قصه مشوقه

موقع أيام نيوز


ماما يعني خلاص 
شفت الألعاب نسيت تيتة أم إبراهيم بقيت 
مش عاوزها 
حرك ريان راسه بنفي و هو يصحح لها 
لا انا عاوز تيتة تيجي تعيش معانا هنا 
رفعت يارا حاجبيها و هي تبتسم على 
فكرة طفلها التي ستجعلها تشعر بالأمان اكثر 
في هذا المكان حملته و انزلته على الأرض 
و هي تسأله 

بابي و سليم فين 
أشار لها نحو الباب قائلا 
في الاوضة 
همهمت يارا بتفكير ثم قالت 
طب روح عندهم و انا هغسل وشي و أغير 
هدومي و الحقكوا 
سارع الصبي نحو الخارج ليتلحق بوالده 
و شقيقه اللذين كانا يلعبان في الغرفة 
بينما دلفت هي إلى الحمام حتى تغتسل و تغير 
ملابسها و هي لا تزال تفكر في طريقة حتى 
تقنع أم إبراهيم بالمجيئ 
حمل صالح صغيره حالما دخل إلى الغرفة 
ليسأله بحماس 
صحيت ماما 
اومأ له ريان مجيبا أيوا و قالتلي هتيجي 
بعد شوية بتغير هدومها يا بابي 
همس ريان في اذن والده و كأنه يخبره 
سرا خطېرا ثم بدأ يتململ حتى يتركه 
لينضم إلى شقيقه الذي كان مشغولا 
بتركيب القطار الضخم لكن صالح أوقفهم
قائلا 
كفاية لعب دلوقتي عشان ننزل نفطر 
مع مامي 
إجتج سليم الذي كان يرغب في اللعب 
بس إحنا فطرنا يا بابي مامي هي اللي 
صحيت متأخر 
صالح بحزم ميصحش نسيب مامي لوحدها 
هتزعل مننا يلا يا حبابي الأوضة مش هتهرب 
هنفطر و نرجع هنا من ثاني 
سليم بضيق بس انا شبعان مش عايز آكل 
جلس صالح على ركبتيه أمامه حتى يقنعه 
مقترحا طب إيه رأيك إن الجنينة برا مليانة 
ألعاب كبيرة زي اللي في الملاهي 
لمعت عينا الصغير بفرح الذي هتف بحماس 
بجد يا بابي 
اومأ له صالح طبعا و هجيبلكوا العاب ثانية 
كثيرة اوي عشانكوا 
رفع سليم ذراعيه نحو والده حتى يحتضنه
قائلا أنا بحبك اوي يا بابي يا ريت تفضل 
معانا على طول 
إنظم إليه ريان مضيفا إحنا مش عاوزين 
الألعاب إحنا عاوزين بابي يبقى معانا على 
طول زي أدهم إبن انكل أمير 
سليم مؤيدا و هو يضع القطار من يده على الأرض ايوا يا بابي انا مش عايز ألعاب المهم خليك
معانا و متسافرش ثاني مامي قالت انك 
بتشتغل عشان تجيبلنا هدوم و لعب كفاية 
دول و إحنا مش هنطلب حاجة ثاني و هنقعد 
عاقلين 
ضم صالح طفليه الاخر نحوه و هو يتخيل 
كيف كانا يعرفانه و يشتاقان إليه بينما هو لا 
يعلم بوجودهم أصلا ليسأله بفضول 
قولولي يا حبايبي هي مامي كانت بتجيلكوا
لعب و هدوم كثيرة 
سليم ببراءة أيوا إحنا كانت عندنا لعب 
كثير بس مش مامي اللي بتجيبهم 
صحح له ريان قائلا مامي جابتلنا 
كورة و عربية صغيرة المرة اللي فاتت 
سليم بتفكير العربية الزرقاء 
ريان اه يلا يا بابي احسن مامي 
تزعل 
كان صالح يريد أن يسألهم اكثر حتى يعلم 
كيف كانت يارا تعيل أطفاله فطوال ليلة 
البارحة و هو يفكر و ما إن دقت الساعة 
السابعة حتى صعد إلى الجناح بهدوء 
