رواية بقلم دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز

تلاقيها مكسوفة تطلع
تناولت إيمان هاتفها وطلبت رقم وفاء وانتظرت ثوان إلى أن أتاها صوتها بخفوت
السلام عليكم ازيك يا إيمان
وعليكم السلام أيه يابنتى مطلعتيش ليه الكوافيرة هنا
قالت وفاء بخجل
معلش يا إيمان انا هبقى احط حاجة خفيفة كده
قالت إيمان بإصرار
لا مينفعش لازم تطلعى حتى لو مش هتعملى حاجة كفاية انك تقعدى فى وسطينا
سيطرت وفاء على دموعها وقالت بتماسك
ربنا يخاليكى يا إيمان بس بجد مش هقدر
زاد إصرار إيمان وهى تقول
لو مطلعتيش هنزل اخدك بنفسى ها قلتى ايه
أبتسمت وفاء من بين دموعها وهى تقول
لالا خلاص خليكى انا طالعة اهو
أغلقت إيمان الهاتف فى حين قالت لها فرحة
والله انت طيبة أوى يا إيمان يابخت عبد الرحمن بيكى
وفى المساء كانت الحديقة تتلألأ فى زينتها الجديدة بلمسات جمالية وضعها إيهاب وفرحة بذوق عالى وأحساس فنان كان الجو العام يبعث على البهجة وشاركت الطبيعة فى تزينه بنسمات عليلة وعبير الورود المتسلل إليها ليجعل النسمات تتحول إلى شذى رائع يأخذ بالألباب ويبعث على الإسترخاء فيحلو استنشاقه ببطء وكأنه سحر 
ومرة أخرى يتكرر نفس المشهد ويوسف يقف أمام مراته يرتدى حلته الأنيقة السوداء ولكن كانت تعلو شفتيه ابتسامة لا يستطيع تفسيرها قطع ابتسامته صوت عبد الرحمن الساخر وهو يقول
اضحك اضحك ما انت مش عارف أيه اللى مستنيك
ألتفت إليه يوسف قائلا
أيه ده انت لحقت تتعقد من الجواز
وقف عبد الرحمن بجواره فى المرآة وهو يهندم سترته وقال
ياعم مش لما اتجوز الأول ابقى اتعقد
نظر له يوسف متعجبا من كلماته وقال
نعم اومال إيمان دى تبقى أيه خطيبتك
دفعه عبد الرحمن ليلتفت مرة أخرى إلى المرآة وهو يقول
خليك فى حالك 
خرج يوسف إلى شرفته ينظر إلى الحديقة التى تزينت كالعروس وهو متعجبا من السعادة التى يشعر بها برغم من أنه يعلم أن هذا الزواج ماهو إلا غطاء شرعى لما حدث بينهما
بدأ المدعوين بالحضور وكان أول من حضر هى علا بصحبة والدتها وأختها هند التى وقفت تنظر حولها وهى تقول لأختها 
شايفة اللى اتحرمت منه اختك
قالت علا بصوت هامس
ممكن ترجعيله انت وشطارتك
ألقت مريم النظرة الأخيرة فى مرآتها بينما قالت إيمان
ماشاء الله أنت قمر والله يا مريم اللهم بارك
عانقتها فرحة ووفاء ألتفتت إليهم مريم قائلة
أنتوا كمان قمرات
قالت وفاء بمشاكسة وهى تقول
أنتوا بقى غيرانين منها ولابسين فساتين كتب الكتاب بتاعتكوا
ضحكت فرحة قائلة
والله ياختى مش بمزاجنا كل واحدة فينا جوزها صمم تلبس كده
أقتربت إيمان من مريم وقالت مداعبة 
بس أيه ده يا مريم فى عروسة تلبس الحجاب يوم فرحها ده ايه العقد دى
تلون وجهها خجلا وقالت
خلاص بقى بطلى مكنتش فاهمة وادينى فهمت ياستى
طرقت عفاف الباب فالټفت الجميع إليها وقالت مريم فى سعادة متفاجأة
ماما !
