قصه عبره
من يصلح الملح إذا الملح فسد
بإحدى قبائل العرب، كان هناك رجلا أسرت قلبه فتاة من قبيلته أيضا ضړب بجمالها المثل، وكانت حديث الجميع بسبب أخلاقها الحسنة وتحليها بالدين والأدب ومعرفتها بجل شئون دينها الحنيف؛ وشاء خالقه وجعلها زوجة وقرة عين له، وبعد مضي عام واحد على زواجهما تشاجر الرجل مع ابن عمه، وكانت نتيجة شجارهما العڼيف أن فارق ابن عمه الحياة على يده، فأخذ زوجته ورحلا بعيدا عن الديرة اقتداءاً بعرف القبائل البدوية؛ وانتهت بهما رحلة الرحيل عن الديار إلى قبيلة أخرى، عاشا فيها سعداء.
قالت: “حياك يا شيخنا، ولكن ماذا تريد بمثل هذا الوقت المتأخر من الليل، وتخترق حرمة المنزل وأنت على دراية بعدم وجود صاحبه؟!”
أجابها قائلا: “منذ أن رأيتكِ وقد سحرتني بجمالك، وصراحة قصدت أن أبعد زوجكِ عنكِ حتى أنال فرصة القرب منكِ ووصالكِ يا من ملكتِ علي قلبي بحسنكِ ووسامتكِ”.
ردت عليه قائلة: “إنني أتفق معك ولك كل ما تريد بشرط واحد يا شيخ العرب”.
أجابها: “لكِ ما تريدين، وكل ما تتمنين وتأمرين به مجاب لكِ في الحال”.
قالت: “عندي لغز وحيد وأريد منكِ الإجابة عليه، فإن حللته أكن لكِ كما تريد”.
الشيخ: “وما اللغز يا جميلتي؟”
المرأة: “نضع الملح على اللحم حتى لا يجيف ويفسد، ولكن من يصلح الملح إذا الملح فسد؟!”
الشيخ: “أمهليني هذه الليلة وسآتيكِ ليلة غد بالحل وستفين بوعدكِ لي فتكونين لي كما أريد”.