سلسلة الاقدار نورهان العشري
المحتويات
ايدك ..
عيوني .. بس خلي بالك كدا قهوة و عشا قلت أنت داخل على طمع مصدقتنيش .
قالت جملتها الأخيرة بهمس فلون العبث نظراته حين قال بجانب أذنها
ما قولتلك كلك على بعضك تخصني .. و اثبتلك كمان ولا إثبات امبارح مكنش كافي ..
روت دماء الخجل وجنتيها فأنبتت زهرا ود لو يقطفه في تلك اللحظة ولكن لولا وجود سليم الذي كان ينظر في الأوراق وهو يقول بعفوية
زمجر سالم بخشونة
اياك تعمليله حاجه
ابتسمت فرح و غادرت بينما قهقه سليم على حديثه وقال ساخرا
متقوليش انك غيران والجو دا
سالم بفظاظة
هو الحلاق أيده طولت على عقلك كمان ! حسك اتهطلت من وقت ما عملت العملة دي ..
سليم بترقب
أنا حاسس إنك شايل مني يا كبير ..
بقى فرح مش مسيطرة بتوقع بينا !
سليم باندهاش
أوبا .. دي جنة طلعت فتانة وأنا معرفش !
قاطع حديثهم
صوت رنين هاتف سالم الذي أجاب على الفور فأتاه صوت صفوت المړتعب
بنتي اتخطفت يا سالم
سالم پصدمة
بنتك مين اقصد هو أنت لاقتها اصلا
صفوت پقهر
كانت قدامي شايفها بعنيا بس مكنتش أعرف أنها بنتي و معرفتش غير لما راحت تاني يا سالم ..
عرفت أن العربية دخلت القاهرة و بعد كدا معرفش راحت فين لأول مرة أحس نفسي عاجز و مكسور اوي يا سالم .
زمجر بخشونة
متقولش كدا يا عمي طول ما احنا موجودين في ضهرك الموضوع ميخصكش لوحدك . نجمة بنتنا و لازم أرجعها حتي و لو على رقبتي ..
صفوت و خاصة حين أضاف بفظاظة
قعدتك عندك ملهاش لازمة دلوقتي . بما أنها في القاهرة . معدش في وقت نضيعه .
صفوت باستفهام
سالم . انت في حاجه في دماغك
لما تيجي هتعرف .. قولت لسهام حاجه
صفوت بيأس
لا طبعا مقدرتش اقول اي حاجه .. هخاف عليها ممكن تقع متقومش المرة دي ..
أنهي سالم المكالمة تزامنا من دخول مروان الذي قال باستفهام
هي مين دي اللي هتلاقوها
رمقه سالم بجمود تشابه مع لهجته حين قال
نجمة بنت صفوت .
وثب سليم قائلا بتفكير
مش دي بنته اللي ضاعت يوم الحاډثة !
سالم باختصار
مروان بسخرية
و لسه فاكر يدور عليها دلوقتي
زفر سالم بملل قبل أن
يسرد عليهم ما حدث فصاح مروان باندهاش
يعني اتخطفت منه من تلتاشر سنه و جت اتخطفت منه تاني دلوقتي دا ايه البت المنحوسة دي !
لم يبالي لسخريته إنما نظر إلى سليم وقال بفظاظة
ابعتلي ملف المناقصة
عالميل عشان لما ارجع اراجع عليه و اعمل حسابك انك هتروح انت وهو بكرة أن شاء الله بدالي .
وثب مروان مستفسرا
ليه وانت هتبقي فين
تعابيره جامدة تتنافى مع ضجيج غضبه الذي حاول كبته وهو يقول بجفاء
رايح للهلالية عشان اسوي موضوع الانتخابات دا . مش عايزين عداوات اكتر من كدا ..
تحدث سليم مقترحا
انا جاي معاك . مش هسيبك تروح لوحدك .
سالم بسخرية
ليه عيل صغير !
لا بس الطريق بينا و بين البلاد اللي قبلهم مقطوع و مليان قطاع طرق واحنا مش لاقيينك في الشارع ..
هكذا تحدث سليم بحنق قابله سالم ببرود وهو يلملم أشياءه و قد تجاهل منحني الرد و توجه للخارج مارا بمروان الذي كان غارقا في تأملاته فلم يلاحظ نظرات سالم القاټلة تجاهه
طول عمرك عنيد يا سالم..
هكذا تحدث سليم بسخط فاضاف مروان ساخرا
بدل ما انت عمال تاكل في نفسك كدا سلط عليه اللي اقوى منه !
