قطة في عرين الأسد بقلم بنوتة أسمرة
المحتويات
ده دلوقتى ومستناش انك تروحى بيتك
نظر الى الرجل الواقف بجواره وأشار له بعينه تجاه مريم .. أقبل الرجل تجاهها فقامت من مكانها وانذوت فى أحد أركان الغرفة وهى تبكى قائله بفزع
حرام عليك اتقى ربنا
التصقت بالحائط خائڤة مړعوپة فقال حامد للرجل قبل أن يصل اليها
استنى يمكن تكون عقلت
ثم الټفت الى مريم قائلا
قالت وهى تبكى بحړقة
حسبي الله ونعم والوكيل فيك
انت ايه معندكش ضمير مش خاېف من ربنا
قال حامد بتهكم
أنا قلبي مېت مبخفش من حاجه
قالت مريم وهى تنظر اليه بإحتقار
فعلا انت قلبك مېت
أشار حامد بعينه الى الرجل ليتقدم بإتجاه مريم هم الرجل بلمسها فأنزوت أكثر لتبعد نفسها عنه وهى تصرخ قائله
توقف الرجل ونظر الى حامد ينتظر اشاره منه فأشار له حامد بالتراجع ووقف من مريم قائلا بحزم
خليكي فاكرة يا قطة ان مش حامد اللى يضحك عليه .. لو بتقولى كده عشان تخلصى منى وتبلغى عن اللى حصل أول ما توصلى القسم تبقى بتلعبى فى عداد عمرك .. ولو روحتى فين هجيبك يعني هجيبك
ثم قال بشراسة
وساعتها مش هعتقك .. فاهمانى .. مش هتعقك
اتفضلى يا مدام المحامى منتظرك تحت عشان يروح معاكى القسم
نزلت مريم للدور الأرضى من الفليا وهى تراقب ما حولها .. كان رجلا فى انتظارهم بالأسفل فقال حامد للرجل
خلاص مدام مريم اعترفتلى بكل حاجة وحابه تريح ضميرها وتقول الحقيقة
حفظتى اللى هتقوليه
قالت دون أن تنظر اليه
أيوة
قال بنبره محذره
أى غلطة عارفه ايه اللى هيحصل
تنهدت قائله
عارفه
ركبت مع المحامى فى السيارة التى انطلقت بهما الى قسم الشرطة
أرجوك يا طارق اتصل ب مى صحبتها يمكن تكون عندها
قال طارق
حاضر يا مراد متقلقش
اتصل طارق ب مى التى قالت له بهلع
لا مجتش عندى ومتكلمناش مع بعض وأول مرة أعرف بموضوع الطلاق ده
قال طارق بقلق
ياريت لو كلمتك أو عرفتى أى حاجة عنها تعرفيني لأن مراد هيتجنن عليها
حاضر بس ياريت لو حضرتك وصلت ليها تعرفنى لأنى أنا كمان قلقانه أوى
قال طارق
خلاص ماشى اللى يعرف حاجة الأول يكلم التانى
كان مراد فى حالة يرثى لها وهو يسير فى الشوارع بسيارته هائما يبحث عنها بعينيه .. يعلم بأنه لا يستطيع تقديم بلاغ عن اختفائها .. أخذ عقله يفكر بسرعة وهو يحاول أن يجد حلا .. لا يمكنه الجلوس والانتظار حتى تظهر أو حتى يمر 24 ساعة ليستطيع تقديم البلاغ .. اتصل بأمه فقالت
لا مكلمتنيش ولا كلمت حد من البنات .. لا حول ولا قوة الا بالله .. أنا خاېفه عليها أوى
قال مراد
طيب اقفلى دلوقتى ولو كملتك عرفيني
قالت ناهد بلهفه
ولو عرفت حاجة عرفنى يا مراد أنا اعده على أعصابي
كان مراد ينهج بشدة وقلبه يخفق پجنون وبهلع .. شعر بغشاوه من العبرات تظلل عينيه وهو يتمتم
