رواية لعبة في يده بقلم يسرا مسعد

موقع أيام نيوز


تردى عليها دى امى وفى مقام والدتك..
سالى لكن هيا مش بتتعامل معايا على انى بنتها دى بتعتبرنى عدوتها... كأنى خطڤتك ولا لفيت عليك... فحين ان الوضع معكوس تماما
جاسر قصدك ايه ...قصدك انى انا اللى ضحكت عليكى ولفيت عليكى !!
سالى بعصبيه والله تفهم زى ماتفهم لكن انا كمان مش ابقى سامعه شتمتى بودانى واسكت
سالى بصوت مكتوم كتر خيرك والله ...انا مش عارفه لولا صبرك ده انا كان زمان حالى ايه دلوقت

جاسر بتتريقى حضرتك ...طيب لما نرجع لينا كلام تانى مع بعض
سالى بسرعه انا مابتهددش على فكره
جاسر بوعيد لمى الدور يا سالى انا مش فى كل وقت بيبقى ليا خلق عليكى ..ماتوصلنيش لحاجه وترجعى تندمى عليها
سالى واوصلك لايه بقى ان شاء الله
جاسر اخرسى ...سمعتى ...اخرسى
سكتت سالى عن الكلام شاعره بالڠضب الشديد والحزن البالغ على ظلم جاسر لها ونظرت الى الخلف فوجدت سليم الصغير ينظر لها بعينين دامعتين يريد البكاء فقالت لجاسر وقف العربيه
جاسر بنفاذ صبر ليه
سالى عايزه انزل ااقعد جنب سليم شكله خاف من صوتك العالى
اوقف جاسر السياره جانبا وقال لها اتفضلى يا ستى... صوتى انا اللى عالى وتصرفات حضرتك هيا اللى كويسه اووى
لا لتهدىء من روعه ...ام
وصل جاسر الى منزل سالى وترجل من السياره وترجلت سالى من السياره حامله سليم 
فتح جاسر صندوق السياره الخلفى واخرج اكياسا عديده تحمل هدايا لاهل سالى بأجمعهم 
نظرت سالى باستغراب للهدايا التى يحملها جاسر وصعدت خلفه 
رن جاسر جرس الباب ففتح له محسن والدها ورحب بهما
محسن اهلااا يا
دى النور.. يادى النور
رسم جاسر ابتسامه ودوده على وجهه بسهوله مطلقه وقال السلام عليكم ..ازيك ياعمى ..مبروك لسيرين
محسن وعليكم السلام يا بنى الله يبارك فيك اتفضل ..تعالى يا لولو وحشتينى من امبارح للنهارده
سالى انت كمان وحشتنى اووى يا بابا
محسن هاتى العكروت الصغير ده اسلم عليه
حمل محسن سليم بسعاده وقال يا اهلا وسهلا نورت البيت
وضع جاسر اكياس الهدايا على الطاوله المقابله للباب فقال محسن ماكنش له لزوم تكلف نفسك كل ده يا بنى
جاسر دى حاجه بسيطه ...معلش الحاجه كانت فى الشنط راجعين بيها من امريكا ..فعبال ما فكيت الشنط ..وجت المناسبه اهيه
محسن الله يكرمك... فى بيتها ...وماكنش له لزوم تكلف روحك
نظرت سالى لجاسر باستغراب فهى لم تعرف بأمر الهدايا التى احضرها من امريكا من قبل
خرجت مجيده لترحب بابنتها وزوجها بسرور شديد حامله طفل سيرين 
فحمله جاسر برفق واسترجع ذاكرته يوم ان حمل ابنه لاول مره كان صغيرا فى الحجم مثل هذا الوليد
قضى جاسر بعض الوقت برفقه اهل سالى وقامت مجيده باعداد اوليمه فاخره على شرف جاسر
تناول الجميع الطعام وصعد محسن برفقه جاسر ليتناولا مشروب الشاى الساخن فى الاعلى تاركا سليم ليلعب مع اطفال سيرين بسعاده
وانفردت سيرين بسالى فى غرفتها وقالت بس باين عليكم انكم اتصالحتو ..شكله مبسوط ...بس انتى مالك هاديه كده 
ابتسمت سالى وقالت فى سرها اللى مايعرفش يقول عدس ...فردت على اختها وقالت لا بس عاوزه انام
سيرين ومين سمعك الولد مسهرنى طول الليل ومعتصم مصدع دماغى بمكالمات وغراميات
سالى ربنا يصلح حاله ويهدى سركم
سيرين اامين يارب ...زمانه جاى انتو قاعدين ولا ايه 
سالى ادينى قاعده وقت مايقول يالا ...يالا
سيرين وحماتك عامله ايه معاكى
