رواية وبها متيم أنا بقلم أمل نصر
الموضوع مباشرة بأنه يريدها ولو طلبت منه الملاين سوف يعطيها في سبيل الحصول عليها ولكن لعمله الأكيد لصعوبة الأمر قال كاذبا
أكيد عشان كفائتك يا صبا دا غير انك زي ما قولت من شوية واجهة مشرفة.
كفاءتي دي اللي اتريقت عليها من مدة لما قولت ان مستر شادي مدلعني وبيقوم بمعظم الشغل عني
فاجئته بفطنتها والذاكرة السريعة التي اسعفتها لتقرعه بشجاعة تزيده إعجابا بها رغم غضبه منها بابتسامة حقيقية اعتلت قسمات وجهه قال
شكلك لسة زعلانة مني ع العموم يا صبا يعني عشان تعرفي انا صارم اوي في الشغل ودي طريقتي في الشد على الموظفين المهم بقى إيه رأيك
في الحقيقة يا فندم انا قبل ما اتوظف في الفندق اتعرض عليا نفس المنصب وفي شركة كبيرة برضوا فكان ردي هو نفس اللي هقولهلك دلوقتي لأ يا باشا عشان انا اخر همي ان ابقى واجهة.
تجمد أمامها وبدى بملامحه التي تعقدت أمامها كتمثال بلا حراك فتابعت بذكاء
انا شايفة ان البنات اتأخروا وبما انك صاحب المطعم ف انا بطلب منك يا فندم يعني لو تكرمت ممكن تبعت حد من العمال يستعجلهم ابويا لو زودت عن كدة في التأخير مش بعيد يقطع عيشي من الفندق ويرجعني الصعيد عشان يجوزني هناك يعني دا لو مش هتطردني إنت كمان
سمر.
انتفضت الفتاة مجفلة حتى انتبه بعض الرواد بجوارها
واستطرد عدي بنزق غير ابها وهو ينهض عن طاولة عيد الميلاد
تعالي شوفي الانسة عايزة إيه
قالها وخطا ذاهبا بغضبه تشيعه صبا بنظرها وبقلبها شعور غير مريح على الإطلاق ينتابها نحو هذا الرجل.
كنتي فين يا رباب
تفاجأت بها وهي تدلف لداخل غرفتها لتنتبه عليه وقد كان واقفا بتحفز واضعا كفيه داخل جيبي بنطاله داخل الشرفة وقد بدا أنه ينتظرها منذ مدة من الوقت كظمت لتكتم صيحة الڠضب بوجهه حتى يخرج صوتها بنبرة تبدوا طبيعية وهي ترفع قبعة من أعلى رأسها لتلقيها بإهمال ثم بيدها كانت تفك حزام المعطف الذي كانت ترتديه لتخلعه
پغضب تملكه خطا ليقترب منها قائلا بتحذير مشددا على أحرف الكلمات
أنا بسألك يا رباب كنتي فين مشيتي الحارس وخرجتي بعربيتك من غير السواق عشان ترجعيلي دلوقتي الساعة ٧ الليل !
زفرت لتسقط بجسدها على طرف التخت قائلة بضيق
يعني هكون روحت فين يعني اتسوقت شوية مع واحدة صاحبتي وانا لابسة الكاب عشان اخد حريتي واقضي وقت حلو معاها وناكل كمان وننبسط.
بتهكم ساخر
تاخدي حريتك طبعا عشان المعجبين دا على اساس ان انتي نجمة مشهورة وصورك محتلة الشاشات مش كدة يا بيبي
مش لازم اكون نجمة تمثيل ولا غنا أنا بلوجر مشهورة برضوا ولا انتي مش عارف عدد متابعيني
احتدت عينيه بشراسة يرمقها ورأسه تميل نحوها ليبث بقلبها الړعب بقوله
عارف ولا مش عارف مېت مرة اقولك ما تتحركيش خطوة من غير ما تبلغيني وحركة انك تمشي الحارس والسواق دي عشان تمشي لوحدك متكررش تاني.
