هوس الجزء الرابع

موقع أيام نيوز


قلبه ألهذه الدرجة هي غبية كل ما تفكر به هو الرحيل...الهروب.... الإبتعاد عنه....و بعد كل ما فعله لها و من أجلها...كلما تحدثت يكون كلامها حول السفر و العودة إلى تلك البلاد الكئيبة...يجب أن يجد حلا سريعا 
يجعلها تنسى هذه الأفكار...سيحرص أولا على إتلاف زواج سفرها و جميع أوراقها الشخصية إن لزم الأمر فمكانها هنا بجانبه...

ألم تخبره أنها قدم 
لها الكثير حسنا الان يريد مكافأته.. يريد ثمنا لخدماته...إستشعر سكونها الغريب ليعلم أنه قد نجح في إخافتها لكنه لم يعد يهتم....غمغم دون أن يرفع نظره نحوها متحاشيا رؤيتها دماغي مصدعة مش عاوز دوشة لحد ما نوصل...اومأت له بتفهم تريد بأقصى الوصول إلى 
الفيلا حتى ترتمي بين أحضان والدتها الدافئة تريد أن نزيل عن كتفيها ما عانته من ضغط طوال أسبوعين كاملين....لم تكن تريد أي شيئ مما حدث...
زواج مدبر من رجل غريب لا تعلم 
عنه شيئا سوى انه يمتلك أموالا طائلة و فيلات و قصور و هدايا خيالية يغدقها بها كل يوم...وسامة فائقة و إبتسامة ساحرة و حنان بلا حدود لكن.....توقفت عند النقطة ككل مرة تعجز عن تفسير 
تصرفاته و لمساته التي تتجاوز الحدود أحيانا بإحتضانه و تقبيله لها من جبينها او خديها بمناسبة أو بدونها رغم 
أنها لم ترى أبدا في عينيه نظرات شهوة او خبث كل ما كانت تجده هو الدفئ و الحمايةو الأمان فقط...
تنهدت من شدة الصداع الذي ألم برأسها من كثرة التعب و التفكير...حتى انها لم تنتبه للسيارة التي توقفت و لا ليد سيف الممدودة نحوها ليساعدها على النزول...في إحدى المستشفيات الخاصة.....على أحد الأسرة البيضاء كانت يارا ممدة على ظهرها تنظر لسقف الغرفة هذا حالها منذ 
ثلاثة أيام... بعد أن أفاقت من غيبوبة دامت أكثر من عشرة أيام لتجد ذراعها اليسرى محاطة بجبيرة 
من الجبس و اوجاع قاټلة في كامل باقي جسدها لدرجة أنها لا تستطيع النوم دون مسكنات.... ذلك الحقېر إحتجزها في هذه الغرفة و لم يسمح لها سوى بالاتصال مرتين بعائلتها تطمئنهم أنها مع أصدقائها في إحدى البلدان الأفريقية للقيام 
بسفاري....لم تستغرب عندما إكتشفت أن عائلتها على علم بسفرها و أن مروى كانت تراسلهم من هاتفها حتى لا يشكوا في غيابها..سقطت دموعها على وجنتيها بغزارة كلما تذكرت فشلها في الإفلات من ذلك الشيطان و ماتعرضت له من ذل و إهانة على يديه.... كلما حاولت الهروب تجد نفسها تعود لنقطة 
الصفر كفراشة وقعت فريسة في شبكة عنكبوت كلما تحركت لټقاومه إلتفت حولها اكثر...تأوهت بعجز و هي تحاول تحريك جسدها للأعلى حتى تستقيم لتتفاجئ بدخول مروىتساعدها بلهفة قائلة ليه تتعبي نفسك كنتي إستنيتيني انا مكنتش هتأخر عليكي .يارا و هي تستند عليها تعبت من النومة 
على ظهري فقلت اقعد شوية بس ااااه 
رجلي مش قادرة أحركها .اخفت مروى نظرات الحزن تجاهها لتهتف 
بقلة حيلة و هي تساعدها على التجلس 
معلش يا حبيبتي... يومين كده و هتبقى زي الفل إن شاء الله.. إحنا كنا فين و بقينا فين .إنحنت لتحضر كيسا كانت قد رمته منذ قليل لتضعه على حافة السرير و هي تردف بحماس محاولة التخفيف عنها بصي جبتلك إيه....شوكولاطة نوعكالمفضل ياااه دي طلعت غالية اوي وكمان مش موجودة كثير انا لفيت كذا محل لحد ما لقيتها.. .يارا و هي تمسح وجنتيها الشاحبتين بكلتا 
