قصه كامله مشوقه
المحتويات
قليلا فتنهدت هي بعشق وباتت تشدد من عناقها له ثم رمت برأسها علي صدرههدءت روحها وشعرت براحة تغلغلت وتعمقت بوجدانهاضمھا أكثر ل وبات يتنفس عبيرها براحة
ضل علي وضعيهما إلي أن دقت بثينة الباب وتحدثت بنبرة هادئة
الغدا جاهز يا كارمهات سيلا ويلا قبل الأكل ما يبرد يا حبيبي
أصابها الإرتباك فور إستماعها إلي الطرقات مما جعلها تهب واقفة وفي غضون ثواني كانت تقف بجوار الباب تعدل من حالة ملابسها بهيئة تدعو للضحكإبتسم علي حالتها وهبط من فوق التخت ثم تحرك حتي وصل إلي وقوفها وأردف بمشاكسة وهو يداعب أرنبة أنفها بين أصابع يده
ضحك عاليا بطريقة جعلتها تتطلع إليه بقلب ينتفض وعيناي مسحورة توحي بعشقها الهائل لذاك الذي إقتحم القلب وتملك
بعد قليل كانت تجاوره الجلوس حيث الجميع يلتف حول طاولة الطعام يتناولون غدائهم وهم يتبادلون الأحاديث الشيقة فيما بينهم
أردف دكتور جمال باحتفاء بزوجة نجله
منورة بيتك يا بنتي
إبتسامة بشوشة إعتلت ملامح تلك الرقيقة التي عقبت علي حديث ذاك المبجل باحترام وتوقير
بسطت بثينة ذراعهاوألتقطت بعض شرائح اللحم ثم قامت بوضعها داخل صحن أيسل وتحدثت بنبرة ودودة
دوقي الاسكالوب بتاعي وقولي لي رأيك فيه
أكيد جميل زي كل حاجة في حضرتك يا طنط نطقتها بإبتسامة مشرقة ورقي نالت بهما استحسان والداي زوجها الذان تأكدا من حسن إختيار نجلهما لفتاة لبقة تناسب منصبه الرفيعقاطعها كارم متحدثا بثناء علي طعام والدته
نطقها ثم أمسك بالشوكة والسکين خاصتاه وقام باجتزاء قطعة صغيرة ثم قربها من فم تلك التي خجلت بشدة من تصرف متيمهاتحاملت علي حالها وفتحت فاهها وتناولتها منهثم باتت تمضغها وبعد أن تذوقتها وتأكدت من مذاقها الحلوعقبت علي حديث حبيبها باطراء وهي تنظر إلي والدة زوجها باشادة
بالهنا والشفا علي قلبك يا مرات إبني نطقتها بنبرة حماسية أصابت تلك العاشقة برجفة قوية سرت بكامل جسدهاإرتفعت حرارت وجنتيها وتصبغتا بالأحمر الداكن جراء خجلها الشديد
لم تكن الوحيدة التي تأثرت بهذا الوصفبل تأثر أيضا كارم ولكن ليس خجلا كحال حبيبتهبل شعر بأنه إمتلك العالم بأسره ونزلت كلمة والدته علي قلبه ك سيل جارف فوق أرض أصابها التشقق جراء سنوات عدة من الجفاف
أنا كنت هعزم الولاد وأولادهم علشان تتعرفوا علي بعض أكتر وخصوصا سلايفك الستاتبس حبيت أول زيارة ليك للبيت تبقي هادية وخاصة بينا
ضحك جمال وتحدث بمداعبة
خليك صريحة وقولي لها إن ده كان إقتراح حضرة الرائد
بصرامة أظهرت قوة شخصيتها وثباتها وأجابته بقوة
عقب مشاكسا إياها
أكيد طبعا يا حضرة المديرةهو فيه حد في البيت ده يقدر يتنفس ولا ياخد قرار من غير ما
يحصل علي ختم الموافقة عليه منك
ضحكت بثينة ثم أردفت وهي ترفع انفها للأعلي بنوع من المشاكسة لزوجها
أيوة كدة إظبط كلامك يا دكتور
إتسعت عيناي أيسل إعجابا بتلك ال بثينة ثم هتفت بإطراء بنبرة حماسية
الله يا طنط علي شخصية حضرتكحبيت قوتك علي فكرة
تبادل هؤلاء الثلاثة النظرات بينهم
ثم وبدون مقدمات أطلقوا العنان لضحكاتهم الساخرة المتهكمة من سذاجة تلك التي باتت تتطلع علي وجوههم باستغراب
ترك كارم ما بيده وقام بمحاوطة كتف تلك المجاورة له ثم تحدث من بين ضحكاته الهيستيرية
هو انت طيبة قوي كدة وبتصدقي أي كلام يتقال قدامك يا حبيبتي
ضيقت عيناها بتعجب غير مدركة لمعني حديثه فاسترسل شارحا بإبانة
بصي يا روحيإحنا عيلة شرقية أصيلة بحتة
واستطرد وهو يشير بكف يده إلي والده المبجل
يعني الكلمة الأولي والاخيرة هنا للدكتور