ليجد الطفلين قد إستيقظا للتو بينما 
يارا كانت نائمة أخبرهم ان يتحركوا 
بهدوء حتى لا يوقضوها ثم أخذهم للأسفل
و طلب من المحل الذي تعود على شراء 
ملابس يارا الصغيرة منه أن يرسلوا له 
مجموعة من ملابس الأطفال من أجل طفليه
و كذلك ملابسا أخرى من أجل يارا زوجته 
فقد لاحظ ملابسها البسيطة التي كانت 
ترتديها 
تناول معهم طعام الإفطار و قد إستمتع كثيرا 
في المطبخ و هو
يعد لهم طعامهم المفضل 
ثم ساعدهم في الاستحمام و تغيير ملابسهم 
حتى دقت الساعة العاشرة صباحا ليرسل 
ريان حتى يوقظ والدته التي تأخرت كثيرا 
في النوم 
خرج من الغرفة و هو يمسك بأيديهم 
ليجد يارا تقف أمام باب الجناح و يبدو أنها 
قد خرجت للتو حتى تبحث عنهم ركض 
نحوها سليم حتى ترى ملابسه الجديدة 
لتبتسم له يارا التي كانت ترتدي فستانا
بسيطا ذو لون داكن و معه حجاب جعل 
صالح يشعر بالضيق لكنه اضطر إلى مسايرتها 
حتى يكسبها اولا 
صباح الخير 
هتفت بصوت منخفض ثم إبتسمت لطفلها 
الاخر ليجيبها صالح 
صباح النور نمتي كويس 
يارا باقتضاب أه بس صحيت متأخر 
عشان إمبارح نمت متأخر يمكن عشان المكان جديد 
عليا 
صالح بحنو طيب خلينا نفطر و إرجعي
نامي لو عاوزة 
يارا هما الاولاد لسه مفطروش انا هنزل 
أجزلهم الفطار حالا 
أوقفها صالح قائلا لا مفيش داعي هما 
فطروا و إستحموا و لبسوا الهدوم الجديدة
بس عاوزين يفطروا مع مامي عشان متقعدش
لوحدها 
إبتسمت يارا لهم قائلة بجد عملتوا كل داه 
الظاهر إني كنت في غيبوبة محستش بحاجة 
صالح و هو يفرك عنقه بتردد خلينا ننزل عشان 
نفطر و بعدين عاوز أتكلم معاكي في موضوع مهم 
يارا و هي تظن أنه يقصد موضوع بقائها هنا 
تمام 
بعد أقل من ساعة كانا يجلسان في الحديقة 
يراقبان الطفلين الذين كانا يستمتعان باللعب 
في تلك الألعاب الضخمة لتسأله يارا لفضول 
إنت إشتريت اللعب دي إمتى متقوليش 
النهاردة الصبح 
صالح بنفي لا أغلب اللعب هنا ليارا الصغيرة 
أصلي بجيبها تبات عندي يومين كل شهر 
و لما كان عمرها ست شهور مامتها سابتها عندي 
و سافرت مع هشام عشان يتعالج قعدوا كثير 
حوالي سنة عشان كده يارا قريبة مني جدا و بتعتبرني أبوها الثاني 
صمت قليلا و هو يتابع و قد تحشرج صوته 
و هو يحكي لها بعض الأحداث التي حصلت 
في الماضي 
انا اللي سميتها يارا على إسمك كنت مقرر
أسافر أمريكا و مرجعش مصر ثاني بس لما عرفت 
إني إنجي حامل ببنت مش عارف إزاي غيرت
رأيي و فضلت اربع سنين عايش چثة من غير 
روح كنت حاسس بڼار جوايا مش عايزة
تطفى حتى بعد ما ماتوا هما الاثنين كنت فاكر 
إني هرتاح بس بالعكس فضلت سنتين بتعالج 
عند دكتور نفسي بس من غير فايدة لغاية 
ما عرفت إن مفيش حاجة هتريحني غير المۏت 
بس إمبارح لما شفتك حسيت إن العالم وقف
حواليا مبقتش سامع اي 
صوت أو شايف حد غيرك إنت و لما عرفت 
