رواية بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
ولكنه جذبها إليه مرة أخرى وضمھا وهو يحاول تقبيلها
خرجت وفاء من غرفتها لتجد باب شقتهم مفتوحا وأمها تقف فى الخارج وتقلب محتويات الحقيبة بين يديها فقالت
أيه الحاجات دى يا ماما
نظرت لها فاطمة بدهشة قائلة
مش عارفة يا وفاء سمعت صوت حاجة بتخبط على السيراميك خرجت لقيت الشنطة دى واقعة ومفتوحة كده
أمسكت وفاء محتويات الحقيبة وفتحت الحافظة الشخصية وبسهولة علمت لمن تنتمى هذه الحقيبة ولكنها تعجبت من وجودها هنا فى هذا الوقت فقالت
عرفتى منين
بطاقتها اهي
جاءت اللحظة التى خططت علا من أجلها وغامرت بهذه الخطوة سمحت لوليد وخرجت من الغرفة مسرعة إلى الباب الخارجى وهى تصرخ صرخات متتالية شديدة فزعت لها فاطمة ووفاء وهما بالخارج فأخذت وفاء تدق الباب بقوة بينما فتحت علا الباب وخرجت مهرولة لتجد فاطمة ووفاء أمامها فاصطدمت بهما وحان وقت الأداء التمثيلى المقنع أرتمت فى أحضان فاطمة وهى تبكى فى اڼهيار وتقول لها
حاولت وفاء أن تهدئها وأخذتها للداخل فى غرفتها وأعطتها سترة أخرى عوضا عن الذى تمزقت ولقد كانت علا مقنعة جدا فى أداء دورها ببراعة وهى تتلاحق أنفاسها فى حضڼ وفاء وتقص عليهم ما حدث وهنا قال وليد بعصبية
انت هتستعبطى يابت انت جاية معايا بمزاجك وعارفة انا عاوز منك ايه
كده يا وليد عاوز تشمت فيا الأعادى لو كانت مرات عمك شافتك كان زمانها ڤضحتنا
قال مدافعا
ياماما انت بيخيل عليكى الأفلام دى دى جاية معايا بمزاجها
دفعته أمه مرة أخرى وهى تقول
كتك القرف أهى دى آخرة المستوى الزفت اللى رايح تخطب منه
قال بضجر
خلاص بقى مالوش لازمة انا خلاص فسخت الخطوبة
يعنى أيه تفسخ الخطوبة
ثم نظرت إلى فاطمة وقالت
يرضيكى يا طنط ابنك يبهدلنى كده وفى الآخر يسيبنى
قالت وفاء على الفور
لاء طبعا
نظرت لها أمها شذرا وقالت بصرامة
بس يابت انت متدخليش
ثم أشارت لعلا وقالت
أنت اللى جيتى معاه برجليكى يبقى انت اللى غلطانة يا روحى أنا ابنى راجل
ده انت عندك بنات ازاى تقولى كده
فاطمة
أنا بنتى محترمة مبتروحش شقق يالا يا حبيبتى بطلى تمثيل وخدى بعضك عن قصيروا وروحى بيتكوا
صاحت وفاء پغضب
بس ده ميرضيش ربنا انت كده بتساعديه على الغلط
صڤعتها أمها وصاحت بها
أمشى ادخلى اوضتك
والتفتت إلى علا وقالت ببرود
وفتحت الباب وأشارت وهى تقول
أطلعى بره وما اشوفش وشك هنا تانى
سارت علا فى الطرقات متخبطة
أنهارت أحلامها وآمالها أنهار ما خططت له وحاولت أن تستفيد من وراءه كانت دائما تبحث عن المصلحة وفقط
كانت تتوقع أن تنتصر لها فاطمة وتجبره على الزواج بها ولكنها وجدتها امرأة بلا قلب وجدت نفسها تعود أدراجها إلى الشركة وهى تريد الأنتقام من وليد وأمه ولأول مرة تتصرف وبدون تفكير عكس عادتها دائما
دخلت مكتب الحاج حسين بدون استأذان كأنها مغيبة وبدأت فى سرد كل ما رأته وسمعته يوم زفاف مريم ويوسف وكل ما دار بين سلمى ووليد فى الجراج
مسحت هند على ظهر علا وهى تقول
عيطى يا علا متكتميش فى نفسك كده انا خاېفة عليكى
نظرت لها علا بحدة قائلة
أول مرة أخرج من معركة خسرانة يا هند
قالت هند بذبول
اأومال انت كنت فاكرة أيه أم وليد ميفرقش معاها حاجة وحتى لو كان ابنها عمل فيك حاجة مكنتش هتضغط عليه علشان يتجوزك
