روايه حمزه لكاتبتها ميمي عوالي
المحتويات
لما مشيت بهدومى كنت ناوية اقطع كل الخيوط فاكر لما كنا بنهزر وانت مضيتلى على ورقة بيضا وقلتلى حقك اهوه
عادل بشرود كنت عاوزك تستغلي الورقة دى فى وقتها عشان تقفى لها و تجيبى حقك منها من غير مانا اللى ابقى فى الصورة بس انتى مافهمتيش
حياة طب اقوللك بقى على المفاجأة .. انا فهمت يا استاذ عادل بس مارضيتش اتكلم وقتها ووانا بلم هدومى عترت فيها رغم انى كنت نسيتها خالص بس تعرف انا عملت بيها ايه
لأ .. انا عاوزاك تروح وتتعالج وتعيش حياتك وتتجوز وتخلف فى والدتك وتنسانى تماما وانا احتسبت حقى عند ربنا وهيجيلى .. اجلا او عاجلا من غير تدخل اى بنى آدم ..حقى هيجيلى
لينهض عادل بثقل شديد وهو لايستطيع رفع عينيه اليها واتجه الى الباب ثم توقف قبل الخروج بخطوة واحدة وقال وهو يعطيهم ظهره حاضر ياحياة . اوعدك ان ماحدش هيضايقك ابدا تانى من ناحيتى بس ياريت تسامحينى .. لانه ماكانش بايدى ثم اكمل طريقه الى الخارح
فى حين ظلت حياة تتابع ظله حتى اختفى تماما لتفاجئ بحمزة يسحبها بين ذراعيه قائلا ده انتى طلعتى جامدة وانا ماعرفش لتظل حياة على حالها من الجمود ليكمل حمزة بعبث حتى بخرجها مما هى فيه بس انتى كنتى فعلا تقصدى اللى قلتيه واللا كان كلام فض مجالس وخلاص
حمزة لما قلتيله . انا دلوقتى زوجة لراجل بيحبنى وبيقدرنى ولا يمكن اتنازل عنه ابدا
لتحنى رأسها وهى تهمس نص الجملة حقيقى ونصها تمنى
حمزة بفضول وياترى انهى فيهم اللى كده وانهى اللى كده
حياة بخجل النص اللى بيقول انى لا يمكن اتنازل عنك ابدا هو ده النص الحقيقى
حمزة بسعادة بجد ياحياة .. بتقصدى الكلام ده من قلبك
طبعا حمزة ده كنز لاى واحدة ست مابالك انتى
ليلتفتوا ليجدوا نورا تقف بالباب ترتدى مالا يستر كعادتها التى ينفر منها حمزة
حمزة ببعض الڠضب نورا .انتى ايه اللى جابك
نورا بقى دى برضة طريقة تقابلنى بيها ياميزو
ليتجه
اليها حمزة وهو يأمرها بالدخول ويقوم بغلق الباب على ثلاثتهم ويوجه حديثه الى نورا پغضب ايه المنظر الژبالة اللى انتى جاية بيه ده انا مش منبه عليكى الف مرة انى مابحبش المناظر دى
لتشعر حياة بالغيرة ولكنها تنهر نفسها وتأمرها بالتماسك فيكفى حمزة ماحدث اليوم ولكنها لم تستطيع السيطرة على احمرار وجنتيها وتجهم وجهها
فابتسم بخبث وهو ينظر اليها قائلا طبيعى مش هبطل غيرة انتى بنت عمتى . بعنى لحمى
ليزيد ڠضب حياة فتتجه الى الباب قائلة عن اذنكم انا عندى شغل
ليدركها حمزة وبمسكها من كف يدها لأ استنى عاوزك . ثم نظر الى نورا بحزم قائلا خلصى يانورا انا مش فاضى ..جاية ليه
لولا ان نهرها حمزة فتراجعت وقالت انا بس الفيزا بتاعتى فاضية وكنت عاوزة اشترى شوية حاجات
ليخرج حمزة هاتفه ليهاتف خالد ويسأله عن رقية فأجابه انها غيرت رأيها فى المجئ وظلت بالمنزل
حمزة طب انا هبعتلك نورا دلوقتى هى فى مكتبى ...خلى الحسابات تحطلها فلوس فى الفيزا بتاعتها ماشى .. بس وهى فى مكتبك ياخالد فاهمنى طبعا . ماشى سلام
ثم الټفت الى نورا قائلا طبعا سمعتى . اتفضلى
نورا بنفور بس انا مابحبش اتعامل مع خالد ده ماتسيبنى اروح الحسابات واتعامل
