الباشا الجزء الثاني
و بتعمل غريب علينا.
نفى يونس بسرعة
يا خبر ازاي بس دا انتي زي ماما يا طنط والله و علشان متزعليش لو ممكن اتغدا كمان شوية.
تبسمت عفاف وربتت بيدها على كتفه
ربنا يجبر بخاطرك يا بني.
ثم نظرت إلى الغرفة
نسمة جاية حالا.
ثم تركته وهو قام بإيماءة صغيرة كاد أن يفكر برسالة نسمة بالأمس التي كتبت فيها بأن يأتي إليها و تتحدث معه
حتى سمع صرير باب الغرفة ووجد على أعتابها نسمة التي ارتدت ثوب بلون القهوة طويل يغطي ساقيها بالكامل وقد كانت أكمامه طويلة حتى رسغيها وتركت لخصلاتها العنان واضعة غرة فوق جبهتها لتظهر جمال وجهها الطيب البريء ومع بسمتها أخذت لبه وقالت وهي تتجه إليه
إزيك يا يونس .
قام يونس ولم يصافحها ولكنه اكتفى بنظرته إليها الحالمة واللمسة التي كاد يفعلها ليدها ولكنه لا يسلم على الچنس اللطيف لأنه يتقي الله ويطبق شرعه و نسمة تعلم يونس جيدا جلست بمقابلته على المقعد الكبير التابع للأريكة بنقشتها ذات الورود الكبيرة وقالت وهي تضع خصلتها خلف اذنها
عامل ايه ماما بتعملك حاجة تشربها
هز يونس رأسه نفيا وهو ما زال يتأمل محياها الجميل
الحقيقة هتغدا معاكم... بس كمان شوية.
ثم رفع يده وكأنه يتشبه ب عفاف
أما عاملين شوية كشك هأكل صوابعي وراهم.
ضحكت نسمة على فعل يونس وقد شعرت أنه خفيف الظل
إنت فظيع يا يونس .
ثم هدأت سائلة إياه
يعني هتتغدا معانا
أشار إليها مصطنع الحزن
ده لو معندكيش مانع يا آنسة نسمة يعني
ضحكت نسمة بصفاء وكأنها ترى يونس لأول مرة وكم اهتز قلبه لسماعه ضحكتها التي تأخذه لمكان وردي جميل يخلو من التفكير.
ثم صمتت نسمة ونظرت إلى يونس بخجل ولاحظ يونس ترددها كما رأى هديته تزين عنقها الجميل تنهد وداعب ذقنه كعادته عندما يدلي باعتراف سألها بهدوء
إسألي يا نسمة
تعجبت نسمة وارتبكت
أسأل!!
ابتسم يونس بخفة وقرب جسده أكثر لطرف الأريكة وقرر النظر إليها مباشرة وبنبرة بدت ل نسمة أنها حنونة بها نوع من الربت وكأنه يربت على قلبها
لازم تعرفي يا نسمة إني حافظك هتستغربي متستغربيش لأن دي الحقيقة أنا حافظك و عارفك من و إنتي بضفاير في المدرسة و بتحبي آيس كريم نوعه إيه و لونك إيه المفضل. كووول حاجة عنك عارفها.
رفعت نسمة حاجبيها دهشة وقربت جسدها هي الأخرى من طرف المقعد حتى تسمعه أكثر وهو يشعرها بأنها ملكة تربعت في عرش قلبه وهي لا تدري التقطت سلسلتها التي أهداها إياها ممسكة بها بتلقائية ظهر انعكاسها بعينيه
ابتسم يونس أكثر
عارفة أنا فرحت أوي برسالتك لما بعتيلي وقلتيلي إنك عايزة تشوفيني.
قاطعته نسمة وهي تضع خصلتها البنية خلف أذنها
أيوة عايزة أشوفك أصلي كنت عايزة أحكيلك عن رامز .
قاطعها يونس وملامح وجهه قد تبدلت لبعض الجمود وبنبرته غيرة قاټلة
أرجوكي نقفل الحكاية دي أنا راضي بيكي كده و بحبك كده من غير ما تقولي أي حاجة عنه بدون ذكر أسماء يعني.
لاحت سعادة بحدقتي نسمة لقد لمست غيرة يونس في نبرته وعينيه معا.
مازحته نسمة
خلاص بلاش كلام في الموضوع ده متكلضمش بقى.
عاد يونس يبتسم من جديد وأردفت نسمة وهي تمسك سلسلتها وتشكره
السلسلة جميلة أوي ومعناها أجمل.
شعر يونس بأن الحر اشتد بفعل كلمات نسمة القليلة ألا تعلم ماذا تكون مكانتها بالنسبة إليه بل ماذا تمثل له هي الحياة بلا منازع.
قاطعه صوت نسمة وهي تتأمل شروده قائلة
يونس يلا الغدا.
قال يونس بمرح
يا سلام هو ده الكلام الكشك.
ثم هتف وهو يرى عفاف وهي تضع الأطباق على السفرة
تسلم إيدك يا طنط.
نظرت إليه بحنو
ألف هنا يا بني يلا الأكل جاهز.
