رواية وبها متيم أنا بقلم أمل نصر
مجيدة الله يخليكى انا قولت مفيش داعي هو بس يعملك انتي حاجة تريحك.
بسعادة تغمرتها تبسمت مجيدة وهي تقترب من شهد وتناولت كفها لتضغط عليها ثم ألقت بقولها نحو الذي وقف يشاهد بازبهلال
خلاص روح يا حسن وشوف هتعمل إيه
سمع المذكور واستدار كالإنسان الالي في تنفيذ الأمر ولكن عقله كان يربط الخيوط ببعضها حتى إذا خرج من عندهن وذهب إلى المطبخ وصل بتفكيره ألى التخمين الصحيح لتتوسع عينيه بجزع مغمغا پصدمة
يا نهار اسود معقول يكون عملتيها يا مجبدة!
وصلت إلى الغرفة المذكورة بعد أن سألت وبحثت حتى علمت بوجودها في الموقع المميز بالقرب من غرفة المدير المسؤل الذي مضى على قرار التعين لها في السابق السيد حمدي كما كانت تسمع من شادي وهو يناديه تنفست بعمق تفرد ظهرها لتذكر نفسها أنها ليست مضطرة للعمل إن كان صاحب العمل لا يرغبها بل هي في غنى عنه إن تطاول عليها بكلمة واحدة وليذهب العمل إلى الچحيم .
أدخل.
فتحت الباب لتلقي عبارتها بروتينية
انا صبا يا فندم.
اشار بكفه لها من محله وهو على مكتبه الفخم بغرفة لا تقل اتساعا عن جناحه بلغة مسيطرة متعالية فهمتها هي لتزيدها اصرارا وثقة وهي تتقدم بخطواتها حتى وقفت على السجادة القريبة من المكتب تجيبه بكل هدوء
نعم يا فندم كنت عايزني في حاجة
ضيق عينيه يرمقها بصمت مستغربا هيئتها الواثقة تقف بشموخ غير ابهة لوضعها أمامه بعد ان كشف لها عن موقعه وسلطته عليها لقد توقع منها رد فعل اخر عكس الذي يراه أمامه الان على الإطلاق أن يبدوا عليها الأسف أن ترتجف أن تعتذر عما بدر منها أن تخشاه لا أن تقف أمامه الان وكأن شيئا لم يحدث بداخل الاجتماع وامام المديرين اعطاها العذر لكن هنا بينها وبينه داخل عرينه يكن وضعها هكذا!
قالتها حينما طال صمته ليجيبها بعصبية
هو انتي بتستعبطي ولا عاملة نفسك مش واخدة بالك
غلت الډماء الصعيدية بأوردتها وجاهدت حتى لا تسبه في موقعه فقالت لتجيبه مباشرة وبدون التهور برد يحسب عليها بعد ذلك
انا لا بستعبط ولا عاملة نفسي مش واخدة بالي ولو حضرتك تقصد موقف امبارح فا انا بأكد قدامك اهو اني مكنتش اعرف بمنصبك كرئيس ومالك للفندق اللي بعمل فيه وع العموم يا فندم لو شايف اني غلطي يستحق ف انت تقدر تصرفني عادي وبمنتهى البساطة كمان.
هل هذه صدمة التي شعر بها أم هو وقع الكلمات المفاجئة منها لقد تجاوزت هذه الفتاة تجاوزت بعدم اكتراثها له انتفض عن كرسيه بدون تفكير ليلتف حتى أصبح يقف أمامها ويسألها بشړ
ابتلعت وحاولت السيطرة على تشنج جس دها للرد بقوة مع هذا القرب المستفز منه نحوها وإن كان يظن أن بفعله هذا يستطيع تخويفها فهو واهم ولكنها أيضا ستلتزم الأدب فردت بهدوء وحزم
أولا يا فندم انا برجع وبعيد تاني عشان اقولك إني مكنتش اعرف بموقعك ولو كنت حضرتك شايف إن اللي حصل معاك هو خطأ أو قلة تقدير لجنابك ف انت طبعا تملك الحق في ذلك أما بقى بخصوص الوظيفة ف انت برضوا قولت بنفسك تحت التمرين يعني مش انا اللي هشغل الفندق.
تبا لها إنها جميلة بحق.
