هوس الجزء الرابع
المحتويات
الفصل السادس عشر
بعد أسبوعين ...... في جناح فريد في القصر لو كنت حبقى قطة حلوة كنت اكيد هختار سيامي
لو كنت حي إسكندراني كنت حبقى أكيد ميامي....تيرا را رارا.....داه أكيد اللي بيقوله عليه تلوث
سمعي.. أغاني هبلة و مقرفة داه انا الهبلة عشان بسمع اغاني من أصله....أستغفر الله العظيم يارب...
و اشوفها حتطلع إزاي في فستان الفرح ....لم يكن هذا سوى صوت غناء أروى و من غيرها مچنونة القصر التي لا يتوقف لسانها عن الغناء و الثرثرة حتى عندما تكون بمفردها...كانت تقف على طاولة الزينة تعدل حجابها و ماكياجها
إستعدادا للحفل....حفل زفاف سيف و سيلين... نعم و اخيرا و بعد مناقشات و إجتماعات طويلة
و إقتصادية ووو إستطاعت الفتيات اخيرا إقناع سيلين بالموافقة على زواجها من سيف لكن
نستطيع أن نقول ان أروى هي من كان لها التأثير الاقوى فهي ظلت تزن عليها ليلا نهارا بأنها إن لم تتزوج سيف فجدها سيرغمها على الزواج من آدم..لذلك وجدت سيلين أن الحل الأفضل هو القبول....خاصة بعد تحسن حالة والدتها و خروجها من المستشفى و إقامتها في فيلة سيف...و في اليوم التالي لم يتردد سيف في الاعلان عن خبر زواجه في جميع الصحف و المجلات و مواقع
ليرتدي بدلته التي إختارتها له أروى خصيصا لحفل الزفاف من احد المحلات الفخمة....هذا صحيح فقد تحسنت علاقتهم كثيرا و تقربا
من بعضهما بعد حواره مع سيف ليقرر فريد بكل جهده تحسين معاملته لها رغم جنون اروى الذي يدفعه دائما للتهور معها...توقف عن السير و هو يسمعها تقول كونسيلربرايمر برونزر بلاش....ممم فين قلم
منهم ضايع منها و مش لاقياه .إقترب نحوها حتى أطل على طاولة التسريحة
من فوق كتفها قائلا بسخرية هما فين أروى بعدم فهم هما مينفريد و هو يبحث بعينيه العفاريت أروى بخضة بسم الله الرحمن الرحيم عفاريت
دول سيلر و برونزر...هما فين
أروى ها قصدك دول...و هي تشير نحو
أدوات التجميل أمامها...أمسك فريد بأحد علب الكريم بطرف إصبعيه
قائلا يعني علب الألوان و العجائن دي
بقى إسمهم كدهأمسكت أروى العلبة من يديه لتضع القليل
منها على ظهر يدها إستعدادا لإستعماله
أيوا و داه إسمه فاوندايش... يلا بقى
روح كمل لبسك عشان بصراحة وجودك
بيلخبطني....و مش مخليني اركز و ممكن احشر قلم الايلاينر في عيني و اټعور و ماروحشا الحفل و حضرتك حتضطر تاخذني للدكتور و ياعالم بقى يمكن....
قاطعها فريد بصړاخ و هو يضع يده على
فمها لتتوقف عن الحديث
بااااااس إيه داه.... بالعة راديو كل داه عشان قلم كحل...أزاحها قليلا عن التسريحة ليجذب أول درج
مضيفا هو فين قلم الكحل داه اللي هيعمل كل المشاكل
دي... يانهار أسود..إتسعت عيناه بدهشة و هو ينظر لاروى التي
كانت تبتسم ببلاهة
إيه كل الأقلام و الألوان دي... شغالة في مرسم...حول بصره مرة أخرى و هو يتفرس أقلام و علب ضلال العيون التي كانت تملأ الدرج باستغراب و هو يضيف و حضرتك ناويةتحطي الحاجات دي على وشك....أومأت له أروى ببلاهة و هي ترفع إصبعها
قليلا
هاتفة بصوت متوسل شوية صغننين قد كده.....فريد و هو يدعي التفكير قبل أن تنقلب
سحنته للجدية مممم شوية صغننين...
ماشي انا داخل دلوقتي عشان اغير هدومي و راجعلك و خليني بس ألمح خط ملون على
وشك...حتشوفي انا هعمل فيكي إيهوجه لها فريد نظرة ټهديد قبل أن يشق
طريقه متجها نحو غرفة الملابس ليغيب
داخلها بينما بقيت أروى متصنمة مكانها
و هي تتمتم يعني إيه ما حطش حاجة
على وشي...داه فرح مينفعش أخرج بالمنظر
داه...نظرت لوجهها في المرآة و هي تضيف شكلي زي العيانين...داه انا شفت وشي في المراية تخضيت و الباشا عاوزني أخرج كده قدام الناس...
