رواية بقلم دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز

أحدى السيارات وسال الډم من بين شفاها
فصړخت فى ڠضب
ماشى يا وليد والله لاروح أحكى ليوسف واقوله أنك كنت بتفترى على مريم وانك مطلعتش شقتها ولا حاجة وانك كنت مستنيه وكنت عارف انه هيجى وراك وهقوله انك قصدت تديله حبوب علشان يتخدر وميحسش هو بيعمل ايه وانك اتفقت معايا انى اخد مريم شقة مفروشة وافهمها ان ده بيتى وكنت عارف انه هيراقبها وكان كل هدفك انك تفضحه والرؤوس تتساوى وميقدرش يفتح بقه معاك تانى
أحكم قبضته على ذراعها حتى آلمتها وصړخ فيها
اسمعى يابت انت مش انا اللى تهددينى
لو عاوزه تروحى تحكى روحى ميهمنيش أنا كده ولا كده شريك فى البيت وشريك فى الشركة يعنى اللى هتقوليه مش هيأثر عليا لا حد هيرفدنى ولا حد هيقدر يطردنى ديتها ابويا يزعل منى يومين وخلاص وانت مش هتطلعى بحاجة من ورا كده إلا انى عمرى ما هبص فى وشك تانى ومش هتشوفى مني اللى كنت بتشوفيه لكن لو طلعتى عاقلة وحلوة كده هنفضل مع بعض فلوس وفسح وكل اللى انت عرفتينى علشانه ها قولتى ايه
بكت وهى تحاول أن تخلص ذراعها من يده وهى تقول
سيبنى بقى أيدى حرام عليك
تركها وهو يدفعها للخلف مجددا ويشير إلى رأسه قائلا
عقلك فى راسك تعرفى خلاصك دورى على مصلحتك احسنلك
أشتد بكاؤها وهى تقول
كده برضة يا وليد تعمل فيا كده يعنى اللى خطبتها وهتتجوزها دى فيها أيه احسن مني
أقترب منها ومسح على شعرها وكأنه لم يفعل شىء وقال
يا عبيطة ده انت اللى فى القلب وبعدين جواز أيه هو انا بتاع جواز
نظرت له بدهشة وقالت
يعنى ايه اومال خطبت ليه
أقترب منها ولف ذراعيه
حول خصرها قائلا
هما وحياتك يومين وهخلع منها وهرجعلك صاغ سليم
قالت وهى تبتعد عنه
انت بتضحك عليا بكلمتين فاكرنى هبلة فى حد بيخطب يومين ويخلع
قال وليد ضاحكا
أنا
قالت بدهشة
وقد تغيرت ملامحه تماما
أنت بتضحك عليا
قال بنفاذ صبر
من الآخر كده البت دى منشفة دماغها وانا حبيت ألينها بالدبلة اللى لبستهالها فهمتى بقى
يعنى انت بقى عينك فارغة
أومأ برأسه مؤكدا بعبث قائلا
بالظبط كده أديكى عرفتى يالا بقى خديها عن قصيره وامشى دلوقتى
قالت باستفزاز
انا لسه مباركتش لمريم
هتف بحنق
قال يعنى بتحبيها أوى يالا اطلعى من باب الجراج وهنتقابل بكرة وهقضى معاكى يا ستى طول اليوم
خطت هند وعلا خطوات سريعة بخفة ليعودا أدراجهما إلى مكانهما قبل أن يعود وليد جلستا وهما يلتقطان أنفاسهما بصعوبة وقالت هند
سمعتى يا علا
أومأت برأسها ووضعت أصبعها على فمها وهى تقول لهند
ولا كأنك سمعتى حاجة
قالت هند باستنكار 
يعنى ايه يا علا هى دى كمان فيها مصالح
قالت علا مؤكدة
بالظبط كده زى ما اتفقنا قبل كده أى معلومة تعرفيها تحوشيها لحد ما يجى وقتها
