قصه مشوقه
وثاني
يوم وكانوا الرجال جالسين في مجلسه
سال الشيخ الجالسين وبصورة مفاجاة حتى لا يجيف اللحم يرشون عليه الملح ! من يصلح الملح اذا الملح فسد !
وكل من رد من الحضور كان رده على قدر فهمه وعلمه فلم يقتنع الشيخ براي واحد منهم وكان احد الرجال
المحنكين الدهاة اصحاب الفطنة والحكمة والعلم والادب والدين موجودا في المجلس لكنه لم يقل شييا وانصرف جميع من في المجلس
فصاح الشيخ في وجهه انت ما جاوبت على سوالي !
قال له الرجل اردت ان اكلمك على انفراد ! فاصل اللغز بيت من الشعر
يا رجال العلم يا ملح البلد
من يصلح الملح اذا الملح فسد !
وان لم يخب ظني فانك راودت امراة عالية المقام في الذكاء والعلم والدين والادب عن نفسها فارادت ان تصدك ولا تفضحك وان تكسبك كاخ لها ولا تخسرك وتزيد الى اعدايها اعداء اهلها عدوا بحجمك ومقامك وتحفظ بعلها ان غاب وان حضر وقد قالت لك ما قالت وكانها تريد ان تقول لك ولمن سمعك
من يصلح الملح اذا الملح فسد !
فهي تقصد ان الرجل من القبيلة اذا فسد اصلحه شيخ القبيلة كما يصلح الملح اللحم! فمن يصلح الشيخ اذا الشيخ فسد !
وكان هذه الاجابه ايقظت ضميره النايم وقلبه الهايم وعقله الظالم واصابه الخجل الشديد من فعلته الشنعاء وملاه الندم على ما كان منه المكايد والمفاسد !
يقول الشاعر يداوى فساد اللحم بالملح
فكيف نداوي الملح ان فسد الملح
وانا اقول
من يصلح الولد اذا رب البيت فسد
من يصلح الرعية اذا الراعي فسد
من يصلح الجيل اذا المعلم فسد
من يصلح الناس اذا الحاكم فسد
جالس الحكماء ولا تجالس السفهاء فان الحكماء عظماء