كانت أحلام بصحبة عفاف فهرولت مريم إليها وعانقتها نظرت أحلام إليها وإلى فستانها الأبيض وحجابها الحريرى الذى زاد جمالها وقالت
عروسة زى القمر يا مريم كان حلمى اشوفك انت واختك واخوكى يوم فرحكوا
قالت إيمان مداعبة 
ما انا لابسه فستان كتب كتابى اهو يعنى كأنك حضرتى فرحى برضة
عانقتها والدتها وقالت
ربنا يسعدكوا يا ولاد
ربتت عفاف على ظهرها قائلة
ربنا يديكى طولة العمر وتشوفى ولادهم
نظرت إليها أحلام بمودة وامتنان وقالت
متشكرة يا عفاف طول عمرك طيبة وانا مطمنة على ولادى معاكى
أدمعت عينيى إيمان ومريم وهما يتبادلان النظرات بينما قالت فرحة
وبعدين الميكب هيبوظ كده
نظرت إليهم عفاف قائلة
هو فين الميكب ده انا مش شايفة غير زبدة كاكاو
ضحك الجميع وفجاة عم الصمت حينما ارتفع صوت فاطمة پغضب وقسۏة وهى تقف على باب الغرفة وتستند إلى حافته بيد ومتخصرة باليد الأخرى وذبذبات الشړ تتقاف من حولها وتقول 
أنت أيه اللى جابك يا أحلام
نظر الجميع إليها بينما استدارت أحلام نحو عفاف وقالت بابتسامة هادئة 
يالا يا ام عبد الرحمن العريس مستنى تحت خدى البنات وانزلى
قالت عفاف باضطراب
انا هتصل بإيهاب يطلع ياخدهم
ساد الصمت للحظات وصعد إيهاب فى الحال وتناول كف مريم وقال لوالدته
يالا يا ماما
أومأت برأسها وقالت
انزلوا انتوا وانا جاية وراكوا
زاغت نظرات الجميع بين أحلام وفاطمة فى صمت قطعته أحلام 
يالا اتحركوا الناس تحت
بدأوا فى الهبوط للأسفل وتأخرت عفاف عنهم فقالت لها أحلام 
انزلى انت يا عفاف
حركت رأسها نفيا وقالت بإصرار 
مينفعش والمفروض ننزل كلنا مش وقته الكلام ده احنا فى فرح ولادنا
أوقفتها فاطمة وهى تصيح بها 
بقيتى حبيبتها يا عفاف اه ما انتوا بقيتوا نسايب
أقتربت منها أحلام بعينين حادتين قائلة
أنت عاوزه أيه يا فاطمة
قالت فاطمة بنظرات تشع حقدا
تطلعى حالا من البيت ده ومتوريناش وشك تانى
ضحكت أحلام بطريقة استفزازاية وقالت
تانى يا فاطمة تانى عاوزانى امشى مكفكيش أول مرة مشيت فيها من عشرين سنة
قالت فاطمة بحدة وبغض
وياريت المرة دى مترجعيش تانى لحد ما حد فينا ېموت ماهى الدنيا متستحملناش سوا
أحتفظت أحلام بابتسامتها وقالت
لسه بتغيرى مني يا فاطمة معقول مع انى كبرت اهو زى ما انت شايفة واللى بتغيرى عليه كبر هو كمان وقرب هيبقى جد 
واقتربت أكثر وهى تحدق بعينيها قائلة 
ولا انت لسه بتكرهينى علشان علي الله يرحمه فضلنى عليكى
كادت فاطمة أن ټصفعها على وجهها ولكن أحلام أحكمت قبضتها على يدها ونظرت لها بتحدى اكبر تدخلت عفاف هاتفة بحنق
لا انا كده هتصل بالحاج حسين يجى مينفعش كده يا جماعة يالا يا أحلام انزلى لولادك
