رواية رائعة و كاملة بقلم ولاء رفعت علي

موقع أيام نيوز

 


ع صدره وأردفت 
وحشتني أوي يا حبيبي
مسد ع خصلاتها بحنان وقال 
متزعلنيش منك يا خديجة
أبتعدت برأسها وقالت أنا زعلتك 
أومأ لها بالإيجاب وأمسك يدها وقال طه يا خديجة
خديجة هو السبب ف إنك بعدت عني
سالم المۏت قدر ومكتوب مفيش مفر منه
خديجة مش قادره أسامحه يا بابا
سالم سامحيه يا خديجة ربنا غفور رحيم ولايعلم الغيب إلا

الله 
قالها ثم أبتعد كالطيف ثم أختفي 
طرق ع باب غرفتها فأستيقظت 
فقالت أدخل
دلف طه إلي الغرفة وكان ينظر بحزن وكأنه يطلب السماح بادلته بنظرة متجهمة إلي أن تحولت إلي إبتسامة خاڤتة وفتحت زراعيها له ليركض نحوها ويعانقها بقوة ليجهش بالبكاء وقال 
سامحيني يا خديجة حقك عليا أنا غلطت ومش عارف أسامح نفسي
ربتت ع ظهره وقالت 
متعيطش يا طه أنا مسمحاك يا أخويا وأنت الي سامحني ع الكلام الي قولتهولك كان ڠصب عني
أبتعد عنها وقال لاء أنتي كان عندك حق ف كل الي قولتيه أنا من يوم مۏت بابا ومش
عارف أنام حاسس بالضياع بندم ع كل لحظه زعلته فيها أنا مستحقش أكون ابن الشيخ سالم
وضعت يدها ع وجنته وهي تمسح عبراته وقالت 
هو مسامحك متخافش أهم حاجة تبدء مع نفسك وزي ما قولتلك قبل كده حارب شيطانك واهزمه وخليك
قريب من ربنا الطريق للرحمن كله نور بېحرق أي شيطان يحاول أنه يضللك والي يهزمه إيمانك القوي النابع من قلبك و أقرب مثال ليك بابا الله يرحمه القرآن كان رفيق عمره وماټ وهو بين إيديه وبإذن الله هيكون شفيع له
طه تعرفي كلامك ريح قلبي أوي
خديجة ربنا يهديك يا طه وينور لك طريقك ويبعد عنك الشيطان سواء إن كان من أهل إبليس أو شياطين الأنس
رن جرس المنزل 
طه خليكي هنا وهاروح اشوف مين
ذهب وفتح الباب ليجد تلك الغارقة ف البكاء وبيدها حقيبة ثياب 
خالتي مشيت ومعرفلهاش طريق وأنا مليش مأوي ومعيش فلوس أأجر بيها حتي أوضة فوق السطوح قالتها سماح وهي تبكي
تنهد بضيق فأشار إليها بالدخول وقال أدخلي
ولجت إلي الداخل فأنتبهت إلي خديجة التي رمقتها بسخط و إحتقار
تركت الحقيبة وأقتربت من خديجة وقالت أنا عارفة إنك مبتحبنيش ولابطقيني بس أنا مبقاش ليا غيركو دلوقت فبطلب منك نفتح صفحة جديدة وتعتبريني زي أختك
نظرت إلي شقيقها فأومأ لها فقالت بصي ياسماح أنا بابا الله يرحمه علمني التسامح و إن مقفلش الباب ف وش حد خصوصا لو كان باب بيت الشيخ سالم البحيري الله يرحمه فلو زي مابتقولي عايزه تفتحي صفحة جديدة يبقي تحطي طه ف عينيكي وتعيشي وسطنا بأدبك وإحترامك
إبتسمت سماح وأندفعت نحوها لتعانقها فأوقفتها خديجة فأبتعدت وهي تنظر بإحراج وخجل
طه أنا هنزل هشتري أكل وشوية حاجات محتاجين حاجه تاني
خديجة 
شكرا 
طه خدو بالكو من نفسكو وأنا مش هتأخر سلام
تنظر من زجاج النافذة بضجر فقالت أوووف بقالك ساعه سايق ولسه موصلناش !!
كنان حضرتك زي ما أنتي شايفه الطريق زحمة وبعدين لو إتأخرنا عادي كده كده قصي بيه عنده إجتماع
صبا طيب إنجز يا كنان عشان أنا مش طايقة نفسي
كاد يضحك من طريقتها لكنه خشي من ڠضبها فكتم ضحكاته 
وبعد مرور بعض الوقت وصلت السيارة أمام الشركة نزل كنان ليفتح لها الباب فأندفعت مسرعه بدون أن تنتظر كنان 
رايحة فين يامدام قالها حارس الأمن
صبا أنا أبقي مدام قصي العزازي
أجابها بتوتر وقال أأسف يافندم أتفضلي
دلفت إلي الداخل ليلحق بها كنان راكضا 
مدام صبا استني بس حضرتك متعرفيش مكتب الباشا فين
ولجت إلي داخل المصعد فأتبعها قبل أن يغلق الباب فضغط ع رقم الطابق الخامس ولم تنظر إليه بل كانت تتفقد مظهرها بالمرآة لاحظت إنه يحدق بها فرمقته رافعه إحدي حاجبيها فأخفض بصره بخجل 
توقف المصعد فقال وصلنا يا هانم
