رواية بقلم دعاء عبد الرحمن
الصحيان
وفى اليوم التالي وبعد يوم طويل دخلت مريم الشرفة ووضعت أكواب الشاى أمام يوسف على الطاولة الصغيرة وجلست بجواره وقد بدى الإرهاق على وجهها وهى تقول
أنت فعلا بتدلع أوى مع انك بقيت كويس يعنى ماشاء الله
نظر لها وداعبها قائلا
هو أنا عملتلك حاجة ده أنا غلبان
قالت بحنق
اه غلبان أوى عاوزنى أقومك واقعدك وافصصلك واحطلك الأكل فى بؤك واغسلك ايدك وانشفها
زهقتى مني قوام كده ده انا مريض
قالت ساخرة
اه مريض أوى شكلك كده هتخف وانا هرقد مكانك
قال بنظرة حانية
بعد الشړ عليكى يا حبيبتى خلاص مش هتعبك تانى أنا فعلا بدلع بس ببقى مبسوط وانت مهتمة بيا كده وبعدين الأكل ليه طعم تانى من أيدك
بدأت مريم بارتشاف بعضا من الشاى وهى تنظر إليه نظرة جانبية وقد بدا أنه سيهم بقول شىء ما ولكنه يقاوم التردد بصعوبة لحظات صامتة منه ومترقبة منها حتى قال ببطء
واستدرك قائلا
وبصى لو ضايقك خلاص مش مهم
أومأت برأسها موافقة فقال
هو
احنا لما كنا فى الجراج والدنيا ضلمة مكنتيش خاېفة مني
حركت كتفيها للأعلى وقالت بلامبالاة
واخاڤ منك ليه
أردف قائلا وهو يبتلع ريقه بشرود
يعنى بقيتى تحسى بالأمان معايا
نظرت له بجانب عينيها وقالت
أنت ليه مهتم أوى بالسؤال ده سألتهولى أكتر من مرة
لما كنا مسافرين قولتيلى وانت بتعيطى انك لما سمعتى صوتى فى الضلمة حسيتى بالأمان
ثم الټفت إليها متابعا
نفسى ترجعى تحسى بالأمان معايا تانى
أجابته بخفوت وهى تضع عينيها فى الكوب الذى بين يديها
لو مكنتش حسيت معاك بالأمان مكنتش فضلت ماسكة فيك واحنا فى الجراج والدنيا ضلمة ومفيش حد غيرنا زى ما كنا فاكرين
الحمد لله دى أقصى حاجة كنت بتمناها
سمعت صوت رنين هاتفها فقالت
هروح اشوف مين
أخذت الهاتف وابعتدت عنه لتتحدث إلى عمها دون أن يسمعها فتحت الأتصال واستمعت إليه ثم أجابته قائلة
النهاردة أحسن كتير الحمد لله
قال باهتمام
هو جانبك دلوقتى
لا فى البلكونة
قولتيله ولا لسه
أبتسمت ابتسامة خفيفة وقالت
ضحك بسعادة قائلا
يبقى ردك لعصمته تانى مش كده
قالت مريم بحرج
أيوه ردنى قبل ما يخرج من المستشفى
ضحك مرة أخرى وقال
خلاص ربيه براحتك انا موافق
دخل يوسف من الشرفة إلى الغرفة التى تتحدث بها فوجدها تغلق الهاتف وتضعه مكانه فقال وابتسامة مشاكسة مازالت عالقة بشفتيها
كنت بتكلمى مين
ده عمى حسين كان بيطمن عليك
كادت أن تتركه وتخرج من الغرفة لولا أن وقف أمامها يسد عليها الطريق تلاقت عينيهما فقال بهمس
بحبك
كان يتوقع أن تشيح بوجهها وتتركه وتذهب كالعادة كلما قالها ولكن هذه المرة وقفت تنظر إليه ثم قالت بنظرة لم يفهم معناها
من أمتى
تفاجأ بالسؤال فقال
يعنى أيه
تابعت
يعنى بتحبنى من أمتى أحنا من ساعة ما اتقابلنا واحنا پنتخانق زى القط والفار
قال يوسف بخفوت
والله ما انا عارف من أمتى أنا فجأة كده لقيتنى بغير عليكى من كل حاجة وكان نفسى أوى تسمعى كلامى وتغيرى تصرفاتك
بدت على وجهها ملامح ساخرة وهى تقول
ليه مكلمتنيش بود وقولتلى انك مش راضى عن تصرفاتى بدل ما كنت بتتخانق وتزعق وتتريق أحيانا
أرسل تنهيدة حارة وقال بوجوم
زى ما قلتلك واحنا فى نويبع أنا عمرى ما حبيت قبلك ومكنتش عارف أعمل ايه كل اللى كنت بحس بيه انك لازم تسمعى كلامى ومجاش على بالى ساعتها طريقة نصحى ليكى خالص كل اللى كنت بفكر فيه انك مبتسمعيش الكلام وبتعاندى وخلاص
أستعاد نظرته العذبة وهو يتابع
وبعدين يا مريم انا كنت حاسس انك حاسة بيا وكنت متوقع انك لما تحسى بمشاعرى وتلاقينى بغير هتحترمى ده وهتسمعى كلامى من أول مرة لكن انا لقيتك بتعاندى أكتر من الأول مش عارف ليه