سالى ماشى الحال ..انتى اخبار حماتك ايه
سيرين كويسه ..اتهدت اخيرا لما جبت الولد ..تعرفى ياسالى انا بحمد ربنا ليل ويانهار.. دى كانت ناويه تجوزه تانى منها لله
سالى باستنكار وجوزك ده ايه عيل عشان تسحبه من ايده وتجوزه واحده تانيه 
سيرين انا خلاص مش عاوزه افتكر اللى فات انا عاوزه اعيش واربى ولادى.. وألمهم حواليا مع ابوهم
سالى ربنا يحفظكم
سمعت الاختان طرقا على الباب ودخلت مجيده وقالت جوزك جه يا سيرين
قامت سالى واستأذنت وقالت طيب انا طالعه عشان تبقوا براحتكم
خرجت سيرين ملقيه التحيه على معتصم والذى استوقف سالى يسألها عن اخبارها قائلا ازيك يا سالى ايه ماحدش بقى بيشوفك كنا متعودين نشوف بعض كل يوم جمعه
ابتسمت سالى وقالت معلش الايام جايه كتير
معتصم لا بجد حاولى نتجمع تانى البنات بتحبك اووى ...هما ليهم كام خاله
سالى وانا ليا كام ولاد اخت ...مبروك ما جالك يتربى فى عزك
معتصم طبعا ازى حضرتك 
جاسر بصوت قوى الحمد لله ...مبروك المولود
معتصم الله يبارك فيك ...عقبالكم يارب ...وياريت نتجمع تانى ..لسه بقول لسالى انى كنت متعود اشوفها كل جمعه دلوقتى الوضع اختلف ...ياريت نفضل على الترابط اللى كنا عليه
نظر له جاسر پحده وقال بصوت مكتوم ان شاء الله...يالا بينا يا سالى انا ورايا شغل ...جهزى سليم وحصلينى انا هسبق... عن اذنك يا استاذ معتصم
معتصم اتفضل ...فرصه سعيده وان شاء الله الزياره اللى جايه تشرفونا فى بيتنا
هز جاسر رأسه وانصرف ليلقى التحيه على حماته والتى رجته ان يمكث معهم لبعض الوقت فرفض بأدب
خرج جاسر وذهبت سالى لاحضار سليم سلمت على اختها وابيها وامها للمره الاخيره وخرجت
نزلت سالى درجات السلم 
وفى طريق نزولها صادفت دكتور اشرف جارهم الودود والذى ابتسم بسعاده فور رؤيتها
وقال اشرف بدهشه مش معقول ...لحقيتى تتجوزى وتخلفى يا دكتوره 
ضحكت سالى وقالت ااه شفت ..عصر السرعه
اشرف ههههه ربنا يخلى ..الف مبروك ...طيب هتخاويه امتى بقى ...على آخر الاسبوع ههههههههه
ضحكت سالى وقالت ربنا يسهل ...دعواتك
اشرف ربنا يرزقك يارب انتى انسانه طيبه وتستاهلى كل خير
ابتسمت سالى واخفضت رأسها بخجل وقالت ميرسى يا دكتور..عن اذنك
ثم رفعت انظارها مره اخرى لتصطدم بأعين جاسر الذى كان ينظر لها پغضب شديد صاعدا درجات السلم بتمهل 
فالټفت اشرف لا تلقائيا ليرى جاسر ناظرا له بقوه ..
فرد له اشرف النظره بتحدى ود جاسر ساعتها لو تمكن من اقتلاع عينيه
سارت سالى بهدوء ونزلت درجات السلم دون ان تنبس بنبت شفه
وصلت سالى الى باب المنزل الرئيسى وهمت بالخروج واستوقفها جاسر پحده وقال استنى ..خدى الكاب نسيتيه فى العربيه ..حطيه على دماغه الدنيا بقت برد
نفذت سال بأمرها
قالت سالى فى بقلق احنا رايحين فين
لم يرد جاسر عليها وتجاهلها بوضوح حتى وصل الى باب الفيلا 
والتى فتحت بوابتها اليكترونيا وتقدم منه الحارس بالترحاب
ترجل جاسر السياره وفعلت سالى المثل حامله سليم
قال الحارس اهلا اهلا يا جاسر بيه حمدلله على سلامتك.. احنا مجهزين كل حاجه زى ماحضرتك امرت
جاسر شكرا يا عبده... فين نعمات
عبده لسه واصله من شويه وبتجهز اوضه البيه الصغير
سار جاسر فى حديقه الفيلا الخضراء وصعد درجات السلم القليله تبعته سالى ودخلت الى الباحه الواسعه وراءه 
واستقبلتهم داده نعمات قائله يا اهلا يا اهلا حمدلله على السلامه ...