ذهب يونس و نسمة إلى منضدة الطعام وتناولا أطراف الحديث شعرت نسمة براحة وانجذاب تجاه يونس وضحكت فسألها يونس وهو يتناول الطعام
بتضحكي على إيه
وسألتها عفاف
خير يا بنتي ما تضحكينا معاكي
هزت نسمة رأسها وقالت وهي ما زالت تضحك
مفيش إفتكرت حاجة.
ولكن نسمة تذكرت غيرة يونس وبمجرد ذكر رامز في الأمر جن جنونه. والأيام القادمة أجمل من سنتين عاشتهما هباء ظنت أن رامز حبها الأول والأخير ولكن بمجرد أن واتته فرصة السفر تركها وذهب بعيدا ولم يتأسف عما فعله وكأنه تخلف عن موعد عيد ميلاد وليس خطبتهما. ومع ظهور يونس في حياتها قد شعرت بسعادة تظهر تدريجيا وتتمنى ألا تزول.
دخل أسمر إلى بيته ورأسه مثل البركان بسبب ما فعلته ميرال وكان بحوذته حقيبة بها بنطاله الذي كان يرتديه بالشركة فهو يتذكر عندما غادرت ميرال وهي تسخر منه. صړخ مناديا باسمها ولكن لا إجابة ظل يجلس وحاول الاتصال بزميله أحمد إلى أن أجاب عليه في آخر الأمر وهتف أسمر به
أحمد إنزل هاتلي بنطلون حالا.
سأله أحمد بتعجب
بنطلون!!
هدر أسمر وهو يتحرك بالمقعد للأمام
تعالى المكتب عندي و إنت تعرف.
بعد فترة جاء أحمد ورأى أسمر بهذا الوضع واڼفجر ضاحكا
إيه حصلك يا بني مين عمل فيك كده
جس أسمر على أسنانه
ميرال بس والله لأربيها.
ثم أكمل وهو ينظر إلى أحمد
ها عرفت ليه عايز بنطلون أنا إتلزقت و معنديش حل إلا إني أقلع البنطلون.
ثم أشار إلى أحمد بسبابته
عارف لو سمعت إن حد عرف بالموضوع ده هعمل فيك إيه
ضحك أحمد وهو يحاول أن يكتمها
والله ما هقول المهم نحل لزقتك دي يا حلو.
ألقى أسمر بأقلام
طب غور يا أحمد بدل ما أعورك.
هبط أحمد وهو يضحك أكثر
خلاص يخربيت چنونك.
عاد أسمر إلى وضعه الحالي وهو يرى ذاك البنطال الذي يرتديه بلون أحمر قاني لأن أحمد لم يجد سوى هذا اللون وكاد أسمر أن ېقتله. أخذ أسمر الحقيبة وأخرج بنطاله الممزق المحبب إلى قلبه بنوع الجينز ونظر إليه وهو ينعيه ثم ألقاه بطول ذراعه وهو يتوعد ميرال التي كلما تذكرها وتذكر وجهها كلما فارت الډماء بعروقه
وسخريتها عندما رأته بذاك البنطال الأحمر.
حسنا يا ميرال أنت من بدأت اللعبة إذن فلتتحملي ما سأفعله بك ولا تبكي حبيبتي...فالبكاء للأطفال وأنت لست بطفلة...ولمعت بعينيه فكرة مچنونة.
دلفت سلسبيل إلى غرفتها بعد أن أخذت حمام دافئ وجلست أمام المرآة تنظر إلى ذاتها وتشعر بحماقتها أخذت الفرشاة ورفعت يدها وهي تبدأ تمشط خصلاتها الذهبية ثم تذكرت السنة الماضية كان يوم ميلاد طارق ولم تذهب إلى المشفى في هذا اليوم بل أخذته عطلة حتى تتفرغ لحبيبها وتزين البيت بالبالونات ووضعت شموع في كل مكان وعندما دلف طارق عائدا من المشفى وجد الأنوار مطفأة تماما ثم فاجأته سلسبيل منيرة ضوء خاڤت وهي مرتدية ثوب أسود بدى أنيقا عليها لأعلى ركبتيها المرمريتين ويظهر جسدها الممشوق وشعرها الذي أرسلته على كتفها الأيمن...اقتربت منه تقبله قائلة
كل سنة و إنت طيب يا حبيبي.
ابتسم طارق وقد هتف وهو ينظر لكل أرجاء المنزل المليئة بالبالونات الطائرة ثم احتواها بكفيه
كل ده عملتيه علشاني.
غمزت سلسبيل بعينيها وتسحب علبة بجانبها جالسة على أريكتها الوثيرة
مش بس كده يا روقتي تعالى شوف.
جلس طارق بجانبها وهو ينظر بفضول إلى العلبة الأنيقة
إيه ده يا بيلا
أعطته سلسبيل إياه
كل سنة و إنت طيب يا حبيبي أنا.
أخذها طارق وقال ممازحا وهو يفح العلبة
قولتيلي الجملة دي كتير يا بيلا أنا كده.
ثم قطع جملته