إن أنا عندي ولدين 
مسح دموعه التي ملأت عينيه و هو يتابع 
مش قادر أوصفلك إحساسي كنت زي 
اللي قضى حياته في اوضة ظلمة و فجأة 
شاف النور لو عايزة تبعدي عني و تاخذي 
الولاد انا مش هقدر امنعك و مش هسيب 
حد يتعرضلك بس انا مش عايز أرجع 
الظلمة ثاني خليكي هنا و انا اوعدك مش 
هتشوفيني أبدا انا بس عايز اشوف ولادي 
مش هقدر أعيش من غيرهم انا هفضل 
في الاوضة اللي تحت و إنت خليكي فوق 
مع الاولاد هنقل هدومي و هديكي مفتاح 
الجناح إعملي أي حاجة المهم خليكي هنا
متحرمنيش من ريان و سليم 
كان يائسا لدرجة جعلت يارا تشفق عليه 
لم تر به صالح الجبار 
الذي لم تكن تتنفس في الماضي إلا 
بأمره و لا ذلك القاسې الذي كان يستمتع 
بعڈابها لتهتف دون شعور منها 
لا انا مش همشي بس خلي طنط 
أم إبراهيم تيجي تعيش معانا هنا 
هز صالح حاجبيه بدهشة من سهولة 
موافقتها فهو كان يعتقد أنها لن تقبل 
و ستخبره عن رغبتها بالرحيل ليوافق 
على طلبها على الفور رغم تنبأه بأيام 
صعبة في المستقبل بسبب تلك المرأة 
التي من الواضح انها ستحول حياته إلى چحيم 
اعملي اللي إنت عاوزاه البيت داه بيتك 
إنت و الاولاد إعتبريني ضيف 
علقت يارا من جديد متذكرة 
بس هي عندها بنتين 
صالح بلامبالاة خليهم ييجوا الفيلا كبيرة 
و فيها اوض كثيرة 
أم إبراهيم لديها فتاتين أصغر من سارة 
مليكة و سهى التي تدرس في الثانوية 
العامة لذلك فإن يارا تعتقد أنها لن تقبل 
بوجود رجل غريب معهم تحت سقف واحد 
قاطع هدوئهم صوت أروى من ورائهم و التي 
لم تكن لوحدها بل كانت بصحبة سيلين 
و إنجي و طبعا الاطفال مما جعل صالح 
يشهق بفزع فمجيئهم قد أفسد عليه خلوته
مع زوجته و أولاده 
إحنا جينا يلا يا عيال إنتشروا 
أنزلت صغيرها زين على الأرض ليركض 
الأطفال نحو الألعاب في منظر جعل 
يارا تضحك على مظهر صالح الذي 
زم شفتيه پغضب و كأنه طفل غيور 
وجد طفلا آخر في حضڼ والدته
إيه اللي جابهم دول انا عايز اقعد 
مع مراتي و عيالي الله يارا اطرديهم
حالا إتصرفي 
ردت عليه إنجي التي وضعت يارا الصغيرة 
على ذراعه يارا صدعتني من إمبارح 
و هي بټعيط عاوزة تيجي تلعب عندك 
تمسكت به الصغيرة ليحتضنها صالح مربتا
على ظهرها فهي كانت متعلقة به كثيرا 
و قد سمعت الجميع يتحدثون عن عودة 
أطفاله و هذا يعني انه سوف ينساها 
و لن تنعم بدلاله من جديد 
هتف صالح مطمئنا إياها مكلمتينيش ليه 
عشان أجيبها 
إنجي و هي تجلس بجانبه مكناش عايزين 
نزعجك 
صالح بلوم متعمليش كده ثاني عشان البنت نفسيتها هتتعب أكيد قلتيلها إن خالك بقى عنده اولاد و مش هيفضل يهتم بيكي زي زمان 
إنجي انا حاولت افهمها الحقيقة عشان 
تتعود من دلوقتي 
تدخلت يارا تتعود على إيه يا نوجة 
دي طفلة مش هتفهم الكلام سيبيها تتدلع 
