في هويد الليل بقلم لولا نور
المحتويات
القابع في يده قلب فارس وعمره.. انا جنبك يا حوريتي .. فتحي عنيكي بقي طمني قلبي عليكي ...
فلبت رجاءه علي الفور وفتحت عينيها تنظر حولها بتشويش وهتفت بصوت خفيض متعب فارس...انا فين
اجابها انا هنا يا عمري.
استعادت اداركها شيئا فشيئا وهي تنظر في وجه بتدقيق وطال صمتها وصور ما حدث تجول داخل راسها...
صمتها الطويل جعل قلبه يهوي بين قدميه فهو علي يقين انها بدأت تتذكر ما حدث وخوفه ورعبه الاكبر من ان تكون صدقت فيه تلك الاكاذيب ....
تحرك مسرعا يجلس بحوارها علي السرير محاولا تهدئتها بس ..بس يا حوريتي متزعليش نفسك انا عارف انك مكنتيش تعرفي انك حامل قدر الله وما شاء فعل مالناش نصيب فيه ...
رفعت راسها ونظرت داخل عينيه هاتفه پبكاء يعني انت مصدقني ومش زعلان مني !!!
ثم اردف بعدها بتوتر انتي مصدقاني مش كده!!
كان يستمع اليها وقلبه ينتفض داخل صدره من شده تأثره بحديثها الذي اثلج قلبه وداوي روحه فحوريته تثق فيه ثقه عمياء وتعشقه كما يعشقها ....
بعشقك يا حوريتي!!!!
بعقل يكاد ينفجر من شده التفكير كان يقود سيارته عائدا الي البلده بعد ان ذهب ليقل والده الذي كان في زياره لاحد اقاربه في القاهره وعلي الاغلب لم يعلم بما حدث !!!!
انقضي يومين دون حدوث شيء
جديد صمت غريب من جانب شقيقه سيصيبه بالجنون ...
حتي نعيمه لم يقترب منها مره اخري حتي لا يثير ريبه جواد...
جواد الذي يلعب باعصاب الكل فهو يعلم ان سكون شقيقه الطويل ما هو الا السكون الذي يسبق العاصفه ولكنه سيصمد في وجه العاصفه ويجعلها تبتلعهم جميعهم !!!!!
دلفت الي حجره مكتب جواد بعدما علمت من الخادمه بوجوده بها ...
خير يا ليلي في ايه !!!
انا عاوزه اتكلم مع اللي اسمها نعيمه دي.. !!!!
يومين مروا ولازالت حبيسه تلك الغرفه لا احد يقترب منها فقط الخادمه تاتي وتجلب لها الطعام في مواعيده ثلاث مرات يوميا دون ان تنبس بحرف واحد
و جودت لم ياتي اليها مره اخري ولا حتي شقيقه ولا فارس
ستموت من شده الخۏف والظنون تعصف براسها هل عرفوا الحقيقه هل تخلي عنها جودت هل سيكتشفون كذبتها ويبلغوا عنها الشرطه ام سيقوموا فهي مجرد حشره سيدعسون عليها دون ان يرف لهم جفن
كلها اسئله تدور في راسها ولم تجد لها احابه واحده تريحها ....
استمعت الي صوت المفتاح وهو يدور داخل القفل فتعالت دقات قلبها پعنف تطرق صدرها بقوه وهي تنظر بترقب نحو الباب في انتظار معرفه من خلفه...
هدأت دقات قلبها نسبيا عندما وجدت نفس الخادمه ولكن عادت دقات قلبها تهدر پجنون عندما اخبرتها ان جواد يريدها فوق في غرفه مكتبه ...!!!!
اذا فقد حان وقت الحساب ....!!!
باقدام رخوه كالهلام وجسد مرتجف كانت تدلف الي حجره المكتب بعدما سمح لها ذلك الجواد بالدخول ...
وقفت امامه مطرقه براسها ارضا وانتفاضه جسدها تكشف عن مدي رعبها من القادم !!!
هتف جواد بهدوء بعدما كان يرصد بعينه الثاقبه كل حركه تصدر عنها ولم يخفي عليه حركه يديها التي تفركهم ببعضهم مما يدل علي توترها ولا شحوب وجهها ولا انتفاضه جسدها !!!
