قصه مشوقه
المحتويات
النهاردة كان المفروض
تقعدي ترتاحي و تشبعي شوية من أيسم
تنحنحت ليليان قبل أن تجيبه بتردد
لقيت نفسي فاضية قلت آجي و كمان
طنط كاريمان مهتمة بأيسم جدا بالأخص
النهاردة
أتمت كلامها لترمقه بنظرات غير راضية
ليتعجب أيهم الذي هم بسؤالها لكن قبل
ان يتحدث قاطعه طرق على الباب
ايهم ادخل
دخلت السكرتيرة و في يدها صينية
و تغادر بعد أن أشار لها
إلتفت نحو ليليان مرة أخرى مستفسرا
في حاجة حصلت
ليليان بضيق يعني مش عارف
ايهم بصبر قصدك إيه
ليليان قصدي اللي حصل إمبارح و الصبح
كمان
فرك أيهم طرف شفته السفلى محاولا
السيطرة على ضحكته ليهتف بتهرب
و إيه اللي حصل إمبارح و الصبح
صړخت ليليان بحنق على طريقة كلامه
إيه و عاوزة تفسير دلوقتي حالا
أيهم بمشاكسة مش حقلك عشان حتزعلي
و انا آخر حاجة عاوزها هي إني أشوفك
زعلانة و متضايقة
ليليان بتحذيرأيهم لو سمحت
أيهم مقاطعا محصلش حاجة إنت كنتي
تعبانة لدرجة إنك مكنتيش حاسة بحاجة
نمتي في العربية و انا شلتك و طلعت بيكي
شوية شوربة و بعدها نمتي للصبح
ضيقت ليليان عينيها بتفكير قبل أن
تهمس بس انا مش فاكرة حاجة
أضافت بتردد طب ليه مصحيتنيش على
الاقل عشان اغير هدومي اووف مش فاكرة
حاجة
أيهم بتسلية إنت ليه مكبرة الموضوع
كل حاجة خلصت
ليليان پغضبهو إيه اللي خلص و كل اللي
حنعمل إيه في المصېبة دي
نفخ أيهم الهواء بنفاذ صبر قبل أن يتريث
قليلا ليرفع كأس العصير نحوها قائلا إشربي
العصير و إهدي كل مشكلة و ليها حل متقلقيش
أشاحت بوجهها بعيدا عنه ليعيد الكوب
لمكانه ثم يقف من مكانه ليسير نحو النافذة
الزجاجية واضعا يديه في جيوب بنطاله
و ينظر للأسفل لحديقة المستشفى
من الحب لسنوات
حرك رأسه يمينا و يسارا لينفي هذه الأفكار
المزعجة التي لا طالما أرقت نومه لينتبه
لها عندما وقفت بجانبه
ليليان بصوت هادئ كلما آجي أتكلم معاك في
موضوع تتهرب زي عوايدك كل حاجة عاوزها
على مزاجك تضربني تعذبني تخوني و تبهدلني
و بعدين تسافر و تهرب عشان مطلقنيش و دلوقني
راجع و عاوزنا نرجع عشان سيادتك ندمان و ضميرك
طبيعية معايا انا و إبنك و أنا المفروض اوافق
و أقبل
بكل حاجة إنت تعملها و عشان توصل
للي إنت عاوزه بتخلي عيلتك تضغط عليا
بكل الطرق عشان أقبل كلهم شايفين قد إيه
بتحاول تنجح علاقتنا و بتعمل كل اللي تقدر
عليه عشان تراضيني و اقبل ارجعلك من ثاني
و لو ماوافقتش حيزعلوا مني و حيقولوا إن
أنا اللي ظالماك
إلتفتت نحو لتنظر في وجهه بتمعن قبل
أن تكمل لو كنت مكاني حتعمل إيه
أغلق أيهم عينيه پألم قبل أن يجيبها بصوت
مخټنق مينفعش الشيطان يكون مكان
الملاك
ليليان بصړاخ مفاجئليه مصر تحسسني
إني لعبة بتحركها زي ما إنت عاوز طول
عمري معنديش لا رأي و لا قرار و لا أهمية
لم يعد يطيق صبرا
لواقعها يسحبها من جديد نحو عالمه الخاص
يقسم انه لن يتركها حتى تخضع له بإرادتها
دخلت الجامعة بخطى مرهقة بعد ليلة
طويلة لم تذق فيها طعم النوم بسبب
شجارها اليومي مع والدتها التي لم تكتفي
بضربها و شتمها لتهاتف شقيقتها و زوجها
حتى يأتيا في ساعة متأخرة من الليل
في محاولة منها للضغط عليها حتى تتراجع
عن قرارها المتهور دون جدوى
أخذت طريقها نحو الكافتيريا للحصول
على كوب قهوة كبير عله ينجح في إعادة
نشاطها و حيويتها التين يفتقدهما جسدها
حتى تستطيع الصمود في هذا اليوم الطويل
كطالبة في كلية الطب
رمت الكوب الورقي في أقرب سلة
مهملات قبل أن تتابع طريقها نحو قاعة
محاضرتها التالية بعد أن فاتتها اول الحصص
