الباشا الجزء الاول
المحتويات
السيدان في تمام الساعة السابعة صباحا دوسفيدانيا يعني وداعا بالروسية.
قام كل من رامز و كامل ورحلا شاكرين فيراشكا ببسمة وذهبا إلى بيتهما...
بعد فترة جلس رامز بعد أن أبدل ملابسه بمنامته ذات القميص البيتي قطني الملمس بلون سكري وبنطال قطني أزرق فاتح اللون نظر إلى كامل الذي ارتدى منامه بيضاء متماثلة الشكل بخطوط سوداء عريضة وهو يتمدد على الفراش عقد رامز حاجبيه وسأل كامل إنت هتنام يا كامل
أه هنام...هعمل إيه يعني الشغل بكره.
التقط رامز الملف على المنضدة الصغيرة بجانب الفراش
والجمل دي هتحفظها إمتا
تثاءب كامل مرة أخرى وأدار جسده للجهة الأخرى
هحفظهم متقلقش لو هتصحى يا ريت تطفي النور وتقفل الباب وراك.
كاد رامز أن يلقيه بأي شيء أمامه ولكنه تغاضى عن ذلك واكتفى بغلق الباب
وتركه وجلس بالمقعد الخشبي وتذكر حارة الكوفتي و قاسم و...و نسمة ثم هتف
ما تشد حيلك يا رامز وفكك من الحارة المعفنة دي.
وأخذ يقرأ ما بالورق بجدية تامة لأن طموحه أن يصل لمراتب عالية فيما بعد فهذا دأبه أن يصل لأي شيء ولو على حساب ومشاعر آخرين مثل نسمة ثم عقد حاجبيه بشدة عندما تذكر يونس فلقد علم بخطبة يونس إلى نسمة وهو يكلم والدته وقال بمقت
عادت فريدة من جامعتها متأخرة قرب أذان المغرب وخطت بداخل حارة الكوفتي وهي تحمل أدوات الهندسة الخاصة بجامعتها ثم دلفت إلى المكتبة لتسأل مدبولي
عم مدبولي هو البشمهندس عمر جه المكتبة إمبارح
هز مدبولي رأسه وهو يرتشف كوب الشاي خاصته والأبخرة تتصاعد منه
ثم همس وكأنه لا يريد لأحد أن يسمعهم
بس باينه تعبان.
هتفت فريدة بلوعة
تعبان تعبان إزاي
ثم لاحظت بسمة مدبولي وهو يراقب خوف عينيها فعدلت نبرتها إحم قصدي...يعني هيجي إمتا فلوسه معايا
ضحك مدبولي وقال
خلاص يا فريدة هاتي الفلوس وأنا هديهاله.
كادت أن تفعلها فريدة ولكنها أعادت يدها للخلف
لأ دي أمانة يا عم مدبولي لما يجي هديهاله بنفسي.
اللي تشوفيه يا بنتي وعموما المهندس عمر بيجي المكتبة كل يوم الساعة ستة كده زي معادك دلوقتي.
احمرت وجنتا فريدة وسعلت
طب خلاص شكرا يا عم مدبولي .
وتركت فريدة المكتبة بسرعة هربا من نظرات مدبولي الذي قال وهو يضرب كف بكف ضاحكا
العيال كبرت و بقت بتحب. على عمك مدبولي بردو.
وجد عفاف قد فتحت الباب وهي ترحب به
أهلا...أهلا إزيك يا يونس إتفضل يا حبيبي.
دلف يونس شاكرا إياها على ترحابها وجلس على الأريكة سألته عفاف وهي تقوم من أمامه متأهبة للذهاب إلى المطبخ
تشرب إيه يا يونس ولا إتغديت...أما عاملة شوية كشك بالفراخ تاكل صوابعك وراها.
وضع يونس يده علامة الاكتفاء
تسلم إيدك يا طنط...بس أنا والله متغدي.
عبست عفاف
كده يا يونس من أولها
و بتعمل غريب علينا.
نفى يونس بسرعة
يا خبر ازاي بس دا انتي زي ماما يا طنط والله و علشان متزعليش لو ممكن اتغدا كمان شوية.
تبسمت عفاف وربتت بيدها على كتفه
ربنا يجبر بخاطرك يا بني.
ثم نظرت إلى الغرفة
نسمة جاية حالا.
ثم تركته وهو قام بإيماءة صغيرة كاد أن يفكر برسالة نسمة بالأمس التي كتبت فيها بأن يأتي إليها و تتحدث معه
حتى سمع صرير باب الغرفة ووجد على أعتابها نسمة التي ارتدت ثوب بلون القهوة طويل يغطي ساقيها بالكامل وقد كانت أكمامه طويلة حتى رسغيها وتركت لخصلاتها العنان واضعة غرة فوق جبهتها لتظهر جمال وجهها الطيب البريء ومع بسمتها أخذت لبه وقالت وهي تتجه إليه
إزيك يا يونس .
