سلسلة الاقدار نورهان العشري
المحتويات
عادي ممكن..
لم تستطيع نطقها فوجدت يده تشد علي كتفها بقوة و كأنه يخبرها بوجوده بطريقة محسوسه و عينيه تتوسل الي الطبيب حتي يطمأنها
تقصدي ممكن تخلفي تاني بصي يا بنتي دي حاجه في ايد ربنا طبعا . لكن لو هنتكلم علي المړض فا لا دا مش سبب يمنعك انك تخلفي اعرف حالات كتير بعد ما اتعافت منه خلفت عادي ..
كانت فرح تجلس بالمنتصف بينهم مما جعلها تشعر بالحرج و ايضا أرادت ترك مساحه لهما فهي تعلم بأنه وحده الذي سيستطيع اخراج كل ما بجوف شقيقتها من عڈاب لذا تظاهرت بالحديث في الهاتف وهي تغادر الي الخارج و ما أن خطت اول خطواتها خارج المقهي حتي وجدت هاتفها يدق و كان المتصل ياسين
ياسين باستفهام
احكيلي حصل اي
قصت عليه ما حدث فزفر بارتياح قبل أن يقول
طب بصي استنوني نص ساعه بالكتير انا لسه خارج
من الجامعه و هاجي اخدكوا..
فرح بلهفه
بلاش يا ياسين. سليم هنا مع جنة و هو هيوصلنا. و نتقابل عند البيت..
ڠضب ياسين و صاح معنفا
كانت تعلم بأنه أكثر من يفهمها لذا تابعت بتوسل خفي
انا عارفه انك تعبت معانا بس ارجوك كمل جميلك للآخر . جنة فعلا محتجاله وبعدين سليم مش غريب دا جوزها يا ياسين . ارجوك تفهمني
طيب يا فرح. اول ما تطلعوا من هناك عرفيني..
اختتمت مكالمتها معه و وضعت الهاتف علي إحدي الطاولات
التي كانت بالخارج و جلست بعد أن أخبرت النادل بأن يحضر إليها قدح من القهوة التي تحتاجها بقوة الآن فهي تشعر بأن عقلها لم يعد يعمل الكثير و الكثير من الأحداث التي عن مشاعرها و تحديدا اشواقها الضاريه له و التي أصبحت عبئا ثقيلا عليها هي تشتاقه پجنون ولا تملك ادني حق يمكنها من الإقتراب منه فهي تحي علي ذكرياتهم منذ آخر مرة كانت معه . تتقاذف دقاتها پعنف داخلها وهي تسترجع كلماته حين اخبرها بأنه اتي شوقا لها تلك الجملة التي بكل مرة تمر علي بالها تجعل جسدها يرتجف من فرط التأثر الذي ينتهي بكل مرة بهذا الاستفهام المؤلم
كانت تغمض عينيها بقوة تمنع سيل العبرات الجارف الذي لن ينتظر إذنا بالهطول فحجبت عن عينيها رؤية عينيه التي كانت تلتهمان تفاصيلها شوقا فقد علم من شقيقه بوجودها و لم يستطيع مقاومة رغبته الملحة في رؤيتها فبينهما حديث طويل لم ينتهي بعد و قد ترك كل شئ بيده و اتي جرا بأمر من قلبه الذي كانت دقاته تقرع كالطبول حين وقعت عينيه عليها
جفلت حين سمعت لهجته الساخرة بالقرب منها ففتحت عينيها بلهفه لتتفاجئ بتحقيقه وجوده أمامها يطالعها بنظراته الغامضة و التي بعثت رجفه قويه بداخلها محمله بالوخزات الموترة فلوهله لم تعد تدري ما هو شعورها هل فرحه لرؤيته أن غاضبة
لهجره لها طوال الأسبوع المنصرم.
تحمحمت بخفوت قبل أن تقول بجفاء
شايفه انك تخليك في نفسك..
ابتسامه خطړة ظهرت علي محياه قبل أن يقوم بالعض علي شفتيه السفليه قائلا بهمس قاټل
لسانك يا فرح..
غمرها الخجل و الارتباك معا مما جعلها تقول بغباء
ماله
باغتها حين قال بوعيد
نفسي اقطعه..
تراجعت للخلف پغضب جعلها تكز على أسنانها قبل أن تهمس بغل
قطع رقبتك..
سمع كلمتها بوضوح ولكنه تصنع غير ذلك حين قال باستفهام
بتقولي حاجه يا فرح
أخذت نفسا قويا و عنفت نفسها مذكرة أياها بشخصيته الفظه و تحفزت بداخلها بألا تسمح له بالانتصار عليها أبدا لذا قالت بعينين تقطران تحدي
بقول بعينك!
