قصه جديده بقلم اسماء عبد الهاديةكامله

موقع أيام نيوز

بالداخل ممكن من فضلك تيجى تشوف لبنى بنتك بقالك مدة كبيرة مجتش تزورها
اومأ يزيد برأسه ليرى من هى ابنة معتز تلك ومشى معها متوجها نحو الخارج بينما هى كانت تصعد الدرج لاعلى التفتت له قائلة ومازالت لمحه الحزن فى عينيها معتز انت رايح فين انت مش هتيجي تشوف بنتك غيرت رايك ولا ايه
رفع يزيد احد حاجبيه فى تعجب ظن أن ابنة معتز فى المنزل مثلا لكنه تفآجىء بها تصعد لاعلى اي انها هنا فى المشفى ترى اتعمل هنا مثلا ام انها اجفلت عينى يزيد عندما جال بخاطره انها ربما تكون مريضه اجل هذا هو التفكير الصائب فتسنيم زوجته قالت لما لم تعد تزورها
صعد معها الدرج وسار فى الرواق الى أن وصلت الى غرفة بها العديد من الاجهزة والتى جميعها متصلة بفتاة صغيرة لم تبلغ بعد الخامسه عشر من العمر اقل ما يقال انها جميله فوجهها ابيض جميل كالبدر فرغم الاجهزة الموصولة بها فهى قطعه من القمر ترقد امامه رغم هزاله جسدها الصغير وشحوب وجهها ولكن يالا الاسف فيبدوا انها بحاله حرجه جدا لتتصل بها كل هذه الاجهزة لتبقيها على قيد الحياه رغم أن هذه اول مرة يراها فيها يزيد الا انه حزن كثيرا لمرضها فهى مهما كان والدها مچرما لا تستحق ذلك تمنى لها الشفاء من كل قلبه لوهله هلع قلبه عندما يتذكر أن ممكن أن تكون ابنته نادين مكانها ماذا سيكون شعوره بالطبع سيكون شعوره مريعا فحمد الله على سلامة عائلته وتمنى لو يزول المړض عن هذه الصغيرة والتى تكبر ابنته بسنة او اثنتان فقط على اقل تقدير
كان هو يقف مكانه لا يستطيع الحراك والتقدم اكثر فى حين أن تسنيم تقدمت الى ابنتها واخذت تتحدث معها وكأنها تسمعها وتشعر بيدها التى تمررها على شعرها الاشقر الجميل 
تسنيم لبنى حبيبتي اخبارك ايه دلوقتيوحشتينى اوى ياقرة عينى قوميلى بقا يا لبنى طولتى الغيبه عليا اوى انا مبقتش قادرة اتحمل وادمعت عينيها ولكنها سرعان ما تداركت انها مع ابنتها ولا ينبغى أن تكون ضعيفه امامها فمسحت دمعه فاره من عينيها بسرعه وقالت وهى تحاول أن تبتسم لبنى عارفه مين جه النهاردهبابا يالبنى بابا حبيبك جالك خلاص ومش هيتأخر عنك تانى هيجى يزورك كل يوم لحد ما تخفى وتقومى لنا بالسلامه ياقلب ماما
قالت ذلك ولم تعد تستطيع التحمل اكثر فاشارت لمعتز أن يتقدم ففعل وتقدم من الفتاة الصغيرة فى حين أن تسنيم خرجت مسرعه من الغرفه تفرغ المها وحزنها على هيئة شلالات من الدمع
اقترب يزيد من الفتاة وطبع قبلة صغيرة على جبينها فيزيد حنونا جدا على الاطفال ويحبهم كثيرا رغم المظهر الخارجي له لا يدل على ذلك فمظهره دائما يعطى انطباع بالجديه والصرامه والعبوس
امسك يدها الصغيرة والتى اصبحت زرقاء من كثرة الابر التى تتصل بها اشفق عليها كثيرا وود لو يعرف لما هى ترقد هكذا وكأن لا حياة فيها لذا قرر أن يخبر تسنيم بالحقيقه ولتخبره بكل ما تعرفه عن زوجها فيبدوا انها ليست سيئه مثل زوجها فاخلاقها وتعاملاتها مع من بالمشفى لا تدل على ذلك ابدا
كلما ود أن يخرج ويترك الصغيرة فقلبه لا يتحمل رؤيتها هكذا وجد شيئا يحثه على المكوث معها اطول فترة ممكنه فمكث الى جوارها ويظل يرتل لها بعض ايات القران الكريم بصوت عذب داعيا الله لها من كل قلبه بالشفاءفلا دخل بالعداء الذى بينه وبين ابيها بتمنى لها الشفاء والعودة الى صحتها مرة اخرى
