قصه كامله مشوقه
المحتويات
لم تكن يوما هكذاتذكرت كيف حولها حقدها علي مليكة إلي مسخ ومنذ أن سلمت حالها للشيطان لم تعد روحها النقية كما السابق وتلوثت حتي باتت تعادي الجميع وتضع حواجز بينها وبين جميع البشرحتي هي لم تعد تتعرف علي حالها
كم كانت تتمني وجود سارة بذاك التوقيت كي تشتكي لها همها وتشاركها أحزانهالكنه سوء حظها الملازم لها مؤخرا
لم تحزن منه بقدر حزنها من حالهاضلت تبكي وتبكي وبالأخير غفت بدموعها المټألمة
ظهر اليوم التالي
خرج كارم من حجرته الخاصة مرتديا ثيابا عصرية عبارة عن بنطال چينز من اللون الأزرق الفاتح يعتليه تيشيرت باللون الأبيض مع تصفيفه لشعره وارتدائه نظارة شمسية جعلته وسيما للغاية
إية الشياكة دي كلها يا سيادة الرائداللي يشوفك وإنت متشيك كدة يفتكرك رايح تخطب
مش معزوم على الغدا
أبتسم إلي والدته وتحدث بمفاخرة مفتعلة
ماتنكريش إن الشياكة دايما عنوان إبنك يا بسبس
إبتسمت إليه ثم تحدثت بجدية
ما قولتليش هتاخد إيه معاك وإنت رايح
شيكولاتة إيه اللي هتدخل بيها علي الناس يوم مولد النبي يا ابني!
واستطردت بتوجيه
هات لهم علبة حلاوة غالية من محل شيك
ضيق عيناه بتفكر ثم أومأ وأردف بموافقة
تمام يا حبيبتيسلام أنا بقي علشان ما اتأخرش
قبل رأسها بتوقير وتحدثت هي بنبرة حنون
بعد قليل كان يقف داخل أحد المحال الكبري المشهورة ببيع تلك الحلويإنتقي علبة خشبية أنيقة تحتوي علي أفخم أنواع الحلوي وأغلاهم ثمنا تقديرا لياسين وأسرتهحملها وتحرك إلي الخارج قام بوضعها داخل السيارة وكاد أن يستقلها لولا رؤيته للمتجر
المجاور لمحل الحلوي والذي لفت إنتباهه تلك العرائس المعروضة عبر الفاترينا الخاصة بواجهة المتجر
كانت تقبع داخل فراشها بجسد مرهقا ووجه ذابل جراء ليلتها التي قضتها بدموعهاإستمعت إلي دقات فوق الباب ثم دخل والدها وتحرك إليها مستفسرا
قاعدة لوحدك ليه يا حبيبتي
مكسلة شوية يا بابا
سألها علي استحياء كي يستطلع رأيها
مليكة قالت لي إنها عزمتك علي الغدا مع الرائد كارم وإنت وافقتي
إنتفض داخلها جراء ذكر حروف إسمه وابتلعت لعابهاوبلحظة حاولت التماسك كي لا يلحظ والدها إرتباكهاوتحدثت معتذرة بنبرة هادئة
أنا فعلا قلت لها إني هاجي
واستطردت باعتراض بعد حزنها من ذاك الكارم
لكن حاسة إني تعبانة ومش قادرة
مفيش حاجة إسمها مش قادرةقومي إلبسي وهبعت لك حمزة يجيبك نطقها وهب واقفا ثم أمسك يدها ليحثها علي النهوضوقفت وابتسمت لهإستدار وكاد أن يخرج أوقفته بصوتها وهي تناديه
بابي
إلتف إليها من جديد وبدون مقدمات تحدثت
أنا عاوزة أرجع أتابع جلسات الدكتور بانتظام
تنهد براحة وتحدث بنبرة حنون وعيناي متأملة
حاضر يا حبيبتيهكلم الدكتور وأخليه يحدد لك جلسة ونروح له بالليل انا وإنت
أومأت له مع تنهيدة حارة خرجت من صدرهاتحدث وهو ينسحب إلي الخارج
يلا جهزي نفسك وأنا هبعت لك حمزة بعد نص ساعة
بعد مرور النصف ساعةكانت تقف أمام مرأة زينتها تتطلع علي حالها باستحسان وكامل الرضا بعدما وضعت بعض الزينة البسيطة بوجههافحقا كانت جميلة بل فاتنة رغم عدم تكلفها بوضع مساحيق التجميل
