قصه كامله مشوقه
المحتويات
ك فراشة طليقة محبة للحياة تنهد وبات يدعو الله داخل سريرته بأن يتغمدها برحمته وأن يجعل ما تعرضت إليه في صحيفة أعمالها الحسنة
تتجاورتان بالجلوس فوق مقعديهما ثريا ومنال حيث تمسك كلا منهما نسخة من كتاب الله المقدسالمصحف الشريف ويتلوتان قراءة أياته المحكماتتجاورهما باقي نساء العائلةأما مليكة فكانت تجاور أيسل الوقوف وهي ټحتضنها بعدما اجهشت الفتاة ودخلت بنوبة بكاء شديدة وهي تتذكر ليلة رحيل والدتها المشؤومة وباتت تجلد حالها وتؤنبها علي تساهلها والمساهمة بشكل غير مباشر في عملية إغتيال والدتها
تحركتا ووقفتا بجانب الفتاة دون أن تعير أيا منهما نساء المغربي أجمعإحتدمت ملامح وجه قسمة وتحدثت إلي مليكة وهي تنتزع الفتاة من بين ا بقوة وعڼف وتدخلها بخاصتها
إرتبكت مليكة بعدما رأت إحتدام ملامحها وتحركت منسحبة بدون تعليق منعا لإثارة المشاكلفتحدثت داليدا مبكتة إياها كي تشعرها بالذنب متغاضية عن حالة الفتاة السيئة
خلاص يا سيلا نسيتي ماميقوام روحتي رميتي نفسك في حضڼ العقربة اللي خطفت بابي منها وكانت السبب الرئيسي في مۏتها!
وأكملت علي حديثها قسمة وباتتا تكيلا الإتهامات للفتاة ويؤنباها وأبيها متغافلتان عن حالة الفتاة حتي إنفجرت بعدما فقدت صبرها وما عاد فيها الإحتمال أكثرخرجت من داخل أحضان جدتها المسمۏمة وشهقت ثم أردفت معاتبة باستياء
ثم استرسلت وهي ترمق قسمة بنظرات لائمة
كفاية لحد كدة يا ناناأنا مش هسمح لكم تاني تسمموا حياتي زي ما عملتوا مع ماميكفاية إنكم حولتوها لمسخ تابع لكلامكم بعد ما كانت بريئة وقلبها نضيف
واستطردت معاتبة داليدا
جاية تلوميني ومستغربة قوي إني رميت نفسي في حضڼ مليكة!
هتفت قسمة مبررة
إسألي ياسين بيه المغربي اللي حرمنا نيجي ونشوفك وبعدك عننا واستفرد بيكي علشان يملي دماغك من ناحيتنا ويخلي له الجو مع الهانم بتاعتهويعرفوا يسيطروا عليكي ويخلوكي تنسي مامي
تحركت إليهم تلك الراقية التي كانت تتسمع عليهم ورغم ضعف أصواتهم إلا أنها إستطاعت الإستماع إليهمأردفت قائلة بلهجة فظة
هو إنتوا دايما كدة ماعندكوش أي إحترام للمدافن ولا إتعاظ من المۏت
ثم لوت فاهها واخرجت صوتا ساخرا وتحدثت بتجهم وهي تنظر للون شعر قسمة القرمزي
طب لو بنتك ما اتعظتش من الي جرا لأختها تبقي معذورةإكمنها يعني لسة صغيرة ومتعشمة في الدنيا
طب وإنت يا اللي عديتي الخامسة وستين وبقيتي زي ما بيقولوا رجل برة ورجل جوة
ثم وضعت سبابتها وحاوطت به فكها واستطردت موبخة إياها بتهكم
بقي يا ولية بدل ما تتعظي من مۏت بنتك اللي راحت في عز شبابها وتعملي لأخرتكجاية السانوية بتاعتها بشعر أحمر!
رمقتها قسمة بنظرات اشمئزاز وهتفت داليدا موجهة حديثها إلي أيسل مستشهدة بحديث راقية
شايفة ستات عيلة أبوك يشرفوا إزايهما دول الناس اللي رميتي نفسك في حضنهم ونسيتينا علشانهم!