أكملت علا بشرود وكأنها لا تسمعها
مكنش قدامى حل تانى ومكنش ينفع ارميله الدبلة واقوله لاء ومكنش ينفع اضيع نفسى معاه كل حاجة كانت ماشية صح لو كانت امه زى منا كنت فاكرة لكن دى طلعت ست واطية أوى
أبتسمت هند بسخرية قائلة
أومال يعنى كنت فاكرة وليد جايبه من بره
ثم تابعت
بس كويس ان الحاج حسين سمعك وصدقك وكمان مهنش عليه انك يتقطع عيشك وشغلك معايا
قالت علا بنظرة تحدى
متقلقيش عليا بكره هتلاقينى رجعت اقوى من الأول
أنا معرفتش اربى الواد ده يا حسين هاين عليا أروح أموته واخلص منه
أنا مش بحكيلك علشان تعمل فى نفسك كده يا ابراهيم
وضع ابراهيم رأسه بين يديه واستند إليهما وهو يقول بحزن
دى غلطتى من الأول أنا مخترتش أم تعرف تربي ولادى
ثم نظر إلى حسين متابعا
لا وأيه فاطمة واقفة تبجح فى وشى وتقولى محصلش البت دى كدابة لولا وفاء حكتلى على كل حاجة
ربت حسين على كتفه وهو يقف بجواره قائلا
خلاص يا ابراهيم استهدى
بالله المهم دلوقتى تسحب منه مفاتيحه حتى مفتاح شقتكوا ميبقاش معاه وتخليه تحت عينك لحد ما يعرف غلطه ويتربى بما أن الكلام والنصايح مش نافعة معاه
هتف إبراهيم فى دهشة
أنا اللى هيجننى ليه بيشوه سمعت بنت عمه وليه كان عاوز يوسف يقتنع أنها بنت مش كويسة وليه أدى ليوسف ممنوعات وازاى يوسف ياخدها منه
شرد حسين فى وجوم وقال
متنساش ان امه مفهماه انهم مش ولاد علي الله يرحمه وانهم ولاد حرام علشان كده مش حاسس انهم ولاد عمه اللى المفروض ېخاف عليهم
نهض إبراهيم وقال پغضب
الست دى مش هتقعد فى البيت ده تانى أنا هطلقها يا حسين وارجعها بيت أهلها
قال حسين فى أسى
أستهدى بالله بس ومتنساش وفاء هى ذنبها أيه تشوف امها مطلقة فى السن ده كفاية اللى البنت فيه من ساعتها
وتابع وقلبه يعتصر من الألم
وبعدين يعنى ماهو يوسف مصدقش حاجة من اللى اتقالت واهو أتجوز مريم برضة وبيحبها متحملش همهم فكر بس ازاى تحاول ترجع مراتك وابنك لصوابهم بهدوء كده ومن غير انفعال
شعر يوسف بالقلق عندما أعلن هاتفه عن اتصالا من أبيه أخذ الهاتف فى سرعة وأجاب والده
السلام عليكم
وعليكم السلام مراتك فين
عقد يوسف حاجبيه قلقا وهو يقول
نايمة
طب اسمعنى كويس فى حاجة حصلت وعاوز احكيهالك بس متقاطعنيش
زاد قلقه وهو يقول
أتفضل يا بابا خير ايه اللى حصل
قص عليه والده ما حدث بالتفاصيل فاتسعت عيناه فى دهشة وذهول وهو يردد
أنا مش قادر استوعب
ولا انا فى بعض التفاصيل مش قادر الم بيها برضة وعلشان كده كلمتك أكيد انت عندك حاجة اللى اسمها علا دى متعرفهاش
قال يوسف بشرود
أيوا يا بابا حكاية ان سلمى خدتها معاها بعد الفرح دى مريم حكتلى تفاصيلها وانا استنتجت منها أن الحكاية كانت مترتبة علشان اظن فى مريم انها بتروح شقق مفروشة
أردف والده بجدية
طب وحكاية انه طلع عند مريم وكان عارف انك ماشى وراه
قال يوسف وكأنه يتذكر
اليوم ده الصبح وقف وليد يكلمها فى الجنينة وبعدين عمل حركة كده وهو ماشى كأنه بيقولها مستنى تليفونك واحنا فى المكتب جالى وبعدين جاله اتصال وحسيت من طريقة كلامه أن مريم هى اللى كانت بتكلمه خرجت بعديه بنص ساعة ورجعت البيت وشفته نازل من عندها بيصفر وخد عربيته ورجع الشركة تانى
قال والده بحدة
وعرفت منين انه نازل من عندها
أجاب يوسف بتردد
شفت الأسانسير نازل من الدور بتاعها
هتف والده بحدة وانفعال