بشجاعة زائفة خرج صوتها تقارعه
ما انت بتقول اني مش مشهورة ايه لزوم الحارس بقى
عشان حراستك.
لا دا مش عشان حراستي دا عشان تفضل مراقبني ومغبش عن عينك .
دنى حتى أصبح وجهه لا يفصل عن وجهها سوى سنتيمترات قليلة بأعين مشټعلة تلفح أنفاسه الحاړقة بشرتها ليزيد على جزعها بتهديده
دا حقيقي وتاني مرة لو اتكرر منك الفعل ده ما تلوميش إلا نفسك.
بصق كلماته واستقام بجسده يتركها مغادرا الغرفة ليدخل الأكسجين اخيرا صدرها وقهر يشل أطرافها عن الحركة بإحساس بالعجز وقيوده الحريرية باتت ټخنقها.
دوى صوت الهاتف لتتناول وتجيب بدون تركيز
الوو...
ألوو يا ملكة الجمال عاملة ايه
سمعت الصوت الذي عرفته مع التكرار لتتحفز كل خلاياها في الرد عليه بحدة
إنت تاني هو انا مش حاظره رقمك وعملتلك بلوك ع الصفحة كمان بتجيب رقمي منين عشان تكلمني كل شوية من رقم شكل
تجاهل عنفها ليجيب بهدوء
يا قلبي بلاش تتعصبي وانتي اساسا جاية تعبانة بعد ما اڼهارتي جمب قبر والدك ووالدتك واتفلقتي من العياط جمبهم.
ېخرب بيتك دا انت بتراقبني بجد بقى.
صاحت بها وهي تنتفض واقفة پغضب فما كان منه إلا أن اجابها بهدوء
مش مراقبة سميها مراعية لحبيبة قلبى ملكة الجمال وحبيبة الملايين.
ختم بصوت قبلة وصلتها قبل أن ينهي المكالمة وتسقط هي باڼهيار لا تدري ما الذي يحدث معها.
قاعدة لوحدك هنا في الضلمة ليه يا ميسون
قالتها نور وهي تخطو نحو مدخل المنزل عائدة من عملها وقد تفاجأت بالاخيرة جالسة بركن مظلم في الحديقة بعيدا عن الإضاءة وأعين الحراس والعمال وباقي اسرتها رمقتها المذكورة بهدوء لتجيب بلهجته العربية الغير متقنة
ولا حاجة عادي.
ولا حاجة عادي!
رددتها نور من خلفها لتغير مسارها متجهة نحوها لتتناول كرسي وتقربه لتجلس جوارها فقالت ميسون بفظاظة
بتقعدي جمبي ليه انا قولتلك اقعدي .
تقبلت نور لتخفي حرجها بابتسامة قائلة
لا يا ستي ما قولتيش بس انا عزمت نفسي اقعد معاكي ينفع
بتجهم اعتادت عليه حتى أصبح من السمات الرئيسية بشخصيتها طالعت نور للحظات صامتة ثم تمتمت بغمغمة وهي تشيح بوجهها
خلاص بقى مدام قعدتي.
في وضع اخر كانت ستضطر نور إلى الإنسحاب بحرج لتتلافاها وتتلافى الجلوس معها ولكنها لم تقوى على التحرك ولم يطاوعها قلبها على تركها وقد تسرب إليها شعور غريب بالإشفاق عليها رغم هذا الجمود الذي تدعيه والصلف المعتاد منها دائما في التعامل مع الجميع سوى بهيرة شوكت التي تدللها على الدوام فقالت تخاطبها
ميسون هو انتي حد زعلك في حاجة
اعتدلت لتواجها بحدة قائلة
وانتي بتسألي ليه يهمك اوي تعرفي باللي مزعلني
طبعا يهمني يا ميسون هو انتي فاكراني جبلة مبحسش او مش هتأثر لزعلك مثلا ليه بقى هو أنا عدوتك
قالتها بصدق وصل للأخرى لتتمتم بالرد
لا يا نور انتي مش عدوتي
بس كمان مش صاحبتي ولا عمرك هتحسي بيا عشان مش في مكاني.