يارب .. يارب احفظها
وقفت مريم خارج مكتب الضابط فى انتظار المحامى .. الذى خرج بعد عدة دقائق واشار لها بالدخول قبل أن تدخل همس فى أذنها
حامد بيه مستنى تليفون منى
نظرت مريم الى المحامى بإحتقار .. كيف يبيع رجل قانون ضميره هكذا .. دخلت مريم وجلست وجلست المحامى قبالتها وهو ينظر اليها نظرات ذات مغزى فخفضت بصرها حتى لا ترتطم عيناها بنظراته المهدده .. قال الضابظ وهو يعقد كفيه على المكتب
ها يا مدام مريم .. محامى حامد بيه بيقول انك عايزه تغيري أقوالك
صمتت مريم فقال المحامى
ايوة يا باشا هى اضطرت تعمل كده عشان كانت خاېفه من جوزها اللى هو دلوقتى طليقها لكن خلاص هى اطلقت منه ومعدلوش حكم عليها
قال الضابط للمحامى
لو سمحت سيبها هى تتكلم
ثم نظر الى مريم التى تطرق برأسها قائلا
ها يا مدام مريم عايز أسمع منك
أخذت مريم تفكر فى الوضع الذى زجت فيه .. تذكرت كلمات حامد المھددة اياها پالقتل أو ما هو اسوأ .. تذكرت نظرات الرجل الخبيثة التى رمقها بها وهو يقترب منها .. تذكرت بيتها الذى يخلو الا منها .. تذكرت وحشة الليل والسكون الذى يغمر بيتها كلمها حل المساء .. لكنها وسط كل ذلك تذكرت شيئين .. تذكرت مراد الذى لا ولم لن تؤذيه أبدا .. شهادتها التى يريدها حامد أن تشهد بها ستؤذى مراد بشدة وقد يسجن بسببها .. وتذكرت ربها .. وتلك الآيات التى قراتها كثرا فى سورة النساء وهى تقيم الليل يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا .. وتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا قالوا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله و عقوق الوالدين و جلس وكان متكئا فقال ألا و قول الزور قال فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت .. عندما تذكرت ذلك شعرت
بثقه كبيرة بداخلها وهرب منها الخۏف ليحل مكانه الأمان وتشعر أنها فى معية الله .. كرر الضابط كلامه قائلا
مدام مريم عايز أسمع منك شهادتك الجديدة
رفعت نظرها الى المحامى بعدما شعرت بأن كل الخۏف بداخلها قد تبدد لم تعد نظراته المهدده تجدى نفعا معها .. التفتت الى الضابط وقالت بثقه
لا مش هغير أقوالى يا فندم
نظر اليها المحامى بصرامة فتجاهلته تماما .. فقال الضابط بإهتمام وهو ينظر اليها
يعني الاستاذ مراد مأجبركيش انك تشهدى بشهادتك الأولى
قالت مريم بثقه شديدة
لأ محشد أجبرنى .. كل اللى قولته حصل .. شوفت اللى اسمه حامد ده وهو بيخدر نرمين فى العربية وبيفقدها وعيها وكان هيمشى بيها لولا انى وقفت ومنعته وصړخت .. ورماها من العربية وهرب .. ده كل اللى حصل
نظر الضابط الى المحامى قائلا
ابقى اتأكد من المعلومات اللى عندك قبل ما تبلغنا بيها
شعر المحامى بالحرج والغيظ ..
