قصه مشوقه

موقع أيام نيوز

شوفيه صحي ولا لا .
قالت عفاف جملتها علي عجل قبل مغادرتها للمطبخ ..
كلماتها قفزت السعاده بداخل ماجده 
ايه دا اروح اصحيه عادي كده !! وفيها اي يعني يلا يلا ياماجده فرصتك وجات لحد عندك.
ركضت ماجده بعجل نحو غرفة سليم بخطوات تكاد ان تخترق الارض .. وصلت الي باب غرفته ثم طرقته بهدوء لم تجد اي جواب .. 
انت عتعملي ايه اهنه 
ثارت جيوش الخۏف والرهبة بداخلها وشرعت ان تتراجع خطوات للخلف وهي تنظر له بعيون اوشكت علي البكاء 
جيت اقولك ان .. ان ال الاكل جهز تحت .
ودا يديكي الحق انك تتدخلي اوضتي يابت ناصر !
انسكبت دمعه حاره علي وجنتها وحركة صوابع قدميها المتكوره وضربات قلبها المتسارعه
منا خبطت كتير وانت مردتش 
زمجرت رياح صوته بقوه 
عااال !! تقومي تدخلي اكده علي انا ونايم .
تبادلا الانظار سويا لبرهه ثم تحركت متأهبه للذهاب ولكنه اوقفها بقبضته المفاجئه علي معصمها حتي غرزت اصابعه في لحمها قائلا بنبره تحذيريه 
اول واخر مره تعتبي ناحية اهنه .. فاهمه ياماجده !
اندفعت شلالات الدمع من عينيها بحراره وتركته وغادرت غرفته وهي تغلق الباب خلفها بقوة زلزلت جدران القصر
بعد اخيه عماد الذي كان وكيلا للنائب العام قبل تقديم استقالته لظروف عائلته التي تعتبر من اغني اغنياء الصعيد .. عائله ذات نفوذ وسلطة .
تجمعت العائله حول مائده الطعام يتناولون فطارهم .. جلس جدهم الاكبر الذي تخطاه المشيب وهلك بدنه ولكنه مازال يتمتع بالقوه والصرامه علي مقدمه الطاوله محدقا النظر اليهم 
اومال صفوة وسليم وماجده فين !
غصة علقت في حلق الجميع وساد الصمت لبرهه بين جوله العيون المتبادله فيما بينهم .. ضړب الجد الارض بمؤخرة عكازه بقوة 
اتكتمتوا لييه !! ماتنطقوا .
اخترق مجلسهم فجاه فأردف قائلا
سليم اهو قدامك ياجدي .. صباح الخير ياهواري ياكبير .
كرر الجد مجددا سؤاله 
وصفوة وماجدة فين ! 
ثريا ماجده فوق راحت تجيب حاجه واهي نازله .
وصفوة !!!!!!
تلعثمت الكلمات لتخرج من بين شفتي عفاف بصعوبة
راحت الجامعه بتقول عندها شغل مهم والله حذرتها ق
لم تكمل عفاف كلماتها وثب الجد قائما بضجر 
انتوا ازاي تسيبوها تخرج اكده هو انا مش منبه محدش يخطي عتبة البيت منيهم انتوا ماعتسمعوش الكلام لييييه .
وقفوا جميعهم يتبادلون النظرات 
ثم قالت ثريا كلها ساعتين ياعمي وهترجع بتي وانا خابره راسها زين .. مش هتنفذ غير اللي في دماغها .
رمقها راجح بنظرة حادة تحمل بين طياتها اللوم والعتاب
الغلطه بفوره اهنه .. وكلاب العتامنه ماعيرحمووش ياثريا .. ثم نادي ع الغفير انت يااااااااولد
ايوه ايوه جنابك 
قال الغفير جملته وهو يركض نحوه متعجلا 
تروح قصاد الجامعه انت والرجاله .. وتجيب بت ناصر وتيجوا طوالى .. فاهمنى .
فاهم جنابك
نظر اليه سليم في مضض وهو يرتشف المياه ويستمع لكلمات جده بضيق فاكمل الجد كلامه بصيغه آمره 
محمد ومجدى وسليم وعماد خلصوا وكل وحصلوني علي جوه
قال الجد كلماته الاخيره وهو علي وشك المغادرة ويلحف عبائته علي كتفه بعدما تركهم في معركه افكارهم وقلقهم .
عفاف مناجيه ربها ياتري ناوي علي ايه يا عمي !
يسر بتلقائيه قلبي بيقولي ان جدي مخطط لحاجه كبيره اوي وانا متأكده انها هتكون مفاجئة للكل 
محمد وهو يضع اللقمة بفمه
مش عارف بس ياتري اي هي ! 
اردفت ماجده في منتصف حديثهم ثم رمقت سليم المنغمس في تناول طعامه بنظرة متحشرجه التي لم يبال لها اي اهميه .. ثم جلست علي المقعد المقابل له لتشترك في رياح النظرات الطائفة بينهم وكلاهما منتظر القنبله التي سيفجرها الجد الاكبر .