حمزة عاوزة فلوس تروحى لخالد مش عاوزة يبقى تروحى على البيت ...مفهوم
لتخرج غاضبة دون كلمة واحدة
ليتجه حمزة الى الباب ويغلقه ورائها ليعود بنظرة ماكرة الى حياة التى لازال الڠضب يرتسم على ملامحها
حمزة وهو يرفع راسها اليه الجميل غيران واللا ايه
لتمتعض حياة ليرتسم الذى بات يعشقه و ينتظره حمزة لينخفض برأسه بروية متمنيا ان
حتىا ولكنه باحكام قائلا بقى نص الجملة اللى بيقول انك لا يمكن تتنازلى عنى ابدا هو ده النص الحقيقى لتومئ برأسها ايجابا .. ليكمل والنص بتاع انك دلوقتى زوجة لراجل بيحبك وبيقدرك .. تمنى .. لتعود وتومئ برأسها مرة اخرى ايجابا ليعاود حديثه يبقى كده الجملة كلها حقيقة لكن فى فرق كبير ياحياة بين انى اكون بحبك وانى اكون بعشقك انا بعشقك ياحياة من زمان اوى اوعدك اننا لما نسافر هحكيلك على كل حاجة بالتفصيل بس انا حاسس انك النهاردة تعبتى اوى الاحداث كانت كتير اوى عليكى تحبى تروحى تستريحى
حياة بخجل لا هكمل ونبقى نروح مع بعض
ويتركها لتكمل عملها ويذهب هو الاخر لمراجعة ما امامه من اعمال
مساءا فى فيللا حمزة ..يدخل حمزة بصحبة حياة التى يبدو عليها الارهاق الشديد ليلقوا تحية المساء على رقية وثريا التى ترد التحية بعجرفة وقلة اهتمام
اما رقية تسألها عن سبب شحوبها لتبرر لها حياة بان اليوم كان ملئ بالعمل
رقية طب ياللا ياحلوين ..اطلعوا خدوا شاور وغيروا وعلى ماتنزلوا هيكون العشا جاهز
حياة ياريت لو تعذرينى انا يارقية انا مرهقة اوى وعاوزة انام
حمزة وهو يأخذ حياة تحت جناحه معلش ياروكا ياريت لو تخلى عزة تجيبلنا العشا فوق احسن فعلا اليوم كان طويل اوى النهاردة وانا كمان مش هقدر انزل تانى
رقية وهى تضع كفوف يديها من عيونى بس انتو كويسين بجد
حمزة وهو زى الفل ياحبيبتى وابقى تعاليلى عشان عاوزك
رقية وهى تتجه للمطبخ عيونى ياميزو
لتذهب حياة الى الاعلى فى حين يلتفت حمزة الى عمته يسألها عن نورا
ثريا دون اهتمام مش عارفة يمكن مع صحابها
ليقول حمزة بعصبية يمكن ! يعنى ايه يمكن دى ! يعنى انتى قاعدة هنا ولا على بالك بنتك فين واللا مع مين واللا بتعمل ايه
ثريا بعجرفة بلاش شغل البيئة اللى اتعلمته جديد ده وبلاش شغل جهل
حمزة باستهزاء بيئة .. وجهل مع بعض .. طب بصى ياعمتى ...انتم هنا فى بيت زيدان القلعاوى ومترحب بيكم فى اى وقت لكن طول ما انتم هنا فالبيت ده له اصول وانا مش هسمح لحد انه يتخطاها ولو فى اى وقت سألتك عليها ولقيتك ماتعرفيش مكانها او قلتيلى على مكان وطلعت فى غيره هيبقى ليا تصرف مش هيعجبكم
لتنهض ثريا وما ان همت بالحديث وهى غاضبة الا ولمحت ظل حياة تقف فى الاعلى تسمع لما يقولون لتبتسم بخبث قائلة بهدوؤ ياحبيبى مش معنى انها اختارت حياتها بعيد عنك مرة انك تفضل تعاقبها العمر كله انسى بقى ياحمزة وانتبه لحياتك ومراتك
حمزة بعدم فهم مش فاهم انتى تقصدى ايه
لتضحك ثريا قائلة ولا حاجة ياحبيبى ماتزعلش انت بس نفسك وانا هنبه عليها تسمع كلامك من هنا ورايح
حمزة وهو يلتفت ليتجه الى الاعلى اتمنى ياعمتى . عن اذنك
ثريا بسعادة ماكرة اتفضل ياحبيبى .