يديها مكانش في داعي تتعبي نفسك...انا خلاص معدتش عاوزة حاجة من الدنيا دي غير إني اموت و ارتاح .شهقت مروى و هي تربت على ذراعها قائلةبأسى متقوليش كده يا يارا...إنت لسه العمر قدامك و الحياة مستناكي عشان تعيشيها...صدقيني 
مفيش حاجة تفضل على حالها...هييجي 
يوم و ربنا ينجيكي من الکابوس داه...بس إنت اصبري انا عارفة إني آخر واحدة ممكن تسمعي منها الكلام أو يحقلها تدي نصايح لكن للأسف أنا زيك بالضبط... ظروفنا هي بس اللي بتختلف...انا خنتك و غدرت بيكي لما وثقتي بيا انا حازم بس
والله العظيم كان ڠصب عني كنت فاكرة إنك عشان غنية و عيلتك عندها نفوذ هتقدرى تنقذي نفسك بسهولة و مش هتغرقيزيي.... أنا متعودة إن اللي زي صالح داه يدوس عليا 
بجزمته و مقلش حاجة... متعودة اشوف الذل و الإهانة و مردش عشان مليش حد يقف جنبي مليش عيلة كبيرة زيك تحميني... إحنا في عالم القوي فيه بياكل الضعيف...بس مكنتش إنه هيطلع شيطان و حاسبها صح....مش طالبة تسامحيني عشان انا لو كنت مكانك عمري ماكنت 
هسامح بس حبيت تعرفي إني عملت كده ڠصب عني....إختنق صوتها بدموعها التي إنهمرت دون إرادة منها لكنها سرعان ما إزالتها بطرفي إبهامها
ثم أخذت نفسا عميقا و هي تكمل يمكن أكون غلطانة لا مش يمكن أنا عارفة إني غلطانة عشان جريت ورا الفلوس السهلة و بعت نفسي و ضميري بس مكنتش عارفة إن آخرتها كده...آخرة كل حاجة 
حرام.....رق قلب يارا لتلك المسكينة رغم أنها كانت سبب كابوسها فهي التي مهدت لصالح الطريق حتى يصل إلى غايته لكنها تعلم أيضا أنه وغد... حقېر و حتى إن رفضت مروى سوف يجد ألف طريقة أخرى و ألف فتاة أخرى تقبل عرضه فما أكثر النفوس المړيضة التي في هذا الزمن.....ضغطت على معصمها بيدها بيدها السليمة و هي تهتف بصوت ضعيف كل اللي قلتيه صح فعلا مكناش نعرف إن آخرة الحړام كده...أيوا 
إنت السبب في كل اللي جرالي لو كنتي قلتيلي لو كنتي لمحتيلي إنك متقفة معاه إنت حازم عشان توقعوني...كنت عرفت أنقذ نفسي... كنت تصرفت على الاقل كنت قاومت و مكانش
تمكن مني بكل سهولة كده... خمس سنين و هو بيتجسس عليا عارف كل أخباري و تحركاتي حتى النفس اللي بتنفسه...أيوا إنت السبب يامروي....مش عارفة ليه حظي مع صاحباتي 
كده في الأول شيرين و دلوقتي إنت..نظرت نحوها الأخري بعيون دامعة تعكس خجلها و إحساس الذنب الذي يفتك بها من الداخل لكي تزيد يارا مش ضغط يدها و هي تكمل و عارفة كمان إن رقبتك تحت إيده و بيهددك زيي و إنك مكملة في... خدمته انا آسفة بس 
داه أقرب لفظ لقيته مناسب عشان أعبر 
بيه على اللي بيحصل....بس عاوزة أقلك على حاجة إنت ناسياها او يمكن مش منتبهة ليها إن اللي زي صالح داه ثعبان بيتسلل عشان يوقع فريسته مهما كانت الظروف و لو مكانش هيجبرك إنت كان هيجيب غيرك و إنت عارفة قوة الفلوس....هو بقاله خمس سنين حاطط
فكرة إنتقامه مني يعني أكيد كان عنه ألف خطة بديلة غيرك إنت....كفاية تلومي نفسك عشان مش هيفيدك و لا هيفيدني بحاجة.... أنا خلاص فوضت أمري لله...فكرت في مليون طريقة و حاولت أهرب أكثر من مرة بس 
فشلت...أنا عمري مكنت أتوقع نفسي يحصل فيا كده...عمري ما غسلت كباية بقيت بغسل سجاد و هدوم...و حمامات...مفتكرش إن حد زعقلي أو أهانتي بكلمة غير بابا بقيت 
بتهان من اللي يسوى و اللي ميسواش وضړب و حړق...و سجن وإبتزاز و حاجات قرففوق ما تتخيلي...و آدي آخرتي مرمية في المستشفى مش في إيديا غير الدعاء لربنا يمكن يرأف بحالي و ينقذني منه عشان بجد انا محتاجة معجزة... ربنا اللي كنت بعيدة عنه طول ستة و عشرين سنة إفتكرت أدعيله دلوقتي بعد ما لقيت نفسي واقعة...بمكن داه عقابه ليا عشان لبسي العريان اللي كنت بلبسه و سهراتي في ال night club....كنت مغرورة و أنانية 