إحتدت ملامح الفتاة واردفت بنيرة رافضة
من فضلك يا خالتوياريت ما تغلطيش في أي حد من عيلتي أو تحاولي تقللي من شأنه لأني مش هسمح لك بده
جحظت أعين كلتا الحقودتين ورمقاها باشمئزاز تحت هتاف راقية التي تحدثت بحبور وانتصار
أيوة كدة يا سيلاإديهم فوق نفوخهم إياكش يحسوا
واسترسلت باستحسان
إنت كدة أثبتي إنك مغربية أصيلة علي حق
إنسحبتا جانبا ووقفتا بعيدا عن الجميع يتطلعان بقلوب شاعلة علي ياسين الذي كان يتابع ما يحدث من بعيد دون تدخل كي لا يساعد علي إفتعال المشاكلإقترب علي إبنته وقام بإدخالها ب وبات يربت فوق ظهرها بمواساة تحت إنهيار الفتاة ودخولها في
نوبة بكاء حار
بعد قليل جلست الفتاة بجانب قبر غاليتها وجاورها شقيقها محتضنا إياها وباتا يدعوان الله بأن يتغمدها برحمتهإنتفضت بجلستها ووضعت يدها فوق صدرها لتهدئ من ضړبات قلبها السريعة بعدما إستمعت إلي صوتا زلزل كيانها
إستمعت إلي نبرات الصوت من جديد مما جعلها تتأكد من حدسهاتلك النبرات هي تحفظها عن ظهر قلبإنها له معذبها ومالك فؤادها نعم إنه هوإنتفض قلبها پعنف معلنا عن إنهياره واستسلامه لحضور ذاك الحبيب
أما هو فقد حضر بعدما علم بحضورهم بالمقاپر في بادرة منه للتقرب إلي ياسين من جديد وتأملا بالعدول عن تعسفه بقراره الظالم لقلبه وحبيبتهإقترب من ياسين وتحدث بنبرة هادئة متأثرة بالمكان وقدسيته
تعيش وتفتكر يا سيادة العميد
قطب جبينه متعجبا حضوره الذي لم يكن بالحسبانفاقترب عز وعلي عجالة تحدث كي يقطع أية محاولة من نجله لصد ذاك الوسيم
أهلا يا سيادة الرائدما حدش يجي لك في حاجة وحشة
تهللت ملامح وجه كارم من مقابلة ذاك القامة الكبيرة صاحب المقام الرفيع والذي يمتلك سيطا هائلا داخل جهاز المخابرات المصرية ويكن له الجميع التقدير والإحترام لما له من إنجازات ونجاحات ساحقة في ملفات عدة
بسط ذراعه ليصافحه وهتف بنبرة حماسية
أهلا بجنابكأنا أسف علي تطفلي وإني جيت في ظروف خاصة وحساسة زي ديبس حبيت أشارككم أحزانكم
في حركة مباغتة لكارم وياسين الذي جحظ بعيناه ناظرا على والده باستغراب بعدما حاوط كتف كارم بساعده في حركة وتحدث بنبرة ودودة وكأنهما صديقان منذ الكثير من السنوات
تطفل إيه بس يا كارمده أنت خلاصبقيت واحد من العيلة
إبتسامة مع نظرة دهشة خرجتا من كارم الذي بات ينظر إلي عز بعدم إستيعاب لما استمع منه للتوحول عز بصره يتطلع إلي ياسين المتعجب تصرف أبيه وتحدث بنبرة تأكيدية
ولا إيه يا سيادة العميد
إحتراما لوالده وقراراته الحصيفة التي دائما ما تصب في مصلحة العائلة وبدون تفكير تحدث ياسين بنبرة هادئة
هو فيه كلام يتقال بعد كلام معاليك يا باشا
بلهفة عارمة نظر كارم علي ياسين مترقبا عيناه للإستعلام داخلهما عما إذا كان ما وصله حقا أم مافتحدث الاخر مؤكدا
صحة ما وصل ذاك الفارس من شعور
أهلا بيك يا كارم
إستغل كارم تلك الفرصة الثمينة التي لا تعوض واردف مخاطبا كلاهما باحترام
بعد إذن سعادتكمكنت حابب أتشرف بزيارة بيت معالي الباشا
إبتسم عز وتحدث بحبور
هنستناك بعد بكرة بالليلتجيب الدكتور جمال وسيادة المديرة وتيجوا تشرفونا
بذهول نظر عليه كارم من معرفته لإسم ومهنة والداه وبعدها لام حاله علي جهلهفلما الإستغراب إذا كان الامر يتعلق بذئب المخابرات عز المغربي
هتف شاكرا
متشكر معاليك
أما ياسين فأردف معتراضا بهدوء
مش بدري قوي بعد بكرة يا باشا!