ونظرت بعيدا فى شرود وهى تقول
أما بقى بخصوص هدفه من خطوبتنا انا هخاليه يندم ويقع فى شړ أعماله
أستقلت سلمى سيارتها الصغيرة وقادتها فى شرود والأفكار تتزاحم فى عقلها
صح أنا هستفاد أيه لما افضح كل حاجة كل اللى هيحصل انى هخسره للأبد ومريم سمعتها هتتصلح عند يوسف
وأبتسمت فى سخرية وهى تقول
متضحكيش على نفسك يا سلمى انت كده ولا كده كنت متأكدة انه مش هيتجوزك ومكنش هامك حاجة متعمليش فيها مصډومة طالما بيصرف عليكى يبقى خلاص خالى الفايدة تكمل للآخر
عاد وليد إليها قائلا بلهفة مصطنعة
متزعليش يا حبيبتى دى واحدة مچنونة كانت بتشتغل معايا زمان ومشيتها وانا طردتها خلاص
أبتسمت برقة وقالت
تصدق فعلا شكلها مش طبيعى خالص وبعدين دخلت هنا ازاى دى
رفع كتفيه وقال
انا عارف اهو كل فرح ولا مناسبة فى بيتنا لازم تحصل فيه بلوى شكل أسترها علينا يارب
وقفت فاطمة بجوار زوجها تراقب نظراته جيدا فالټفت إليها وقال بحدة
أنت وبعدين معاكى هتفضلى تراقبينى كده لحد امتى
قالت فاطمة بحنق
لحد ما زفته دى تمشى من هنا وتغور
قال متأففا
لاحول ولا قوة إلا بالله يافاطمة عيب كده احنا مش صغيرين على العمايل دى روحى طيب سلمي على خطيب بنتك ووالدته
تأبطت ذراعه رغما عنه وقالت
اه وماله يالا نروح سوا
شعر حسين ببعض الهدوء عندما وجد ملامح السعادة عادت مرة أخرى إلى وجه عفاف بعد أن كانت يغلب عليها الحزن مما سمعت من أحلام وفاطمة وهى تجلس بجوار يوسف بسرور وتربت على يده وتبتسم له بحب هو ومريم أما احلام فكانت تجلس بين مريم وإيمان حتى جاء عبد الرحمن وبسط كفه أمامها قائلا 
تعالى يا إيمان لحظة لو سمحتى
وضعت يدها فى يده فتناولها وسار بها خطوات ووقف أمامها قائلا بحب
أيه رأيك فى شهر عسل جديد بدل اللى راح مننا
نظرت له بدهشة يغلفها الخجل وقالت
ازاى يعنى
أشار لإيهاب الذى كان يقف بعيدا عنهما بخطوات يتكلم مع فرحة وهى تبدو فى كامل سعادتها أقبل إيهاب وفرحة التى تعلقت بذراع عبد الرحمن بابتسامة واسعة وهى تقول
متشكرة يا عبد الرحمن حقيقى مفاجأة تجنن
نظر لها إيهاب باستنكار
ياسلام على أساس ان انا ماليش دور فى المفاجأة يعنى
قالت إيمان بابتسامة حائرة 
مفاجأة ايه
لف إيهاب ذراعه حول كتفها وقال بمرح
هنروح مع يوسف ومريم نقضى شهر العسل معاهم
دفع عبد الرحمن ذراع إيهاب ولف ذراعه هو على كتفها قائلا
لو سمحت متحطش أيدك على مراتى تانى
والټفت إليها قائلا 
ها أيه رأيك فى المفاجأة دى
أرتبكت إيمان واقتربت فرحة منها قائلة 
هى دى عاوزه رأى طبعا موافقة
قالت إيمان بتردد
بس احنا مجهزناش هدومنا ومش معقول نطلع نجهزها دلوقتى
قالت فرحة بحماس 