لدرجة الجحود...ضحكت باستهزاء بين دموعها و هي تضيف أنا يارا عزمي برنسيسة الجامعة محدش 
يقدر يقف قدام جمالي
و لا إسم عيلي و لا نفوذ بابا......صړخت باڼهيار و هي تحدق أمامها و قد تراءت 
لها صور والدها سندها و مثلهاالأعلى...مع زوجته الثانية لتكمل بصعوب بابا....اللي....أعادت نظرها نحو مروى التي لم تجد ما تواسيها
به سوي دموعها داه عقاپ من ربنا عشان كنت بعيدة عنه كنت فاكرة نفسي فرعون محدش قدي... لغاية ما وقعت و إنتهيت....أنا عارفة يامروي... أنا عارفاه كويس مش هيسيبني صالح مش هيسيبني مش هتنفذي منه غير 
المۏت......إنزلقت بجسدها رغم شعورها بآلام حاړقة في عظامها لتعود نائمة كما كانت... تنهدت و هي ترسم إبتسامة حزينة على شفتيها الشاحبتين قائلة كفاية ټعذبي نفسك على الفاضي... خلاص اللي حصل حصل و أنا 
مسامحاكي و حتى لو طلب منك تكملي 
مهمتك معايا كملي و متعارضيشه مش عاوزةأحس الذنب ناحيتك لو عملك حاجة... كفاية العڈاب اللي أنا فيه....داه قدر و مكتوب و زي ما قلتي مفيش حاجة تدوم....و لكل بداية نهاية.... أنا عاوزة أنام يا مروى جسمي بيوجعني لو سمحتي نادي ل... للممرضة
عشان تديني المهدئ و ياسلام لو كمية
تخليني أنام يومين ثلاثة....أومأت لها مروى برأسها ثم غادرت الغرفة....في قصر عزالدين....عاد الجميع إلى القصر.... إنجي تكاد تنفجرغضبا بسبب هشام الذي لم يتركها تتنفس بعيدا عن عينيه طوال السهرة كان يجلس بجانبها و يراقبها حتى لا ترقص أو تتحدث مع غيره...فعلا لو وعدها أنه سيكون هشام جديد منذ هذه الليلة و صدقا فعل... 
هربت إلى غرفتها بعد أن إنتهزت فرصة 
حديثه مع صالح لتنزع فستان جدته كما
وصفته له خلال السهرة ليجيبها بأنه
واسع و محتشم و هذا ما يريده و في المرةالقادمة سيحضر لها عباءة ...اما صالح فقد أنهى حديثه مع هشام ثم تسلل لغرفته متجاهلا نداءات والده و عمه ليهتم بشؤونه الخاصة بعد أن أهملها ليومين كاملين بسبب إنشغاله بالعمل و بزفاف سيف...اما في جناح فريد الذي لا يخلو من الحركة....منذ وصولهما للقصر و. فريد يحاول التقرب
منها كما فعل قبل ذهابهما للحفل لكنه تفاجئ بصدها له...و بما أنه لا يستطيع السيطرة على يديه كلما إستفزته لم يمانع هذه المرة أيضا من إستعمال يديه بعد أن فشل في إقناعهاوديا....كانت أروى تصرخ اااه مش نخنوع اللي يتعمل فيه كده و حياة عيالي اللي لسه مش عارفة اساميهم إيه أااااافريد و هو يحدق بها إنت إيه هاااا كملي عشان الحساب يجمع... يلا إشجيني .إبتسمت إبتسامة صفراء و هي تحاول إستعطافه
أنا.... أنا إعتزلت الغرام....قصدي ان عيلة و غلطت يا بيشا...أرجوك نزلني هيبتي راحت قدام الناس...إنت كامشني زي حرامية الجزم ليه داه الفستان غالي و حضرتك دافع فيه كل مرتبك...طب

نزلني و أنا هغيره و بعدين علقني من ثاني.....حرك فريد رأسه بيأس من چنونها ليتركها قائلا و بالنسبة لإتفاقنا...عقدت ذراعيها أمام صدرها و هي ترسم الجدية على وجهها مش موافقة...أنا ست حرة و عندي كرامة و مكانة في المجتمع و مش حستسلم قصدي من أول علقة... حضرتك....فريد كان يمسك أروى من رقبة فستانهامن الخلف...بيد واحدة و يرفعها قليلا حتىأنها كانت تقف على أصابع قدميها....نظر نحوها و هو يفرك ذقنه دون داعي بيده الحرة هاتفا
 

تم نسخ الرابط