رواية بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
علشان احس انى كويسة وانى فى حمايتك
ألتفتت إليه من بين دموعها وهى تهتف پغضب
حتى لما شدتنى ليك انت عارف انا فكرت انك عاوز تتخانق معايا علشان كنت بهزر مع ولاد خالتها فى الفرح وانى مشيت معاها أتصورت انى نجحت اخاليك تظهرغيرتك عليا كنت فاكراك هتشدنى وتدينى بالقلم وتزعقلى وفى الآخر تعترفلى بحبك وفعلا اعترفت بحبك لكن وانت بتدبحنى يا يوسف مصعبتش عليك طيب بعد ما أغمى عليا وبقيت من غير اراده مصعبتش عليك
مصعبتش عليك يا يوسف مصعبتش عليك
تركها تضربه وأغمض عينيه وصدره يعلو ويهبط بأنفاس متلاحقة والڼار تتأجج وهربت دموعه من سجنها وتحررت من مقلتيها أنهارت مريم تماما ولم تتحمل قدماها أكثر من هذا تخلصت فورا من هذا الحمل الثقيل وتخلت عنها كانت بين الحلم والواقع لا تعرف هل
ظل ينظر إليها ويتفحصها لم يكن يعلم هل هى فاقدة الوعى أم أن طاقتها نفذت ولا تقدر على الحراك سقطت دمعة من عينيه على وجنتها فمسحها ببطء ومسح على شعرها وجلس بجوارها لا يدرى ماذا يفعل شعر أن أنفاسها انتظمت وأخذت تتنفس فى هدوء فعلم بأنها سقطت فى نوم عميق
ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا 27
يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا 28لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا 29
أستيقظت مريم على صوت بكاءه وشهقاته المتلاحقة أعتدلت على فراشها وضمت ساقاها إليها وهى تنظر له وتسمعه يرتل نفس الآيات ويبكى لمست الآيات قلبها وشعرت وكأنها أنزلت من أجلها وجدت الدموع طريقها إلى عينيهامجددا وسقطت على وجنتيها فى صمت حتى انتهى يوسف من صلاته
أنت معاكى حق فى كل كلمة قلتيها وماليش أى عذر ولو عندى عذر هيبقى أقبح من ذنبى بس انا الغيرة كانت هتقتلنى يا مريم يا مريم انت كنت أول حب فى حياتى وانا ماليش خبرة غير فى شغلى وبس ولا اعرف حاجة عن الحريم ولا كنت احب اتعامل معاهم غير من بعيد لبعيد فجأة لقيت نفسى بحبك وفى نفس الوقت مش راضى عن تصرفاتك ولا عن لبسك مكنتيش بتحسى بيا وانا بتخانق معاكى على لبسك وتصرفاتك كنت حاسة انى غيران وبرضة كنت بتتمادى كأنك مش هامك الڼار اللى جوايا كنت حاسس انك ملكى ومينفعش أى حد تانى يشوفك ولا يلمسك بس مكنتش قادر اتكلم وليد نفسه حس باللى جوايا وعلشان كده استغله لصالحه علشان يشككنى فيكى أكتر واكتر يوم ما كان واقف يهزر معاكى فى الجنينة وتضربتى كفك بكفه وهدومك لازقة عليكى من الميه كنت حاسس انى ممكن اقټلك واقتله عقلى طار مكنتش عارف افكر كل اللى مسيطر عليا الغيرة أحساسى انك پتخونينى فضل يكبر جوايا لحد يوم الحاډثة كنت واقفة فى الفرح مع الشباب بطريقة خلتنى كنت هروح اشدك من ايدك قدام كل الناس واضربك انت وهما فضلت ماسك نفسى وكل ما تيجى عينك فى عينى تبصيلى باستفزاز تجننينى اكتر مكنتش قادر افكر فى حاجة خالص لدرجة انى أخدت منه الحبوب دى والسجاير وانا عمرى ما شربتها من غير وعى