تصنمت مكانها و هي تستمع لضحكات عالية
وراء أحد الأبواب المغلقة بعدم إحكام ليظل
فراغ صغير بين طرف الباب الحائط بدا
لها الصوت مألوفا لتقترب بتمهل و تسترق
السمع
لحسن الحظ لم يكن سوى صوت ضحكات
ميار التي بدت و كأنها ستطير فرحا في أي
لحظة و هي تحدث صديقتها المقربة ديالا
ديالاأمال هي فين مجاتش المحاضرة اللي
فاتت مش من عوايدها أنها تغيب
ميار بنبرة سعيدة مش حتيجي النهاردة
أنا سألت الغبية بسمة و هي قالتلي إنها
كلمتها إمبارح و قالت إنها مش حتحضر
النهاردة
أضافت و هي تجلس على إحدى الطاولات
العالية أحسن بقيت مش طايقة أشوفها
قداميانا ماسكة نفسي بالعافية عشان
ماقتلهاش بإيدي بس بعدي يقول إهدي
يا بنت و إستني لغاية ما أوصل لهدفي
و بعدين إعملي اللي إنت عاوزاه
ديالا بابتسامة مصطنعة أنا مش عارفة
إنت ليه متمسكة بمحمد اقصد هو
شكله
حلو و شيك و من عيلة غنية بس في
كثير أحلى منه و اغنى منه كمان ليه
محمد البحيري بالذات
وضعت نور كفها على فمها تمنع خروج
شهقتها المصډومة هي تستمع لهذه
الحقائق لأول مرة إبتلعت ريقها بصعوبة
و هي تستند على الحائط لتوازن جسدها
الضعيف تجاهد لتبقي جميع حواسها
مركزة على ماستقوله تلك الحية ميار
ميار و قد برقت عيناها بتصميم عشان
مختلف اللي زيه صعب تلاقي منه كثير
في زماننا داه راجل بجد مش زي العيال المدلعة
اللي إحنا نعرفهم راجل حقيقي تقدري تأمنيه
على نفسك و إنت متأكدة إنه مش حيخونك
و لا حيغدر بيكي محمد لو قعدت معاه
سنة في اوضة واحدة مش حيبصلي و لا
حيحط إيده عليا عارفة ليه عشان هو كن النوع الوفي اللي لما بيحب يحب بجد
راجل يحبك و يحتويكي
في كل أشكالك
بعصبيتك و چنونك لما تكوني مخڼوقة
و لما تكوني متضايقة في كل حالاتك مش
حيبص لغيرك مهما كانت الاغراءات
محمد مش زي أخوه أيهم و سيف عمره
ماكان عنده تجارب مع البنات اول واحدة دخلت حياته هي نور
أنا أعرفه من سنين بسمع اخويا دايما بيتكلم
عليه حبيته من قبل ما أشوفه كان فارس
أحلامي و انا عندي سبعتاشر سنة
عرفته قبلها يعني هو من حقي أنا هي مش بتحبه
و مش حاسة بيه اصلا نور متستاهلش واحد
زي محمد لو كانت بتحبه و متمسكة بيه
مكنتش حقدر أاثر عليها مهما قلت في حقه
و شوهت صورته قدامها بس
هي كانت محتاجة حد يشجعها عشان
تتخلص منه الغبية مش عارفة إنها لو لفت
العالم مش حتلاقي حد يحبها و يحافظ
عليها زي محمد البحيري
ديالا بتعجب بس هو مش بيحب غيرها
ميار و قد إحمر وجهها من شدة الڠضب عارفة
إنه مش بيتزفت بيحب غيرها بس انا بحبه
و مش حخليها تتهنى بيه محمد ليا أنا و حعمل
كل اللي اقدر عليه عشان أخليه يحبني
هما خلاص حيطلقوا و هو أكيد حيكون محتاج
حد يقف جنبه عشان يخرجه من إحساس
الوحدة و الخذلان و انا بقى حبقى الحد
داه حعمل كل اللي اقدر عليه عشان يكون
ليا
ديالا بتفكير بس داه مش حب يا ميمي
هو بالنسبة ليكي حاجة صعبة و إنت عاوزة
تحصلي عليها بأي ثمن و لما تمتلكيها
حتزهقي و ترميها
ميار پغضب إيه التخريف داه بقلك
بحبه من و انا عندي سبعتاشر سنه داه
حلم العمر و مش حستسلم غير لما أحققه
هزت ديالا كتفيها باستسلام من عنادها
قبل أن تسألها طيب هما خلاص يعني
مفيش أمل
تبدلت ملامح ميار الغاضبة إلى أخرى
سعيدة لا النهاردة متفقين يروحوا
المحامي عشان يكملوا الإجراءات انا
متابعة كل حاجة بنفسي و بستنى
بالدقيقة و الثانية إمتى يبقى حر
و ساعتها حيبقى ملكي yes yes yes
انا حعمل party بالمناسبة الحلوة دي
أنهت جملتها بضحكة طويلة تعبر عن مدى