لا يا ستى مش هنوضب حاجة دول كانوا متفقين مع ماما على كل حاجة وهى قامت بالواجب وزيادة
أكد عبد الرحمن على كلام فرحة وقال
الحقيقة دى كانت فكرة بابا هو اللى اقترح وخطط واحنا نفذنا
داعبته إيمان وقالت وهى تضع يدها على خصرها
ده انتوا عصابة بقى
أومأت فرحة وقالت 
بالظبط كده عصابة بودى وهوبة
أقتربت هند منهم وهى تتهادى بدلال ووقفت أمام عبد الرحمن وهى تنظر إليه بشوق وتمد يدها لتصافحه وتقول
أزيك يا عبد الرحمن ليك وحشه والله
ارتبك عبد الرحمن بسبب نظرات إيمان الحاړقة لهما وقال 
الحمد لله تمام
قالت وهى مازالت باسطة كفها ليصافحها
مش هتسلم عليا ولا ايه 
شعرت إيمان أن عبد الرحمن سيصافحها لشعوره بالحرج من يدها الممدودة فأسرعت واخذت يدها وصافحتها هى وقالت بابتسامة باردة
معلش بقى أصله مش بيسلم على ستات
أبتسمت لها هند ابتسامة صفراء وهى تقول
ليه ده حتى عبد الرحمن مثقف ومتعلم
بادلتها إيمان نفس الإبتسامة وقالت
شرع ربنا مالوش علاقة بالثقافة أو الجهل
وتابعت 
المثقف الحقيقى هو اللى يبقى عارف امور دينه وبيقوم بيها أما الجاهل هو اللى مهما اتعلم وخد شهادات يفضل برضة مش عارف دينه بيأمره بأيه وبينهاه عن أيه
أختفت الأبتسامة وقالت فى حنق 
فرصة سعيدة يا مدام
وغادرت فى سرعة بخطوات حانقة فقالت فرحة موجهة حديثها لإيمان
البت ياعينى ڠرقت فى شبر ميه حرام عليكى يا إيمان
نظرت إيمان إلى عبد الرحمن الذى كان ينظر إلى الأسفل وكانه يتأمل حشائش الأرض التى يقف عليها وقالت له
بتبص على الأرض كده ليه
قال وكأنه يفكر بعمق
لا ابدا بفتكر انا صليت العشاء ولا لاء 
نظر إيهاب إليه بدهشة ثم اڼفجرا فى الضحك لم تستطيع فرحة كتم ضحكاتها وهى تحتضن إيمان وتقول 
أخويا شجاع أوى قدامك على فكرة
لم تتمالك إيمان نفسها وضحكت رغما عنها 
مالت أحلام على أذن مريم قائلة
مالك يا مريم مكشرة كده ليه
انتبهت مريم لحديث والدتها وقالت بخفوت
أبدا ياماما تلاقينى سرحت ولا حاجة
قالت أحلام بتنبيه
لا أبتسمى الناس بتبص عليكى وبعدين جوزك بيبص عليكى هو كمان
ألتفتت مريم بحركة تلقائية ليوسف الذى يجلس بجوارها فأشاح بوجهه عنها والټفت إلى والدته التى تجلس بجواره فقالت له
ايه يا حبيبى عاوز حاجة
يوسف 
مش كفاية كده مش نمشى بقى لسه ورانا سفر
أومأت برأسها وهى تبتسم له موافقة وقالت 
طيب استنى اروح اقول لابوك
ذهبت عفاف إلى زوجها وأبلغته بالأمر فذهب إلى عبد الرحمن وإيهاب وقال
يالا بقى علشان تلحقوا وقتكوا لسه الطريق طويل
تحرك الجميع وسط تبريكات الأهل و المدعوين وتقديم التهانى وعانقتهم أحلام عناق طويل وودعتهم فهى أيضا ستسافر وتعود من حيث جاءت 