نظرت له نظرة طويلة وقالت بهدوء
مكنتش متأكدة وتصرفاتك العصبية كانت مشككانى لو كنت اتعاملت بطريقة مختلفة ونصحتنى بهدوء ولمحتلى انك غيران من كلامى مع وليد مكنتش عمرك هتشوفنى بكلمه لو كنت فى الفرح جيت قلتلى مين اللى واقفة معاهم دول ومتقفيش معاهم كنت هاسمع كلامك لو كنت لما مشيت ورايا بالعربية نزلت وشدتنى قدام الناس ڠصب عنى علشان مطلعش مع سلمى كنت هسمع كلامك صدقنى كنت هسمع كلامك وكنت هتأكد من اللى كنت بعمل كل ده علشان أتأكد منه أنك بتغير
لكن انت كنت دايما تكتم فى نفسك وتكتفى بالتصرفات العصبية وحتى لما كنت بتكلمنى كنت بتحسسنى انك بتأمرنى لمجرد أنى بنت عمك وبس
لمعت دمعة فى عينيها فمسحها بأنامله وقال بحب
كنت غلطان سامحينى أنا كنت سىء الظن لأبعد الحدود معاكى لكن عاوزك تعرفى انى مكنتش مبسوط يعنى وانا بكتم فى نفسى كده أنا كنت بټعذب يا مريم وعذابى وصل للمنتهى ولأبعد حد فى يوم الحاډثة لدرجة انى أخدت الحبوب والسجاير من غير تفكير وكأنى منوم وفاقد للسيطرة على نفسى لغيت عقلى سامحينى يا حبيبتى
نظرت له مرة أخرى بنفس النظرة المبهمة قائلة
فاكر لما سألتك فى العربية واحنا راجعين من فرح وفاء وانت اضايقت من سؤالى وقلتلى أنى باستفزك أنا عاوزه اسألك نفس السؤال تانى ولو سمحت جاوبنى
أشاح بوجهه بعيدا وأغمض عينيه وهو لا يريد التذكر وقال ببطء وقد شعر بغصة فى حلقه صدقينى لو قلتلك انى مش فاكر حاجة خالص وقلتلك الكلام اللى قلته وانت بتقاومينى وفجأة لقيتك اتخبطى فى الحيطة ووقعتى على الأرض
صمت فقالت
وبعدين أيه اللى حصل
مسح وجهه بيديه وقال لها
أنا مش عاوزك تفتكرى التفاصيل دى انا ماصدقت انك بقيتى كويسة معايا
فتابعت وكأنها لم تسمعه
وبعدين يا يوسف حصل أيه
رضخ لرغبتها وقال بشرود
صدقينى مش فاكر كل اللى فاكره ساعتها لما وقعتى على الأرض وانا قربت منك
بدأ جبينه يتعرق وهو يستحضر تلك اللحظات بصعوبة شديدة وهو يقول
كنت بحاول اشيل عنك الهدوم وانا دماغى بتلف وبعدين بدأت اشيل هدومى وفجأة حسيت أنى صنم عقلى أتجمد وقلبى ابتدى ينبض ببطء شديد حاولت بعدها افتكر أى تفاصيل مافتكرتش حاجة أبدا مش فاكر غير أبويا وهو بيشدنى يقومنى من جنبك وأديه بتنزل على وشى و ورجليك كلها ډم فتوقعت انا عملت أيه صدقينى ده كل اللى فاكره
تركها وخرج من الغرفة إلى حجرة المعيشة هوى إلى الأريكة وبدأت دموعه تنهمر بصمت وهو يتصور كل مشهد مر أمام عينيه وهو يعصى الله فيها وهو يتذكر كلماتها وهى تصرخ فيه فوق يا يوسف انا مريم
خرجت إليه ورأته يدفن رأسه بين كفيه ويبكى وشهقاته تعلو وهو يستغفر الله أطرقت برأسها ولم تعد تتحمل كتمان الأمر أكثر من هذا فهو يتعذب بما لم يفعله يوما بعد يوم ويأكله الندم ويلوكه بين فكيه بكل قوة شعرت أن عقلها
ينبض فى قلبها ويحثها على أخباره بما حدث فهو قد تربى بما فيه الكفاية لم تتردد أكثر من هذا وقالت وهى تجلس بجواره
مصدقاك يا يوسف عارف ليه لأنك ملمستنيش معملتليش حاجة أبدا بعد كده
توقفت الدموع فجأة وكأن الدنيا قد توقفت فجأة عن الدوران وسكت الكون ألتفت إليها بذهول وقطب جبينه قائلا
يعنى ايه
أفلتت دمعتين من عينيها وقالت
فاكر لما ودتنى لدكتورة النسا لما أغمى عليا والدكتورة طلعتك بره
أومأ برأسه وهو ينظر إليها بصمت مخلوطا بذهول فقالت
الدكتورة فوقتنى وسألتنى عليك وقلتلها انك جوزى قالتلى طب احتمال يكون القىء والدوخة بسبب الحمل نتأكد طبعا انا كنت ھموت وافقت على طول وبعد الفحص بصتلى باستغراب وقالتلى أومال بتقولى عليه جوزك أزاى ووافقتى أعمل فحوصاتى ليه لما انت لسه بنت بنوت !