فى هذه اللحظة كان يوسف ينظر إلى مريم بإعجاب شديد وهو يراها بفستان زفافها الأبيض وحجابها الذى زادها إشراقا تناول يدها من
إيهاب وهى تتحاشى النظر إليه وسار بها إلى المكان المخصص لهما بالجلوس بينما أمسك عبد الرحمن يدي زوجته وطبع قبلتين على كل واحدة منهما وعينيه لم تفارق عيناها الخجلتين وكذلك كان حال إيهاب وفرحة
سار الأربعة خلف العروسين كل منهما يتأبط ذراع عروسه فى سعادة
أما فى الطابق العلوى فلا تزال المعركة مستمرة وكانت فاطمة تصفق پغضب وتقول
مبروك يا أحلام برافو عليكى حققتى كل اللى كنت بتتمنيه وخدتى حسين وولاده ومراته
زفرت عفاف بضيق هاتفة
انتيهنا بقى يا فاطمة 
ثم نظرت إلى الهاتف وتقول
يارب يسمع الجرس فى الدوشة دى
وقفت أحلام أمام فاطمة وقالت بصرامة
أنا بحذرك يا فاطمة لو اتعرضتى لحد من ولادى انا ممكن ادمرك
ضحكت فاطمة پجنون قائلة
هتعملى أيه يعنى انت اللى المفروض تخافى على نفسك يا أحلام سمعتك مش متسحملة
بادلتها أحلام الضحكات وقالت بهدوء
هعمل كتير يا فاطمة يعنى مثلا هقول لكل الناس وأولهم ولادك وجوزك انك كنت بتحبى علي الله يرحمه وبتجرى وراه بالمشوار وهو كان مطنشك وكنت بتسوقى عليه ناس كتير وهو ولا هو هنا لأنه كان بيحبنى ساعتها وفى الآخر يا مسكينة لما رضيتى بالأمر الواقع
ووقع فيك ابراهيم الراجل الغلبان وهو ميعرفش انك كنت بتحبى اخوه الصغير اكتشفت برضة انه بيبصلى من تحت لتحت نارك قادت مني وخصوصا لما علي ماټ خفتى لجوزك يعملها ويتجوزنى بحجة انه يربى ولاد اخوه علشان كده اتجننتى وعملتى عليا فيلم انهم هيقتلوا ولادى ويقتلونى وادتينى فلوس وأشارت إلى عفاف قائلة 
وضحكتى على الغلبانة دى وخوفتيها ان جوزها هيروح فى داهية وجبتيها معاكى علشان اصدق لأنك عارفة انى بصدق عفاف صړخت بها فاطمة 
أخرسى يا أحلام أنا عمرى ما جريت ورا حد أنا مش زيك أنت اللى كنت بتجرى ورا ابراهيم ولما لقيتيه شخصيته ضعيفة ومش هيقدر يقف قدام ابوه سبتيه وادورتى على علي الله يرحمه
ضحكت أحلام قائلة وقد أعجبها اشتعال الڼار بقلب فاطمة وقالت
وهو ده اللى غيظك مني أن الاتنين كانوا بيحبونى
كادت فاطمة أن تهم بصفعها ولكن عفاف صړخت 
كفاية كفاية حرام عليكوا ده الزمن بينسى المۏت ورغم كده معرفش ينسيكوا كرهكوا لبعض
وفجأة دخل إبراهيم وحسين واقترب حسين من عفاف وامسك يدها بقلق قائلا
مالك يا عفاف بتصرخى ليه ايه اللى حصل
نظر إبراهيم لزوجته قائلا
انتوا ايه اللى مقعدكوا هنا سايبين الناس والمعازيم وقاعدين هنا ليه
قالت فاطمة بغل واضح
أبدا كنا بنصفى حساب قديم
أشار حسين إلى أحلام وقال بحسم
لو سمحتى يا ام ايهاب انزلى دلوقتى اقعدى جنب بنتك متسيبهاش فى لحظة زى دى
