رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز


ثم اقتربت منها وصافحتها بود وهي تبارك لها جذبتها ريم داخل ها مرددة بوقار 
الله يبارك فيكي يا أمي ومنحرمش منك أبدا 
ابتسمت عبير لتلك الراقية في حديثها وربتت علي ظهرها بحنو 
ولا منك يابنتي إنتي خلاص بقيتى في معزة ولادي بالظبط ومش عايزة أوصيكى بقى على ابن قلبى وعمرى والله يابنتى ماهتلاقي أطيب ولا أجدع ولا هتلاقي حد بيحبك قده ربنا يبارك لكم في بعض يارب 

ابتسمت ريم وتحدثت بطمئنه لها
ولا يحرمنا منك يا ست الكل وما تقلقيش مالك في عيني الاتنين 
استئذنت منهم وخرجت وتوالت هتافات المباركات عليهم ثم خرجوا من المكان ليتركوا لهم مساحة لفرحتهم ببعضهم 
كان واقفا أمامها مسحورا بجمالها وقبل أن يقترب منها حدثتها عيناه 
انتظرتك عمرا بأكمله وحلمت ليالي كثيرة بلقاكي ظننت أن مامضى من سنينى بعذاب أيامى أن لن أجبر ولكن عدالة
السماء أبهرتنى برؤياكى تعى حبيبتي الي ى كى تسمعي دقات ذاك القلب في حضرتك ياملاكي ولكن تمهلى علي عاشق متيم انتظر عمرا يتمناكى 
اقترب منها وهو متلهفا لمجرد لمسة من يدها أما هى لم تقوى على أن تنظر إليه ولم تستطيع أن ترفع عينيها كي ترى عينيه 
فتحدث هامسا
ريما ارفعي راسك عايز أشوف عيونك 
لم تستجيب لهمسه ولم ترفع عيناها فاقترب منها ورفع وجهها إليه وأجبرها على النظر في عينيه مرددا بوله 
ألف مبروك علينا نورتى دنيتى ولأول مرة بقولها من قلبي واحساسي بحبك لاااااا بعشقك ياقلب مالك 
ارتفعت دقات قلبها بوتيرة عالية وأردفت بنفس همسه 
الله يبارك فيك يامالك 
ردد بتيهة
طب ايه مش نفسك ايدك تلمس ايد مالك وتحسي بإحتواء أول لمسة وتسلمي عليا 
أنهى كلامه ومد يداه إليها والتقط كلتا يداها بين راحتيه أحست برعشة خفيفة اجتاحت جسدها فلمسته رائعة وتملكه لها جعلها تشعر بالأنس من مجرد لمسة يد 
أما هو أكمل بعيناي تنطق عشقا
يااااااه ياريما ده إنتي قربك له لذة تانية خالص مختلفة رقتك بتسحرنى هدوئك بيخطفنى جمالك البرئ بيشدني وبيطالبنى إني أقرب أكتر بس خاېف عليكى من جيوش اشتياقي ليكى ياعمرى 
كم كان بارعا فى
وصف إحساسه وكم كانت هائمة في همساته ولمساته وأومأت بخفوت
ياه ده انتي بتحبنى أوووي لدرجة خلتنى مش مصدقة نفسي اني محتاجة قربك 
ارتفعت دقات قلبه من مجرد كلمة قالتها واختطفها إلي ه كى يعبر لها عن مدى إحساسه بحبه لها فكانوا حقا رائعين في لقائهم الراقى 
تركهم الجميع وانصرفوا كل الي وجهته 
أخرجها من ه مرددا بهيام
طيب ايه بقي هتفضلي بحجابك كدة كتييير ولا ايه 
وبغمزة من عيناه ردد ماكرا
عايز أشوف شعرك مش خلاص بقيت جوزك ياقلب مالك 
بتلقائية وضعت يدها على رأسها ورددت بعيون تتهرب منه 
ايه ده أنا همشى احنا متفقين هنكتب الكتاب وتسيبنى فترة ناخد على بعض 
تركها وذهب ناحية الباب وأحكم إغلاقه بالمفتاح ورماه إلي أعلي الدولاب الموجود في الغرفة اتسعت مقلتيها من حركته وأردفت بذهول 
ايه ده انت ازاي تعمل كدة 
أجابها بمشاغبة
عملت ايه يعنى 
ذهبت ناحية الباب تحاول فتحه وتحدثت باستنكار
إنت هتخلف وعدك معايا ولا إيه متفقناش على كدة من أولها 
وتابعت وهى تنهره على فعلته 
إنت متعرفش إن المؤمنون عند شروطهم ولا ايه 
انفرجت أساريره وأردف مكملا حديثها
طيب ماتكملي الحديث ياقطة إلا شرطا أحل حراما أو حرم حلالا 
أشاحت بيديها وسألته
أه تمام فين المشكلة بقي 
جذبها إلي ه وهو يحاصرها بكلتا يداه 
إزاي بقي في واحدة تسيب جوزها اللى طلعت عينيه عقبال ما كتبوا الكتاب وتقولوا إحنا متفقين ! 