ساعتها روحت فى
دنيا تانية مبقتش عارفة أضحك ولا اعيط أصرخ ولا اعمل أيه مش عارفة لقيت دموعى نازلة زى المطر ولما خرجت من عندها والبنت الممرضة شافتنى بعيط سألتنى مالك لقيت نفسى بقولها الدكتورة كانت فاكرانى حامل طبعا هى افتكرت ساعتها انى بعيط علشان مطلعتش حامل وفضلت تواسينى
توقفت الساعات والعقارب حتى أنه شعر بأن الهواء أيضا توقف فلا يستطيع التنفس ولا الحركة وكأن قلبه رفض نبضه وكأن عقله تمرد عليه ورفض التصديق لا يستطيع شيئا سوى الذهول الذهول وفقط فقال فى هذيان
يعنى أيه والدم أومال ده حصل ازاى ازاى !
قالت من بين دموعها
أكيد أغمى عليك وإلا مكانش عمى لما دخل بعد الفجر لقاك جمبى وطبعا كانت رجلى ډم علشان لما وقعت على الأزاز اټجرحت جامد والموقف مكنش يحتمل تفسير تانى
قفز المشهد فى عقله مرة أخرى بقوة لقد تذكر فجاة لحظة سقوطه وكأنها حلم بعيد من مشهد قديم نعم لقد سقط وهو ينزع ملابسه عندها كان يترنحتتمة الفصل الأخير
بدأ جبينه يتعرق وهو يستحضر تلك اللحظات بصعوبة شديدة وهو يقول
كنت بحاول اشيل عنك الهدوم وانا دماغى بتلف وبعدين بدأت اشيل هدومى وفجأة حسيت أنى صنم عقلى أتجمد وقلبى ابتدى ينبض ببطء شديد حاولت بعدها افتكر أى تفاصيل مافتكرتش حاجة أبدا مش فاكر غير أبويا وهو بيشدنى يقومنى من جنبك وأديه بتنزل على وشىورجليك كلها ډم فتوقعت انا عملت أيه صدقينى ده كل اللى فاكره
تركها وخرج من الغرفة إلى حجرة المعيشة هوى إلى الأريكة وبدأت دموعه تنهمر بصمت وهو يتصور كل مشهد مر أمام عينيه وهو يعصى الله فيها وهو يتذكر كلماتها وهى تصرخ فيه فوق يا يوسف انا مريم
خرجت إليه ورأته يدفن رأسه بين كفيه ويبكى وشهقاته تعلو وهو يستغفر الله أطرقت برأسها ولم تعد تتحمل كتمان الأمر أكثر من هذا فهو يتعذب بما لم يفعله يوما بعد يوم ويأكله الندم ويلوكه بين فكيه بكل قوة شعرت أن عقلها ينبض فى قلبها ويحثها على أخباره بما حدث فهو قد تربى بما فيه الكفاية لم تتردد أكثر من هذا وقالت وهى تجلس بجواره
مصدقاك يا يوسف عارف ليه لأنك ملمستنيش معملتليش حاجة أبدا بعد كده
توقفت الدموع فجأة وكأن الدنيا قد توقفت فجأة عن الدوران وسكت الكون ألتفت إليها بذهول وقطب جبينه قائلا
يعنى ايه
أفلتت دمعتين من عينيها وقالت
فاكر لما ودتنى لدكتورة النسا لما أغمى عليا والدكتورة طلعتك بره
أومأ برأسه وهو ينظر إليها بصمت مخلوطا بذهول فقالت
الدكتورة فوقتنى وسألتنى عليك وقلتلها انك جوزى قالتلى طب احتمال يكون القىء والدوخة بسبب الحمل نتأكد طبعا انا كنت ھموت وافقت على طول وبعد الفحص بصتلى باستغراب وقالتلى أومال بتقولى عليه جوزك أزاى ووافقتى أعمل فحوصاتى ليه لما انت لسه بنت بنوت !
