قصه مشوقه

موقع أيام نيوز

 


تراخت يداه ونظر إليهما بهدوء وقال بل أنتما الأحمقان ! إنني سأحصل الكما على الماء تنتفع به ولا نضر غيرنا فأنا كلما صعدت إلى ظهر السفينة أحس بالتعب ويزعجني بعض ركابها بنظراتهم وكلماتهم الهازئة وأنتما لم تعانيا ما أعاني كل يوم وأنا منذ الآن لن أصعد إلا مرة واحدة كل ثلاثة أيام وسيكون الكل واحد منكما يوم يجلب فيه الماء.. أو تتركاني أفعل ما أريد .. قال أحدهما للآخر لنتركه يفعل ما يريد وإلا فسنضطر للصعود ثم قال له امض في عملك واجعل الثقب صغيرة.
كان قائد السفينة يتفقد أعمال رجاله ليتأكد بنفسه من أن كل شيء على أحسن وجه وعندما اقترب من السلم الذي يؤدي إلى الأسفل سمع صوت مطرقة يتوالي بانتظام فنزل مسرعا ليري المشهد الخفي فانقض كأنه النسر وامسك بالمطرقة وصاح ويحك ماذا تفعل انك تعرضنا جميعا للمۏت والڠرق ! توقف اصغرهم مندهشا ونظر الآخران في استغراب وقالا ولكنه لا يقعل شيئا يؤذي الآخرين ايها القائد إنك ومنذ ان ركبنا معك لا توافقنا علي شئ فليتنا كنا نملك مالا ندفعه لك لنصبح كالآخرين .

نظر القائد الي مكان الثقب وحمد لله أنه لم يفتح بعد فأحس وكأن صخرة انزاحت عن صدره وقال بصوت منخفض غفر الله لكم لقد كدتم تقودوننا جميعا الي الهلاك قالوا كيف قال لو انني تركت صاحبكم يفعل كما تركتموه لثقب جسم السفينة قال احدهم وماذا يضر هذا الثقب وهو سيكون صغيرا قال الآخر الهذا الحد تخاف من ثقب صغير في سفينتك قال القائد نعم لأن هذا الثقب سيكبر ويكبر وسيتدفق الماء منه شيئا فشيئا حتي يغمر اسفل السفينة ولن نكون عند ذلك قادرين علي فعل شئ ننقذ به انفسنا ومن معنا لأن حمولة السفينة ستصبح اكبر من قدرتها وعند ذلك تحدث المأساة وتهوي بنا الي قعر البحر .
انتبه الثلاثة جيدا إلى كلام القائد واعتذروا عما بدر منهم ورجوه أن يقبل اعتذارهم ومضت السفينة بأمان قال الجد في حياتنا.. يا أبنائي.. كثيرون يثقبون الثقوب في سفينة
المجتمع ! وكل عمل فيه ضرر وفيه شړ وفيه منكر هو ذلك الثقب. فإذا انتبه الناس إلى ما يفعل هؤلاء نجوا جميعا وإذا تركوهم غرقوا كلهم وحلت المصېبة بالجميع

 

تم نسخ الرابط