لالا الحوار داه انا شفته قبل كده... أكسوزمي بقى انا طوطللي مبحبش كده آه حوار متحطيش
ميكاب و برفيوم أغبى فقرة في الروايات اللي كنت بتنيل على عيني و بقرأها و سايبة مذاكرتي
... دي الواحدة مننا يا عيني بتبقى دافعة ډم قلبها في شوية الإختراعات دي عشان في الاخر اروح ووشي فاضي... لا يمكن وسعوا كده....
أبدأ بإيه...أبدأ بإيه و الله و ضحكتلك الدنيا يا ريري و بقيتي تستعملي ميكاب أوريجين ....رفعت أحد اقلام أحمر الشفاه بين اصابعها
و هي تضيف أهو دا هدى بيوتي الأصلي مش زي اللي عند أم سعيد... الولية القرشانة كانت بتبيعه ب عشرين جنيه قال إيه داه غالي
عشان اصلي... جتها نيلة داه كانت ريحته عاملة زي زيت العربيات دي لو سمعتها هدى بيوتي
كانت حترفع عليها قضية... يلا اهي ايام فقر و راحت
لحالها ربنا ما يرجعها...يلا يا مواهبي المدفونةإستيقظي فقد حان وقت العمل....طفقت تضع من مساحيق التجميل على وجهها
التي أضافت جمالا على ملامحها الفاتنة و خاصة عينيها الشبيهة بأعين الغزلان.....كانت منغمسة في وضع آخر لمسة من احمر الشفاه
عندما خرج فريد من غرفة الملابس...إستدارت
نحوه ليتصنم كل منهما في مكانه إعجابا
بالاخر فريد كان في منتهى الروعة و الوسامة بهذه
الحلة السوداء الفاخرة التي أبرزت بوضوح
ضخامة جسده و كتفيه العريضين...
أما أروى فكانت ترتدي فستان للمحجبات
من إختيار فريد الذي أصر على أن ترتديه
دون إعتراض ...إبتسمت أروى تلقائيا لرؤيته ثم تقدمت نحوه
لتقف على أطراف أصابع قدميها حتى
تصل لطوله رغم إرتدائها لكعب عال...لتعدل ربطة
عنقه ذات اللون المطابق للون فستانها....كانت ستتراجع للخلف بينما تأرجحت قدميها في الهواء لتغمض أروى عينيها بخجل هاتفة بتلعثم نزلني....أما فريد فكان في عالم آخر حتى أنه لم يستمع
لما قالته لم يلفت إنتباهه سوى حركة شفتيهاو هي تتحدث....
ملامح وجهها الفاتن التي زينته مساحيق التجميل
...فتحت أروى عينيها بفزع لترمش بأهدابها
عدة مرات باقتضاب
منها...لا يغرنكم لسانها الطويل و شخصيتها الجريئة كل هذا يختفي حالما تتعرض لموقف
حقيقي كهذا.....همست و هي تكتم أنفاسها ت.. تعاقبني...إيه
اقصد ليهحرك ذراعه لتلتف حول خصرها كاملا قبل
حركته جعلت دقات قلبها تصرخ معلنة
تمردها داخل قفصها الصدري...الا تكفي
رائحة عطره التي تكاد تذهب عقلها...
لمساته التي أصبحت أكثر جرأة في الآونة الأخيرة... نظراته المختلفة نحوها....هذا كثير جدا ليستطيع عقلها الصغير تحمله هل من المعقول ان رجلا يمتلك كل صفات الرجولة و الهيبة.... رجل مثل فريد عزالدين حلم آلاف الفتيات مال و جاه
و عز كما يقولون بالإضافة إلى مركزه ووسامته المفرطة التي تجعلها دون شعور منها تتأمله
لساعات و هو نائم بجانبها....افافت من شرودها و هي تلاحظ رأسه الذي
مال نحوها و يده التي تغير مكانها خلف رأسها لتتفاجئ به
متمهلة و كأن أمامه وقت العالم كله.....
إزداد خفقان قلبها و بدأ جسدها يرتخي
حاسة بإيهأخفضت وجهها دون أن تجيبه لتتعالى ضحكاته
مكسوفة ليه... دي حتى مش اول مرة .هتف بصوت أجش و هو يرفع وجهها
المحمر مركزا تلطختا بأحمر شفاهها كانت في غاية الجمال و الروعة جعلته
يفكر في نسيان امر الزفاف و تجربة امر أراده بشدة منذ ايام.