تمتم بها داخله وتحرك ليعود إلى مكتبه مرة أخرى ليتحمحم يجلي صوته ويقول بهدوء هو الاخر
ماشي يا صبا انا مش هعتبر إنك اخطأتي في حقي انا كمالك للفندق لكن بقى لو هنيجي للمهنية ف انتي أخطاتي في حق نزيل بالفندق ودي مش طريقة رد احترافية ولا انت إيه رأيك
تساؤله هذه المرة كان منطقيا ومقنعا لذلك لم تجد بدا من الرد بما يناسبه
اكيد طبعا يا فندم ان تصرفي مكنش بمهنية لما غلبت مشاعري لذلك انا بعتذر عنها دي.
تبسم داخله أن نال شيء ولو قليل يرد له اعتباره حتى لو كان هذا الاعتذار الذي تعطفت به فقط لصفة نزيل وليس لصفته كمالك للفندق.
اهتز بكرسيه الذي يجلس عليه بأربحية ليردف
تمام يا صبا انا قبلت اعتذارك لكن عن أي خطأ تاني مفيش تهاون.
اومات برأسها تنتظر أمر الإنصراف الذي نطق به اخيرا بعد فترة من الصمت
تقدري ترجعي على شغلك .
قالها لتكنم بداخلها زفرة طويلة من الإرتياح اطلقتها فور ان خرجت
من غرفة مكتبه تشعر بثقل كان يجثم أنفاسها وتخلصت منه اخيرا لتعود إلى مقرها في العمل والذي لم يعد مضمونا من الان أما هو فقد ظل على حالة الشرود فيما حدث بينه وبينها وهذا التخبط الذي شعر به بعد مقابلته بها مزيج من القوة والجمال والجاذبية جمعتهم بطمع لها وحدها وكأنها ترفض ان تكون عادية كباقي النساء.
بداخله فضول للمعرفة جعله يسأل مدير الفندق لديه عنها مباشرة قبل مجيئها
البنت اللي شغالة مع شادي دي من امتى موظفة عندنا
تبسم حمدي ليجيب وهو يلملم الأوراق التي انتهى من اخذ التوقيع عليها من رئيسه
دي صبا حضرتك جابها شادي هي وبنت تانية اسمها مودة الاتنين مختلفين في كل حاجة دوكها وظفتها في النظافة عشانها مؤهلها المتوسط وامكانياتها كمان أما صبا بقى فدي بجد كان نفسي اشغلها استقبال نظرا طبعا لهيئتها اللي واضحة زي الشمس ومؤهلها كمان دي واخدة تجارة انجلش بالإضافة لعدة كورسات مهمة بس للأسف شادي أصر انها تبقى في القسم معاه دي هتكمل معانا شهر دلوقتي.
شادي .
تمتم بالإسم وهو يستفيق من شروده ليتذكر ايضا الإسم الاخر وصاحبته.
مودة.
قلقتي عليا
سألتها مجيدة وهي لاتزال تقبض على كفها وكأنها تمنع عنها الهروب او تقيدها حتى تظل بجوارها وقالت شهد تجيبها بعفويتها
طبعا يا طنت انا معرفتش اتلم على اعصابي اصلا من ساعة ما قولتيلي خۏفت جدا لملحقكيش وانا اساسا معرفش العنوان.
يا حبيبتي .
تمتمت بها مجيدة بصوت متحشرج تتابع
عارفة يا شهد اهو انا كان نفسي اخلف بنت عشان تخاف وتقلق عليك كدة ولادي الاتنين ربنا يحرسهم الاتنين صالحين والحمد لله بس بقى الراجل مهمها عمل لا يمكن يبقى زي الست لا يعرف يطبخ ولا ينضف ولا حتى عنده زوق في حاجة.
ظلت شهد تستمع صامتة وتظهر التأثر حتى فاجئتها بالسؤال
بس انتي بتعرفي تطبخي بقى يا شهد
قطبت متفاجئة لها الاخيرة قبل أن تجيبها
حمد لله اينعم انا طول اليوم في الشغل بس دا ميمنعش اني بحب اعمل حاجتي بنفسي والأكل دا بالذات بعمله في اي فرصة اخد فيها اجازة من الشغل.
هلل وجهها فجأة بالفرح ولكنها تمالكت لتذكر التعب وتعد إليه فقالت بمكر
برافوا عليكي طب تصدقي بإيه أنا بقالي سنين مكلتش برا بيتي لا في عزومات ولا خروجات بس وربنا لو انتي لو عزمتني ما هرفص انا عندي رغبة ادوق أكلك نفس ادوق اكل المقاول شهد.
تبسمت لها شهد تقول بحرج
حاضر من عيوني الاتنين ادوقك أكلي في أقرب فرصة بس انتي قومي.