على خالها داه حتى لايق عليها الدلع مشاء الله 
زي القمر 
مدت نحوها ذراعيها حتى تحملها لتنتقل 
نحوها الصغيرة بسعادة لكن حضور سليم 
المفاجئ الذي كان يراقب ما يحصل منذ 
قدوم اولئك الغرباء اللذين أتوا بالأمس أفسد 
الأمر حيث زمجر بصوته الطفولي يريد إبعاد
هذه المزعجة التي تنتقل بين والديه 
إنت سيبي مامي و روحي عند مامتك اهي 
أشار لها نحو إنجي لينفجر الجميع ضحكا
على هذا الغيور الذي يبدو أنه قد أعلن الحړب باكرا 
لتهتف أروى معلقة پشماتة 
الواد داه عسل
أقسم بالله ههيعلم البت 
المتدلعة دي الأدب عشان تبطل تشوف 
نفسها على العيال 
الفصل السادس و الثلاثون من رواية هوس من اول نظرة
الجزء الثاني 
بعد اسبوع 
كانت يارا تجلس في حديقه الفيلا
تراقب أطفالها و هم يلعبون بتلك الألعاب
العملاقة التي أدمنوها بينما كان صالح ينظر
إليهم من شباك غرفته من وراء الستائر
فبعد ذلك الاتفاق معها لم يعد يظهر كثيرا
أمامها فقط لأجل رؤية أطفاله 
جفل و هو يستمع إلى صوت هاتفه يرن
ليسحبه على الفور من جيب بنطاله ما إن
رأى هوية المتصل حتى زفر بحنق قبل أن 
يجيبه 
عاوز إيه
اتاه صوت سيف الساخر من الجهة الأخرى و هو يضحك بتسلية 
قطعت حاجة مهمة صح 
صالح متذمرا بوقاحة 
لا يا خويا إطمن لسه بحضن المخدة و أنا 
نايم 
تعالت قهقهات سيف مما جعل صالح يلوي شفتيه
بامتعاض معلقا 
انا مش عارف اعمل إيه ثاني عشان ترضى 
عني و تديني فرصة ثانية 
سيف بتشفي 
تستاهل اهو ربنا بيعاقبك عشان مفكرتش في 
غيرك و بوزت علينا حياتنا منك لله يا مفتري 
ظهري بقى بيوجعي من نومة الكنبة 
صالح بتهكم و هو لا يزال يراقب عائلته الصغيرة 
بينما قلبه كان يتضحم بداخله من شدة 
السعادة و لو انها ناقصة قليلا لأن علاقته 
بيارا لا تزال جافة 
يا عم انا بقالي خمس سنين مجبتلهاش 
هدايا فقلت أعوضها إنما إنتوا نسوانكوا 
اللي طماعين 
سيف باستنكار 
بقى هما اللي طماعين و إلا إنت إيدك الي بقت 
فالتة يا مبذر بقى يا مفتري في حد يجيب 
لمراته كل يوم هدية ثلاثين هدية من يوم ما 
رجعت و كل واحدة
أغلى من الثانية إيه عاوز توصل لفين إنت 
كده بتخرب بيوت حرام عليك يا شيخ 
بيوت أحفاد عزالدين بتتعرض لإنقلابات 
و قريب جدا هتتحول لحروب و معارك 
و إحنا غلابى داه هشام لسه مكلمني 
قال إن أختك مطينة عيشته و إمبارح رجع 
بعد الفجر من المستشفى يرضيك يحصل 
كده في اولاد عمك 
صالح و هو يمط شفتيه براحة معلنا 
عن تشفيه 
يرضيني راجل و بيدلع مراته إنتوا مالكوا 
سيف بهمس طب قلي جبتلها إيه النهاردة 
عشان انا سريري واحشني و السلطات العليا 
مش هتسمحلي غير لما اعمر البايانات و أستوفي
كل شروط مطلب الرجوع بتاعي 
صالح بضحك 
لا مسيطر ياظ انا من رأيي تأخذها 
يومين سياحة
في جزيرة الأسدات و هي 
هتتضبط لوحدها 
تنحنح سيف و هو
 

تم نسخ الرابط