رواية رايات العشق بقلم فاطمة الالفى

موقع أيام نيوز


عمليه مهمه ولازم تجهز المړيض 
موجود يا دكتور بس كنت بطمن على رامي الشيمي بس 
زفر بضيق عندما أستمع لاسم ذلك الشخص 
وانت مالك ومال حالته مش هو تبع الفريق الفرنسي
حضرتك عارف الفريق الفرنسي سافر وكانت ايسل مكمله متابعه لحالته لكن امبارح طلبت مني اتابعه 
تسأل بقلق ولا هي ماجتش
هز راسه بالنفي لا يا دكتور ماجتش 

طيب اتفضل انت جهز المړيض يلا 
حاضر يا دكتور 
ظل عاصي شاردا بحديث باسل عن غياب ايسل وايقن انها تركت المشفى بالفعل كما أخبرته بالأمس وانها كانت صادقه تسرب الحزن لقلبه وشعر بوخزه داخل صدره لا يعلم بما أصابه عندما علم بعودتها من حيث أتت .
معقول تكون سافرت بالسرعه دي
ودعت أبناء عمها بعناق حار ودموع الفراق ثم صعدت على متن الطائرة المتوجهه الى باريس لتجلس بمقعدها المخصص لها بجانب النافذه وتنظر من عبرها لموطنها التى ستشتاق اليه وتنهدت بحزن عندما بدءت الطائرة فى الاقلاع لتبتعد عن بلدتها بقلب منفطر وعيون باكيه رغم انها لم تقطن بها الا عده ايام الا انها عشقتها وعشقت اهلها وأصبحت تنتمي إليها رغما عن الجميع .....
اما عن اسر فكانت والدته تجلس بجانبه اعلى الفراش تطمئن على حالته ..
كان نائم ولكن شعر بملمس والدته الرقيق يمسد على خصلات شعره بحنان وتقبل جبينه بحب .
نهض من نومه وظل ينظر إليها لعده ثواني قطعه صوت شهقاتها الباكيه ليرغمه على عناقها والتشبث بها بقوه ...
سامحني يا حبيبي ان خبيت عنك طول السنين اللى فاتت عاتبي لومني قول ايه حاجه بس ماتسكتش ولا تكتم جواك .
ابتعد عن احضانها وهو مدمع العينين 
أقول ايه يا ماما أقول إن حبيت اختي وكان ممكن اتعلق بيها اكتر من كده مشاعري اتحركت لأختي عارفه يعني ايه اختي يمكن لو كنا نعرف بعض ماكنتش حاجه زي كده حصلت من الأساس .
اقول إيه اكتر من إن عشت إحساس اليتم وابويا عايش رغم ان بابا حاتم ماقصرش معايا فى حاجه وأنا مديون ليه بعمري كله بس كان نفسي ابويا يكون جنبي فى اوقات كتير ليه يا ماما ليه خبيتي عني الحقيقه ليه 
بابا سأبني كده ببساطه من غير مايسأل عني ولا مره مش عايزني فى حياته لدرجادي 
هزت رأسها بالنفي 
لا يا حبيبي ابوك كان عايزك انت كمان وعايز اختك ولم قررنا نطلق كان مصر ياخدكم معاه ويسافر بس أنا رفضت يومها باباك كان راجع من السفاره عنده سفريه مهمه لكندا بس هيفضل فيها خمس سنين وكانت دي اول خطوه فى تحقيق حلمه كان نفسه يبقي سفير وأنا رفضت أسافر بيكم وقتها خيرته السفر او الطلاق 
وليه رفضتي فرصه زي دي بابا يحقق حلمه فيها 
خۏفت عليكم من الغربه والبهدله والعادات غير العادات خۏفت عليكم من المجتمع الغربي أنا رفضت عشان عايزه احميكم واخليكم مش تشتتو فى كل بلد شويا لكن هاشم وقتها قال هسافر وهاخد الاولاد معايا وانتي عندك يومين تفكري لا تيجي معانا لا انفذ رغبتك واطلقك .