تعالي يا نعيمه اقعدي هنا عاوز اتكلم معاكي انا ومدام ليلي شويه.
رفعت راسها ووزعت نظراتها المتوتره بينهم وهتفت بنبره مرتعشه تحت امرك يا جواد بيه .
انا قلت اسيبك ترتاحي يومين كده علشان نعرف نتكلم سوا ....انا عاوز اعرف الحقيقه منك نعيمه ... الحقيقه هااا فهماني طبعا ....
هتفت بنبره متلعثمه ما انا قلت لحضراتكم قبل سابق عن الحقيقه ومعنديش حاجه تانيه اقولها ....
ضړب جواد بيده علي المكتب بقوه اجفلتهن معا وصاح هادرا پغضب جري ايه يا روح ا.. انتي هتستعبطي هتكدبي الكدبه وتصدقيها انطقي يا بت انتي مين اللي وزك تقولي الكلام الفارغ اللي قلتيه ده لحسن وكتاب الله ھدفنك مكانك !!!!
تحدثت ليلي وهي تقوم وتقترب من نعيمه تلومه عندما وجدتها تبكي بقوه من فضلك يا جواد
طريقتك دي مش هتنفع كده مش هنعرف نتكلم ....
ثم نظرت الي نعيمه وحدثتها بهدوء شوفي يا نعيمه احنا كلنا عارفين انك بتكدبي وان فارس مالوش علاقه بيكي او بالي في بطنك .
وواضح انك ما تعرفيش نتيجه كدبتك دي هتبقي ايه لو بلغنا البوليس عنك وساعتها هما هيعرفوا يخلوكي تتكلمي وتقولي الحقيقه وحتي لو فضلتي علي كلامك في كشوفات تحاليل كتيره بتتعمل نقدر نعرف بيها اذا كان اللي في بطنك ده ابن فارس ولا لاء ...
ده غير ان الطب الشرعي هيكشف ان امضه فارس علي عقد الجواز العرفي اللي معاكي مزوره!!
وساعتها الحقيقه كلها هتتكشف وانتي لوحدك اللي هتدفعي التمن ..
فياريت تتكلمي وتقولي لنا الحقيقه وانا اوعدك ان محدش هيقرب لك ولا يأذيكي وانا هقف جنبك واساعدك وفارس وانا هنتكفل بكل مصاريفك انتي والبييي لحد ما تولدي وتقومي بالسلامه .
بس قوليلي ليه عملتي كده واشمعنا فارس بالذات اللي اتهمتيه بكده ليه مش جواد او جودت اخوه او اي حد تاني اشمعنا فارس
وانتي عملتي كده من نفسك ولا في حد هو اللي قالك تعملي كده ..
كانت نعيمه ترتجف بقوه ودموعها تجري انهارا علي وجنتيها وتعي حجم المصېبه التي اوقعت نفسها فيها فهي اصبحت بين شقي الرحي ...
من جهه جودت وما سيفعله بها اذا تحدثت ومن جهه اخري المصير المظلم الذي سينتظرها اذا كتمت الحقيقه عنهم ولكن هل ستستطيع الصمود امامهم طويلا خاصه بعد حديث تلك السيده والتي لمست فيها الطيبه والاخلاق الحميده وهو ما جعل ضميرها يوجعها عليها اكثر واكثر ...!!!
ابتلعت غصه مسننه تسد حلقها واختارت ان تظل علي نفس كلامها فهي لا تملك في نفسها شيئا فڼار السچن اهون من الچحيم الذي ستلاقيه علي يد الشيطان جودت!!!
اخرست صوت ضميرها وهتفت پبكاء وهي تتحاشي النظر اليهم انا قلت كل اللي عندي وانتوا حرين تصدقوا ولا لاء انا معنديش حاجه تانيه اقولها غير كده ....
الي هنا ولم يستطع جواد التحكم في اعصابه اكثر من ذلك فهو يري كڈب هذه الفتاه في كل حرف تفوهت به واستمرارها في الكذب اكد ظنونه ان شقيقه هو السبب في رعبها بتلك الطريقه وبدون مقدمات كان يهوي علي خدها بصف قويه وهدر فيها صارخا پجنون انطقي يا بنت ال.... وقولي الحقيقه مين اللي وراكي انطقي !!!