يا حبيبتي تسلملي عيونك.
قالتها مجيدة قبل أن تجفل على اقټحام ابنها للغرفة يحمل على يديه صنية لكوب ساخن وأخرى علبة مشروب غازي بوجه متجهم قائلا
الساقع لشهد والمشروب السخن ليكي يا ماما..
قالها وهو يدنو بالمشروبات نحوهن القت مجيدة نظرة ممتعضة قبل أن تعقب مخاطبة شهد وتشير بي ديدها
واخدة بالك يا شهد جايب الصنية عليها نقط مية الخايب ابن الخايبة بذمتك دا لو بنت مش كان خدت بالها من الحاجات اللي تكسف دي.
استشاط الاخير من الڠضب والإحراج ليهتف بوجه مكفهر
جرا إيه يا ماما دا انا جايبلك الصنية نضيفة وغاسلها بنفسي دي جزاتي يعني
انتقل الحرج إلى شهد لتنهض عن التخت مستغلة انشغال مجيدة مع ابنها وتستأذن بحرج
طب عن إذنكم يا جماعة انا يدوبك بقى احصل شغلي.
ردت مجيدة بلهفة
هو انتي لسة لحقتي قعدتي طب حتى اشربي العصير بتاعك.
همت شهد أن تجدد عذرها ولكن حسن كان الأسبق
شهد مش فاضية للقعدة يا ماما دي وراها أشغال ياما هي مش خلاص اطمنت عليكي وانتي بقيتي تمام اهو.
قال الاخيرة بمغزى نحو والدته والتي فهمت عليه فقالت
الحمد لله ربنا يباركلها بنت أصول.
قالتها ثم انتقلت نحو الأخرى لتردف لها
طب سماح المرة دي يا شهد بس بقى لازم تاخدي واجبك دي أول مرة تدخلي بيتنا حتى على الأقل اشربي الساقع.
خالتي والله ....
لا والنعمة ما تخرجي من غير ما تضايفي.
هتفت بيها مجيدة تقاطع شهد بإصرار زاد من حرجها وزاد من احتقان الاخر ليخطف علبة الكنز قائلا
وادي علبة الساقع معلش يا شهد اشربي وانتي بتسوقي لجل عيون ست الكل.
اضطرت الاخيرة لتتناولها منه وتحركت لتغادر وهو خلفها ولكن مجيدة أوقفتهما
شهد متنسيش اللي اتفقنا عليه.
تعقد حاحبي الأخيرة بتفكر قبل ان تتذكر سريعا وتجيبها
حاضر من عيوني.
تسلم عيونك.
قالتها مجيدة وانتظرت حتى وصلت الأخرى لمخرج الباب فهتفت عليه مرة أخرى
أنا كدة اتأكدت إن دي نمرتك يا شهد وانتي كمان عرفتي نمرتي هتقبلي بقا لما اتصل بيكي ولا تتبرعي وتتصلي انتي بنفسك
الاتنين يا طنتهقبل بالاتنين.
يا ابن الجزمة عامل فيا مقلب ومخليها من غير سكر خالص.... ماشي يا حسن
في غرفة الكشف وأمام الطبيب الإنجليزي والذي كان يلقي بنظره شاملة على الملف الذي امتلاء بالأشعة وصور التحاليل التي طلبها منهم سابقا بتوتر مهيب كانت تتنقل بنظرها من الرجل وإلى زو جها الذي كان متكتف الذراعين بسأم وقد مل من تكرار التعب في شيء يعلم نتيجته سابقا.
مستر مصطفى و مدام عزام
هتف بها الطبيب بلكنته الأجنبية فور ان رفع رأسه عن الأوراق أجابته نور بلهفة وتوتر
نعم يا دكتور.
تنهد الرجل يخلع عن عينيه النظارة الطبية ثم قال بلغته يوصف بشكل دقيق عن نتائج الاختبارت التي طلبها والتي تظهر بشكل واضح السلامة الجس دية لكلاهما من أي عيب يمنع عنهما الإنجاب. فهتفت به نور بعدم تصديق
ازاي يعني لما انا وهو معندناش عيب في أي حاجة أمال مش بنخلف ليه مفيش حمل حصل حتى ولو كاذب لييبه
عصبيتها أجفلت الطبيب حتى جعلته يطالعها پصدمة ارتدت على مصطفي ليهدر بصوت حازم وكفه تطرق على سطح المكتب بينهم
إهدي يا نور الدكتور مغلطتش.
الټفت إليه تسأله برجاء
ولما هو مغلطتش