تقصد مين !
مروان باختصار
فرح ..
رمقه سليم شذرا وهو يتمتم بحنق
واحد عندي و راسه ناشفه و التاني متخلف. معندوش عقل صبرني يارب
مروان بتهكم
حوش مين اللي بيتكلم عن العقل . بلاش انت بقرعتك دي . عيني عليك يا جنة و علي بختك الأسود ..
هبت رياح غضبه فنثرها في وجهه بانفعال
و انت مال اهلك و مال جنة يا بغل انت!
مش صاحبتي و اختي و يهمني مصلحتها
زفر سليم محاولا كبت غضبه وهو يقول من بين أنفاسه
لو قولت صاحبتي دي تاني هنشن انا علي قلبك و اريح الناس منك فاهم ..
مروان بعتب
كل دا عشان عايز مصلحتك . و بنبهك احسن ما البت تطفش منك
نجح في التعزيز من فضوله الذي جعله يقول مستفسرا
ايه اللي بتقوله دا هي شكيالك مني ولا
ايه
اقترب مروان قائلا بتخابث
بص دي أسرار أصحاب . بس انا هخدمك. شوف انت اوطي من الجزمة بس انا راجل اصيل جنة عيد
ميلادها آخر الأسبوع و دا اول عيد ميلاد ليكوا مع بعض . مش معقول تعديه ملط كدا ! لازم يكون مختلف ..
سليم بتفكير
أيوا عندك حق .. كويس انك نبهتني . طب تفتكر اعمل ايه
فاكر الواد يوسف الحسيني بطل رواية للعشق وجوه كثيرة بتاع المسلسل اللي كانوا بيتفرجوا عليه الواد الحلو ابو عيون زرقا اللي انت مش شبهه خالص دا!
سليم بمراوغة
تقريبا .. ماله دا
مروان باندفاع
معاه شويه مزز انما ايه لوز الجوز ..
نهره سليم قائلا بجفاء
انت يا بغل انت مش بتحب !!
مروان بعفوية
اه بحبهم كلهم . الصراحة كلهم يتحبوا مش شبه القرود اللي عندنا لا
سليم باندهاش
تقصد أن سما قردة .
لا اقصد عمتك
رغما عنه ابتسم على حديثه ولكن سرعان ما نهره قائلا
اخلص قول المفيد
مروان بتذكر
ايوا صح . فاكر لما كان عامل حفلة للبت الصاروخ اللي معاه دي
فاكر حاجه زي كدا
مروان بلهفه
البت جنة كانت عينها هتطلع وهي بتتفرج عليهم . و اكيد بينها و بين نفسها قالت ايه ياربي نفسي في فارس أحلام زي الواد دا وسيم و رومانسي و غني و بيعمل مفاجئات . قوم يا قلب امها لبست فيك ..
ناظره سليم شذرا قبل أن يقول بتحذير
هلبس الطفاية دي في خلقتك ..
مروان بلهفة
لا و على ايه خلينا في المهم . دلوقتي لازم تعملها مفاجأة زي دي في عيد ميلادها. وتحقق لها أمنيتها التي لم تفصح عنها. وبكدا تبقى البطل اللي هي بتتمناه اينعم أقرع و اهبل بس مش مشكلة شغال ..
عض سليم على شفتيه قبل أن يصبح غاضبا
امشي من وشي ..
قهقه مروان وهو يتجه الى الباب و سرعان ما توقف ليضيف بسخرية
خدت الفكرة مني و غدرت عليا خليك فاكر بس و
عد الجمايل .
بأعين لامعة بعبرات الألم الي غلف مقلتيها أخذت تنظر إلي ألبوم صورها وهي طفلة صغيرة تتوسط أحضان والديها بسعادة غافلة عن
ما تخبئه لها الأيام من تعثرات و مشقات لم تعد قادرة على مواجهتها . ف لحظها العاثر كانت هي الطرف السيئ في روايات المحيطين بها !
لطالما تمنت حياة طبيعية شخص تحبه و يحبها عائلة حنونة ټحتضنها بيت دافئ بأطفال رائعين تكن هي والدتهم ولكنها دائما كانت تشاهد حلمها من بعيد يحياه غيرها. لهذا لجأت للطرف القوي أو هكذا ظنت حتي ولو كان يحوي الشړ بين ذراعيه !
