها محرجة من اللى امها عملته
قالت إيمان بتعجب
سبحان الله وفاء غيرهم خالص
أومأت فرحة موافقة
ده حقيقى بس أكيد اللى أمها بتعمله هى مش راضية عنه علشان كده
تم نسخ الرابط