طالعتها باستفهام سائلة
يعني إيه وضحي يا ميسون.
ردت بصراحة أجفلتها
يعني انتي معاكي جوزك اللي بيحبك وبيعشقك دا غير جمهورك اللي بيعمل مهرجان في أي مكان تروحيه لكن انا واحدة مسكينة سيبت بلدي واهلي عشان اتجوز هنا واخلف من واحد ما بيحبنيش وفي الاخر سايبني كدة وحدي اربي الولاد كل يوم اضحك واهزر معاهم عشان اشحت نظرة حب في عيونهم مش بلاقيها بصدق غير منهم.
تفاجأت لا بل هي صعقټ لقسۏة ما تحمله الكلمات التي اردفت بها الأخرى ابتعلت نور ريقها الذي جف بحرج لا تعلم بما ترد تهون عليها او تلوم صراحتها الفجة بأن تحسدها في الشيء الوحيد المتبقي لها وهو حب زوجها والجمهور وقد حرمت من نعمة الأطفال التي تتنعم بها هي.
خرج صوتها اخيرا بعد تنهيدة مثقلة
سامحيني يا ميسون لو مقصرة معاكي انتي عارفة بقى الشغل اخد كل وقتي بس كنت عايزة اقولك على حاجة انا الدنيا مش حلوة معايا كدة زي ما انتي شايفاها بس كمان هعذرك.....
صمتت برهة ثم تابعت
انا متأكدة ان في نقطة وصل بينك وبين عدي أكيد لو حاولتوا انتوا الاتنين هتلاقوها وترجع المية لمجاريها يعني ما تنتظريش انه يجي لوحده لازم انتي كمان تحاولي..... عن إذنك
قالتها ونهضت لتذهب دون انتظار رد تعلم بقرارة نفسها أنه لن يعجبها لعلمها الأكيد بشخصية ميسون المتعالية عن النصيحة.
على مدخل غرفة نومه كانت واقفة لمدة من الوقت تراقب شروده بابتسامة حالمة تعلم أنه يفكر بها هو ابنها الذي تفهمه أكثر من نفسه وتحفظ خطوط وجهه والتعابير التي ترمز بها لكل انفعالاته إن كان بالفرح او الحزن او العشق كما تراها الان وبكل وضوح طرقت بخفة على الباب ليشعر بها اخيرا ويعتدل بجلستة على الفراش منتبها لها وهي تتقدم بخطواتها حتى جلست بجواره قائلة
عامل ايه يا بشمهندس
تناول الطبق الذي كانت تحمله بيدها وقد سهت عن تقديمه في غمرة شرودها به ليقول بابتهاج
زي الفل يا ست الكل بس ايه الجمال ده.
قالها ليتناول بالملعقة منه قائلا بتلذذ
الله يا ماما حلو اوي الرز باللبن ده عملتيه ازاي
تبسمت بمرح تجيبه
دا طريقة جديدة عملتها بوصفة من الست أنيسة مش معقولة بجد الست دي استاذة حقيقي في الحلويات.
لا دي تستاهل جايزة بقى مدام عرفتك تعملي بالطريقة اللي تجنن دي.
قالها حسن وهو مندمج في اسقاط ملاعق الحلو داخل فمه بنهم لتغزوا ابتسامة سعيدة وجه مجيدة قائلة
شهد برضوا قالت حاجة زي كدة دا باين القلوب عند بعضها.
توقف ليردد خلفها باستفسار سائلا
شهد قالت كدة ازاي يعني
طالعته بمكر قائلة
وانت لازم تعرف باللي قالته بالظبط اهي قالت زي ما قالت حاجات كتير معايا ما انت عارف انا قضيت معاهم نص النهار والست أنيسة الله يباركلها مكانتش عايزة تسيبني.
لوك بفمه ليعود للطبق بعدم تركيز يتلاعب بالملعقة فقالت تلاعبه
تحب اعرفك قالت إيه
ايه
مش هقولك.