دفعته ليلي تبعده عنها وهي تصيح فيه بعدم تصديق انه ضربها للتو انت اټجننت يا جواد ازاي تضربها بالشكل ده دي واحده ست وحامل ومهما حصل مش طريقه دي للتفاهم ابدا ...
تابع بصړاخ وقد انفلتت اعصابه علي الاخر مما جعل كل من في البيت ياتي علي صوته حتي دانيلا التي كانت تنيم ليل في الاعلي هرولت لاسفل فزعه مت صوته ...
اومال عاوزاني اعمل ايه وانا شايفها مكمله في كدبتها وعاوزه تلبسنا العمه علشان تداري علي عملتها وتلبسها لنا ....
ولسانه نطق بما يجول في خاطره دون تفكير وعموما انا عارف مين اللي زاقك علينا جودت هو اللي قالك تعملي كده ....!!!!
خيم الصمت علي الغرفه بعد جملته الاخيره واكتشف هو تسرعه في نطقها خاصه عندما وجدت اربع ازواج من العيون يطالعونه بذهول وعدم تصديق !!!!
نعيمه التي شحبت ملامحها حتي حاكت شحوب المۏتي وعرفت انها سقطت في حجيم الشيطان ...
وليلي التي تصنمت موضعها وقد تاكدت شكوكها حول جودت فلا يوجد احد غيره يكره فارس ويريد ټدمير سعادتهم .....
ودانيلا التي تقف علي باب الغرفه
واستمعت لجملته الاخيره وهي تدلف اليهم والتي تصادف دخولها مع الحج ليل والده والذي وصل للتو بعدما اوصله جودت وذهب لقضاء امر ما وسيلحقه لاحقا .!!!
وكان هو اول من قطع الصمت متسائلا باستفهام ايه اللي بيحصل هنا بالظبط وعاوز اعرف جودت عمل ايه
جالسين كان علي رؤسهم الطير !!!!
لازالوا لا يصدقون ما استمعوا له عن حقيقه جودت البشعه...
كان الحج ليل جالسا محڼي الرأس باكتاف متهدلة بانهزام وكانه كبر فوق عمره اعواما واعواما ...
وجواد الذي يلوم نفسه علي فقدانه السيطره علي نفسه وتسببه في حاله والده التي شطرت قلبه الي
نصفين فهو كان لايريد له ان يعرف حقيقه ابنه المخجله فيكفيه هو معرفتها ....
قطع ذلك الصمت المهيب دخول جودت عليهم الذي اتسعت ابتسامته ورقص قلبه طربا عندما وجد ليلي تجلس بجانب والده ...
اقترب منها كالمسحور وكأن المكان خالي من حولهم لم يجمع الا سواها وهتف يحدثها بحنو وهو يكاد يلته بعينه ليلي ... الف حمد الله علي سلامتك قلقتيني عليكي ...
قصف صوت والده من خلفه يدوي كالرعد بالرغم من حشرجته بحكم السن والذي تاكد ان نعيمه لم تفتري علي ابنه البكر او تدعي كڈبا فنظره عين ابنه نحو ليلي ولهفته الواضحه عليها ڤضحت مشاعره نحوها واكدت حديث نعيمه جودت!!!!
حمحم جودت متنحنحا بارتباك بعدما وعي علي وجودهم حوله ايوه يا حج ....
طالعه والده بنظره لم يستطع جودت تفسيرها وهتف فيه بجمود اقعد علشان عاوزك في موضوع مهم ...
تحت امرك يا حج .. قالها وهو يعود بظهره الي الخلف حتي يجلس علي الاريكه المقابله لوالده وليلي وما ان استدار حتي تخشب موضعه عندما وجد نعيمه جالسه مطرقه الراس تبكي بقوه وتحاول كتم شهقاتها بيدها ...
وهنا تاكد ان نعيمه لم تنفذ اتفاقها معه ...
رمقها بنظره حارقه لو رأتها لكانت
متابعة القراءة