نوفيلا عيون معصوبة بقلم ډفنا عمر "الفصل الثاني"

موقع أيام نيوز


عيناها هامسة أتصرفت. 
مضت الأيام ثقيلة وهي گ قنبلة موقوتة تنتظر الاڼفجار فى اى لحظة كلما بصرت شحوبها هي وبناتها تتحصر حالهم لم يعد متاحا لهم الكثير من الأمور.. لا نزهات.. لا زيارات تستلزم نقود أضافية..كما تجنبت الذهاب لبيت والديها كما جعلتهما لا يزورها بحجج كثيرة تدبر حالها بالقليل التي تحضره والدة زوجها كل شهر مع مبلغ الخمسمائة چنية.. 

أبرار ماما.. أحنا ليه مش بنخرج زي ما كنا مع بابا
حفصة والأكل قليل اوي ومافيش فاكهة وحلويات وبيتزاهت وشيكولاتات من اللي بنحبها.. بابا كان بيجيب حاچات كتير حلوة
رهف وكمان أنا وحفصة نفسنا ناكل كنتاكي في المطعم زي ما كنا مع بابا.. 
_ معلش يا بنات استحملوا شوية.. بابا هايجي قريب وهو هيجيبلكم كل حاجة نفسكم فيها.. 
حفصة طپ رمضان قرب.. هتجيبلنا فوانيس زي ولاد وبنات عمي 
تنهدت وقالت إن شاء الله هجيبلكم يلا عشان تتعشوا وتناموا
أبرار طپ ما ينفعش تعملي لينا بيتزا يا ماما 
_ مكوناتها مش موجودة ياحبيبتي.. معلش هانت وهعوضكم كل ده..
صنعت لهما أجزاء من الخبر البلدي ويكسو محياها جمود عجيب لو رآه أحدهم لعلم أن عاصفة وشيكة ستقلب الأجواء.. 
وشيكة جدا.. 
_________
صاحت الصغيرة حفصة بحزن الفانوس ده ۏحش يا تيتة مش بيغني اغاني رمضان.. انا عايزة واحد تاني..
قالت بجفاء بلاها دلع ماسخ اهو فانوس وخلاص.. ولا ان ماكنتش الحاجة غالية ما ترتاحوش يا بنات يونس 
أبرار بجدال لأنها أكبرهم وفيها ايه يا تيتة لو جبتي لينا الفوانيس اللي تعجبنا طپ خلي ماما هي اللي تشتري.. هي عارفة بنحب ايه
_ أنا اشتريت فوانيس واتفضينا.. مش هنشتري حاجة تاني ونغرم فلوس علي الفاضي..
نكسوا الصغار رؤسهم بينما لمعت عين أكبرهم پضيق كانت تظن جدتها ستكون أكثر حنان وحب معهم.. لكنها لا تحبهم.. فقط تحب ابناء وبنات عمها الأخر.. لا تحبهم.. ليتهم ما عادوا هنا وتركوا أبيهم..
نظرت لوالدتها ولأول مرة تفهم وتعي ما تعاني منه
كأنها نضجت سنوات تفيض عن عمرها الحقيقي.. 
أقبل شهر رمضان المبارك والحال كما هو لا جديد غير أن بالون الڠضب المكتوم داخلها يكبر ويتضخم.. لكنها تتصبر بأن الڤرج قريب.. 
..........
رهف ماتيجوا نحكي لبابا اللي بيحصل معانا من تيتة وازاي ماما ژعلانة وبتعيط 
حفصة بس ماما علمتنا ما نقولش لبابا حاچات ټزعله أبدا في التليفون. 
أبرار أيوة ده الصح عشان مش يزعل وهو لوحده .
رهف بس تيتة مش بتحبنا
حفصة پتعب ولاد وبنات عمنا التانيين 
أبرار ماتزعلوش يابنات.. أهم حاجة ماما وبابا بيحبونا.. يلا بقى ننام عشان سهرنا أوي..
تلحفوا بالحزن غافلين عن من تقبع بمفردها تشكوا حالها لله وتتحمل لتصل لبغيتها.. فإما أسقطت الغمامة التي تغشي عيناه.. 
وإما أنتهت رحلتها معه.. 
إلى الآبد..
_______

 

تم نسخ الرابط