ساعتها روحت فى دنيا تانية مبقتش عارفة أضحك ولا اعيط أصرخ ولا اعمل أيه مش عارفة لقيت دموعى نازلة زى المطر ولما خرجت من عندها والبنت الممرضة شافتنى بعيط سألتنى مالك لقيت نفسى بقولها الدكتورة كانت فاكرانى حامل طبعا هى افتكرت ساعتها انى
بعيط علشان مطلعتش حامل وفضلت تواسينى
توقفت الساعات والعقارب حتى أنه شعر بأن الهواء أيضا توقف فلا يستطيع التنفس ولا الحركة وكأن قلبه رفض نبضه وكأن عقله تمرد عليه ورفض التصديق لا يستطيع شيئا سوى الذهول الذهول وفقط فقال فى هذيان
يعنى أيه والدم أومال ده حصل ازاى ازاى !
قالت من بين دموعها
أكيد أغمى عليك وإلا مكانش عمى لما دخل بعد الفجر لقاك جمبى وطبعا كانت رجلى غرقانة ډم علشان لما وقعت على الأزاز اټجرحت جامد والموقف مكنش يحتمل تفسير تانى
قفز المشهد فى عقله مرة أخرى بقوة لقد تذكر فجاة لحظة سقوطه وكأنها حلم بعيد من مشهد قديم نعم لقد سقط وهو ينزع ملابسه عندها كان يترنح بقوة لابد وأنه قد سقط غائبا عن الوعى بعدها
أستدار إليها بجسده كله دفعة واحدة وكأن روحه التى غادرت سقطت فجأة بداخل جسده من جديد وهتف بها
ومقولتيش ليه من ساعتها ليه يا مريم
ثم وقف ناهضا وقال بعينين زائغتين مشدوهتين
يعنى ايه يعنى انا مش زانى يعنى يعنى انا لسه يوسف أنا مضعتش من نفسى أنا ربنا حصنى وحمانى من الچريمة دى
نهضت لتقف أمامه وقالت ودمعها تنهمر كالشلال وتمد أناملها تمسح الدموع عن وجهه وتقول
وأنا لسه مريم أنا كمان لسه مريم يا يوسف لسه بعفتى وطهارتى وربنا حمانى وحصنى رغم كل الافترا اللي اتقال عنى
نسي ألمه وجرحه الذى لم يندمل بعد وحملها بين ذراعيه وطاف بها وهو يهتف تارة وېصرخ تارة أخرى ويبكى بضحكات ويضحك بدموع واختلطت دموعه بدمعها وهو مازال يهتف
مش مصدق مش مصدق يا مريم مش مصدق
أنزلها إلى الأرض فجأة هاتفا بسعادة
بابا بابا لازم يعرف
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بمكر
وانت فاكر انه لسه مايعرفش أنا قلتله وانت فى العمليات وهو كمان مكنش مصدق زيك كده
أحتضن وجهها بكفيه بقوة قائلا
ومقولتليش ليه من ساعتها
قالت وهى تنظر لعينيه وتمسك بقبضتيه
كنت عاوزه اربيك شوية
تأمل وجهها لفترة طويلة وقد عادت روحه تلمع فى عينيه مجددا واحتضنها بين يديه للحظات ثم أبعد وجهها مرة أخرى ونظر إليها يتفحص عينيها ثم قال بشغف و تحدى
تصدقى بقى ده انا اللى هربيكى
قرأتها فى عينيه فابتعدت وهرولت سريعا إلى غرفتها وأغلقتها من الداخل لحق بها و طرق الباب بقوة هاتفا
أفتحى يا مريم احسنلك
وقفت خلف الباب وقلبها يخفق بشدة هاتفة
مش هفتح
طرقه مرة أخرى صائحا
بقولك افتحى بدل ما اكسر الباب
بادلته الصياح من خلف الباب وهى تضع يدها على صدرها اضطرابا وسعادة
بقولك مش هفتح مهما عملت مش هفتح يعنى مش هفتح
وبعد مرور شهرين وفى يوم الجمعة تحديدا كان موعد اللقاء الأسرى المعتاد حول مائدة الطعام الكبيرة جلس حسين على رأس المائدة كالعادة وهو يقول
أومال يوسف ومريم منزلوش ليه لحد دلوقتى