من أولى أهمياته لكنه في النهاية رجل و هي حلاله... أنثى رقيقة و جميلة ذات روح مرحة استطاعت خلال أيام قليلة إرجاع البسمةلشفاهه بعد سنوات من الوحدة و الحزن....تململت بين ذراعيه و هي تحاول لف يدها
إلى وراء ظهرها حتى تبعد ذراعه عنها... توقفت عندما قاطع ما تفعله قائلا
مش حسيبك غير لما تجاوبي....رمشت باضطراب و هي تحاول إيجاد
إجابة معقولة على سؤاله الغريب مش عارفة.. الدنيا كانت بتلف بيا محسيتش بحاجة...نطقت كلماتها دفعة واحدة و هي تتنفس بقوة
من شدة إحراجها...تمتمت بصوت خاڤت ظنت انه لن يسمعها
حاسة إني شوية و حسيح...يارب يسيبني....فريد بضحك و هو يتركها ماشي حسيبك دلوقتي بس حنكمل
كلامنا بعد مانرجع من الحفلة....اومأت له و هو تسرع نحو التسريحة لتأخذ
منديلا تجفف به يديها و جبينها المتعرق و هي تحاول بكل جهدها السيطرة على جسدها المرتجف....لكن لن يكون فريد من يرحمها تقدم نحوها و قد إرتسمت على شفتيه إبتسامة متسلية
التسريحة....مد يده ليجلب منديلا مبللا ثم لفها نحوه من
جديد..مرر أصبعه على شفتيها قائلا بصوته الاجش إنت مش قلنا منحطش من الحاجات دي مصرة تعانديني .نفت أروى برأسها و هي ترفع عينيها نحوه
ببطئ قائلة أنا مش قصدي بس داه فرح وأنا أول مرة أخرج
من يوم ماجيت هنا فحبيت....قاطعها فريد بهمس و هو يمسح أطراف
شفتيها بإصبعه ششش أنا عارف إنك عنيدة و دي أكثر حاجة بكرهها في حياتي إن حد يعاندني أو يعصي كلامي....توقف عن الحديث عندما شاهد لمعة عينيهاالتي توشك على الانفجار بكاء فهي رغم شقاوتها ووعنادها لكنه يعلم جيدا أنها تخشاه
و ترتجف خوفا و كيف لا تخافه و هي لم ترى منه سوى قسۏة قلبه الأسود....نطقت بصعوبة و هي تمنع نفسها عن البكاء
الان و الله مش قصدي أعاند بس عشان
فرح....إلتفتت قليلا و هي تشير نحو أدوات الزينة مضيفة و كمان دول حيبوزوا لو
مستخدمتهمش...دول غاليين على فكرة
و الله طنط سناء جايباهملي من برا...آمبورتي
يعني....منع فريد نفسه بصعوبة عن الانفجار ضحكا
الان..بسبب مجنونته التي لن تتخلى عن
چنونها حتى في لحظات خۏفها.....
أعاد كلمتها مرة أخرى بنبرة مستغربة مما تعنيه آمبورتيأومأت له و هي تكمل بتفسير ااه و الله
من باريس.... هو يحرك رأسه بيأس
قبل أن يهتف و هو يقاوم رغبته في الضحك قصدك importé تمام يلا إلبسي حجابك و خففي شوية من الروج اللي إنت حطاه
و يلا خلينا ننزل...سار مبتعدا عنها نحو المرآة الأخرى المعلقة
قرب باب الجناح ليعدل من مظهره مرة اخيرة تاركا العنان لضحكاته التي كتمها طويلا و هو يردد كلمة آمبورتي بحرف ال b ...أما أروى فقد إلتفتت نحو المرآة مرة أخرى
لتعدل ماكياجها الذي أفسده ثم ترتدي حجابهاو هي لا تتوقف عن التمتمة اوووف يعني
حبكت يقل أدبه دلوقتي...رمشت بعينيها
مدعية الخجل و هي تكمل يا لهوي داه باسنبيج أحييييه بس يا رب ميرجعش عم هولاكو ثاني.... .إنتفظت على صوته و هو يناديها يلا يا أروى
قبل أن تسير نحو فريد الذي كان ينتظرها عند
الباب...في أحد أفخم الفنادق في القاهرة...كانت سيلين تجلس في غرفتها المخصصة لها
في الفندق و معها إنجي و ثلاث فتيات
احضرهن سيف من أحد أشهر البيوتي سانتر في المدينة ليساعدوها في تجهيز نفسها
للحفل...تأففت بضيق للمرة الخمسون بسبب توترها و مازاد الطين بلة هو أن الأتلييه الذي
إختاروا منه فستان الزفاف إرتكب خطأ كبيرا
و أرسل فستانا آخر
لم يعجبها و الذي زاد من توترها
متابعة القراءة