ابتسم بتسلية علي تحديها السافر له و ود لو كان المكان مختلفا حتي يبرهن لها علي نواياه ولكنه اشتاق لخوض تحدي آخر معها فقال بفظاظة
بخصوص العيون امال نضارتك فين مش شايفها بقالي فترة
اغتاظت من سخريته و فظاظته ولكنها تحاملت علي نفسها فقالت بابتسامه صفراء
موجودة لو محتاجها ممكن ابعتهالك.
لم يتسني له الاجابه عليها فقد أتاه اتصال مهم فقام بالرد عليه بينما هي هبت من مكانها تقف أمام الزجاج العاكس للمقهي من الداخل و انشغلت بمراقبة شقيقتها التي كانت تتحدث بتيه و ضياع رق له قلبها كثيرا و أخذت تتضرع الي الله أن تنال ما تستحق من السعادة فهي عانت كثيرا بينما هو كان يطالعها بانتباه يريد تحطيم الحواجز التي تفصل بينهم ولكنه مكبل بواجباته تجاه عائلته اولا و من بينهم شقيقه وتلك المسكينه التي لا
يعلم كيف ستجد الراحه طريقها إليها فتبعها إلي حيث تقف زافرا بحدة و أخذت نظراته التي كانت مصوبه أمامه تتفرق بلامبالاة في وجوه المحيطين بهم بينما قلبه كان عالقا بها منتبه كليا لكل ما يصدر منها و تابع ممسكا بطرف حديث بينهم لا يريده أن ينقطع أبدا
شايفه أن علاقتهم دي ممكن تنجح
عارضته مصححه
هي أصلا لسه مبقتش علاقه عشان نفكر إذا كان ممكن تنجح أو لا
ارتشف من الكوب الخاص به قبل أن يغمغم ساخرا
كمان.. الله يعينك يا سليم !
اغتاظت منه فحاولت رد سخريته بما يماثلها
والله كل واحد بيحصد الي بيزرعه.. و اللي زرع شوك مش زي اللي زرع ورد.
علق ساخرا
المبالغة و الستات!
مش مبالغة علي فكرة بس هو غلط في حقها و يستاهل
صاح بنفاذ صبر
ماهو بيعمل المستحيل عشان يصلح غلطه.
التفتت تناظره بغل اختلط مع نبرة صوتها حين قالت
مش كفايه . مفروض يداوي الچرح الى جرحهولها الموضوع مش سهل و لا هيخلص بين يوم و ليلة..
ضاق صدره من جدال عقيم كان هو بوادى و هي بآخر فقال بملل و نظرات حانقه
طب و لو
خلقه ضيق و عايز ينجز في الليله كلها يعمل ايه
كانت تهوي استفزازه سابقا اما الآن فهي غاضبه منه و من نفسها و من تلك القيود التي ستغرقها بأعماق المحيط دون القدرة علي التحرر أبدا
هو سلق بيض ايه ينجز دي
غلف الڠضب نظراته حين قال بفظاظة
ماهي الأفعال مش نافعه يعمل ايه تاني ېموت نفسه !!
خرجت الكلمات مندفعة من بين شفتيها حين أجابته
يقولها.. وهي هتعرف منين هو بيعمل كدا ليه بټضرب الودع مثلا.
رفع إحدى حاجبيه استنكارا تجلي بنبرته حين قال
يقولها! على اساس انها كل دا مفهمتش!!
تحلت بفضيلة الشجاعه وقالت مؤكدة
ايوا طبعا. لازم يعرفها عشان تقف علي ارض صلبه..
غلف المكر عينيه التي ضاقت حين قال
بتخابث
يعني أنت شايفه أنه لازم يقولها
بشجاعه غير معهودة يغلفها توسل مبطن
ايوا طبعا لازم
تحدثت عينيه أولا والتي كانت مسلطه بقوة علي خاصتها حين قال بنبرة قويه ولكن خافته
طب لو واحد بيحب واحده الحب نفسه قليل عليها يعمل ايه يوصلها إحساسه بيها ازاي
شعرت بأنها مھددة بالسقوط أمامه فنظراته حاوطتها بشكل لم تعهده سابقا و كأنها تحصرها بينه و بين كلماته التي جعلت نبضاتها تتعثر بقوة داخل صدرها ولكنها حاولت الحفاظ علي ثباتها حين قالت باستنكار
دي مبالغه منه أو وسيله للهروب مفيش حد الحب قليل عليه
عاندها قائلا بعينين تقطران عشقا
في يا فرح.. زي
مافي مشاعر بتتظلم لما نسجنها في كلمه حب قليله اوي عليها..