قالت عفاف بنفاذ صبر
والله زهقت يا
حاج بقالى ساعة كل شويه اتصل ويقولوا نازلين ومفيش فايدة
ضحك حسين ضحكات جعلت الجميع يبتسم ثم قال
وباقى البنات فين إيمان وفرحة ووفاء مش كانوا هنا من شوية
تدخل عبد الرحمن قائلا
أصل يا بابا إيمان عملت حركة تمرد عليك وقالت الستات لوحدها والرجالة لوحدها طبعا حضرتك عارف انا جاى اهدى النفوس مش أكتر
ضحك والده مرة أخرى وقال
خلاص طالما هى حابة كده والبنات موافقين خاليهم على راحتهم
طرق يوسف ومريم الباب ففتح إيهاب باب المنزل وهو يمسك معدته قائلا
حرام عليكوا موتنا من الجوع
دخل يوسف
وهو يلف كتف مريم بذراعه ويقول
معلش يابنى انا عارف ان اختى مجوعاك قدرك ونصيبك بقى
خرجت فرحة قائلة بشغف
أنا سامعة حد بيجيب سيرتى
تلقاها يوسف بذراعين مفتحتين قائلا بمرح
أهلا يا ام العيال وحشانا يا غالية
ضړبت يده وهى تقول هاتفة باعتراض
أم العيال فى عينك ده انا لسه يدوب فى الشهور الأولى سابقة إيمان بشهر واحد
نهض عبد الرحمن واقفا وهو يقول باعتراض
لا بقولك أيه ولا سابقاها ولا حاجة دى الحكاية كلها فرق التوقيت مش أكتر
علت الضحكات بينهم مجددا وقالت مريم
طب ادخل انا بقى للبنات قبل ما حد فيكوا يصطادنى
ربت يوسف على كتفها وقال مشجعا
أدخلى يا حبيبتى بس على مهلك
ثم نادها برجاء
الله يخليكى يا مريم كفاية ترجيع بقى كده على ما تيجى تولدى مش هنلاقى حاجة جوه أصلا
وأثناء الغذاء ألتفت عبد الرحمن إلى والده قائلا
عمى مجاش النهاردة ليه يا بابا
بيحضروا نفسهم علشان هيسافروا يعرضوا وليد على دكتور بره مصر
ألتفت إليه يوسف قائلا
هوأبتدى يتحرك ولا لسه
تدخل إيهاب قائلا
على كرسى متحرك كده جوى البيت
تمتم يوسف قائلا بعدم اهتمام
ربنا يشفيه
ربت والده على يده قائلا
لا يابنى أدعيله من قلبك إن ربنا يشفيه وليد عرف غلطته وندم على اللى عمله وعرف ان اللى هو فيه ده عقاپ من ربنا
تدخلت عفاف قائلة
ومش هو وبس والله يا حاج دى فاطمة كمان كأنها اتبدلت لواحدة تانية خالص الحزن على ابنها كسرها أوى وخلاها فى دنيا تانية ربنا يرفع عنهم ويسامحهم
يوسف
نعم يا حبيبتى
ناولنى البسكوت المملح اللى جانبك ده
مريم مكنش حمل ده كل شوية بسكوت بسكوت أنت حامل فى عيل فى الحضانة ولا أيه
كده يا يوسف مش كفاية امبارح زعلتنى ومرضتش تشيلنى
أولدى انت بالسلامة يا حبيبتى وانا اشيلك زى ما انت عايزة أصل بصراحة معنديش غير عمود فقرى واحد
قصدك أيه أنا تخنت يعنى
لا يا حبيبتى هو انا أجرؤ اقول كده
طب هات البسكوت بقى
بقولك أيه يا مريم
نعم يا حبيبى
عبد الرحمن كان بيحكيلى على سياحة جديدة كده أسمها السياحة الزوجية
يعنى أيه الناس بتسافر مجوز
مجوز!
مجوز ايه بس هو انا بكلمك على جوز حمام
طب فهمنى انت
طب تعالى جوه الدنيا برد هنا
طب شيلنى
ليه !
علشان تحكيلى جوه على السياحة !
سياحة أيه
السياحة الزوجية اللى عبد الرحمن قالك عليها !
عبد الرحمن مين
أخوك !!
أخويا مين انا ماليش أخوات قال شيلنى قااال !