ثم استطرد شارحا
آه بنحاول نكون ديمقراطيين إلي حد ما والكل بيحاول يقترح ويقول أرائه في إدارة شؤون البيتبس في الأخر لو الرأي ده ما توافقش مع مبادئ ورؤي دكتور جمالساعتها بنضطر نقفل باب المناقشة في الموضوع ونعتبره ما اتفتحش من الأساس
بإبانة أردفت بثينة بنبرة حكيمة تليق بعدد سنون عمرها
وعلي فكرة يا أيسلأنا وأولادي عمرنا ما أخدنا الموضوع علي إنه تعنت أو ديكتاتورية من الدكتوربالعكسطول عمري ببص له بعين الحكمة والأصول
واستطردت معللة
لأن في الأخر البيت ده ماشي بإدارة دكتور جمال وهو المسؤول قدامنا لو لاقدر الله إختل توازن الأسرةوزي المثل الشعبي ما بيقولالمركب اللي ليها ريسين بټغرق
كانت تنظر إليها متعجبة حديثهافذاك الجمال لا يظهر عليه شخصية الديكتاتور مطلقا وللحق هو ليس كذالك بالظبطتحدث جمال بنبرة هادئة للتوضيح
علي فكرة يا بثينة أيسل شكلها كدة
فهمت كلامك غلط واختلط عليها الأمر
ثم استرسل موجها حديثه لزوجته وولده في مداعبة منه ل زوجة نجله
إنتوا بكلامكم خلتوها تاخد عني فكرة إني راجل ديكتاتور متحكم وصاحب الكلمة الواحدة
أردف كارم بدعابة
حبيبتي ذكية وأكيد فاهمة إن أبويا مش هيتدخل في حلة البامية اللي أمي هتعملها ويقرر يحولها لقلقاس مثلا
ضحك الجميع علي طرفته ثم تحدثت أيسل بذكاء ورثته عن ابيها
ما تقلقش يا أنكلأنا فاهمة كلام طنط كويس
وبإبتسامة ساخرة من حالها استرسلت شارحة
ما أنكرش إن في أول الكلام إختلط عليا الأمر وفهمت إن الكلمة الأولي والاخيرة لحضرتك في كل ما يخص البيت بس بعد ما بصيت لطنط ولراحة ملامحها تأكدت إن حضرتك تقصد القرارات المصيرية اللي لازم لها حسم وقوة وتفكير عميق ودراسةزي كدة قرارات الحكومة الحاسمة اللي بتتعمل لصالح الشعوب
رفع أحد حاجبيه وبات ينظر لها معجبا من طريقة تفكيرها الحكيم ثم أردف قائلا بثناء عليها
برافوا عليك يا دكتورةتفكيرك حكيم برغم صغر سنك
عقبت بإبتسامة مشرقة
ميرسي يا أنكل
أما ذاك العاشق فقد حاوط كتفها وتحدث وهو يضمها عليه باحتواء تحت خجلها الشديد
هو أنا حبيتها من شوية يا دكتور
بمشاكسة لنجلها وزوجته تحدثت بنبرة دعابية
ما تلم نفسك شوية يا ولامن ساعة ما قعدنا علي السفرة وإنت قاعد تحضن وتسبل لها ولا عامل أي حساب لوجودي أنا وأبوك
أردف قائلا بثقة
مراتيمش حضرتك لسة قايلاها بنفسك من شوية
ثم توجه بنظره إلي أيسل واستطرد وهو يتعمق بعيناها
يعني أنا ما بعملش حاجة غلطبالعكسده أنا بأكد علي اللي الشرع وصاني بيه
ضحك الجميع وتابعوا تناولهم للطعام حتي إنتهواإنتقل جمال إلي غرفته لينال قسطا من الراحة كعادته الملازمة لهوانتقلت بثينة إلي المطبخ كي تباشر العاملة التي لملمت سفرة الطعام وبدأت بجلي الصحونجاورتها وباشرت بصنع مشروبا باردا كي تقدمه لنجلها وزوجته
إنتهت ثم قامت بصب العصير داخل الكؤوس وحملتهما فوق صينية وتحركت باتجاه شرفة المنزل المتواجدة داخل البهو
كان يجاور حبيبته الوقوفتحرك سريعا بعد أن شعر بقدوم والدتهقام بحمل الصينية عنها ثم تحدث وهو يضعها فوق تلك المنضدة المستديرة المتواجدة بمنتصف الشرقة
جايبة العصير بنفسك يا ماماليه ما خلتيش عزيزة تطلعه
بهدوء أجابته
عزيزة بتغسل المواعين يا حبيبيوبعدين هو أنا هتعب لأعز منكم
تطوعت أيسل بالحديث وبرغم عدم خبرتها بأعمال المنزل إلا أنها عرضت المساعدة قائلة بنبرة جادة
أنا ممكن أساعد حضرتك في أي حاجة
شعرت بصدق عرضها وأسعدها كثيرا شعورها بالإنتماء وعرض المساعدةوضعت كفها تتلمس به وجنة أيسل بحنان ثم تحدثت بإبتسامة واسعة اظهرت استحسانها للموقف