علشان انت غبى وهو أى حد يعمل الحركة دى خلاص نقول نازل من عندها عمرك ماعدت عليك كلام ربنا يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين أهو كان مرتب كل حاجة وكان عارف انك غبى وهتصدق وهتروح وراه والبنت المسكينة اتظلمت
صمت يوسف وهو يعلم أن والده محق بكل كلمة قالها وشعر بحرارة الڠضب تغلى وترتفع بداخله ضغط أسنانه وهو يقول
أحنا هنرجع بكرا ان شاء الله وساعتها مش هرحمه لاهو ولا الحقېرة اللى اشتركت معاه فى كده
قال والده بسخرية لاذعة
ده على أساس انك معذور يعنى وانك انت كمان مشتركتش معاهم مع أن انت يا أخى كنت اللى هما اعتمدوا عليه علشان ينفذ حكم الأعدام فيها
أغمض يوسف عينيه فى ألم وحزن فاستدرك والده قائلا
بس فأيدك تصلح علاقتك بمراتك وتخليها تسامحك خصوصا لما تعرف اللى حصل
قال يوسف بأسى
مفتكرش يا بابا انها ممكن تسامحنى ومعاها حق دى لسه پتخاف مني لحد دلوقتى ونايمة فى الأوضة اللى جوى وقافلة على نفسها بالمفتاح أنا والله مش زعلان منها أنا بس مش عاوزها تبقى خاېفة مني كده
قال حسين بهدوء ووقار
طب انا هكلمها دلوقتى واحكيلها اللى حصل بالكلام اللى انت قلته دلوقتى
كاد والده ان ينهى الأتصال لولا انه سمع يوسف يقول
بابا قولها اننا بعد ما ننزل مصر هاخدلها حقها من كل اللى ظلمها كل واحد فينا لازم ياخد جزاءه بما فيهم أنا
وضعت مريم هاتفها جانبا وهى غير مصدقة لما سمعت من عمها تمتمت فى خفوت
ليه يا سلمى أنا أذيتك فأيه علشان تشوهى صورتى وتتفقى مع وليد عليا ده انت كنت صاحبتى الوحيدة وكنت بثق فيكى وماشية وراكى وانا مغمضة ليه تعملى فيا كده
فتحت الباب وخرجت فى اندفاع كان يوسف يجلس على الأريكة الخارجية وقفت أمامه فى ذهول وصړخت به
ليه عملتوا فيا كده أنا عملت فيكوا ايه صاحبتى وابن عمى يشوهوا سمعتى وانت تصدقهم ويخططوا علشان يخلوك تستفرد بيا وانت مټخدر وتعملهم اللى هما عاوزينه وتدبحنى ليه عملتوا فيا كده ليه
قال بصوت بعيد كأنه يخرج من أعماقه وهو ينهض فى مواجهتها
أنا هاخدلك حقك مننا كلنا أوعدك
صړخت به پبكاء وهستيرية
علشان كده كنت بتقولى انت
متستهليش الحب اللى حبتهولك يا حقېرة كنت شايفنى حقېرة يا يوسف كنت شايفنى ازاى قولى مدفعتش عنى ليه يا يوسف مخدتنيش ليه من اللى كنت فيه وضربتنى قلمين فوقتنى من اللى بعمله بسذاجة وانا ماشية وراها وفاكراها صاحبتى مفهمتنيش ليه حقيقة وليد بلاش كل ده مجتش ليه تسألنى هو كان عندى ولا لاء لو كنت طلعتلى كنت لقيتنى نايمة ومش درايانا باللى بيحصل لو كنت مسكت تليفونى مكنتش هتلاقى ولا مكالمة واحدة لوليد لو كنت طلعت ورايا كنت هتلاقينى قاعدة بره مع سلمى لوحدنا وهما جوى مواجهتنيش ليه باللى بتسمعه عني وحتى لو كنت اتأكدت انى مش محترمة أيه اللى يديك الحق انك تعمل فيا كده انت أيه الفرق بينك وبين وليد وسلمى انتوا التلاتة أحقر من بعض
ظلت تتكلم وكأنها تهزى ودموعها تنهمر على وجنتيها وتطلق لنفسها العنان فى رحلة بلا عودة
ده انا لما دخلت البيت ولقيت الدنيا ضلمة كنت مړعوپة وكنت عماله افكر أرجع استناهم فى الشارع لحد ما سمعت صوتك حسيت بالأمان من كتر الأمان اللى حسيت بيه مقدرتش احس بالتغيير اللى كان فنبرة صوتك حسيت ان صوتك مش طبيعى كأنك نايم لكن كان يكفينى انه صوتك
متابعة القراءة