قالتها لتطلق ضحكة مدوية بتسلية لهيئته الحانقة بغيظ من فعلها وتابعت بمناكفته
ما انت لو تطلع إللي في قلبك وتقول الصراحة انا كمان هتكلم وقول حكاوي.
هذه المرة لم ينفعل أو يغضب بل طالعها صامتا لعدة لحظات بتفكير قبل أن يجيبها
طب لو قولتلك اني موافق على عرضك هتعرفي تتصرفي
عرض إيه
سألته متناسية ليقول على الفور
انا فعلا عايز اتجوز شهد بس بصراحة مش عارف ادخلها ازاي
هللت بفرح مرددة
يا صلاة النبي احسن يا صلاة النبي أيوة كدة خليني افرح.
هتف بها حازما يوقفها
يا ماما بقولك مش عارف ادخلها ازاي يعني لازم اعرف مشاعرها ناحيتي الأول وانها ممكن توافق ع الارتباط ولا لا ولا انتي نسيتي ظروفها واللي بتمر بيه مع اخواتها وعيلتها
باستدراك متأخر فهمت مجيدة قصده لتخبو ابتسامتها مرددة بحيرة
اه صحيح دا انت عندك حق....... مكدبش عليك انا كان كل همي عليك انت والحلوف التاني اخوك...... نسيت أمر البنات نفسهم...... دا كدة عايزة تخطيط من أول وجديد .
.... يتبع
الفصل الثالث
وسط ترحيب الجيران والمعارف وتساؤلات عن الصحة وكلمات ود تخرج من القلب لها وكأنها غابت شهور وليس عدد من الأيام وهي تبادلهم الرد بابتسامة ممتنة ورزانة اعتادت عليها خطواتها تبطئها بقصد وتتوقف عن السير عدة مرات حتى لا تغفل عن إجابة أحد بصحبة شقيقتها المؤازرة لها دائما رؤى.
حمد الله ع السلامة يا شهد ربنا ما يجيب حاجة وحشة أبدا
الله يخليكي يا ام كريم.
احنا كنا بنسأل عليكي دايما الست نرجس وكان بودنا نيجي ونزورك بس منعرفش العنوان.
تسلم يا عم عادل دا العشم فيكم والله.
لا بس انتي وحشتينا اوي والبت رؤي دي عايزة قرص في ودانها عشان مفيش مرة ريحتنا بكلمة.
انا يا ام حسين الله يسامحك.
هيسامحني يا ختي عندا فيكي هيسامحني.
قالتها المرأة وانطلقت الضحكات ليتبعها بعض المزاح والتفكه بالعبارات ليشيع جوا من المرح ويزيد من تعطليهم وفي الأعلى كانت أمنية تراقب من الشرفة والهاتف على أذنها تتحدث إليه
بقولك وصلت يا عم والجيران ولاد الكلب عاملينها استقبال ملوكي ولا اكنها ملكة بين راعاياها وهترش عليهم بالدنانير والدراهم........ ايه عايزانى انا كمان استقبلها واكلمها....... ليه يا حبيبي هو انت ناسي ان الخناقة كانت عشانك وانا بدافع عندك........ ما تقولش حمارة يا ابراهيم.........
هتفت بالأخيرة محتدة وهي تدلف لداخل غرفة نومها وتترك الشرفة وتابعت بالرد
لأ يا ابراهيم البت دي هتشوف نفسها عليها أنا عارفاها مش هترضى ترد وهتكسفني........ تاني يا ابراهيم هتزعق فيا....... خلاص يا سيدي سكت وهسمعك...... اممم........ سياسة!......... حاضر هجرب واما اشوف هتعمل ايه انت كمان في الاستراتيجية الجديدة الي بتقول عليها دي......... سلام .
شهد انتي وصلتي حمد الله على سلامتك يا بنتي.
تفوهت بها نرجس فور ان وقعت عينيها عليها وهي تلج لداخل المنزل وخلفها رؤى كانت تحمل حقيبتها وبعض الكتب المدرسية على يديها والتي تكفلت هي بالرد مع صمت الأخرى
لا موصلناش لسة يا ماما استني لما نيجي وبعدها سلمي.