أما فى الأسفل فكانت عينيى هند تراقب عبد الرحمن وتتبعه كظله وكان وليد يهمس لعلا أن تصعد معه الآن ليريها شقتهما ولم يكن يلحظ العين التى تراقبه بابتسامة غاضبة كريهة بينما لم تكن تعلم إيمان وفرحة المفاجأة التى أعدها لهما عبد الرحمن وإيهاب
الفصل الثامن والعشرون
أسمعى بس أنت هتطلعى تشوفيها وننزل على طول
أبتسمت علا وهى تضغط على يد هند الجالسة بجوارها وقالت
أوك مفيش مشكلة علشان تتأكد بس انى بثق فيك
أنتبهت هند لضغطة علا وكما اتفقت معها سابقا بأن هذه الضغطة معناها أن تتدخل فورا
أفلتت علا يد هند وهى تنهض واقفة مع وليد فنهضت هند هى الأخرى ووقفت أمامهما قائلة
أيه يا علا رايحة فين 
قالت علا بتلقائية مدروسة
طالعين نبص على الشقة بتاعتنا علشان نشوف هتتشطب ازاى
أدت هند دور الشغوفة بإمتياز وهى تقول
ايه د بجد طب انا جاية معاكوا
تدخل وليد وهو يلف كتف علا بذراعه قائلا
خليكى مع ماما يا هند لحس تضايق أحنا مش هنتأخر
أدت دورها جيدا مرة أخرى وهى تقول
اه صحيح طب ما نجيب ماما تشوفها معانا دى برضة ام العروسة
عادت هند خطوتين للخلف لتخبر والدتها فى حين قال وليد بضيق
أيه بقى الخنقة دى
نظرت له علا وتظاهرت بعدم الفهم وهى تقول
مالك يا حبيبى فى حاجة
عادت هند ومعها والدتهما وقد أبدت موافقتها للصعود معهم لرؤية منزل الزوجية
أبتسم لها وليد ابتسامة حانقة وهو يقول
اه طبعا يا طنط اتفضلى
أستبقهم للداخل وهو يزفر بقوة فى ڠضب بينما هند وعلا يتبادلان نظرات مكر وانتصار
لم يمكثوا كثيرا فى الداخل بمجرد أن فتح لهم باب الشقة المخصصة لزواجة ودخلوا وطالعوها فى دقائق وخرجوا سريعا وما إن خرجوا إلى الحديقة حيث حفل الزفاف حتى وقعت عيناه على سلمى التى تنتظرهم عند المدخل وعينيها يتطاير منها الشرر لم تنتظر كثيرا بل أسرعت إليه وصاحت فى حدة
بقى دى أخرتها يا وليد بقى أعمل علشانك كل ده وفى الآخر تروح تخطب واحدة تانية أما وريتك أما فضحتك أنا هاروح اقول ليوسف كل خططك
أمسك ذراعها بقوة وهو ينظر إليها پغضب ويضغط أسنانه بقوة وقال
عارفة لو ماتخرستيش هاعمل فيكى أيه
تقدمت علا منهما بينما وقفت هند ووالدتها يشاهدان ما يحدث فى دهشة أقتربت علا قائلة
فى حاجة يا آنسه
هتفت سلمى پغضب 
وانت مالك انت بتدخلى ليه بين واحدة وجوزها
نظرت له علا بدهشة وقالت
نعم جوزها
ألتفت إلى سلمى پغضب وحنق
أنت بتخرفى ولا أيه أنا اتجوزتك امتى ان شاء الله فى الحلم
قاطعته وهى تصيح بوجهه وتشير إلى الشقة المشئومة بجوار المصعد
لا يا خويا فى الشقة دى
جذبها من يدها وحثها على الخطى السريع خلفه مرغمة حتى وصل بها إلى جراج السيارات
والټفت إليها وصفعها بقوة حتى ارتدت إلى
تم نسخ الرابط