لأول مرة لم تستطع أن تخلع ثوب ضعفها فقد خارت قواها للحد الذي لم يجعلها قادرة علي اخراج صوتها و السماح للطارق بالدخول . و لم تهتز حين شعرت بباب الغرفة يفتح ولكنها جفلت حين
سمعت صوت غريب فالتفتت لمعرفة ما الأمر فتفاجئت بجهاز غريب ك سيارات الاطفال يدخل الي غرفتها و علي سطحه وردة حمراء بجانبها رسالة مطوية قامت بإلتقاطها بيد مرتجفة و أعين تراقص بهم الدمع وهي تقرأ الحروف المدونة بها
مابعرفش اعتذر بس بعرف اصلح غلطي. هتديني فرصة ولا آجى أخدها انا بنفسي
رغما عنها لونت ابتسامة دافئة ملامحها و تابعت القراءة
لو قررتي تديني فرصة اطلعي البلكونه هتلاقينى واقف تحت . و لو مش ناويه تديني فرصه استنيني انا هطلعلك فوق اخدها بنفسي .
قادتها قدماها الى الشرفة لتجده يقف بهالته الخاطفة واضعا يديه بجيوب بنطاله فلم تستطيع قمع بسمتها التي أضاءت معالم وجهها خاصة حين قال
صافية يا لبن
حاولت رسم السخرية علي ملامحها و في نبرتها حين قالت
حد قالك قبل كده انك ظريف ..
محدش يقدر !
دا ليه أن شاء الله
رفع ذراعيه في محاولة لإستعراض عضلاته وهو يقول بټهديد مبطن
جربي و أنت تعرفي ..
تصدق خوفتني !!
طب بما انك خاېفه اعملي حسابك هاخدك أنت وريتال و نروح سينما.
هبت معارضة
لا طبعا..
تجاهل اعتراضها وقال بصرامة
الساعه تمانيه تكوني جاهزة و بلاش وحياة اهلك اللبس بتاعك دا عشان ماليش خلق اټخانق ..
انهى كلماته والټفت مغادرا دون أن
يعير اعتراضها اي اهتمام ليتركها خلفه تتخبط بين مشاعر قوية تجتاحها و معارك دامية بين الأبيض و الأسود وما يترتب علي كلاهما .
حل الليل و عم السكون في تلك المناطق الريفية و استكانت الكائنات الحية الى ملاجئهم بينما كان هو يغادر منزل الهلالية بعد أن تم الاتفاق معهم و أزيلت تلك المشاحنات و الأجواء الڼارية بينهم و قد كان هذا الأمر مهما كثيرا بالنسبة إليه . يكفيه أن يعلم بأنهم ليسوا أعداء ليستطيع التركيز مع عدوه الآخر..
استقل سيارته و انطلق بها يشق الطريق الترابي قاصدا مزرعتهم وفجأة شاهد ظلا في المرآة لشخص ملثم يجلس في الكرسي الخلفي و شئ حاد ينغرز بظهره من الخلف مع تحذيرا شديد اللهجة من صوتا بدا مألوف !
ادخل أول يمين و اركن علي جنب ..
نظرة تقييمية طافت بها عينيه علي الوضع القائم فلم
يجد حلا سوي تنفيذ أوامر ذلك الغريب فما هي إلا دقائق و قد أوقف السيارة مثلما أخبره ليجد ذلك الملثم يلتف و يجلس بجانبه في المقعد الملاصق لمقعد السائق و يا لدهشته حين أسقط الغريب قناعه عمدا فتفاجئ بمروان !!
لحظات من الصمت خيمت على جو السيارة بينما كان هناك حديث دائر بين الأعين قطعه صوت مروان المرح وهو يقول
مبدأيا كدا اعترف انك خۏفت
تجاهل مزاحه وقال آمرا
عايز تفسير للي حصل دا
طب مش لما تعترف الأول !!
احتدت نبرته قائلا بنفاذ صبر
مش هكرر كلامي ..
زفر مروان بتعب قبل أن يقول بإذعان
انا قابلت ناجي الأسبوع اللي فات !
تجعدت ملامحه بفعل الڠضب فجاء صوته فظا حين قال
مش هتنقطني . قول اللي عندك مرة واحدة..
صمت مروان لثوان يسترجع ما حدث في ذلك اليوم
عودة لوقت سابق
ألو مين معايا
هكذا أجاب مروان علي هاتفه فجاءه الرد علي الطرف الآخر
انا ناجي يا مروان و اوعى تقفل السكة .. انا عايز اقابلك ضروري بخصوص سما . و الموضوع ميتأجلش . أيا كان اللي ما بينا سما ملهاش
ذنب فيه ..
كان ماهرا في اللعب علي أوتار فضوله الذي دفعه
متابعة القراءة