اجتاحتها زوبعة من المشاعر المتضاربة بقوة كان أولها الترقب و اللهفه وآخرها الخۏف الذي لأول مرة تتجاهله قائله بشفاه مرتجفه
يعمل الي عليه و يقول اي حاجه وهي اكيد هتفهم و تحس
باغتها سؤاله الذي يشوبه اللهفه
ولو كان خاېف من رد فعلها
اجابته باندفاع مستنكرة
خاېف!!! الي اعرفه عنه أنه مابيخافش
لأول مرة يغزو قلبه الارتياح منذ أن وقع بعشقها ولكنه أراد الوصول لأقصي درجات الأمان معها فسألها بتخابث
هو مين الي مبيخافش
هاه..
شعرت بوقوعها بالمصيدة التي نصبتها عينيه ولم تعد تستطيع الحديث للحظات فاقترب منها خطوة متجاهلا وجود الناس حولهم وقال بلهجه ملحه
مين الي مبيخافش يا فرح
كانت كمن يحاول تحريك جبلا شامخا من مكانه . لا تعلم هل مخطئة ام مصېبه ولكنها شعرت بموجه من العبرات تجتاح مقلتيها مرورا بقلبها الذي ضاق ذرعا بما يحدث فانثاقت خلف لحظات چنونيه اغرتها بالتخلص من حمل هذه المشاعر التي ستهلكها يوما ما فقالت بانفعال
أنت عايز ايه عايز تسمع مني ايه عايزني اقولك اني ....
سالم..
قاطعها مجئ شيرين التي كانت تراقب ما يحدث من بعيد ولم تستطيع الصمت أكثر و خاصة وهي تعلم عندما رأته يخرج بتلك الطريقه أن الأمر متعلق بها
تفاجئ الإثنان من وجودها ولكنها اختارت أكثر توقيت خطأ لقدومها فقد نفذ صبره من كل شئ فلم يمهلها سالم الوقت للحديث بل قام بجذب يد فرح متجاهلا وجودها وهو يقول بصرامه
تعالي معايا..
لم تقدر علي مقاومته فبلمح البصر وجدت نفسها تستقل السيارة بجانبه بينما كان هو يقود بسرعة كبيرة لم تعهدها منه فقالت باندهاش
احنا رايحين فين
أجابها باختصار
هنقول الكلمتين الي مش مكتوبلنا نقولهم دول..
سقط قلبها بين قدميها خوفا من القادم أو لنقل أنه الترقب الذي جعل جميع خلايا جسدها ترتجف فقدوم شيرين أنقذها من تلك السقطة التي كانت ستقع بها و هو اعترافها بمكنونات صدرها ولكن ما فعله الآن جعلها تتخبط قلقا و خوفا و ترقب
سرعان ما توقفت السيارة أمام شاطئ معزول ليترجل هو منه يقف أمام زجاج السيارة ناظرا إليها بتحدي تجلي في نبرته حين قال
هتنزلي ولا اجى انزلك أنا
لم يكن أمامها مفر فلابد أن تنقذ كرامتها و كبرياءها و تجد عذرا مقبولا لما حدث منذ قليل لذا تحلت بالشجاعه و ترجلت من السيارة تتوجه اليه وهي تنوي مجابهته و نفى تلك التهمه التي الصقتها بنفسها نتيجه مشاعر هوجاء
سالم انا..
بحبك
..
ةلو كانت تصرفاتي مقالتهاش فأنا بقولها دلوقتي. بحبك يا فرح..
كانت تلك المرة الثانيه التي تقع علي مسامعها تلك الكلمة التي لم تكن تتخيل أن تسمعها منه بل وتراها بعينيه بذلك الوضوح . تستشعرها من كفيه اللذان يعانقان كفوفها المرتجفة بحنان جعل العبرات تتقاذف من مقلتيها تعبيرا عن تأثرها بينما خرجت الكلمات متلعثمة من علي شفتيها حين قالت
انت. يعني . انا. ازاي . اقصد . امتي..
لم يكد أن يجيبها حتي دق جرس الهاتف وكان المتصل سليم لذا أجابت بلهفه و تلعثم
آلوو .. سليم.. في ايه. جنة . حصل ايه
لم تكن لها القدرة في السيطرة علي نفسها ولا مشاعرها فارتسمت ابتسامه حانيه علي ملامحه جعلت الاحمرار يغزو خديها حين جذب الهاتف من
متابعة القراءة