جاسر الله يسلمك يا داده
نعمات انا حضرتلكم الاوض ورصيت الهدوم كلها وكمان اوضه سليم هوه نام ولا ايه 
سالى ااه نام بس ممكن يصحى تانى
نعمات طيب عنك انتى عشان ترتاحو... انا هروح انيمه فى اوضته ولو عوزتوا اى حاجه رنو الجرس ...اخلي منيره تحضر الغدا يا جاسر بيه 
جاسر لاء يا نعمات انا طالع فوق ومش عاوز ازعاج
نعمات بيتك يا بيه انا هاخد سليم لاوضته
سالى باستفهام هيا فين اوضته
نعمات اخر الطرقه
سالى باستغراب من تنظيم الفيلا والاوض بتاعتنا فوق
نعمات ايوا يا هانم ....بس ماتقلقيش انا حاطه اللاسلكى فى اوضة سليم عندى فى المطبخ وقاعده جمبه
صعد جاسر الى الطابق العلوى واتبعته سالى بعدما انهت حوارها مع نعمات وهى تقول طيب يا داده هطلع اغير هدومى ...خدى بالك منه
صعدت سالى الى الطابق العلوى وجدت غرفه واسعه قبالها اخر الطرقه الطويله وصلت سالى اليها واغلقت الباب
فتحت الدولاب لتجد ان ملابسها وقد رصت بعنايه 
همت سالى بخلع ملابسها 
وفجأه دخل جاسر حاولت سالى ستر جسدها بالملابس التى خلعتها 
وقالت فى اعتراض ووجهها احمر خجلا مش تخبط!!!
واقفه تضحكى معاه على السلم... ولا هامك البأف اللى واقف مستنيك تحت
اتسعت عينا سالى پخوف وقالت انت اكيد اټجننت انت بتقول ايه 
وانتهى .....
قام جاسر فزعا ...لا يصدق ما فعله
لايصدق اى درب سلكه فى اجبار سالى واخضاعها له كى توقن بقوته ...برجولته
وادرك متأخرا انها كانت ....عذراء
نظر جاسر الى نقاط الډم القليله المتبعثره على الفراش بفزع وقام وارتدى بنطاله وانطلق
هاربا الى الحمام وضع رأسه تحت صنبور المياه ليضخ ماءه البارده على رأسه الساخن
رفع جاسر رأسه ونظر مليا فى المرآه الى نفسه ...اراد ان يبكى ....ان يضرب نفسه لو امكن
خرج جاسر ليجد سالى جالسه على الارض بعدما ارتدت روبا من قماش الستان الناعم الملمس ابيض اللون 
ضامه ركبتها الى صدرها بفزع ...ترتعش ...تبكى فى صمت 
...تتساقط الدموع من مقلتيها انهارا
مد يده ببطىء ليتلمس كتفها بحنان فارجفت سالى منه خفيه وابتعدت عنه بسرعه ...ناظره له بفزع ...خائفه ان يكرر فعلته... مشمئزه من لمسته
قال جاسر بتوسل سالى ...ااانا ....
نظرت له سالى بأعين خاويه وقامت واتجهت جريا الى الحمام واغلقت الباب واسندت ظهرها الى الباب شاعره انها على وشك ان تفقد الوعى ولكنها تماسكت واتجهت الى المغسله وفتحت صنبور الماء وشربت القليل منه ونظرت الى نفسها فى المرآه وبكت بحرقه كما لم تبكى من قبل
الفصل الثانى و عشروون
امسك جاسر بالملاءه ونزعها والقاها فى سله الغسيل وضع ملاءه جديده على السرير وحاول تنظيم الغرفه لتعود كما كانت وبحث مطولا عن مفتاح الباب حتى وجده 
وفى تلك الاثناء كانت سالى تغتسل تحت مياه الدش الساخنه شاعره بألالام فى انحاء متفرقه بجسدها الضعيف وشرخ نفسى هائل
ادارت سالى المقبض الحديدى وانقطعت عنها المياه المتدفقه ولكن لم تتوقف دموعها عن التدفق
وارتدت سالى المئزر المعلق ورفعت شعرها المبتل الى الاعلى 
وخرجت لتجد جاسر جالسا على طرف السرير واضعا رأسه بين كلتا يديه وما ان شعر بها حتى هب واقفا واتجه نحوها فابتعدت عنه سالى خائفه
قال جاسر بصوت معذب سالى انا ...انا ماكنتش اعرف ...مقولتيليش ليه ...ليه مقولتيش
كانت سالى لا تقوى على الكلام ولا تعرف كيف ترد وان ردت فماذا عساها ان تقول ...فنظرت له بكراهيه
سالى صاړخه پبكاء وانا استحاله اعيش يوم كمان معاك ...لما تنطبق السما على الارض ..انا بكرهك ...بكرهك من كل قلبى
جاسر حقك ..حقك تكرهينى بس وحياة اغلى حاجه عندك ماتسيبيش البيت.. وحياة ابوكى ..وحياة سليم..انا همشى لو ده يرضيكى انا همشى هغور فى ستين داهيه ..انا طالع اهوه طالع وهمشى بس اوعدينى انك مش هتسيبى البيت
سالى باكيه انا بكرهك..بكرهك ومش عايزه اعيش معاك تانى ...انا خلاص انتهيت ...انت دمرتينى ..ډمرت كل حاجه ..ماسبتليش حاجه ...ماسبتليش حاجه اعيش معاك بيها ..اخدت كل حاجه كل حاجه ..مش عايزه اشوفك تانى عايزاك تخرج من حياتى كفايه اووى كده بكفايه اووى لحد كده ..
وارتمت سالى على السرير تبكى بحرقه شديده
وقف جاسر عاجزا عن النطق ..عن الحركه عن التفكيير
 

تم نسخ الرابط