قالت مريم بحزم
وعايزة أأقدم بلاغ فى حامد پتهمة خطفى
قال الضابط بدهشة
ازاى
قصت عليه مريم ما حدث بالتفصيل فقال لها
تمام هنفتح محضر بالكلام ده بس محتاجين بطاقتك
قالت مريم
بطاقتى فى البيت هروح أجيبها وارجع تانى
أومأ الضابط برأسه وهو ينظر الى المحامى شزرا .. نهضت مريم قائله
تسمحلى أمشى
أشار الضابط الى الباب قائلا
اتفضلى
خرجت مريم وخلفها المحامى .. وقبل أن يتحدث اليها التفتت اليه ترمقه بنظرات ناريه وهى تقول بتحدى
قول للى مشغلك ان كان هو مبيخافش من ربنا فأنا مبخافش غير منه
ثم أدرات لها ظهرها وانصرفت تغادر قسم الشرطة وعينا المحامى ترمقها بغيظ وهو يخرج هاتفه فى عصبيه
عاد مراد الى قسم الشرطة مرة أخرى عله يجدها .. فدخل الى الضابط الذى طمأنه على مريم وقص عليه بلاغها الثاني .. امتقع وجه مراد وهو يستمع اليه والى ما حدث ل مريم من حامد
عادت مريم الى بيتها وفى عقلها شئ واحد .. خۏفها على مراد .. خاڤت من أن تطاله يد حامد لتصبيه بمكروه هو أو أحد من أهل بيتسه .. انتبهت الى كونها تفكر فيه أكثر من تفكيرها فى نفسها .. وخائفه عليه أكثر من خۏفها على نفسها .. تذكرت عندما رأته أمام الباب أمس .. شعرت بحنين جارف اليه .. شعرت بالضيق الشديد من هذا الشعور الذى راودها .. جلست لتخبئ وجهها بين كفيها .. حدثها عقلها ليقنع قلبها قائلا
لا تقلق أيها القلب فما تشعر به ليس سوى حنين لرجل يشبه حبيبك
قال القلب بحيرة
أأنت متأكد أيها العقل .. أتجزم بذلك
قال العقل بثقه
طبعا متأكد .. لا تقلق فما تشعر به طبيعي وسيزول مع الوقت .. فقط أنت تحتاج الى وقت أيها القلب
صمت القلب قليلا ثم قال
لكننى أحفظ دقاتئ جيدا أيها العقل .. وتلك الطريقة التى أخفق بها عندما أكون قريبا منه .. تشى بأننى قد أحمل له شيئا بداخلى
قال العقل بعند
لا تردد هذا كثيرا حتى لا تقنعنى به .. افعل ما أقوله لك .. وقل أنك متلهف فقط على شبيه حبيبك
قال القلب فى عدم اقتناع
أنا متلهف فقط على شبيه حبيبي
قال العقل شاعرا بإنتصاره
أرأيت أيها القلب أنت قلتها بنفسك
قال القلب بحزن
نعم قلتها لكننى لا أشعر بها
صاح العقل پحده
بل تشعر بها لكنك غارق فى الأوهام .. افق قبل أن ټحطم نفسك بنفسك يكفيك يا فيك .. أنا العقل وأنت القلب .. انا دائما أكون على حق .. لكنك تخطئ وتصيب .. استمع الى فأنا أكثر حكمة منك .. أنا الذى أدير هذا الجسد وأتحكم فى كل وظائفه .. لماذا لم تترك لك هذه المهمة وأوكلت لى وحدى .. لأننى قادر عليها .. وقادر الآن على ارغامك بما أريد
قال القلب بإستسلام
معك حق أيها العقل .. قوتك أكبر منى .. سأردد كلماتك الى أن اقتنع بها .. فلا أريد سوى راحة هذا الجسد .. ومادامت راحته فى الاستماع اليك فسأفعل
قال العقل مبتسما بثقه
رائع أيها القلب .. انت على الطريق الصحيح الآن .. استمر هكذا وتستريح للأبد .. وتذكر أنا دائما على حق
انتهت المحادثة بين عقل مريم وقلبها لتشعر بالراحة لما انتهى اليه النقاش .. تذكرت خطابات ماجد تلك الخطابات التى يبث فيها كلماته التى تطمئنها وتنزل بردا على قلبها .. هبت واقفة وفتحت دولابها لتخرج الخطاب .. الخطاب الذى رفضت أن تفتحه منذ أن أصبحت زوجة ل مراد .. جلست على فراشها .. تذكرت مراد واتهامه اياها بالخېانة .. نظرت الى الخطاب وهى تشعر بأنها تحررت .. تحررت من القيد الذى منعها من قراءة خطابات ماجد .. لم تعد الآن زوجة ل مراد .. أصبح من حقها قراءة الخطاب دون أدنى شعور بالذنب .. نظرت الى الخطاب تقلبه بين يديها .. نظرت الى يديها بإستنكار .. لماذا لا تفتحيه بلهفه كما .. أأتفقت كل جوارحى اليوم ضدى .. لماذا لا ترتعشين بلهفه وشوق .. لماذا أيها القلب لا تخفق
بلهفه كما اعتدت عندما أهم بقراءة خطابات حبيبى .. ألم تسمع ما قاله العقل لك منذ قليل .. تحدث القلب بوهن قائلا
آسف أيها الجسد .. أنا ما خلقت لأفكر .. بل خلقت لأشعر .. ورغم كل الكلمات التى أسمعنى اياها عقلك ..
متابعة القراءة