عبست نرجس تهتف حانقة نحو ابنتها
عنك ما جيتي بنت قليلة الحيا بصحيح.
كانت قد وصلت إلى شهد لتجذبها من ذراعيها وتقبلها على خديها بمداهنة تردد
نورتي بيتك يا حبيبتي نورتي بيتك يا أحلى شهد.
ابتسامة باهتة شهد بصعوبة لتوميء لها بهز رأسها حتى تتركها لتدخل غرفتها قبل أن تفاجئها أمنية بقولها
الف سلامة عليكي يا شهد.
قالتها وقد ظهرت إليها من العدم متصنعة الأدب والمسكنة قطبت شهد تطالعها بريبة صامتة لتتابع الأخرى
انا كان نفسي اجيلك عند صاحبتك بس خۏفت لا تطرديني ولا متقبليش بزيارتي ساعتها كان هيبقى شكلي وحش اوي في بيوت الناس.
وانا وانا كمان يا شهد كان نفسي اجيلك بس البت رؤى اختك مرضيتش .
قالتها نرجس متلهفة لرد فعل شهد والتي طالعت وجهها وهذه البلاهة المرتسمة على ملامحها وكأن ما تتكلم عنه هو بالهين أن تجد الغريب هو من يهمه أمر صحتها ورعايتها ولا تجد من أفنت حياتها من أجلهم بجوارها وكأنه شيء عادي.
هل هي من تغيرت أم انها كانت معمية عن رؤية واضحة لهذه الوشوش نقلت بأنظاراها نحو أمنية التي تتصنع دورا لا تجيده ليخرج صوتها
كتر خيركم فيكم الخير.
استدارت نحو الذهاب إلى غرفتها ولكنها وما أن تحركت خطوتين حتى توقفت تتابع وقد أعطتهم ظهرها
بدل الحجج والقصص دي كلها كان يكفي اتصال او حتى رسالة ع الفون. دا اضعف الإيمان.
أه بس انتي مكنتيش هترودي.
هتفت بها أمنية وكان رد شهد ابتسامة ساخرة لم تصل لعينيها بعد أن الټفت إليها برأسها لتختم بتنهيدة مطولة خرجت من عمق جرحها.
لتكمل سيرها بعد ذلك حتى دلفت داخل غرفتها لتباغتها دمعة خائڼة سقطت على خدها مسحتها سريعا حتى لا تترك نفسها فريسة للحزن أو التحسر على ما ضحت به من أجل أشخاص لا يستحقون لا بل يوجد فيهم من يستحق شقيقتها رؤى تتمنى من الله الا تتغير هي الأخرى وتصبح صورة منهن
من جيب بنطالها أخرجت هاتفها لتعود إلى حياتها الطبيعية وتمارس عملها المنقطعة عنه منذ مدة
الوو يا عبد الرحيم إيه الأخبار
في زيارة لشقيقها مروان الوحيد المتبقي لها من أفراد عائلتها وقد كان الفراق خيارها معهم من أجل مصلحتها بتحدي غبي منها خسرتهم ولم يبقى سوى هذا الفرد الوحيد لتنزع عنها قشرة الجمود معه وتفتح قلبها إليه وقد فاض بها
انا تعبت يا مروان وعايزة اشوفلي حل معاه اتخقنت وقرفت ودا عامل زي العمل الأسود مفيش منه مهرب اخاڤ اكلمه ولا حتى افاتحه في موضوع الانفصال لېقتلني ولا يعمل فيا حاجة وحشة دا غير كمان ابني مش بعيد يحرمني منه.
كان يسمع منها صامتا وهو يخرج لها عبوة عصير طازجة من البراد ليفتحها ويضعها أمامها على سطح الطاولة الفاصلة بين الصالة والمطبخ المفتوح ليتخذ وضعه ويجلس على المقعد المجاور ليرد اخيرا بنبرة هادئة
ما هو دا طبعه من الأول ودي عيشتك معاه من بداية ما اتجوزتيه ايه اللي جد بقى لدا كله
اللي جد هو الخېانة.