خرجت بزهو وكبرياء وكعب حذائها يسمعه كل من بالطابق توقفت عند بهو ذو مساحة شاسعة يوجد به مكتب تجلس خلفه السكرتيرة وأمامها باب كبير الذي ينفتح ع مزلاج بداخل الحائط
كادت تمسك بالمقابض فأوقفتها السكرتيرة وصاحت 
أوقفي عندك بتعملي أي 
رمقتها صبا من أعلي لأسفل وقالت نعم !!!
صاحت بها السكرتيرة بحنق وقالت داخله كده من غير إستئذان
صبا صاحت بها پغضب أنتي بتكلميني كده إزاي !!
السكرتيرة عشان أنا هنا سكرتيرة قصي بيه وده شغلي
رمقتها صبا بنظرات ڼارية وقالت بأمر روحي قوليلو مدام صبا بره وشوفي هيقولك أي
السكرتيرة ممنوع لأنه عنده إجتماع
صبا ممنوع !! الممنوع ده ع أي حد مش أنا هتروحي تعملي الي بقولك عليه ولا هدخل أنا بنفسي 
زفرت السكرتيرة بضيق وأجابت بسأم طيب أستني هكلمه ثم أمسكت بسماعة الهاتف الداخلي وضغطت ع زر فقالت 
ف واحده يافندم بتقول اسمها صبا عايزه تدخل لحضرتك حاضر يافندم أمرك 
وضعت السماعة ثم نظرت إلي صبا بإنتصار وقالت 
الباشا قال عنده إجتماع ومش فاضي استنيه لما يخلص هيبقي يبعتلك
وصلت لذروة ڠضبها وقالت 
الكلام ده ليا أنا !!! طيب مااااشي
قالتها فأندفعت نحو الباب
ف محاولة من السكرتيرة لمنعها فدفعتها صبا بكل قوتها ثم فتحت الباب ع مصراعيه لتري ذلك 
إلي التي تود قټلهما بنظراتها
والله يافندم حاولت أمنعها ومقدرتش عليها قالتها السكرتيرة
قصي وهو يشير إليها قال روحي ع مكتبك دلوقت
ذهبت فقالت صبا بسخرية وهي تعقد ساعديها أمام صدرها 
هو ده بقي الإجتماع ياقصي باشا!!
رمقها ببرود وقال أتفضلي أطلعي برة ولما هاخلص هندهلك
أقتربت منهما كالعاصفة وصاحت ف وجهه أنتي بتطردني من مكتبك عشان العاهرة دي !!! أشارت نحو السيدة بإزدراء
نهضت السيدة وقالت أنتي ف
أوقفها قصي بإشارة من يده وقال بصوت أجش 
أعتذري لها يا صبا
أتسعت عينيها بإندهاش وقالت نعم !!
قالها مرة أخري بصوت مرعب 
أعتذري لها ياصبا
السيدة خلاص ياقصي هي متعرفش أنا مين واضح إنها بتحبك وبتغير عليك
قصي أسكتي أنتي ياروان طالما غلطت لازم تعتذر
صبا بصړاخ وهي تحاول كبت عبراتها وأنا مش هعتذر ياقصي
وضع يديه ف جيوب بنطاله وقال بنبرة ټهديد 
هتعتذري ومرتين مرة لمدام روان ومرة لصوتك الي عمال بيعلي وإلا هيبقي ليا تصرف تاني معاكي
أقتربت روان من قصي وهمست له برجاء 
عشان خاطري خلاص بقي
أنا مسامحه ف حقي أنا ست زيها ومقدره شعورها
قصي بنبرة حازمة اسكتي خالص يا روان أنا عارف بعمل أي
زفرت بسأم وخشيت أن يتطور الأمر فقالت وهي تمسك بسترتها وحقيبتها 
عن أذنكو
أمسكها قصي من يدها أمام صبا التي أشتعلت براكين بداخلها ولا تعلم هل بسبب أوامره وطريقته معاها أمام تلك الغريبة أم بسبب ماتراه حاليا !!
قصي رايحة فين لسه مخلصناش كلامنا
سحبت يدها وقالت أظن أولي أنك تقعد مع مراتك وتتصالحو أحسن و الكلام ف الشغل يتأجل بعدين فأقتربت من صبا وأردفت 
أنا مش زعلانه منك لأن لو مكانك كنت عملت أكتر من كده وعشان تطمني قصي بالنسبالي زي أخويا الكبير وهو هيبقي يحكيلك سبب معرفتنا وأتمني أشوفك مرة تانية ونتعرف ع بعض
ظلت صبا ترمقها بنظرات متجهمه ولم تجيب عليها غادرت روان
المكتب فذهب قصي خلفها ليوصد الباب و لم تشعر بذلك حتي أنتفضت من صوت صفق الباب بصوت أفزعها 
ألتفت نحوه لتراه يرفع أكمامه ويثنيها لأعلي ثم خلع ساعة يده وألقي بها فوق المكتب يقترب منها بخطي هادئة ومرعبة معا
أخذت تتراجع بظهرها إلي الخلف حتي تعثرت ووقعت ع الأريكة ولامفر لها للهرب من أمامه 
بداخل السوق الشعبي حيث بائعي الخضروات والفواكه واللحوم تسير ف وسط الزحام تحمل بيدها أكياس بلاستيكية مليئة بمطلبات تلك الشمطاء التي