ارتدت بنطالا من الچينز الواسع يعتليه سترة ضيقة ومن فوقه بليزر باللون البيج الفاتحوحجابا رقيق وبسيط بنفس لون البليزروحذاء رياضي باللون ذاته فأصبحت حقا حسناء
واثناء تطلعها علي حالها إستمعت إلي طرقات فوق البابسمحت للطارق بالدخول فدخل حمزة الذي شهق بإعجاب وهو ينظر الى شقيقته بانبهار وتحدث
وااااو يا سيلاإيه يا بنتي الجمال والأناقة دي كلها
إبتسمت له وتحدثت بغرور مصطنع
دي أقل حاجة عندي يا بيبي
غمز لها بإحدي عيناه وأردف مشاكسا شقيقته
طب يلا بينا يا ست المغرورة علشان إتأخرنا والراجل خلاص علي وصول
يلا بينا قالتها بإبتسامة سعيدة وتأبطت زراع شقيقها وتحركوا متوجهان إلى منزل ثريادخلت من البوابه بجوار شقيقها وجدت ثريا تجلس بصحبة ياسين وأطفال المنزل يبدوا أنهم ينتظرون الضيف كي يكونوا في إستقباله
وما أن رأها والدها حتى تهلل وجهه وتحدث إليها منبهرا
إيه الجمال ده كله يا سيلا
إبتسمت له وتحدثت بحبور
ميرسي يا بابي
وأردفت أيضا ثريا باستحسان
زي القمر يا أيسلربنا يحميك يا حبيبتي
اقتربت على ثريا ثم مالت عليها بطولها وقامت بتقبيل وجنتيها وتحدثت بنبرة حنون
ميرسي يا نانا
إقترب منها مروان الذي تحدث بمشاكسة
ممكن أتعرف
بايخ قوي حضرتك نطقتها وهي تهز رأسها بمداعبة فأطلقا ضحكاتهماقطع ضحكاتهما خروج مليكة وهي تحمل صغيرتها بعد أن أبدلت لها ثيابها وكانت أشبه بأميرات الحكايات بثوبها الواسع
تحرك حمزة وحمل عنها شقيقته التي ما أن رأت وجهه البشوش حتي باتت بالمناغاة والثرثرة التي لا يفهما سواهابدأ الأخر بمداعبتها وتقبيلها
اقتربت من زوجها الذي وقف لإستقبالها وبدأ يتطلع عليها بإنبهار لجمالها الخلاب الذي دائما ما يخطف لبهتحدث إليها هامسا
إيه السحر ده كله يا حبيبي
إبتسمت له وشكرته بامتنان وعيناي عاشقةثم نظرت إلى أيسل وتحدثت بنبرة هادئة وشبه رسمية ويرجع ذلك لتيقنها رفض أيسل الشديد للتقرب منها
ازيك يا أيسل
هزت الفتاه رأسها بايماءة بسيطة وتحدثت بنبرة جادة
الحمد لله
واثناء حديثهما وصل كارم بسيارته التي اصطفها أمام المنزلإصطفت بجانب والدها ووجهت بصرها إلي البوابة وما أن رأته يطل عليها حتي أصاب جسدها رعشة قوية وبات قلبها يدق بقوة كطبول حرب
كان يدلف من البوابة حاملا بين ذراعية عروستان من العرائس المعروف عنها الإحتفال بالمولد النبوي الشريفإحداهم ترتدي ثوبا باللون الوردي هادئ وجميل وغير متكلف إختارها خصيصا للصغيرة
والأخري ترتدي ثوب زفاف منفوش باللون الأبيض وحقا كانت مبهرة إختارها لتلك المتمردةيليه حارس البوابة حاملا بين يديه صندوقا خشبيا ملئ بالحلوي الخاصة بالإحتفال بالمولد النبوي
ضيق ياسين عيناه متعجبا من ما يحمله ذاك الكارمثم تحدث إلي مروان الذي يجاوره الوقوف
قابل سيادة الرائد وشيل عنه يا مروان
أومأ باحترام وتحدث قبل أن يتحرك إلي ذاك الزائر
حاضر يا عمو
مال علي أذن مليكة الواقفة بجانبه وتحدث متهمكا
هو إيه اللي جايبة معاه المغفل ده كمانهو فاكر نفسه جاي يقرأ فاتحة بروح أمه!