خير البر عاجله يا سيادة العميد نطقها وهو يربت فوق كتف كارم الذي شعر بأن عالمه يفتح له ذراعيه علي مصرعيهما ويستقبله بحفاوةثم تحدث إلي كارم بعدما وجده يسترق النظر بدهاء من تلك الجالسة بجانب قبر والدتها
روح سلم علي ثريا هانم ومنال هانم وواسي الدكتورة يا حضرة الرائد
إبتلع لعابها ثم نظر إلى ياسين ليتأكد من موافقته تجنبا غضبتهفتحدث عز إليه بمشاكسة
بتبص علي مين يلاالكلمة الأولي والاخيرة هنا ليا أنا
واستطرد مداعبا إياه
إنت شكلك كدة هتبتدي تزعلني منك
ما أقدرش جنابك نطقها بعيناي مستعطفة ثم نظر إلي ياسين مرة أخرى لكي لا يتخطي حدود الأصولفأشار له ياسين بإيماءة من عيناه تعني الموافقةفشكره وتحرك إلي ثريا ومنال بصحبة طارق الذي استدعاه عز لاصطحاب الشاب وتقديمه إلي والدته
أردف ياسين بنبرة يبدوا عليها الڠضب
سيادتك إتساهلت معاه قوي يا باشا
ضيق عيناه متعجبا عتاب نجله له وتحدث لائما إياه
يا قلبك الجاحد يا ياسينأومال لو ماكنتش عاشق قديم والبعد كواك
تنهد ياسين بأسي واسترسل ذاك المشاكس مفسرا
الواد يا عين أمه واقف يفرك ومش علي بعضه من كتر الإشتياقعمال يبص علي البنت وھيموت ويشوفهاخليك رحيم يا أبن عز
تنهيدة حارة خرجت من قلب ذاك الذي ينظر علي كارم الذي إقترب من أميرة أبيها بقلب مستشاطشعرت به متيمة روحه فاقتربت منه وقامت باحتواء كفهنظر بمقلتيها وجد بهما حنانا وإطمئنان إطمئن بهما روحه وسكنت ثورته واستكان كفه وهدأت نبضاته العالية وتحولت إلي متراخية مستكينة
أما كارمفقد إعترته نشوة عارمة واهتز قلبه من شدة إبتهاجه حين وقف أمامها وتعمق بعيناها ثم تحدث بنبرة جاهد بإخراجها جادة كي لا يثير ڠضب عمها طارق المجاور له
تعيشي وتفتكري يا دكتورةالله يرحمها ويغفر لها
شعورا بالراحة والسکينة إنتاباها من مجرد النظر إلي عيناه الساحرة التي إشتاقت لها حد الجنون وتحدثت إليه بنبرة خرجت متشوقة حنون رغما عنها
ميرسي يا سيادة الرائد
إبتعد طارق والأخرين قليلا ليفسحا لهما المجال بعدما وصل لهم عن طبيعة علاقتيهما من نظرات عز وابتهاج روحه وهو ينظر لذاك الرائدجذبت راقية ذراع ثريا پعنف مما جعل الأخري ترتعب وتنظر لها مبرقة العينايسألتها متلهفة بفضول كعادتها
مش الجدع اللي واقف مع سيلا ده يبقي ظابط الحراسة اللي أخد الطلقة مكانها يا
ثريا
واسترسلت متلهفة
هو طلب إيدها للجواز ولا إيه
وأنا إيه بس اللي هيعرفني إذا كان إتقدم ولا لاء يا راقيةأنا واحدة قاعدة في بيتي لا بطلع ولا بدخل علشان أعرف الأخبار نطقتها ثريا بنبرة زائفة حيث أنها علي دراية بالقصة كاملة من عز وياسين وايضا مليكة التي قصت لها عندما كانت تشتكي لها من ياسين وما فعله بها
رفعت أحد حاجبيها باستنكار وتحدثت بنبرة مشككة
عليا أنا الكلام ده بردوا يا ثرياإنت صحيح قاعدة في بيتك بس الأخبار كلها بتوصل لك لحد عندك بالدليفري
تنهدت ثريا وأمسكت المصحف الشريف وتابعت قراءة أياته الكريمة كي تحث تلك الثرثارة علي الصمت الذي حدث بالفعل بعدما لوت الأخري فاهها باستنكار
عودة إلي ذاك العاشق حيث نظر داخل عيناها وتحدث باشتياق ظهر جارف داخل مقلتاه
وحشتيني يا أيسل
نطقت بنبرة عاتبة ظهرت بعيناها من وسط دموعها التي جعلت قلبه يئن ألما عليها
لو وحشتك ماكنتش قدرت تبعد عني كل المدة دي
بحصافة تحدث موضحا
كان لازم البعد علشان كل واحد فينا يعرف قيمة التاني عندهوبعد كدة يفكر ألف مرة قبل ما يقول أو يعمل أي حاجة تزعل حبيبه منه
إبتسمت واومأت بموافقة ثم تحدثت بعيناي أثارت جنون ذاك الولهان
أنا أسفة يا كارم
وأنا أسف يا عيون كارم نطقها بقلب وعيناي يفيضان هياما جعل قلبها ينتفض طربا ونشوة بالغة إعترت روحها
إنتهي البارت
الفصل الرابع والأربعون
قلوب حائرة الجزء الثاني
قلبي يناشد قلبك حبيبتي ويخبره بأن دقاته صارت تنبض بإسمك
عيناي تناجي عيناك صغيرتي وتخطرها بأن بريقها أصبح مملوكا لك أنت
ويداي تتشابك مع يداك وتخبرها بأن دفئها منبعه صار منك
فكوني لقلبي الهوى ولعيني الحياة وليدي وطنا يحتضن رعاياه
خواطر كارم المعداوي
روز آمين
داخل منزل
متابعة القراءة