حب الباشا الجزء الثاني والاخير بقلم أسراء مظلوم
نومه متجها إلى مكتبة بها بعض الكتب المتراصة بجانب بعضها البعض بتنميق...سحب إياد كتاب ليجلس ويقرأ ثم سمع صوت كعب نسائي يدق على درجات السلم وباب الغرفة يفتح وتظهر على عتبته غدير التي نظرت إليه بدهشة
إياد !! مش ممكن...مش معقول إياد جه بدري.
ثم أطلقت ضحكة ساخرة وجلست بجانبه وهي تشير إلى الكتاب الذي بين يديه
وده إيه بقى كتاب عن إيه وبتقرا كمان لأ هاتولي إياد .
أشار إياد إليها وهو يضع الكتاب جانبا بسخرية
حبيبتي دورا متعرفيش إني مثقف.
وضعت غدير ذراعها على كتفه وهي تتأمل حدقتيه بسخرية لاذعة
غريبة من ساعة جوازنا مشفتكش ماسك كتاب إلا كل فين وفين. يا ترى ناوي تعتزل وتبقى مثقف
الټفت إياد إليها بسخرية مماثلة
ليه يا حبيبتي هو حد قالك إني جاهل
ثم قام وأشار إليها
خلي بالك أنا إياد الحسيني مطرب مصر رقم واحد.
قامت مقابلة إياه وهي تشير إلى ذاتها
عن طريقي يا بيبي.
ثم كادت تدلف إلى دورة المياة ولكنه أوقفها هامسا في أذنيها
طب أعملي حسابك يا بيبي إن فيه حفلة بكرة بمناسبة الدويتو اللي عملته مع سيلين .
التفتت لتجد شبح ابتسامة ساخرة علت شفتيه ثم خرج من الغرفة
شعرت غدير بدوار داخلها مما أخبرها به إياد .
غدا في بيتها حفلة بمناسبة دويتو مع غريمتها سيلين تلك الفتاة التي تظهر معه في عدسات الباباراتزي اللعڼة على الحب وقلبها الذي يحب هذا اللعېن...
دلف مروان إلى مكتبه وارتمى على مقعده وعلامات الحزن منحوتة على وجهه لقد ترك بسملة وهي ما زالت تجرحه وتزيد من جفائها لما تضعه بقفص الاتهام وهو لم يكن بمتهم في نظرها من قبل بل كان حبيب حنون لا يتحمل عليها نسمة عابرة تؤرق نومها. فما بالها بمرض أنهكهها وأفقد لون بشرتها وجعلها تشبه المۏتى ولكن كل هذا هي لم تكون في نظره قبيحة بل ما زالت جميلة في عينيه هي بسملته ولكن مع جرحها لفؤاده سيبتعد رغم حبه.
هو يبني وهي تهدم هو يصلح وهي تفسد.
ما بالها أي لعڼة ركبت عقلها
قاطعه طرقة على باب مكتبه تنهد بحرقه هاتفا وهو يلتقط قلمه
إدخل.
فتح الباب وظهرت ملك وهي تتقدم من طرف المكتب
صباح الخير يا مروان .
وضع مروان القلم جانبا واتكأ جزعه الأمامي على مكتبه قائلا بفتور
الحمد لله يا ملك .
صمتت ملك وهي تنظر إلى مروان .
لف مروان رأسه إليها ووجدها ناظره إليه سألها بتعجب
هو فيه حاجة يا ملك
هزت ملك رأسها وهي تبتسم بارتباك وجلست على المقعد
أصل شكلك منمتش و لا بتدوق النوم من أساسه.
ثم سألته بصوت لمس فيه الاهتمام
مالك يا مروان فيك إيه
نظر إليها مروان لمحت ملك حزن خفي ظهر بين حدقتيه الجبليتين وزفرة حارة انطلقت من بين شفتيه
والله مشاكل يا ملك .
ثم أعقب بعدها ببسمة مرة
متاخديش في بالك.
هزت ملك رأسها نفيا وقالت بإصرار
إزاي يا مروان مشغلش بالي إزاي لأ إحكيلي إيه حصل
لا يعلم مروان كيف باح بكل ما يشعر به إلى ملك
وحزنه الشديد على بسملة وهي بمثابة روحه.
كيف لروحه أن تؤلمه وتقطع نياط قلبه كيف
أنصتت إليه ملك بكل هدوء وهي تهز رأسها ثم بعد أن إنتهى قال هي دي حكايتي يا ملك قصة حب وبإيدها بتنهيها.
ثم فتح كفه ووضع وجنته عليها وقال بابتسامة ساخرة
عندك حل لمشكلتي
ابتسمت ملك بثقة
قرب منها أكتر وحاول معاها روح معاها الجرعات الكيماوية اللي بتاخدها حتى لو صدتك وهتلاقيه قربت منك صدقني.
تعجب مروان من حل ملك وقال بجد ده الحل
أومأت ملك بثقة اكثر
أيوة هو ده الحل.