تسلمي يا بنتيخليك مع جوزك وأنا وعزيزة قربنا نخلص أصلا
نطقت كلماتها وانسحبت إلي الداخل لتركهما بمفرديهماأمسك كأس المشروب وناولها إياه ثم أردف تحت إبتسامته
علي فكرةإنت لازم تكوني فخورة بنفسك لأن ماما حبتك قوي وده نادرا لما بيحصل
ثم استرسل شارحا قصده
ماما من الشخصيات الحذرة جدا في علاقتها مع الناس ومش سهل تحب إنسان وتقربه منهاوده حصل معاك وفي وقت قياسي كمان
نطقت بجملة يشوبها الغرور المصطنع
طب وهو أنا أي حد بردوا
ثم استطردت بتواضع جديد عليها مما أشعل داخل هذا العاشق
ده كفاية إن كارم باشا المعداوي إختارني من وسط كل بنات الدنيا علشان أكون حبيبته
تنهيدة حارة خرجت من صدره المولع وتحدث بتأكيد وهو يقترب عليها
حبيبتي ومراتي ونور عيوني وأم أولادي إن شاء الله
خجلت من نظراته الجريئة التي تتفحص جل ما بها فتحدثت بنبرة تنبيهية
خلي بالك إحنا في البلكونة
إبتسم وبالفعل إتخذ خطوتان إلي الخلف بعدما وعي علي حالهرفع كأس المشروب وارتشف منه القليل ثم تحدث بصوت مهموم
بدأت أتخنق من تحكمات سيادة العميد في علاقتنا يا أيسل
تنفست بصوت مسموع ثم أردفت في محاولة منها لمراضاته
أنا عارفة إن من حقك تزعلبس كمان لازم تعذر بابي في خوفه عليا
بنبرة صارمة قاطعها معقبا
أنا جوزك مش خطيبك علشان ېخاف عليك مني بالشكل المبالغ فيه دهمن يوم ما كتبت كتابي عليك وإنت بقيتي عرضي وسمعتك بقت تخصني أكتر ما تخصه
ثم استرسل معترضا بنبرة حادة
والمفروض إنه معاشرني من زمان وعارف مين هو كارم المعداوي ومتأكد من أخلاقي كويس
واستطرد متسائلا باعتراض
طب أمال فين الثقة اللي المفروض موجودة بينا أصلا
عقبت بنبرة هادئة كي تمتص غضبه الذي اعتراه وظهر بين فوق ملامح وجهه
يا حبيبي الموضوع مالوش أي علاقة بثقة بابي فيكدي طبيعة شخصيته بعيدا عن مدي وثوقه في أخلاقك من عدمها
تنهد بثقل وتراجعت حدته وهو يحتوي كف يدها الممسك بسور الشرفة قائلا
أنا عارف ومقدر والله
واسترسل وهو يتعمق بزرقاويتاها
بس أنا نفسي أخرج معاك لوحدنا علشان يكون لينا ذكريات نفتكرها بعدين
ثم استرسل ساخرا
يا مؤمنة ده المرتين اللي خرجناهم من يوم ما كتبنا الكتاب مرة منهم بعت معانا حمزة ومروان والمرة الثانية هو بنفسه اللي جه معانا هو ومدام مليكةوفضل كاتم علي نفسنا طول السهرة
ضحكت وتحدثت بتفاخر
بابي ده ألذ راجل
في الدنيا كلها
رفع حاجبه مستنكرا حديثها ثم أردف لائما إياها
لا واللهده الموضوع جاي علي هواك بقي يا أستاذة
ضحكة واسعة خرجت من ثغر تلك السعيدة أنارت وجهها وأسعدت قلب عاشقهاقطعت خلوتهما بثينة حيث تحدثت بإبتسامة
بابا صحي يا كارمهات أيسل وتعالي علشان تشربوا معاه القهوة في الرسيبشن
إنسحب ثلاثتهم إلي الداخل وانضموا لذاك الجالس ثم بات الجميع يتبادلون الاحاديث فيما بينهم وهم يتناولون بعض أصناف الحلوي بجانب المشروبات الباردة والساخنة أيضا
مر اليوم سريعا وقبل أن تتخطي الساعة العاشرة مساءا تحرك كارم مصطحبا جميلته واستقلا السيارة في طريقهما للعودة إلي منزل أبيها لكي
لا يستدعا ڠضب ذاك الغيور علي إبنته
بعد مرور يومان
داخل الشركة التي يعمل بها عمر المغربي
كان يتحرك داخل الرواق في طريقه إلي مكتب مدير الشركة بعد أن استدعاه كي يتحدث معه بأحد الموضوعات الهامة الخاصة بالعملوأثناء سيره وجدها تأتي عليه بالطريق المقابلإنتفض قلبه وارتبك حين إلتقت عيناه بخاصتهالم يعد يدري ما الذي يحدث
متابعة القراءة