هتفت بها بانفعال ثم تابعت بحړقة
الخېانة صعبة أوي يا مروان خصوصا وانا عارفة اني ما ملكش الجرأة حتى اني افاتحه عشان عارفة ومتأكدة انه هيحاسبني على المعرفة معرفة الشقة ومعرفة الست اللي خاني معاها دا جبار وانا عارفاه.
ولما انت عارفاه لزومو ايه كل اللي انتي عملاه ده دا كارم ودا طبعه اللي اخت......
قطع بعد أن اجفلته بنظرتها المحذرة تقول بعصبية
اياك تكمل...... انا فيا اللي مكفيني
زفر بضيق ليردد مذعنا لطلبها
خلاص يا ستي مش هكمل بس انا قصدي افكرك بطبيعة البني أدم اللي انتي متجوزاه
وكأنها لم تسمعه وجدت نفسها تعود بذاكراتها للحفل فقالت رغم تحذيرها لشيقيقها بعدم الفتح في هذا الموضوع
انا بحسدها يا مروان.
تحسدي مين
سألها بعدم فهم فتابعت تجيبه بصراحة نادرا ما تصدر منها
بحسد كاميليا..... لو شوفتها في حفلة الفندق والأستاذ طارق بيحاوط عليها ويدعمها بشكل واضح للجميع بدون خجل ولا كسوف اكيد كنت هتقول انه قاصد يعمل كدة قدامنا بس انا عارفة ومتأكدة ان ده إحساسه الطبيعي ناحيتها ودا اللي وجعني اوي اني مش لاقية ربع الإهتمام ده.
ظل شقيقها صامتا وهي تردف
حتى كارم وبرغم كل العنجهية اللي فيه كان بيخطف كل شوية نظرة سريعة بطرف عينه ناحيتهم انا فاهمامها عشان فاهماه كويس ودا اللي قهرني.
بنفاذ صبر قال مروان لينهي حديثا يعلم بعقم الجدال فيه
رباب... اصحي وفوقي لنفسك التفكير ده هيزيد من تعبك وانتي اساسا عارفة نهايتها جوزك متسلط ومعندوش تهاون عيشي حياتك يا حبيبتي واتدلعي اشتري كل اللي يخطر في بالك واصرفي على كيفك ناغشي المتابعين عندك وخليهم يسمعوكي كلام حلو عن جمالك وسحرك دي حياتك وانا واثق ان ناس كتير تتمنى نصها.
عشان معاشوش الحقيقة ع الواقع لو عاشو الواقع هيعرفوا ان كل دا فيك وقشرة مزيفة.
قالتها لتتكتف بذراعيها ناظرة للأمام بيقين تام وصلت إليه عن تجربة مريرة تعيشها وتتعايش معها
مرغمة لتدفع ثمن اختيارها الخاطيء تداركت تتذكر فجأة لتسأله
اه صحيح يا مروان انتي ما قولتليش عملت ايه في موضوع المجهول اللي بيتصل بيا ده عرفت صاحب النمرة ولا جيبت حسابه
بحثت لقيت الحساب مقفول والنمرة كمان حاولت اتصل لقيت الرقم غير متاح بس ايه لزوم القلق يعني دا أكيد عيل معجب وتافه .
صاحت به بانفعال
أو ممكن يكون مهووس ولا انت مسمعتش عن الحوادث اللي بتحصل احيانا مع النجمات اضمن منين انا انه ميكونش واحد منهم
تغضنت ملامحه بسأم لينهض من جوارها قائلا
ياا رباب متكبريش الموضوع بقى انتي اخترتي طريق الشهرة ودا شيء عادي بيحصل مع النجوم اشربي العصير وفكي كدة بلاش التنشنة دي.... انا هسخن اكل عشان تاكلي معايا.