سعادتها بانتصارها الرائع الذي حققته دون
معاناة نصر لم تتعب كثيرا لتحقيقه فلم
يكن يتطلب منها سوى القليل من الصبر
و خطة ذكية حاكتها بذكاء و تمهل شديدين
و كأن خنجرا حادا تسلل بخفة من بين
أضلعها ليصل نحو قلبها ليقسمه شطرين
دون رحمة او شفقة لو لم تسمعها بنفسها
لما صدقت ضحكت بداخلها و عيونها
تنهمر دموعا تعبيرا عن ضياعها و تخبطها
إبتعدت عن باب الغرفة بخطوات حذرة
حتى لا يتفطنا لها
بعد أن إبتعدت مسافة جيدة ركضت بسرعة
نحو سيارتها متجاهلة نظرات باقي
الطلاب المتعجبة من حالتها
ألقت مافي يديها في الكرسي الجانبي
للسيارة قبل أن تجلس مكانها لټضرب
رأسها عدة مرات بالمقود
رفعت رأسها لتقابلها صورتها بالمرآة ليزداد
چنونها أكثر فأكثر صفعت وجنتيها بكفيها
مرات عديدة ثم جذبت خصلات شعرها
القصيرة حتى شعرت باقتلاع بعض منها
لكنها لم تهتم فالالم الذي كانت تشعر
به بداخلها أقوى بكثير من ألم جسدها
أرخت رأسها على ظهر المقعد بعد أن
تعبت و هي تتمتم بصوت لاهث غبية
غبية انا أكثر واحدة غبية و حمارة
في الدنيا كلها إزاي قدروا يوقعوني
إزاي عقلي كان
فين و انا بسمع كلامهم
للدرجة دي انا كنت هبلة و عبيطة عندها
حق ماما و الله عندها حق محمد ميستاهلش
واحدة غبية يستاهل واحدة قوية و خبيثة
زي ميار تقدر توصل للي هي عاوزاه بكل
سهولة طبعا ماهي لما تلاقي واحدة حمارة
زي نور أكيد حتوصل لاهدافها بسهولة
أخرجها من هذيانها صوت رنين الهاتف
لتمد يديها بعشوائية تبحث عنه داخل حقيبتها
لم تجد فاضطرت لرمي محتويات الحقيبة
دون إهتمام حتى وجدته
شهقت بصوت عال و هي تغرس أصابعها
بخصلات شعرها المنكوش عندما رأت
إسمه يزين الشاشة داه محمد أكيد
بيتصل عشان المحامي
همهمت بغصة و دموعها لاتكف عن الأنهمار
لترد أخيرا رغم عدم قدرتها على الكلام
محمد إنت فين
أغمضت عينيها سامحة لآخر قطرات دموعها
بالسقوط على وجنتيها المحمرتين بشدة
عندما آتاها صوته الدافئ الحنون رغم
تصنعه الصرامة إنت اللي فين يا نور مش
إتفقنا إننا نتقابل عند المحامي أنا كلمتك
الصبح بس إنت مرديتيش فاضطريت اروحله
و أجيب الأوراق عشان ناقصة إمضتك
إرتجاف يديها جعل الهاتف يقع على الكرسي
لتلتقطه مرة أخرى بصعوبة و تحدثه بصعوبة أنا حجيلك
دلوقتي الستنر بتاعك
سقط الهاتف مرة أخرى و تعالى صوت نحيبها
و هي تقود السيارة
بعدم تركيز حتى وصلت
بعد نصف ساعة تقريبا إلى المكان صفت
سيارتها بصعوبة ثم فتحت الباب لتنزل
و تسير بخطوات مرتعشة حتى كادت تقع على الأرض عدة مرات قبل أن تصل أخيرا
إلى أولى الدرجات الرخامية لباب المركز
الرياضي
حدقت نور في صورتها التي إنعكست على بلور الباب پضياع شعر مبعثر و وجه أحمر تملأه الخدوش و بعض الډماء الجافة في أعلى جبينها
لم تجد وقتا في الصباح لوضع مستحضرات
التجميل و إلا لكان وضعها أسوأ
أنهى تأملاتها محمد الذي جذبها بقوة من
ذراعها دون قصد قائلا بلهفة و عيناه تتفرسان هيئتها المزريةنور إنت كويسة
حصلك إيه مين اللي عمل فيكي كده
إكتفت بالتحديق به و قد إرتسمت على
وجهها إبتسامة بلهاء و هي تؤكد لنفسها
للمرة الالف هذا اليوم أنها غبية
فمن التي تضيع من يدها رجلا كمحمد
في غاية الوسامة شعره الأسود الذي يطابق
لون عينيه و بشړة وجهه البيضاء المغطاة
بلحية خفيفة تعشقها أما جسده الرياضي
الضخم الذي تمنت في هذه اللحظة أن
يحتضنها داخله حتى تشعر بدفئه و حنانه
الذي اللي
عمل فيكي كده و إيه اللي حصل
نور پبكاء لم تعد تحتمل طيبته و إهتمامه بها
حتى
متابعة القراءة