ثم قامت وهي تشير إليه
بص أنا عندي شغل دلوقتي أخلصه ونروح نفطر سوا
إيه رايك
اتسعت ابتسامة مروان
خلاص ماشي يا ملك .
تحركت ملك بهدوء
تمام.
وأغلقت الباب خلفها تاركة مروان مرتاح البال لوجود زميلة مثل ملك تفهم مشاعره وأحاسيسه وتساعده في حل مشكلته العويصة مع بسملة حبيبته.
جلست روان ترتشف عصيرها في حديقة الفيلا وهي تفكر ب يوسف الذي لفت نظرها وسامته المفرطة ورجولته الآسرة وبالطبع قبل كل هذه الأشياء الفرعية ثرائه الفاحش ثم جلست معها هيام مداعبه خصلاتها بدلال
حبيبة مامي مالها بتفكري في إيه
هزت روان رأسها وخصلتها البرتقالية وقعت على جانب وجهها
مفيش يا مامي عادي.
ثم سألت هيام وهي تضع كوب العصير جانبا
مقولتليش إيه رأيك في يوسف يا مامي
هتفت هيام بدهشة
معقول يا روني بتسأليني إنتي مشفتيش الكوليه اللي لابساه عزة ولا الصالون السينياه الللي جايبينه من باريس دول المستوى المناسب لينا يا حبيبة مامي.
هزت روان رأسها مؤكدة
إممم أكيد يا مامي و زيدي على كده كمان وسامة يوسف .
ضحكت هيام وعينيها تلتمع جشعا
وورث يوسف من باباه يا روني شوفي بقى تخيلي بقى لما مزرعتنا الكبيرة و يبقى معاها إسم الكيدي وأكبر منتجات سلسلة منتجات غذائية تبقى لينا.
ضحكت روان بجشع وامتزجت ضحكاتهما معا متمنيان أن تتم الزيجة
في أسرع وقت ممكن.
فترة لا بأس بها يومين أو أكثر و فادي لم يعود إلى أروى بعد أن أهانها وضربها ضړبا مپرح ولم تراه بعدها تفاجأت أنه فتح باب الشقة بمفتاحه.
نظرت أروى إليه بكره وهي تخرج من غرفتها وما زالت الچروح ذات أثر واضح على جانب جبينها اقترب فادي منها ووضع مفتاحه جانبا بعد أن اغلق الباب خلفه.
وقفل أقفال الشقة حاولت أروى أن تعود بقدميها للخلف ولكنه كان أسرع منها حتى التقط يدها وأعادها إليه بقوة مما جعلها تشهق وهي تنظر إليه ببندقيتها والألم بادي بهما ابتسم وهو يهمس بنفس ساخن لفح أذنها
وحشتيني يا أروى .
نظرت للأسفل ورفضت أن تجيبه رفع ذقنها بالقوة وقال بخشونه وعينيه ينبض منهما قسۏة مريرة
بقولك وحشتيني ايه مش هتردي عليه
فعلت أروى شيء لم تتوقعه من ذاتها فلقد أزاحت يده ودفعته بعيدا عنها قائلة
إبعد عني يا فادي .
عقد فادي حاجبيه وهدر بصوت غاضب وهو يقترب منها ويقبض على خصلاتها بقسۏة
أبعد! إنتي نسيتي نفسك يا بت إنتي أنا وقت ما أقولك وحشتيني يبقى تقولي و أنا كمان مش تقولي إبعد عني.
صړخت أروى من الألم حتى شعرت بقطع في حنجرتها
سيبني بقولك طلقني يا فادي مش عايزاك مش طايقاك مش...
قاطعتها لطمة كفه القوية وهو يهدر پجنون وعينيه تطق شررا
تطلقي و مش عايزاني مش فادي اللي يتقاله كده وأنا بقى هاخدك ڠصب علشان تتربي.
صړخت أروى وهو يسحبها من خصلاتها متجه إلى غرفة النوم.
ولا حياة لمن تنادي صدوا الجيران أذانهم عما يحدث ولا وجود للرجولة والشهامة محل بهذه المنطقة فما حدث خلف باب غرفة النوم لا يمكن وصفه سوى بالۏحشية الكاملة إنتهاك روح وقټلها في آن واحد.
نظر عدنان إلى ساعة يده الثمينة وهو يجلس في مكتبه الفخم ثم وجد سكرتيرته تخبره أن حسان الكلفتي قد أتى.
إلتمعت عيناه بظفر وهتف
خليه يدخل فورا.
طرقة سريعة على باب المكتب الخشبي السميك ثم فتح وظهر على عتبته شاب في أوائل العشرينيات يوقف شعره على أحدث صيحات تصفيفات الشعر وسلسال ذهبي يظهر من عنقه الأسمر وملابسه ليست بسيئة ولا بجيدة وقف أمام مكتب عدنان ومد يده يصافح عدنان قائلا
صباح الخير سعادتك.
صافحه عدنان وبين خبايا عينيه غموض وكأنه بئر بلا