ولا فكرت انى بدمر نفسى ولا ان ممكن ده يحصل كل اللى كنت عاوزه انى اطفى الڼار اللى جوايا بأى حاجة تغيبنى عن الوعى طلعت وراكوا بالعربية وانا كان كل هدفى انى أراقبك واعرف انت رايحة فين ولما كلمت البواب اټجننت اكتر لما عرفت انها شقة مفروشة ساعتها قررت انى اطلعك من حياتى تماما وانساكى بس بعد ما انتقم لقلبى منك لكن صدقينى عمرى ما فكرت انى هعمل فيكى كده أكبر حاجة فكرت فيها انى أطفى النور وارعبك وبالكتير أوى اقولك اللى قلتهولك ساعتها وخلاص فجأة لقيت نفسى خارج سيطرتى وابتدت دماغى تلف أكتر وافقد تركيزى واحدة واحدة حسيت انى مېت و أعصابى كلها متجمدة كأنى لا شايفك ولا سامعك لكن حاسس بيكى بين ايدى وبس
على أني أغالط فيك سمعي وتبصر فيك غير الشك عيني
وما أنا بالمصدق فيك قولا ولكني شقيت بحسن ظني
نهض يوسف مهزوما أمام والده الذى وقف بعصبية شديدة وهو يهتف بانفعال
ازاى تعمل كده ازاى تطلقها من غير ما تقولى
تابع يوسف بحزن شديد
هى اللى أصرت يا بابا كانت حالتها صعبة ومكنش ينفع اقولها لاء لو كنت قلت لاء كانت اڼهارت أكتر لكن انا اشترطت عليها ان محدش يعرف بحكاية الطلاق دى لحد ما نرجع ونقولك الأول وهى وافقت
زفر والده وهو يستعيد جلسته الأولى خلف مكتبه وهو يقول
أستغفر
الله العظيم يارب كل ما احلها تتعقد
ثم نظر إلى يوسف وتابع
وهنقول ايه للناس اخواتك واخواتها هنقولهم ايه سبب الطلاق بعد كام يوم كده هيفتكروا أنك لقيتها فيها حاجة
نهض يوسف وافقا وقال دون أن ينظر إليه
صدقنى يا بابا مكنش قدامى حل تانى
أسند والده ظهره إلى المقعد وأغمض عينيه وهو يستغفر وفجأة فتح عينيه قائلا
الحمد لله ربنا ألهمنى الحل
ألتفت له يوسف بنظرة متسائلة فأردف والده
أنتوا هتعيشوا مع بعض زى ما انتوا كده فشقتكوا عادى كأنكوا لسه متجوزين ومحدش هيعرف حكاية الطلاق دى دلوقتى خالص
زادت حيرة يوسف وهو ينظر لوالده قائلا
أزاى يابابا نعيش مع بعض وانا مطلقها
أبتسم والده وهو ينهض وافقا ويشير إليه أن يتبعه خرج حسين من غرفة مكتبه وصعد هو ويوسف إلى مريم
طرق الباب ففتحت لم تكن قد أبدلت ملابسها بعد رغم الأرهاق الذى تشعر به من آثر السفر زاغت نظراتها بينهما فقال حسين مبتسما
مش هتقوليلنا أتفضلوا ولا ايه يا مريم
أفسحت الطريق أمامهما وهى تقول بخفوت
اتفضلوا
جلس حسين وهو يقول
أزاى تصممى على الطلاق كده يامريم من غير ما ترجعيلى فى بنت تطلب الطلاق من غير ما تاخد رأى ابوها
صمتت مريم وهى تتحاشى النظر ليوسف ثم قالت
سامحنى يا عمى بس انا مش هقدر استحمل اكتر من كده
نهض وافقا امامها وقال وهو ينظر لعينيها
طب واخواتك والناس كلها هيقولوا ايه دلوقتى
أشاحت بوجهها بعيدا وهى تقول بانفعال
اللى عاوز يقول حاجة يقولها أنا أصلا كده كده سمعتى متشوهه لوحدها
أطرق يوسف إلى الأرض فى ألم فقد فهم ما ترمى إليه فتابع حسين حديثه إليها
تفتكرى إيهاب هيسكت لما يعرف ان أخته اطلقت بعد دخلتها بكام يوم أنت يابنتى كده هتقوملنا حريقة فى البيت