وتابع بغمزة من عيناه
بذمتك كدة مش بتحرمى الحلال ده أنا مستنى اللحظة دي من بقالي كتير وفي أحلامك ياريم هانم إنك تخرجي برة ى النهاردة
وتابع بمشاغبة
انتهى اليوم وأتى الصباح محملا بالتفاؤل والأمل في قلوب أبطالنا 
في فيلا إيهاب حيث استيقظ ووجد ابنته تجلس في الحديقة بشرود أخذ حماما دافئا وأدي فريضة الضحى وذهب الي ابنته 
ربت على ظهرها من الخلف ثم احتضن رأسها وقبلها من
جبهتها وجلس أمامها مرددا بابتسامة
صباح الخير على البرنسيسة سما الجميلة 
وتابع باستفسار
مش عوايدك تصحى بدرى يعنى ده إنتي بتصحى على بعد الضهر كل يوم 
ردت صباحه بابتسامة وأجابته
قلقت من نومى ومعرفتش أنام تانى فقلت أقعد في الجنينة شوية على ماتصحوا ونفطر مع بعض كلنا 
أمسك
يداها وتحدث بحب
طيب ممكن بابي يقعد معاكي شوية نتكلم مع بعض وحشتني قعدتنا مع بعض من أخر مرة لوحدنا 
ابتسمت عيناها بحب لاهتمام والدها بها منذ رجوعه إليهم فهو دائما يتقرب منها ولا يدعها تحزن أو تتوه بشرود وأمائت برأسها بموافقة
أنا أطول أقعد مع بابي حبيبي لوحدنا دي كانت أسمى أمنياتى سنين يابابي 
أحس بحزنها على فراقه عمرا بأكمله لهم وهو لم يراهم إلا أياما قليلة وردد 
خلاص يا حبيبة بابي انا مش هسيبكم تاني ابدا وهنفضل مع بعض طول العمر 
وتابع حديثه بتذكر
الا قولي لي ياسيمو هو البرفان اللي انتي كنتي حاطاه امبارح بتجيبيه منين ريحته حلوه جدا 
أجابته بسعادة لتركيزه معها
بجد يابابي عجبك 
أومأ لها بموافقة وأشار إليها أن تكمل فتابعت هي بعيون مبتسمة
واحدة صاحبتى قالت لي عليه وبصراحة طلع جمييل أووى وريحته تحفة بتقلب المكان 
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وتحدث بإيضاح
طيب إنتي تعرفي إن حرام البنت البالغ أو الست تخرج من بيتها وهي حاطة برفان ولو حتى ريحته متكنش باينة 
ضمت حاجبيها
باندهاش وتسائلت باستفسار
إزاي يابابا مش فاهمة حضرتك 
أمسك كف يداها وتحدث شارحا لها بهدوء 
إنتي متعرفيش حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي ژانية
يعني الست ما ينفعش تخرج من بيتها وهي حاطه اي برفان أو معطر لأن لو شم ريحتها اي راجل يعتبر اختلى بيها وده حرام جدا يا بنتي علشان خاطر الفتنة
إنتي جميلة وحلوة مش محتاجه ان إنتي تظهري نفسك من إن برفانك ريحته تبقى سابقاكي وتلفتي الأنظار ليكي من مجرد عطر ممكن يخليكي تاخدي ذنوب تعتبر من الكبائر 
اتسعت مقلتيها بذهول وأردفت
بجد يا بابا ! انا ما كنتش اعرف الحديث ده خالص ومحدش قال لي قبل كده اني ما احطش برفان وانا خارجه اول مرة اسمع منك كده 
ربت على يديها بحب 
علشان هما لسه شايفينك صغنونة أما أنا بقي شايفك حاجة تانية وعلشان كدة عايزك تبدأى حياة الالتزام زي أي بنت متدينة وحابة إنها ترضى ربنا 
وتابع ارشاده وهو ينظر إلي ملابسها
وفي حاجة مهمة كمان ليه تخرجى خصلة من شعرك وتبينيها إنتي خلاص ياسوما كبرتى ولازم تعرفي الحلال والحرام ومينفعش بردوا تبقي لابسة بلوزة وترفعي كمها وتبيني دراعك الحاجات دي كلها البنات بتعملها علشان الشياكة ويبقوا شايفين نفسهم في قمة الأناقة لكن دي كلها حاجات تغضب ربنا سبحانه وتعالى البنت أو الست ربنا خلقها عفيفة وعندها حياء ودايما تشوف نفسها عالية وغالية أوووى ياقلبي 
أحست بالارتياح لحديث والدها بشدة وسألته بتيهة
أنا مش فاهمة بردوا يابابا أوووي مامى كانت دايما تقول لي عيشى سنك علشان لما تكبرى هتتغيرى تماما بس عمرى مافهمت معنى كلامها 