راقبته بيأس مغمغمة داخلها
انا كنت واثقة اني مفيش فايدة منك يا مروان دا غير اني مقدرش اكلم كارم وانا مضمنش رد فعله دا مش بعيد يجيب اللوم عليه وانول عقابه اللي انا عارفة كويس انه هيكون حازم وقاسې في نفس الوقت.... طب اعمل ايه بس
بغرفة المعيشة وقد خلا المنزل عليهن بعد مغادرة شهد ورؤى وذهاب لينا إلى عملها كانت الجلسة التي جمعت بين السيدتين فقالت مجيدة بعد أن ارتشفت قليلا من فنجان القهوة الذي كانت تمسكه بيدها
ها يا ست أنيسة إيه رأيك في اللي بقولهولك واوعي تعملي نفسك مش واخدة بالك جيبي من الاخر اللي يرضى عنك عشان انتي عارفة اني فاهماكي زي ما انتي فهماني
تبسمت المرأة التي كانت جالسة على نفس الاريكة معها تقول
لأ طبعا واخدة بالي دي حاجة واضحة زي عين الشمس البشمهندس حسن ربنا يخليهولك طيب ومشاعره ڤاضحاه.
اه يا اختي انتي هتقولي.
عقبت بها مجيدة متمتمة لتتبادل مع أنيسة الضحكات قبل أن تستدرك الاخيرة بتفكير لتقول
انا لو عليا اجوزهاولوا الليلة ومن غير ما اخد شورتها كمان دي زي بنتي وأغلى كمان بس المشكلة فيها هي شهد مسنكرة على قلبها وقافلة على موضوع المشاعر ده بضبة ومفتاح جواها رفض للإرتباط كتومة زيادة عن اللزوم طب اقولك على حاجة انا نفسي حاسة انها ميالة له بس المهم هي تعرف كدة وتحس وتدي نفسها فرصة.
الله عليكي.
تفوهت بها مجيدة بإعجاب تتابع
اهو انتي كدة قصرتي عليا نص المشوار انا بقى عايزاكي تفكري معايا عشان نلاقي حل الواد عايزها والبت أكيد كمان عايزاه لكن بقى محتاجة اللي يفك السنكرة والقفلة دي عايزة اللي يفوقها لنفسها.
تمتمت أنيسة معها بتأثر
أه والله عندك حق حبيبتي بقت ناسية نفسها ونسيت الفرح نفسه وهي تستاهل العوض تستاهل واحد زي البشمهندس.
ردت مجيدة براحة تتسرب إلى قلبها
الله ينور عليكي يالا بقى فكري معايا نشوف طريقة نوفق بيها راسين في الحلال انا شايفاها مرات ابني ومش هستريح ولا يهدالي بال غير لما اجوزهم لبعض كان ممكن اخدها من قاصرها وادخل البيت من بابه زي ما بيقولوا في الأمثال بس بقى مكدبش عليكي الست مرات ابوها دي مبستريحش معاها قلبي مش مطمن لها خصوصا بعد المشكلة الاخيرة دي ست غريبة لا تعرفيها طيبة ولا هي غبية مش فاهماها بصراحة.
بسخرية تخلو من الابتسام عقبت أنيسة
يعني انتي عايزة تعرفيها من يدوب مقابلة ولا اتنين دا انا ذات نفسي بقالي عمر اهو بعرف شهد وكذا مرة اشوفها معاها ومع ذلك عمري ما فهمتها.
ياختي عننا ما فهمناها احنا المهم عندنا دلوقت البت عندك استعداد تساعديني ادخلها عصابتي
قالتها مجيدة لتنطلق ضحكة مرحة من أنيسة قائلة
معاكي يا ستي في كل اللي تقوليه.
حلو أوي
تمتمت بها مجيدة لتتابع داخلها وهي تعود للارتشاف من فنجانها
يالا بقى عشان أفضى كمان لجوز المجانين التانين أكيد برضوا هلاقيلك دور معايا يا أنيسة.
انت هنا وانا بدور عليك.
هتفت بها ليلتف بجسده نحوها ثم يظل يتابعها وهي