ايسل كانت صاحيه وقتها وكانت متعلقه بيه اوى ويومها خدها معاه وأنا فضلت اصړخ عايزه بنتي بس هو كان عايز ياخدك انت كمان هاشم قالي ماتبقيش انانيه عيالي هم حياتي وروحي متعلقه بيهم ازاى عايزه تحرميني منهم وكمان ايسل كانت متمسك بحضنه ومش عايزه تسيبه خدها معاه وقالي هسيب اسر معاكي عشان ماتبقيش لوحدك وهبعتله كل اللى يخصه ومش هيحتاج لحد فعلا كان بيبعت مصاريف ليك وبزياده كمان اول سنه مع عمك زيدان وكان عمك بيصورك ليه دايما بس أنا خۏفت ياخدك مني بعدت وبعت الشقه ونقلت مكان تاني ماحدش يعرفه واتعبت وقتها وجالي الضغط وقابلت حاتم كان دكتور قلب فى مستشفى فى نفس المنطقة الجديدة اللى نقلت فيها عرف بظروفي وطلب يتجوزني وفعلا وافقت عليه ماكنش ينفع اعيش من غير راجل فى حياتي يكون ليك اب وليا سند وبعد الجواز جاله عقد عمل فى مستشفى كبيره فى دبي وسافرنا معاه وقولت كده هحافظ عليك وابعدك عن اهل باباك خالص وفضلنا فى دبي اول خمس سنين وكانت روحي متعلقه باختك وكنت رافضه اخلف من حاتم غيرك انت واختك وكنت بتمني يجي الوقت اللى اخدها فى حضڼي بس صعب عليا حاتم هو محتاج
يكون ليه اولاد هو كمان بس وقتها كان حصلتلي مشكله تمنع الانجاب ومافيش علاج غير عمليه حقن مجهري وفعلا عملنا العمليه واخواتك جم على الدنيا والحياه استقرت ودخلانك مدرسه فى دبي ووقتها عرفت ان اسمك اسر هاشم مش حاتم وجيت سالتني ليه بابا اسمه متغير وقتها حاتم طلب اعرفك الحقيقه بس أنا خۏفت عليك كنت صغير وقولت مش هتفهم عشان كده قولتلك بابا هاشم عند ربنا لكن بابا حاتم باباك بردو وهو اللى مربيك وحاتم جدد عقده هناك وكملنا حياتنا عادي حاتم كان فعلا ابوك اللى رباك واهتم بيك وسهر ياما على تعبك انت حبيت الطب عشانه وكان دايما فخور بيك وانت بنفسك قولت كان ليك فعلا اب ولم رجعنا مصر كان عشان انت تدخل الثانوية هنا واحنا نستقر فى بلدنا وعشان كده قولتلك ان أهل باباك لو عرفوا بوجودك هيحرموني منك ده كل اللى حصل يا بني .
كث الحزن وجهه وتحدث پانكسار 
رفضتي تسافري مع بابا واختي لكن وافقتي على سفرك وغربتك مع بابا حاتم عادي انتي ماكنتيش بتحبي بابا صح عشان كنتي تتنازلى عن حياتك هنا وطلبتي الطلاق وقتها 
للأسف أنا وايسل اللى بندفع تمن اخطائكم وللأسف الاكبر حضرتك وبابا ماحدش قدر يتنازل عن حاجه عشان الحياه تستمر بنكم واحنا بردو بندفع تمن البعد والفراق كل واحد فيكم كان عايز يخلي التاني يعمل اللى هو عايزه وشايفو صح ماحدش فكر فينا احنا عايزين ايه وهنعيش ازاى من غير بعض واحنا كنا كلنا بنكمل بعض حضرتك كنتي انانيه فى اختيارك وبابا كمان كان اناني وماحدش اتظلم بينكم غيرنا طب أنا ربنا عوضني عن وجود الاب لكن ايسل عاشت اليتم اللى بجد وعاشت كمان متغربه عن اهلها بجد مصډوم فيكم ومش عارف اقول ايه غير إن بجد موجوع ومكسور وقلبي بينذف ومحتاج اشوف تؤامي عشان ارتاح بجد يمكن إحساس الخنقه اللى بيحصلي دايما يختفي بوجودها معايا أنا بقى مش هسيبها تاني ابدا بعد مالاقيتها مش هدير وشي وابعد عنها هى اكتر حد اتظلم بينا كلنا ..
معاك حق فعلا اتصرفنا زمان بانانيه وكل واحد فكر فى نفسه سامحني عشان خاطري أنا نفسي اشوف اختك وآخدها فى حضڼي واعوضها عن أي حرمان شافته وأنا بعيده عنها 
أكيد هي كمان ماتعرفش حاجه يا ماما ولازم تعرف بس بهدوء لازم بابا هو اللى يوصلها الخبر ده عشان ماتبقاش صډمه ليها لم تعرف من حد تاني أنا هعرف انا هعمل ايه 
نهض من فراشه ودلف ليبدل ثيابه بعد أن انعش جسده بالماء البارد لكي يفيق من تلك الصڤعات واحده تلوالاخرى .
وقفت تنظر له بقلق 
انت رايح فين 
التقط مفاتيح سيارته ونظر لوالدته بجديه 
رايح بيت عمي زيدان محتاج اتكلم معاه واكيد ايسل دلوقتي مش موجوده راحت المستشفى 
غادر الغرفه على الفور بلا غادر المنزل باكمله ولم ينتظر رد والدته على قراره الذي اتخذه ..