قام يونس ولم يصافحها ولكنه اكتفى بنظرته إليها الحالمة واللمسة التي كاد يفعلها ليدها ولكنه لا يسلم على الچنس اللطيف لأنه يتقي الله ويطبق شرعه و نسمة تعلم يونس جيدا جلست بمقابلته على المقعد الكبير التابع للأريكة بنقشتها ذات الورود الكبيرة وقالت وهي تضع خصلتها خلف اذنها
عامل ايه ماما بتعملك حاجة تشربها
هز يونس رأسه نفيا وهو ما زال يتأمل محياها الجميل
الحقيقة هتغدا معاكم... بس كمان شوية.
ثم رفع يده وكأنه يتشبه ب عفاف
أما عاملين شوية كشك هأكل صوابعي وراهم.
ضحكت نسمة على فعل يونس وقد شعرت أنه خفيف الظل
إنت فظيع يا يونس .
ثم هدأت سائلة إياه
يعني هتتغدا معانا
أشار إليها مصطنع الحزن
ده لو معندكيش مانع يا آنسة نسمة يعني
ضحكت نسمة بصفاء وكأنها ترى يونس لأول مرة وكم اهتز قلبه لسماعه ضحكتها التي تأخذه لمكان وردي جميل يخلو من التفكير.
ثم صمتت نسمة ونظرت إلى يونس بخجل ولاحظ يونس ترددها كما رأى هديته تزين عنقها الجميل تنهد وداعب ذقنه كعادته عندما يدلي باعتراف سألها بهدوء
إسألي يا نسمة
تعجبت نسمة وارتبكت
أسأل!!
ابتسم يونس بخفة وقرب جسده أكثر لطرف الأريكة وقرر النظر إليها مباشرة وبنبرة بدت ل نسمة أنها حنونة بها نوع من الربت وكأنه يربت على قلبها
لازم تعرفي يا نسمة إني حافظك هتستغربي متستغربيش لأن دي الحقيقة أنا حافظك و عارفك من و إنتي بضفاير في المدرسة و بتحبي آيس كريم نوعه إيه و لونك إيه المفضل. كووول حاجة عنك عارفها.
رفعت نسمة حاجبيها دهشة وقربت جسدها هي الأخرى من طرف المقعد حتى تسمعه أكثر وهو يشعرها بأنها ملكة تربعت في عرش قلبه وهي لا تدري التقطت سلسلتها التي أهداها إياها ممسكة بها بتلقائية ظهر انعكاسها بعينيه
ابتسم يونس أكثر
عارفة أنا فرحت أوي برسالتك لما بعتيلي وقلتيلي إنك عايزة تشوفيني.
قاطعته نسمة وهي تضع خصلتها البنية خلف أذنها
أيوة عايزة أشوفك أصلي كنت عايزة أحكيلك عن رامز .
قاطعها يونس وملامح وجهه قد تبدلت لبعض الجمود وبنبرته غيرة قاټلة
أرجوكي نقفل الحكاية دي أنا راضي بيكي كده و بحبك كده من غير ما تقولي أي حاجة عنه بدون ذكر أسماء يعني.
لاحت سعادة بحدقتي نسمة لقد لمست غيرة يونس في نبرته وعينيه معا.
مازحته نسمة
خلاص بلاش كلام في الموضوع ده متكلضمش بقى.
عاد يونس يبتسم من جديد وأردفت نسمة وهي تمسك سلسلتها وتشكره
السلسلة جميلة أوي ومعناها أجمل.
شعر يونس بأن الحر اشتد بفعل كلمات نسمة القليلة ألا تعلم ماذا تكون مكانتها بالنسبة إليه بل ماذا تمثل له هي الحياة بلا منازع.
قاطعه صوت نسمة وهي تتأمل شروده قائلة
يونس يلا الغدا.
قال يونس بمرح
يا سلام هو ده الكلام الكشك.
ثم هتف وهو يرى عفاف وهي تضع الأطباق على السفرة
تسلم إيدك يا طنط.
نظرت إليه بحنو
ألف هنا يا بني يلا الأكل جاهز.
ذهب يونس و نسمة إلى منضدة الطعام وتناولا أطراف الحديث شعرت نسمة براحة وانجذاب تجاه يونس وضحكت فسألها يونس وهو يتناول الطعام
بتضحكي على إيه
وسألتها عفاف
خير يا
متابعة القراءة