مملكة العتامنه 
قصر فاخر لم يقل عن قصر الهواري بل يفوقه في الفخامة والطراز متجمعة العائله حول مائده الطعام التي تحمل بين طياتها اشهي المأكولات .. تلك العائلة التي توفوا اعمامهم جميعا لم يتبق منهم الا نسلهم وهما احفادها و عمهم حيدر عتمان الذي يجلس وبداخله براكين من الڠضب علي وشك الانفجار .
جالسا وعلي يمينه صفا من بنات اخوانه وزوجاتهم وعلي المقابل اقصي يساره صفا من الاولاد والصبيان .
ارتشف كأس الشاي التقيل وهو مستند علي عكازه .
نظرت له وجد بحنو 
اللي واخدك منينا ياعمى !
رفع عينه اليها بنظرة حاده 
عمك عيفكر كيف يرجعلكم حقكم يا وجد .
فهمت وجد المغزي من كلمات عمها وسرعان ما اردفت اختها الصغري ورد قائله 
قصدك

الهوارة ياعمى .. صوح !
اومأ حيدر راسه ايجابا .. انخلع قلب وجد من مكانه فاردف ابن عمها فايز 
ناوي علي ايه ياعمى .. اظن اننا عطناهم وقتهم وزياده وناصر مرجعش يبقي ايه !
استجمع العم شتات افكاره قائلا بهدوء 
يبقي جيه الوقت اللي راجح الهواري يدفع فيه التمن .
وقعت السکينه من يد وجد التي احتل الهلع كيانها 
هتعمل ايه ياعمى ! .
اكمل العم كلماته بقوة وهو ينظر الي احفاده 
هنحرق قلب راجح واحده واحده .. الاولي لازمن تكون في مقټل وهي اغلي حفيد علي قلب راجح .
رفع ادهم نظره الي عمه لبرهه ثم حدق النظر الي وجد قائلا 
سليم .. 
فزع قلب وجد وتلعثمت الكلمات بحلقها وڼزف قلبها قبل عينيها .
ادهم بخبث
مالك ياوجد .. اتخلعتي كيف اكده .
وثبت وجد قائمه
انا نازله المستشفي ياعمى .. سلام .
وعلي الفور غادرت وتركت مجلسهم ليحلق بها ادهم سريعا وهو يركض خلفها 
اضرعتي ليه اكده ياضكتورة !
لاحت بكفها بلا اهميه 
اطلع من دماغي يا ادهم مش ناقصاك .
ابتسم ساخرا
كل دا عشان حبيب القلب !! هاا احب اطمنك هجيبلك راسه في شوال قريب .
جمدت الډماء في قدمها لدرجه تعوقها من السير والوقوف عليهم وهي تحاول استجماع شتات قواها بصعوبه بالغه .
دفعته من امامه بقوة وصعدت سيارتها بالمقعد الخلفي .. استند ادهم علي باب السيارة قائلا
علي فكرة طلبت يدك من
عمى وهو موافق .. وطلب مهرك راس سليم ولد الهواري ودي حاجه مافيش اسهل منيها ياعروسه.
تجاهلت وجد قذيفة كلماته ووجهت كلماتها للسائق 
اتاخرنا ياعم سيد يلا مش فاضيه للحديت الماسخ دا .
ابتعد ادهم قليلا 
قولت اخبرك بس عشان تعملي حسابك اصل الموضوع مش هيطول .. كلها ايام ..
تحركت سيارتها وخلفها سيارة حرس اخري وبداخلها مراجل تقاد .. حاولت الاتصال بسليم مرارا وتكرارا دون جدوي .. القت هاتفها جنبا وهو تطلق زفيرا قويا 
اووووف ودا وقته ياسليم !!
قرار حسم امره
اجتمع الاربع اخوه في غرفة الاجتماعات الخاصه بالعائله وبعد مرور قليلا من الوقت كان الصمت سائدا .
عماد وثب قائلا 
خير ياجدي .. بتفكر في ايه 
وقف الجد مستندا علي عكازه وهو يطوف حولهم بخطوات متباطئة 
كانش ليا نصيب اخلف غير ولدين .. وواحد منهم بين يد رحمن رحيم والتاني ياعالم فين اراضيه .. بس ربنا كرمني باربع رجاله يسدوا عين الشمس .. انتوا سندي وكبار عيله الهواري كلها .. الحمل تقيل عليكم قوي ياولاد عادل 
يستمعون اليه بصمت وانتباه .. ربت الجد علي كتف مجدى اخاهم الذي يحتل الترتيب الثالث بيهم
ربيتكم وكنت حريص اني اجعلكم في اعلي المراتب .. عماد كان منصبه عالي في القضاه وسليم دراعي اليمين في الارض والثروه دي كلها .. مجدى السبع بتاعي المهندس اللي شايل هم شركاتي في مصر كلها علي كتافه ووصلها للمستوي اللي هي فيه دلوق .. محمد صغير العيله ودكتورها بس مقامه عالي قوي اللي برغم سنه الصغير قدر يوقف المستشفي علي رجلها هو وصحابه الجدعان 
فرك محمد كفيه بحماس 
خير ياجدي ماتخش في الموضوع طوالي .. ليه المقدمات دي !!