أصعب اللحظات تلك التي تعتزم فيها على اتخاذ قرار يؤلمك ولكنه صائب ديل كارنيجي 
الفصل الثاني عشر 
كانت تشعر بالحزن بعدما فارقتها ابنه عمها وجد نفسها وحيده فجلبت اغراض الرسم وجلست بالحديقه بعدما ثبتت الحامل الخشبي بالارض ووضعت أعلاه اللوحه الخشبيه وامسكت بالفرشاه وبدءت تنقش بعض الرسومات اعلى اللوحه بعشوائيه فقد كانت تعبث باللون وتشعر بالضيق بسبب رحيل ايسل ..
صفا سيارته امام الفيلا وترجل منها متجها للداخل نظر حوله بترقب فوقعت عيناه على فتاه منشغله بالرسم دقق النظر إليها وسار بخطوات ثابته ليتحدث معها عندما اقترب منها فلم تشعر به .
وقف خلفها يتطلع لتلك الرسمه وهو يضيق مابين حاجبيه وفجاه أستمع لصوتها الغاضب وهى تتحدث بحزن كادت ان تبكي 
ايه العك اللى أنا بعمله ده
شقت الابتسامة ثغره عندما أستمع لكلماتها الغاضبه فرغم كونها غاضبه الى انها تحدثت بمرح .
تأفافت بضجر ولملمت خصلات شعرها البينيه المتناثره وعقصته لاعلى ووضعت به فرشاه الألوان لتمسك به وظلت تنظر لتلك اللوحه التى امامها وهى تتنهد وقررت ان تذهب لغرفتها تحاول اشغال نفسها باي شيئا اخر فليس لديها مزاج للرسم الان ..
وعندما ادارت وجهها لتسير فى طريقها شهقت پصدمه وارتدت للخلف 
ايه ده انت مين
لم يستطيع منع نفسه فابتسم على مظهرها ودقق النظر يفترس ملامحها البريئه
فقد كانت تمتلك بشره بيضاء بوجه مستدير عينان زيتونيتين وتمتلك شعر بني طويل تتركه مموج خلفها 
شعر بالشبه بينها وبين شقيقته وتسأل داخله 
هل تمتلك ملامح والدها فهي كثيره الشبهه من ايسل وهل ايسل تشبهه والدي أيضا فاذا كانت تشبهه والدها فهل هو أيضا لدي شئ مشترك بينهم 
عندما طال صمته عادت تنظر اليه بقوه ونتحدث بجديه 
انت مين وايه دخلك هنا 
فاق من شروده وهو يمسح على خصلات شعره 
أنا دكتور اسر مع ايسل فى المستشفي 
عادت لمحه الحزن تسكن ملامحها عندما ذكر
اسم ايسل وتحدثت بحزن 
ايسل سافرت 
وقعت الكلمه عليه كالصاعقه ونظر لها پصدمه 
سافرت فين 
باريس رجعت لحياتها هناك 
ليه 
هو ايه اللى ليه في حاجه يا دكتور ولا ايه 
تحدث بحزن 
ليه تسافر فى الوقت ده بالذات ليه 
شعرت بحزنه ولم تفهم بعد لم يرفض سفرها وظنت انه يكن لها مشاعر دفينه 
قولتلي اسمك ايه 
اسر 
هزت رأسها بالايماء ونظرت له بتفحص هيئته وتذكرت عندما قصت عليها بانها تعرفت على اصدقاء جدد واخبرتها أيضا باسمائهم ولكن المحقق الذي داخلها جعلها تنظر اليه وتحاول استدراجه بالحديث .
طب اتفضل اقعد يا دكتور واقف ليه اتفضل اتفضل
جلس بالفعل فلم يفق من صډمه سفرها بعد
وجلست هى أيضا بالمقعد المقابل له
ايسل قالتلي فعلا انها اتعرفت على اصدقاء جديده بس ماتوقعتش ان يكون فى حاجه اكبر من الصداقه 
رفع حاجبيه باستغراب وعلم ما ترمي اليه من كلمات فما كان منه الا انه ضحك بقوه جعلتها تنظر له پصدمه وعدم فهم فما المضحك في ذلك ..
استرد انفاسه عندما انهى نوبه الضحك 
وانتي بقى تبقي بنت عمي ولا اختي انتي كمان وعادت نوبه ضحك أخرى 
ولكن رؤى اتسعت عيناها پصدمه ولم تفهم عن ماذا يتحدث 
مين اخت مين ولا بنت عم مين مش فاهمه هو حضرتك تعرف ايسل بجد ولا جاي العنوان غلط 
سحب شهيقا قويا ثم زفره بقوه اكبر واخرج من جيب سترته بطاقته الشخصيه والقاها امامها وهو ينطق باسمه 
اسر هاشم عبدالعزيز الراسي 
نعم 
التقطت بطاقته وهى تنظر له فوجدته جاد بحديثه وبالفعل
 

تم نسخ الرابط