أجبرتها ع التسوق وبصحبتها شقيقة زوجها 
أستنيني هنا هاروح أجيب حاجة
من المحل وجايه قالتها فاتن
رحمة هتجيبي أي تاني إحنا إشترينا كل حاجه ويلا عشان أنا مش ناقصة اسمع كلمتين من أمك ونتخانق تاني
فاتن متقلقيش بسرعة وجاية أقفي أنتي هنا ف الضله وجايلك ع طول
ذهبت فاتن فأستندت رحمة بظهرها ع الجدار ف إنتظارها أنقطع من قبضة يدها الكيس لينفرط منه حبات البطاطا والبندورة 
أستغفر الله العظيم ده الي كان ناقص الكيس يتقطع قالتها وأنحنت لتلملم الحبات وتضعهما بداخل الكيس الأخر
بينما هي تتناول الحبات وكادت تضع يدها فوق إحداهم لتجد يد تسبقها رفعت وجهها فتسمرت وقالت 
طه !!
أمسك يدها وقال وهو يحدق ف عينيها بنظرات عتاب 
أيوه طه يا مدام رحمة مبرووك معلش جت متأخر
نهضت وهي تجذب يدها من يده وقالت 
أنت مالك بتلومني كأني أتجوزت بمزاجي مش ڠصب عني
طه بنبرة سخرية هو ف واحده دلوقت بتتجوز ڠصب عنها !!
صاحت پقهر وألم اهااا ياطه فيه أنا وتقدر تقول أهلي باعوني بأرخص تمن لواحد سافر بعد جوازنا بأسبوع وسابني خدامة لأمه ومش كده وبس لاقيت مستنيني مصير الچحيم أهون منه بمليون مرة وأنت جاي تكمل عليا بنظرات عتابك ولومك عليا 
قالتها لټنفجر عبراتها فكاد يقترب منها وهو يقول 
رحمة أنا أسف مكنش 
قاطعته وهي توقفه بيدها وقالت أبوس أيدك أبعد عني أنا فيا الي مكفيني مسحت عبراتها وهي تشهق فأردفت بإبتسامة تهكمية 
متقلقش عليا الضړبة الي مبتقتلش بتقوي وقريب أوي هاخد حقي من كل الي ظلمني وجه عليا وياريت تنساني لأن رحمة بتاعت زمان ماټت ياطه
وف تلك الأثناء كان علاء يتجول بالسوق باحثا عن رحمة وشقيقته فوقعت عينيه ع رحمة وأمامها طه جز ع أسنانه بحنق أسرع نحوهما وقال 
أزيك ياطه عامل أي 
أنتفضت رحمة من صوت علاء ونظرات الإتهام التي يرمقها بها
أجابه طه الحمدلله يا علاء أنا بخير ثم نظر إلي رحمة وذهب بعيدا ومازال علاء يحدق بها ليقاطعه صوت شقيقته 
علاء!!
رمقها بضييق وقال كنتي فين وسايبة رحمة لوحدها
فأنهال مرة أخري بعضة أقوي
لتطلق صړخة دوي صداها بأرجاء المكتب وقال 
فقال ودي عشان تبقي تفكري تعلي صوتك عليا تاني
أنا بكرهك ياقصي بكرررررررهك
وقف و حدق بها ببرود أعصاب متقن وقال 
شكلك متعلمتيش لسه الأدب وعايزاني أعيد من أول وجديد
أتسعت عينيها پخوف وهي تبتعد وتهم بالركض نحو الباب
قصي أقفي عندك 
توقفت وقالت عايز مني أي تاني !!
أتجه نحوها فأجهشت بالبكاء مجددا كالطفلة التي عوقبت لتوها 
جذبها بين زراعيه ليحتضنها بقوة وظل هكذا حتي هدأت ليمسد ظهرها ويهبط
بيده أسفل ظهرها فأمسكت يده وأبعدتها وقالت 
أنا عايزه أروح
أخذ يمسح عبراتها من وجنتيها وقال أي رأيك نخرج نتغدي برة 
أبعدت يديه وقالت بصوت مخټنق أنا
تعبانه وعايزه أروح
تنهد بسأم وقال أوك براحتك
أنزل أكمامه وأغلق أزرارها وأرتدي ساعة يده ثم تناول سترته وهاتفه الذي أجري عليه أتصالا وقال 
جهزلي العربية 
أنا نازل حالا 
فأغلق المكالمة
مد يده ليمسك بيدها حتي يغادرا فلم تذعن له وتركته لتسير أمامه بعد أن فتح الباب و كان الصمت هو رفيقهم الثالث بداخل
 

 

تم نسخ الرابط