خد راحتك
يدلف حمزة الى غرفته ليجد حياة لازالت كما هى بملابسها جالسة على الفراش وذهنها شارد فى مكان آخر
حمزة اللاه . انتى لسه بهدومك ده
انا قلت هلاقيكى خلصتى شاور
حياة باضطراب ها . ااه اه انا هقوم اهوه بس كنت بفصل شوية
حمزة طب ياللا رقية زمانها مطلعالنا الاكل
حياة وهى تتجه الى الحمام حاضر . حالا
وبعد انتهاءهم تأتى رقية بالطعام بمساعدة عزة لتضعة فى الغرفة الخارجية وهى تناديهم ليخرجوا لها ويجلسون بجانبها على الوسائد ارضا وهى تناول كل منهم طبقا به بعض الشطائر وهى تقول لهم انا قلت طالما انتو مرهقين اوى كده يبقى شوية سندوتشات وعسل اوى على كده
حياة بامتنان الله لا يحرمنى من دماغك الالماظ دى
حمزة طب بقوللك ايه يا بحر المفهومية .. انتى مش اتفقتى معايا انك هتحصلينا الصبح ماجيتيش ليه
رقية وهى تنظر اليه بتردد وتقول بخفوت حتى لا يستمع اليهم احد بصراحة حصل حاجة خلتنى اقرر انى ما اتتعتعش من الفيلا طول ما انت برة
حمزة هو الاخر هامسا بفضول خير
رقية بهمس بعد مامشيتوا عاصفة الصحراء وهيروشيما حطوا دماغهم فى دماغ بعض وسمعت طراطيش كلام ان نورا هتعمل شوية حركات عشان حياة تغير عليك بس بصراحة مش ده اللى خوفنى .. اللى خوفنى ان سمعت عمتك بتتكلم فى التليفون مع حد عن حاجة عاوزين يوصلولها عندك .بس ماقدرتش اعرف ايه الحاجة دى بس كانت بتقول له ان لازم ياخدوا امضتك على ورق هما محتاجينه وكمان.
وعندما طال ترددها وهى تدير البصر بينهم قال حمزة ماتخلصى يابنتى قالت ايه
رقية بحزن انها لازم تمنع حياة انها تجيبلك عيل يكوش على كل حاجة
لټنفجر حياة ضاحكة فى حين تنظر لها رقية باستغراب بينما كان ينظر اليها حمزة پألم شديد وقد استنبط سر صحكاتها
رقية بغيظ بقى عاوزين يمنعوكى من الخلفة وانتى بتضحكى
لتحاول حياة السيطرة على ضحكاتها وهى تجفف دموعها التى انحدرت وقالت معلش يارقية سامحينى اصل شړ البلية مايضحك ثم نهضت وهى تقول انا شبعت الحمدلله تعبتك ياروكا تسلميلى بس هستأذنكم احسن حاسة انى ھموت وانام ...بعد اذنكم
كان حمزة قد توقف عن الطعام وهو يراقبها وهى تغادر مجلسهم وتتجه الى غرفة النوم ثم نظر الى رقية محذرا اياها من ثريا وابنتها وطلب منها الانتباه جيدا لكل ما يدور واستاذنها ليتجه للنوم هو الاخر
وعندما دلف الى حجرته تفاجأ مما رآه
الفصل الثالث عشر
دلف حمزة الى غرفة النوم بهدوؤ ففوجئ بحياة ساجدة تدعو الله فى نشيج وهمس لا يسمع تفاصيله ولكنه ميز اسمه بوضوح من بين همسها وكان يتمنى لو يميز دعائها .. ولكنه ذهب لبجلس على اريكته بهدوؤ ينتظرها حتى تفرغ من صلاتها
وذهب بتفكيره الى سبب بكائها وجرحها الذى فتئته رقية دون قصد وكم كان المه وقت سماع ضحكاتها التى كان يعلم مرارة انعكاسها بقلبها كم تمنى ان يزيل صدأ مرارتها من قلبها انه لا يعلم ماذا كانت تدعو عندما سمع صدى اسمه من بين همسها ولكنه ظل يدعو الله ان يزيل المها وهمها وان يمسح على قلبها
تنبه اليها وهى تلملم سجادتها وتنهض شبه مترنحة من طول سجودها فوقف مسرعا كى يسندها
ولكنه وجدها قد تماسكت والتفتت اليه وهى تبتسم قائلة معلش سامحنى سبقتك وصليت
متابعة القراءة