ربت على ظهرها بحنو وأردف شارحا لها
شوفي ياقلبي البنت عاملة زي الجوهرة الثمينة اللى محدش يقدر يقرب لها إلا لما يكون واثق ومتأكد إنه يعرف يشتريها ولما يتعب ويعافر علشان يمتلكها بيحطها فى أغلي مكان في بيته ويقعد يفتخر بنفسه إنه قدر يوصل للجوهرة الغالية دي ويفتكر تعبه ومعافرته علشان يوصل لها فبيخبيها من عيون الناس ويحافظ عليها ويحطها جوة عيونه ومفيش حد يقدر يجي ناحيتها أو حتى يبص عليها غيره 
واستطرد بإبانة
زي البنت بالظبط اللى خرجت وبينت شعرها وبينت جسمها أو حتى مجرد خصلة ومجرد حتة من ايديها أو رجليها بس اتعرف الشكل العام ليها بقي عامل ازاي ويشوفها كتتتير فى دماغه بقي يقول دي للانبساط متنفعش تكون أم ولادي أما بقي اللي بتخرج بحجابها كامل ولبسها محترم وفي نفس الوقت شيك جدااا زي مامى وخالتو ريم كدة وبردوا خالتوا مريم شفتي بيبقو خارجين إزاي كأنهم ملكات بالظبط ومحدش يقدر يكتشف جمالهم الداخلي لأنهم صايننينه للى يستحقه ياتري كدة فهمتينى ياسما 
انخرطت في
البكاء وهى تضع يدها على وجهها تمنع شهقاتها العالية مرددة بۏجع
يعنى أنا خلاص كدة يابابا عملت كل حاجة وحشة ومبقتش زي الجوهرة وبقيت زيي زي السلعة الرخيصة 
قام من مكانه وجذبها داخل ه وتحدث مهدئا لها
لاااا ياقلب بابا مين اللى كدة 
إنتي لسه طفلة بريئة وفي سن صغير والحمد لله تجربتك دي علشان تعرفى 
واسترسل طمأنته لها
وبعدين ربنا غفور رحيم وطالما عرفتي غلطك وعزمتي النية على إنك مش هترجعى للذنب ده تانى هتلاقى ربنا واقف جمبك وبيثبتك على التوبة 
وتابع تهدئته لها مبتسما
وكمان حابب أقول لك مفاجاة إن البشمهندس نادر اللي شغال مع جدو في البنك مسح كل الفيديوهات اللي تخصك من على جميع المواقع وما بقاش ليها أثر خالص وتقريبا عمل حاجة انها ما تبقاش ظاهرة تاني حتى لو هي متشاركة مع صفحات تانية علشان كده بقول لك إنتي في أمان دلوقتي يا قلب بابا مش عايزك تفكري
في حاجه غير في مستقبلك 
وأي حاجه تقلقك او أي حاجه ما انتيش عارفاها على طول تيجي تسأليني وانا هسمعك وهبقى مبسوط جدا 
اتسعت أعينها بسعادة وأردفت بدهشة
بجد يابابا إنت وجدوا عملتوا كدة وفعلا الفيديوهات دي مبقتش موجودة ولا حد بيشوفها ولا بيتفرج عليها 
أجابها بوجه تغمره الراحة لسعادتها 
بجد يا حبيبي عايزك تطمني خالص وما تفكريش في اي حاجه غير مستقبلك وبس 
انطلقت الى ه كي تشكره على وجوده جانبها وهي تردد بامتنان
بجد بشكرك يا بابا جدا ان انت موجود في حياتي وان انت ما سافرتش تاني لاني بجد كنت محتاجة لك قوي 
خلاص ياحبيبتي عمرى ماهبعد عنكم تانى نطقها إيهاب بأسى لما وصل إليه أبنائه من عدم استقرار نفسي وأكمل وهو يشدها من يداها 
طيب يالا قومى نحضر لهم الفطار ونعمل لهم مفاجأة أنا وانتى 
سألته بدهشة
إنت بتعرف تعمل أكل يابابي وتقف في المطبخ 
بملامح وجه عابسة أجابها
الغربة بتعلم كل حاجة يابنتى
يالا بسرعة 
وأخذها وانطلقا إلى الداخل كى ينعم معها بلحظات الإحساس بالأبوة والمسؤولية التى حرم منها عمرا بأكمله 
انتهت تلك الليلة على ذاك العروسين اللذان تنعما بحلال ربهم وكل منهم وجد عوضه من ربه فى الآخر استيقظ مالك من نومه وجد ملاكه بجانبه ظل ينظر إليها بعيون عاشقة وهو يحفر ملامحها التى تزيده رغبة بها ولم يكتفي من عشقها بعد 
أزاح خصلاتها من على وجهها برقة وهو يحدث نفسه ولكن في حضرة هيامها 
لو أخبرونى منذ زمن بعيد أن ربى حافظا لي نصيبى من الجبر بعد كل ذلك الصبر هو أنتى ماكنت آسيت
 

تم نسخ الرابط