صاحت وهى تستند إلى أقرب مقعد أمامها وهى تقول
كفاية ضغط عليا يا عمى أنا مش هقدر استحمل اكتر من كده مش عاوزه ابقى على ذمته يوم واحد بعد كده وعمرى ما هوافق ارجعله أبدا مهما حصل
لف حسين ذراعه حول كتفها مهدئا أياها وقال بهدوء
ومين قال انك هترجعيله أنا مقلتش كده
قالت وهى تلتفت إليه
أومال حضرتك بتقولى كده ليه
ربت على كتفها وقال بحنان
بقولك كده علشان تتقبلى الحل الوحيد اللى هيرضيكى وفى نفس الوقت هيمنع المشاكل اللى ممكن تحصل لو حد عرف بالطلاق دلوقتى
حل أيه
قال حسين بهدوء
شرع
ربنا يابنتى بيقول ان الست اللى بتطلق طلاق رجعى تفضل قاعدة فى بيت جوزها لحد فترة العدة ما تخلص
وقف يوسف قائلا
يابابا طب ماهي هي منا هنزل أعيش معاكوا تحت وبرضة الكل هيسأل ليه
ألتفت إليه والده قائلا
ومين قالك انك هتعيش معانا تحت انت هتعيش فى بيتك برضة معاها لحد فترة العدة ما تخلص
نظرت له مريم بذهول وهتفت
وانت يا عمى ترضى كده لفرحة
أومأ برأسه قائلا
أيوا ارضاه علشان ده شرع ربنا مش حاجة جايبها من عندى
تدخل يوسف مستفهما
ازاى يابابا
جلس حسين وبدأ فى شرح الأمر قائلا
الآية الكريمه فى سورة الطلاق بتقول
يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
يعنى يابنتى شرع ربنا اللى ناس كتير نسيته دلوقتى بيقول ان الست اللى تطلق طلاق رجعى تفضل قاعدة مع جوزها فى بيتها زى ما كانت بتقعد معاه بالظبط وهما متجوزين يعنى تقعد بلبس البيت عادى وتكلمه ويكلمها وكأنه زوجها لكن بدون جماع عرفتى بقى ليه بقولك اه ارضاه لبنتى لأن ده شرع ربنا وأمر من ربنا انها متخرجش من بيتها بعد الطلاق الرجعى لاء دى كمان لو خرجت تأثم
صمتا يوسف ومريم وهما يستمعان لأول مرة لهذا الحكم الشرعى الذى لم يكونا يعلما عنه شيئا من قبل أردف حسين قائلا
علشان كده بقولك الحل ده هو أفضل حل هيمنع الخلافات وفى نفس الوقت هيريحك لأنه هيفضل مطلقك زى ما انت عايزة ولما العدة تقرب تخلص نبقى نشوف ساعتها هنعمل أيه بس يكون عدى وقت مش الناس تعرف انكوا اطلقتوا بعد دخلتكوا بكام يوم
تنحنح يوسف بحرج وقال بتردد وهو يتحاشى النظر إليهما
بس يا بابا أنا مدخلتش بيها يبقى مالهاش عدة أصلا
أشاحت بوجهها بعيدا بينما قال حسين بنفاذ صبر
فى حاجة اسمها عدة احترازية ودى بتطبق على الحالات اللى زى حالتكوا كدة لما بيحصل فرح ويتقفل عليهم باب واحد والناس كلها بتبقى عارفة انها دخلة لما بيحصل طلاق بعدها حتى لو مدخلش بيها بيطبق عليها العدة الاحترازية اللى بقولكم عليها دى
قالت مريم فى شرود
بس يا عمى انا طلبت الطلاق علشان مش عاوزه اعيش معاه فى مكان واحد يبقى انا كده عملت ايه
أومأ برأسه متفهما وقال
انا فاهمك يا مريم بس ده دلوقتى حكم ربنا مش حكمى انا وإذا كان فى أيدك تنفذيه وإذا كان فى أيدك توافقى عليه وتمنعى مشاكل ممكن تحصل يبقى ليه متجيش على نفسك شوية وبعدين دى فترة العدة يعنى بعدها هتبقى حرة خلاص
تدخل يوسف بشكل حاسم قائلا
متقلقيش يا مريم
متابعة القراءة