ظل معها بعض الوقت يرتل تارة ويدعوا تارة اخرى الى انه احس أن تسنيم تأخرت فى الخارج فذهب ليبحث عنها فوجدها ټدفن رأسها بين ساقيها وتبكى بشدة وهى جالسه على احد المقاعد الموجوده فى الرواق فى ذلك القسم والذى على ما يبدو انه ليس به مرضى غير لبنى ولا احد يقصده سوى الممرضات الاتى يتابعن حالة لبنى
اقترب منها قائلا ان شاء الله هتبقى كويسه خلى املك فى ربنا كبير
استغربت تسنيم ذلك الصوت ونظرت لمصدر الصوت فما وجدت امامها سوى معتز فاعتدلت فى جلستها ونظرت له فى استغراب وهى تقول وسط دموعها معتز صوتك متغير ليه
ليجلس يزيد الى جوارها ومحافظا على مسافه كافيه منها
ويقول هفهمك كل حاجه بس على شرط انتى كمان تحكيلى كل حاجه تعرفيها عن معتز
تسنيم احكيلك عن معتز ثم قالت پخوف وهبت واقفه امال انت تطلع مين
قام يزيد ووقف قبالتها مټخافيش انا هقولك على كل حاجه بس الاول تهدى انتى مش شايفه كثرة البكا عمل فيكى ازاى
لتقول تسنيم بنفاذ صبر ملكش دعوى باللى انا فيه وقولى انت تطلع مين وازاى انا قدامى معتز ومش صوته انت عايز تجننى يامعتز عايز تعمل ايه فيا اكتر من كده حرام عليك بقا والله العظيم انا مبقتش قادرة اتحمل اكتر وسقطت مغشيا عليها
صدم يزيد عندما رأها تسقط امامها فحال دول اصتدامها بالارض واسندها بذراعه وحاول أن ينادى على اى ممرضه فلم تسمعه اى منهن لان الرواق كان خالى فقرر حملها فى الفراش الخالى الذى بغرفه لبنى والذى على ما يبدو انه يخصها فى الأساس
وضعها برفق على الفراش
ودثرها بالملاءه لمزيد من الستر لها وذهب ليبحث عن احد ما يساعده وهو يقول يارب هو ايه اللى بيحصل دهالظاهر انك يامعتز وراك سر 
اخذ يبحث فى الغرف عن احد لم يجد فزفر بضيق وهو يهبط السلم لاسفل باحثا عن طبيب او ممرضه وهو يقول فينك يامنى كان زمانك فوفتيها بسرعه
فوجد اصوات تصدر من غرفه ما بالدور الاسفل فقرر الذهاب هناك والسؤال عن طبيب
عندما اقترب اكثر سمع اصوات انثويه ووجد الباب مفتوحا فتنحنح وهو يقف جانبا غير مظهرا نفسه فليس من الائق أن يدخل هكذا غرفه فتيات ربما يكن دون حجاب او متخففات من ملابسهن
وكذلك من الادب انه عندما تقصد منزل احدهم وتود أن تطرق الباب فلتطرقه وتقف جانبا وليس فى وجه الباب فتكشف عورة المنزل والذى ربما لا يريدون احدا أن يرى من بالداخل او ليسوا باستعداد لاستقبال احد الان
وعليك اذا طرقته أن تطرقه ثلاث مرات وان لم يفتح لك الباب فلترجع ولا تكن ثقيلا فتظل تطرق الباب مرارا وتكرارا بل وتزيد الطين بلة بالطرق بشدة فلربنا يكون اهل المنزل نائمين فتوقظهم لا والله هذا ليس من الادب وليس من سمت الاسلام ابدا فرسولنا الكريم صلوا عليه قال فى اداب الاستئذانمن اطلع على قوم فى بيتهم بغير اذنهم فقد حل لهم أن يفقؤوا عينه 
وقالالاستئذان ثلاث
وقال إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع 
صلوات ربى وسلامه عليه خير خلق الله 
وهذا ما فعله يزيد حيث ظل بعيدا عن الباب الى أن انتبهت له احدى الممرضات التى بالداخل فعدلت من وضعيه حجابها ذهبت لترى من بالخارج
فى حاجه ياحضرت 
لو سمحتى المدام اغمى عليها وكنت عايز دكتور بشوفها بس 
هيه فين واحنا نحاول نفوقها
فى الدور اللى فوق
فقالت باستغراب تسنيم
يزيد اه مدام تسنيم من فضلك انا مش عارف اتصرف
فقالت
تم نسخ الرابط