خد نايبك صبر يامحمد بلاش العجله دي .. انا عقولكم اكده عشان اعرفكم اني من غيركم ولا حاجه .. وانتوا من غيري كنتوش هتحققوا حاجه .. انا جمعتكم النهارده عشان قرار كنت مقرره من فترة بس كنت مستني الوقت المناسب ومكنتش حابب اظلم حد فيكم .
اعتدل الجميع في جلستهم باانتباه .. عاد الجد ليجلس علي مكتبه بهيبة ووقار متنحنحا بقوة 
عماد .. سليم .. مجدى .. محمد .
تنهدوا جميعا منتظرين قرار الجد الحازم 
تمهل راجح في كلماته قائلا 
اللي عمله عمكم ناصر قوم الحړب بينا وبين العتامنه عارف انكم ملكمش ذنب بس مافيش غير القرار دا اللي هيخليني اطمن عليكم واضمن انكم هتفضلوا معقودين في عقده حبل واحد محدش يقدر يفرقكم .. ومن غير القرار دا ما يتنفذ اي حاجه بعده هتكون زي حته قماش دايبه كل ما نرقع فيها من ناحيه هتتقطع من التانيه
عماد بنفاذ صبر 
خير ياجدي قلقتنا اكتر 
سيني اكمل ياعماد ووسع خلقك عاد ..
نظر اليهم جميعا يري حماسهم وقلقهم لمعرفة قراره 
قراري هيبسط ناس فيكم وهيزعل ناس فيكم .. بصوا انا قررت ألم شمل العيله دي .
كيف يعني ! 
اخيرا نطق سليم بسؤال بعد هدوئه التام التي لحقت به عاصفة قرار عاتية
عماد هيتجوز نورا 
ماجده لسليم..
وصفوة لمجدي 
يسر لمحمد .
ودا قرار مش هقبل فيه اي جدل .. تقدروا تشوفوا شغلكم ودخلتكم الخميس الجاي .
صاعقة حلت علي قلب عماد وسليم 
امطرت فرحا علي قلب مجدى ومحمد
ينصر دينك ياهواري ياكبير 
احتضن محمد اخاه مجدى بفرحه وهو يقفز بين ذراعيه 
وعلي المقابل 
صاعق كهربي اصاب قلب عماد وسليم تلعثمت الكلمات بحلقهم ونظرا كل منهما الي الاخر پصدمه وذهول .
دايما بيقولوا
يعملوها الصغار ويقعوا فيها الكبار .. 
بس دايما بشوف العكس 
يعملوها الكبار ويقعوا فيها الصغار 
بقيت معادله صعبه اوي اللي هو نسمع من الاكبر مننا وناخد برأيه وتجربته .. ولا نخبط في الدنيا ونصنع تجاربنا

بنفسنا !! .. علي اي حال متحاولش ان اي حد يمشيلك حياتك حتى ولو كان مين .. محدش هيشوف حياتك بعيونك !! ولو فشلت مش هتلوم غير نفسك ودا شعور اهون بكتير من انك تلوم غيرك 
الفصل الثاني
كان قلبي ېحترق.. بطريقة روتينية ضمن حلقة يومية ېحترق ثم ېحترق مجددا لكن الفيزياء هذه المرة لم تنفذ قوانينها ظهرت القاعدة الشاذة فالحرارة إما تصهر المادة أو تحولها لبخار أو تشكل رمادا تحمله الرياح أما أنا.. فمن فرط الحرارة.. تحول قلبي لكتلة جليد .
كل منهما غائصا في بحر افكاره .. سليم يجول بسيارته بدون مقصد وهو ينفث دخان سيجارته حتي غرق في سحبها التى ټحرق كيانه من الخارج والداخل .. تأكل النيران في احشائه بدون توقف .
تجوب وجد بين المړضي بآسي وضيق منشغل عقلها به .. يكاد ان ينخلع قلبها من شده قلقها ورهبتها
.. فحب العمر ينهار امامها وهى مکبلة اليدين كشخص فقد كل قوته للمقاومه تحتبس دمع عينيها بداخلها فظل يغلي فوق مراجل قلبها كما تغلي المياه في قدحه .
بجد يامحمد جدي قال كده 
قالت يسر جملتها الاخيره والفرحه تغمر بدنها .
استند محمد بظهره علي الحائط وهو يعقد ساعديه متنهدا بضيق .
نظرت اليه يسر باستفهام
انت في حاجه مزعلاك يامحمد .
مش عارف يايسر .. بس شكل اللي جاي مش خير ابدا .
ربتت علي كتفه بحنو
ولو .. اهم حاجه
تم نسخ الرابط