بعد ساعات مرهقة دخل أخيرا كل زوجين إلى جناحهما الخاص أسرعت إيمان إلى شرفة جناحها الكبيرة لتنظر إلى المنظر البديع فلحقها عبد الرحمن ولف ذراعه حولها قائلا
هنا بقى تقدرى تستمتعى بجد البلد هنا مش زحمة خالص والشواطىء تقريبا فاضية
تنهدت فى أرهاق قائلة
طبعا دى بعيدة جدا لازم تبقى رايقة
قال بابتسامة عذبة
أنا جبتك هنا مخصوص علشان تعرفى تستمعى براحتك علشان المرة اللى فاتت مكنتيش عاوزه حتى تنزلى تبلى رجلك
فى المية وكنت خاېفة الهدوم تلزق عليكى هنا الحياة بسيطة أوى وعلى طبيعتها والشط بين الجبال ووراه نخيل كتير 
نظرت إليه وقالت فى اهتمام 
مصر فيها أماكن حلوة جدا المصريين نفسهم عمرهم ما شافوها طب احنا ليه دايما مركزين على السياح اللى جايين من بره ومهملين فى
السياحة الداخلية جدا تقريبا معظم المصريين ميعرفوش ان بلدهم فى اماكن ساحرة كده
قال بتركيز
فكرة برضة سيبينى افكر فى الحكاية دى بس لما نشوف الأول السياحة الزوجية
لم تفهم معنى كلماته فقالت بتسائل
يعنى أيه السياحة الزوجية
تصنع عبد الرحمن أنه يهم بشرح معنى كلماته وقال بجدية
تعالى وانا اشرحلك بالتفصيل
ثم توقف فجأة قائلا
ولا اقولك غيرى هدومك وانا هدخل اخد دش ولما اطلع اشرحلك كل حاجة بالتفصيل الممل
كانت مريم جالسة على طرف فراشها تنظر حولها وتدور عينيها فى الجناح الخاص بهما حتى دخل يوسف وأغلق بابه ووقف ينظر إليها ويتأملها حتى شعرت بالإضطراب أكثر وراودها شعورها بالخۏف تجاهه مرة أخرى فأغلقت عينيها وهى تحاول أن تهدئ من روعها فقال
طبعا تعبانة من السفر ومحتاجة تنامى
اشار إلى الحمام الملحق بالغرفة الداخلية قائلا
ادخلى غيرى لو تحبى وانا هدخل البلكونة لحد ما تخلصى علشان نصلى ركعتين مع بعض
نهضت فى سرعة واقفة مكانها وقالت بسخرية
نصلى ركعتين ليه ده لما يبقى جواز حقيقى مش زينا كده
شعر بالتوتر وصمت قليلا ثم قال
خلاص زى ما تحبى
تركها وخرج إلى الشرفة يستنشق الهواء العليل ويحاول أن يركز تفكيره فى طريقة التعامل التى ستكون بينهما فى الأيام القادمة اخذت مريم ملابسها ودخلت الحمام أغتسلت فى سرعة وبدلت ملابسها وخرجت من الحمام إلى الفراش مباشرة وتدثرت جيدا عندما شعر بها قد انتهت دخل هو الآخر وأخذ ملابسه من حقيبته الشخصية ودخل إلى الحمام أغتسل وخرج سريعا مر أمام فراشها فوجدها متدثرة جيدا وتلف الغطاء حولها بعناية وتنظر إليه وتتابع تحركاته بقلق وخوف آلمه كثيرا ذلك الشعور وتلك النظرة الخائڤة من عينيها فوقف أمام باب الغرفة الداخلية قائلا
الأوضه دى ليها مفتاح لو حابة تقفلى على نفسك وانا هنام على الكنبة بره قدام التلفزيون لو احتاجتى حاجة نادى عليا 
لم يتلقى منها أى أجابه فخرج واغلق الباب خلفه وبعد ثوان شعر بها توصد الباب
تم نسخ الرابط