همست مليكة بترجي
إهدي يا ياسين وعدي اليوم علشان خاطري
رمقها بنظرات مبهمة ثم نظر أمامه يتابع ذاك الكارم
وصل مروان إلي كارم وقام بالترحيب به ثم حمل عنه إحدي العرائس وجاوره الخطوات حتي وصلا إلي ياسين الذي رحب بكارم قائلا بحفاوة وابتسامة هادئة رسمها ببراعة بعد أن جنب غيظه منه
أهلا يا سيادة الرائدنورتنا
أجابه بتوقير لشخصه
متشكر لذوق سعادتك يا باشا
نظر ياسين إلي زوجة عمه وأشار بكفه لتقديمها إليه
ثريا هانم المغربيمرات عمي أحمد
الله يرحمه وأمي التانية
إبتسمت ثريا ونظرت إلي ياسين بحنان أما كارم فمد يده كي يصافحها وتحدث بلباقة وتوقير
زادني شرف بمعرفة جنابك يا افندم
بابتسامتها البشوش المعهودة عقبت باحترام
العفو يا سيادة الرائدشرفتنا
ثم استطردت وهي تنظر إلي ما بيده
تعبت نفسك ليه بس يا ابني
بهدوء عقب
دي حاجة بسيطة حضرتك بمناسبة المولد النبويكل سنة وحضرتك طيبة
قدم له ياسين مروان وحمزة وانس وعز الصغير ثم تحدث بإبتسامة قاصدا مليكة وأيسل التي تجاور والدها بقلب يدق بضړبات سريعة
مش محتاج أعرفك علي الباقي أكيد
أومأ له ونظر إلي مليكة وأمال بجانب رأسه وتحدث موقرا إياها
إزي حضرتك يا مدام مليكة
أجابته
الحمدلله يا سيادة الرائدشرفتنا
بدهاء منه حول بصره إلي حمزة واقترب من وقفته وقام بتقديم العروسة ذات الرداء الوردي والتي إحتفظ بها بيده وتحدث إلي مسك وهو يقبل وجنتها الرقيقة
كل سنة وإنت طيبة يا مسك
ضحكات متتالية خرجت من الصغيرة التي باتت تلوح بكفاها لتمسك بها الدمية بحفاوة أسعدت الجميع
وبمنتهي المكر تحرك إلي مروان وتناول عنه الدمية الأخري والتي كانت ترتدي ثوبا أبيضا كثوب عروس بليلة زفافهاثم تحرك إلى أيسل وبسط لها ذراعيه بالأخري وتحدث بنبرة جادة
كل سنة وإنت طيبة يا دكتورة
مدت يداها لتتلقي هديته ثم رفعت عيناها لتلتقي بعيناه لينتفض قلبها پعنف ورجفة قوية أصابت جسدها التي إرتفعت حرارته وكأن سهم عيناه المنطلق أصاب قلبها وقضي الأمر
بلحظة محي كل حزنها الذي أصابها بفضل حديثه المهين
ليلة الأمسحمحمت لتجلي صوتها وبصعوبة أخرجته ونطقت
ميرسي يا سيادة الرائد
إرتبك من نظراتها ونبرة صوتها الحنون حيث شعر برجفة بسيطة بداخل قلبه علي أثرهاعلي عجالة حول بصره إلي ياسين خشية إغضابه وجده بالفعل رافعا حاجبه مستغربا ما يحدث وأردف مبررا في محاولة منه لإظهار الصورة كطبيعية ولإبعاد الشبهة عنه
أنا لقيت إنه مايصحش أجيب لبنت حضرتك الصغيرة وما اجيبش للدكتوره بما إنهم الإتنين بنات حضرتك
واستطرد موقرا إياه
ده طبعا بعد إذن جنابك
إرتبكت
مليكة عندما رأت تجهم ملامح ياسين الذي تحدث بنبرة في ظاهرها الهدوء عكس ما يدور بداخله من تساؤلات عدة واستفسارات
ولا يهمك يا كارموبعدين الدكتورة أيسل زي أختك الصغيرة
طبعا يا باشا نطقها برصانة تحت إستشاطة أيسل من حديث أبيها الذي أصابها بالضيق
تحدثت ثريا وهي تشير للضيف بكفها للداخل
إتفضل يا ابني
امال رأسه باحترام وتحركوا جميعا إلي الداخل عدي تلك العاشقة الصغيرة التي نظرت إلي هديته وبدون إدراك وجدت حالها تضمها إلي صدرهاوبلحظة شعرت بإنها إمتلكت العالم بأسره من مجرد هدية بسيطة قدمها لها
تنهدت براحة ثم أخذت نفسا عميقا تهدي به فوران قلبها ودقاته العاليةثم تحركت لتلحق بهم كي لا يلحظ أحدا إرتباكها
بعد قليل كان الجميع يلتفون حول سفرة الطعام المشرفة والتي وجدت عليها أصنافا عديدة من الاطعمة المنوعة والتي توحي علي كرم ساكني هذا المنزل
ترأس ياسين الطاولة وجاوره كارم علي الأيمن وتلاه حمزة وعلي الأيسر من المفترض أن تجاور مليكة زوجها حيث أشار لها لتجلسلكنها نظرت إلي أيسل ولمست إصابتها بالضجر وحدث هذا لسببانأولهما هو جلوس مليكة والفصل بينها وبين أبيها
والسبب الأهم والتي باتت شبه أكيدة منه هو بداية مولد شرارة لعشق رأتها بفطانتها بعيناي تلك المتمردة حيث فضحتها عيناهافأرادت بدهاء أن تصيد عصفورين بحجر واحدوبمنتهي الدهاء تحدثت إليها ببشاشة وجه
إقعدي إنت جنب بابا يا أيسل
مجرد لحظة وتحول ضجرها إلي حبور شديد ظهر بين علي ملامح وجهها والتي لم تستطع حجب سعادتها مما لاحظه ياسين وتعجب لأمرها
نظرت أيسل إلي مليكة وتحدثت وهي تتأهب لسحب المقعد لمجاورة والدها
ميرسي
تعجب الجميع من تغيير إسلوب أيسل مع مليكة وانسحبت مليكة لتجاور ثريا التي ترأست الطاولة من الجهة الأخري وجاورها مروان وأنس
أما عز والصغيرة مسك فضلا بالأعلي بصحبة
متابعة القراءة